ملتقى أحبة القرآن

ملتقى أحبة القرآن (http://www.a-quran.com/index.php)
-   ملتقى الحوار الإسلامي العام (http://www.a-quran.com/forumdisplay.php?f=26)
-   -   الإدارة بالحب (http://www.a-quran.com/showthread.php?t=5281)

AL FAJR 12-06-2011 04:20 PM

الإدارة بالحب
 
:1:
الحب ، والمحبة
معنى نفسي روحي مغروس في أعماق النفس البشرية مخلوق معها لا يستغني الإنسان عنه ، فلابد للإنسان أن يحب ولابد أن يكره طالما هو إنسان
ولا أظن أن بشرا سويا يستطيع أن يعيش من غير أن يُحِب ويُحَب
فهو يتقلب بين نعيمين ؛ نعيم الحب للآخرين، من الأهل والأحباب والأصحاب والخلان والأولاد والزوجات والأقارب والأرحام وسائر الناس الذين هم عباد الرحمن


ونعيم تبادل الحب وجني ثمرات من كل هؤلاء يورثه سعادة في نفسه وراحة في حياته تشرق معها ابتسامته الجميلة ليضيء بها جوفه ووجدانه وينير بها وجهه وكيانه ، ويشع بها سعادة لجلسائه وأعوانه واقرأنه
ومع ذلك ( عداد الحسنات) يجري بلا توقف من كثرة التبسم في وجوه الآخرين.
انه يحقق بهذا المعنى مقصدا شرعيا تساهل فيه الناس في هذا الزمان، وشأنه والله عظيم


والأكبر من ذلك إن يعيش الإنسان متقلبا في حب من نوع أخر له دلالات اكبر مما ذكرت ، وله اثر محقق ومؤكد في حياة الإنسان وواقعه، وفي دنياه وأخراه


انه الحب لله ، والحب في الله


الهي:
فليتك تحلو والحياة مريرة ...... و ليتك ترضى والأنام غضاب
وليت الذي بيني وبينك عامر ... و بيني وبين العالمين خراب
إذا صح منك الود فالكل هين ... و كل الذي فوق التراب تراب
ونحن نستطيع أن نحقق مع حب الله ، الحب في الله ، وهو حب من يحبه الله
وأعلى واجل ما يحبه الله ،
من الناس؛النبيين والصديقين والشهداء والصالحين ، وحسن أولئكرفيقا
ومن الأشياء ، هذا الدين العزيز والهدي القويم والصراط المستقيم ، والذي حمله القرآن الكريم ، الذي نزل به الروح الأمين على قلب محمد (صلى الله عليه وسلم ) ليكون من المنذرين بلسان عربي مبين ، تنزيل من رب العالمين.
لولا محبة الله ما طابت الحياة ولا استرخص المؤمن كل نفيس في سبيل الله:
إن محبة الله أمل الآملين وسعادة المؤمنين وقرة عيون الموحدين ،إنهم يسعون ليوم ينظرون فيه إلى وجه خالقهم العظيم، وان يسمعوا ندائه الكريم ، يا عبادي بقي عندي لكم موعدا أريد أن أنجزكموه ، وهو أن احل عليكم رضواني فلا اسخط عنكم أبدا.
السؤال ، ما علاقة هذا الأمر الشرعي الديني بالموضوع المطروح
إن العلاقة تأتي من صدق المحبة بين العبد وربه، فكلما تغلغل هذا الحب وبلغ مداه وغايته، في قلب العبد لمولاه، استسهل في سبيله كل المشاق وتضاءل معه كل كبير


ولكن ما علاقة كل ماسبق بمصطلح الإدارة بالحب ؟؟
الحب أصل غير منصوص عليه من أصول الإدارة
مفهوم للإدارة :
• تنفيذ الأعمال من خلال الآخرين وتحقيق الأهداف بأعلى كفاءة واقل كلفة وأسرع وقت


فهل يصلح أن يكون الحب منهج في إدارة الآخرين لتنفيذ الأعمال؟
وعلى ذلك فلننظر في بعض التطبيقات العملية التي تجلي الأمر وتوضح المقصود.

