ملتقى أحبة القرآن

ملتقى أحبة القرآن (http://www.a-quran.com/index.php)
-   ملتقى الحوار الإسلامي العام (http://www.a-quran.com/forumdisplay.php?f=26)
-   -   قوت القلوب (http://www.a-quran.com/showthread.php?t=19069)

ام هُمام 04-15-2018 07:57 PM

قوت القلوب
 
:1:
قوت القلوب
💟 بسم الله الرحمٰن الرحيم 💟

إنَّ الحمدَ لله نحمدهُ ونستعينُه، ونعُوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، مَن يَهدِهِ الله فلا مُضِلَّ له، ومَن يُضلل فلا هاديَ له، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأنَّ محمّدًا -صلى الله عليه وسلَّم- عبده ورسوله.

وبعد:

▫فكما أنَّ للأبدان أقواتاً لا غنىً لها عنها؛ كذلك للقلوب والأرواح أقواتاً لا تقلّ أهمّيةً عن أقوات الأبدان بل هي الأهم!

💟 وذلك لأنَّ صلاح الجسد كلّه مُتَوَقّفٌ على صلاح القلب.

🔅فعَنِ النعمان بن بشير -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:

" ألا وإنَّ في الجسدِمُضغَةً إذا صلَحَتْصلَحالجسدُكلُّه، وإذافسَدَتْ فسَد الجسدُ كلُّه،ألا وهي القلبُ". [رواه البخاري ومسلم]

🔅قال الله تعالى: ﴿وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ﴾ [البقرة:197].

💬قال الشيخ عبد الرحمن السعدي -رحمه اللهُ -في تفسيره:

«...وأما الزاد الحقيقي المستمر نفعه لصاحبه في دنياه وأُخراه:
⬅فهو زاد التقوى الذي هو زاد إلى دار القرار،
🔹وهو الُموصِل لأكمل لذّة ، وأجَلِّ نعيم دائم أبداً،

⚠ومَن ترك هذا الزاد: فهو المُنقَطع به الذي هو عُرضة لكل شر، وممنوع من الوصول إلى دار المتقين..».

💟 ومِن هنا نرى أهمّية الاعتناء بقوت القلوب وغذاء الأرواح سعيًا لصلاح قلوبنا والنَّجاة ﴿ يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ(88)إِلَّامَنْأَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ(89)﴾ [الشعراء].

واللهَ نسأل أن يرزقنا الإخلاص والسداد وأن يفتح لقلوبنا أبوابًا من الخير ترضيه عنا حتى نلقاه.







:2:

ام هُمام 04-15-2018 08:17 PM

💟 قال ابن القيم رحمه الله- في كتاب "الفوائد":

«فاعلم أنَّ العبد إنَّما يقطعُ منازلَ السَّيْر إلى الله بقلبه وهِمّته لا ببدنه؛

والتَّقوى في الحقيقة تقوى القلوب لا تقوى الجوارح.

▫قال تعالى: {ذَٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ} [الحج:32]

▫وقال -سبحانه-: {لَن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَٰكِن يَنَالُهُ التَّقْوَىٰ مِنكُمْ} [الحج:37]

▫وقال النبي -ﷺ- : "التقوى هاهنا" (وأشار إلى صدره) [رواه مسلم] ».

💟 كما أنَّ النجاة في الآخرة؛
↩ شرطُها ←سلامة القلب.

▫ قال تعالى (عن خليله إبراهيم -عليه السلام-):

{وَلَا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ (87) يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (88) إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (89)} [الشعراء : 87-89]

💟 والأدلّة -على أنّ القلب هو الأهمّ والجوارح تابعة له- في الكتاب والسنّة كثيرة وافرة مستفيضة.

▫💟▫ولهذا:

كان لِزامًا على مَن يحملون همَّ هذه الأمّة (خير أمّةٍ أُخرِجَت للنّاس)
⏪ أن يُوقِظوا قلوبًا غابَت عنها هذه الحقيقة واتَّجَهَت إلى الإكثار من أعمال الجوارح ناسيةً أهميّة مكانة القلب، غافلةً عن ضرورة الاعتناء به وتحرّي سلامته.

ومن هنا انطلقنا

ام هُمام 04-16-2018 06:38 PM

1
💟أهمّية العناية بالقلب:

▪←«..ولما كان القلب لهذه الأعضاء كالمَلِك المتصرّف في الجنود،

▫ الذي تصدر كلّها عن أمره،

▫ويستعملها فيما شاء، فكلها تحت عبوديته وقهره،

▫وتكتسب منه الاستقامة والزيغ، وتتبعه فيما يعقده من العزم أو يحلّه،

💟 قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "ألا وإن في الجسد مضغة إذا صَلحَت صَلحَ الجسدُ كلُّه". [البخاري ومسلم]

▫ فهو مَلِكها، وهي المنفّذة لما يأمرها به، القابلة لما كان يأتيها من هديه، ولا يستقيم لها شيء من أعمالها حتى تصدر عن قصده ونيّته.

▫وهو المسؤول عنها كلها (لأنَّ كل راع مسؤول عن رعيّته).

▪← كان الاهتمام بتصحيحه وتسديده أَوْلى ما اعتمد عليه السالكون، والنظر فى أمراضه وعلاجها أهمّ ما تَنَسَّكَ به الناسكون».

"إغاثة اللهفان-لابن القيّم"

ام هُمام 04-17-2018 07:45 PM

📩 [2]

💟 تربّص الشيطان بالقلب؛ والنجاة منه:

«ولمّا عَلِم عدوُّ الله (إبليس) أنّ المدار على القلب والاعتماد عليه،

▪← أجلَبَ عليه بالوساوس، وأقبَلَ بوجوه الشهوات إليه،

▪ وزيَّنَ له -من الأقوال والأعمال- ما يصدُّه عن الطريق،

▪وأمدَّه -من أسباب الغيّ- بما يقطعه عن أسباب التوفيق،

▪ونَصَبَ لهُ -من المصايد والحبائل-: ما إنْ سَلِمَ من الوقوع فيها لم يسلم من أن يحصل له بها التعويق،

💟 فلا نجاة من مصائده ومكائده إلا:

▫←بدوام الاستعانة بالله تعالى، والتعرُّض لأسباب مرضاته،

▫←والتجاء القلب إليه، وإقباله عليه فى حركاته وسكناته،

▫←والتَّحقُّق "بذلّ العبودية": الذي هو أَوْلى ما تلبَّس به الإنسان ليحصل له الدخول في ضَمان: {إِنّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ} [الحجر: 42].

▫فهذه الإضافة هي القاطعة بين العبد وبين الشياطين،

▫وحصولها يسبّب تحقيق مقام العبودية لرب العالمين،

▫وإشعار القلب إخلاصَ العمل ودوامَ اليقين،

💟 فإذا أُشرِبَ القلب العبوديّة والإخلاص:

▫←صار عند الله من المُقَرَّبين،
▫←وشمله استثناء: {إِلاّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ} [الحجر: 40]».

"إغاثة اللهفان-لابن القيّم"

ام هُمام 04-18-2018 09:41 PM

📩 [3]

💟أقسام القلوب: 1-القلب السليم:

«لما كان القلبُ يُوصَفُ بالحياة وضدّها، انقسم بحسب ذلك إلى هذه الأحوال الثلاثة [صحيح وسقيم وميت].

▫فالقلب الصحيح: هو القلب السليم الذى لا ينجو يوم القيامة إلا من أتى الله به، كما قال تعالى:
{يومَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ* إلا مَنْ أَتَى اللهَ بِقَلْبٍ سَليِمٍ} [الشعراء:88-89] .

▪وقد اختلفت عبارات الناس فى معنى القلب السليم،

💟والأمر الجامع لذلك: أنه الذي قد سَلِمَ من كل شهوةٍ تُخالف أمر الله ونهيه، ومن كلّ شبهة تعارض خبره.

▫ فَسَلِمَ من عبودية ما سواه،
▫وسَلِمَ من تحكيم غير رسوله.

▫ فسَلِمَ من محبّة غير الله معه؛ ومن خوفه، ورجائه والتوكّل عليه، والإنابة إليه، والذلّ له، وإيثار مرضاته فى كل حال والتباعد من سخطه بكلّ طريق.

💟 وهذا هو حقيقة العبودية التى لا تصلح إلا لله وحده.

▫←قد خَلَصَت عبوديته لله تعالى: إرادةً ومحبةً، وتوكلا، وإنابة، وإخباتًا، وخشية، ورجاءً.

▫ وخَلصَ عمله "لله"؛ فإن أحبّ أَحَبَّ في الله، وإن أبغضَ أبغضَ في الله، وإن أعطى أعطى لله، وإن منع منع لله.

▪←ولا يكفيه هذا حتى يَسلَمَ من الانقياد والتحكيم لكلّ مَن عدا رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-،

▪←فيعقد قلبه معه عقدًا مُحكَمًا على الائتمام والاقتداء به وحده، دون كلّ أحد فى الأقوال والأعمال؛

•مِن أقوال القلب: وهي العقائد،
•وأقوال اللسان: وهي الخبر عمّا فى القلب.
•وأعمال القلب: وهي الإرادة والمحبة والكراهة وتوابعها،
•وأعمال الجوارح.

"إغاثة اللهفان - لابن القيّم"

ام هُمام 04-19-2018 07:01 PM

📩 [4]

💟 2-القلب الميت❗

«القلب الثاني: وهو القلب الميت الذى لا حياة به،

▪فهو لا يعرف ربه، ولا يعبده بأمره وما يحبُّه ويرضاه،

▪بل هو واقفٌ مع شهواته ولذّاته -ولو كان فيها سخط ربه وغضبه؛

🔺فهو لا يبالي -إذا فاز بشهوته وحظّه- رضيَ ربُّه أم سَخِط❗

🔺فهو متعبّد لغير الله حُبًا وخَوفًا، ورجاءً، ورضًا، وسخطًا، وتعظيمًا، وذلًّا.

▪إنْ أحبَّ أحبَّ لهواه، وإنْ أبغَضَ أبغضَ لهواه، وإنْ أعطى أعطى لهواه، وإن مَنَع منع لهواه.

🔺 فهواهُ آثر عنده وأحبُّ إليه مِن رضا مولاه❗

▪فالهوى إمامُه، والشهوة قائدُه، والجهل سائقُه، والغفلة مركبه.

▪فهو بالفكر فى تحصيل أغراضه الدنيوية مغمور، وبسكرة الهوى وحبِّ العاجلة مخمور.

▪يُنادَى إلى الله وإلى الدار الآخرة من مكان بعيد، فلا يستجيب للناصح، ويتّبع كل شيطان مريد❗

▪ الدنيا تُسخِطُه وتُرضيه، والهوى يُصِمُّه -عمّا سِوى الباطل- ويُعميه❗

🔺فمُخالَطة صاحبِ هذا القلبِ سقم، ومُعاشرته سمّ، ومُجالَسته هلاك».

"إغاثة اللهفان - لابن القيّم".


الساعة الآن 04:56 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لموقع العودة الإسلامي

vEhdaa 1.1 by NLP ©2009