أولا : الحب في إدارة شئون الأسر والبيوت :

هل يستطيع الرجل في بيته أن يدير أسرته بلا حب؟
إذا قرر باني البيت ورب الأسرة أن يمارس منهج الحب في إدارة شئون البيت،
فستحل مشاعر الرحمة والكرم والتربية الحميدة الفاضلة الناشئة عن قلب رحيم يملؤه الحب والوفاء وحب الخير والسعادة لأفراد أسرته الغالية،
حينها ستتزاحم مشاعر الرضا في نفوس أفراد الأسرة، فتراهم يسارعون ويتسابقون في (مبادلة الحب بالحب ) ردا للجميل ،
انطلاقا من القاعدة القرآنية، والحقيقة الشرعية :
(هل جزاء الإحسان إلا الإحسان)
وحينها يأمرهم فيستجيبون وينهاهم فيطيعون، بكل إخلاص ومحبة وتفان.
لقد قضت المحبة على كثير من أسباب الشقاق والنزاع والانحراف بين أفراد العائلة
و ساد عنصر التوجيه والترغيب بدلا عن القسوة والترهيب في امتثال الأوامر واجتناب النواهي

إشكال : لكن سيرد علينا هذا الإشكال :
هل يعني أن الرجل لا يستخدم القسوة والشدة في بيته ، لتقويم السلوك ومعالجة الانحراف؟
الجواب نعم ، يمكنه ذلك ولكن بشروط ، منها :
- أن لا يكون هذا الأسلوب هو الأصل ، وإنما يستخدم وقت الضرورة فقط
- أن لا يكون القصد الانتقام والانتصار للنفس أو للرأي وان خالف الحق والشرع والواقع
- أن لا يحمل نكهة الاستعلاء واستخدام النفوذ واستضعاف أفراد الأسرة التي ولاه الله إياهم، لا لمقصد تعليمي تربوي وإنما فرض وجود وإذلال وقهر

فإذا كان الأمر كذلكحينها لن يستنكر أفراد العائلة تغير الأسلوب حال إرادة ولي الأسرة اللوم أو العقاب، لأنهم على يقين انه خلاف الأصل في التعامل ، وإنما دفعه إلى ذلك شدة الحرص، والرغبة في المزيد من المصلحة لأفراد العائلة والخوف عليهم من الضياع أو الانحراف أو من الوقوع في خطر أو محذور.


ثانيا: الحب وإدارة المنظمات والمؤسسات والشركات :
هناك عنصر هام هو أصل حماس العاملين لتحقيق الانجاز المطلوب ، وانعدامه أو ضعفه سيؤثر بطريقة مخيفة للغاية على إنتاجية العاملين
ذلك العنصر العجيب هو الذي يسمى في علم الإدارة (بالرضا الوظيفي )
انه الرضا عن المدير والإدارة والمشرفين والمؤسسة
هذا الرضا هو الذي يجب أن يسعى المدراء لتغذيته باستمرار والحذر من التلاعب به، لأنه سيسبب العنصر السلبي المقابل وهو (الإحباط)
و الإحباط إذا تمكن من النفوس فلن تتحمس للقيام بأداء الإعمال بكفاءة أعلى وتكلفة اقل ووقت أسرع.
إن المدير الموفق هو الذي يتعامل بمسئولية عالية مع ذلك الرضا فينميه ويرعاه ، فإذا به يجد فريقا متآلفا ، وأعمالا منجزة، وحينها يستطيع أن يراهن على الجودة العالية والإنتاجية المرتفعة والتكلفة المنخفضة والوقت الأسرع .

إن الحب الحقيقي هو وحده الذي يحقق ذلك الرضا

والرضا ثمرة من ثمرات تقدير الذات للعامل وإشعاره بأهميته وإنسانيته، وانه صاحب قيمة ووزن في مؤسسته
وهو ثمرة من ثمرات الشعور بالعدل التام البعيد عن الميل إلى المجاملة والمحسوبية
فإذا تيقن العاملين من ذلك حينها يتحقق رضاهم ، وحينئذ ينجح المدير وتنجح المؤسسة في إدارة إفرادها لتحقيق أهداف المؤسسة

وقد كانت الثمرة من ممارسة منهج الحب في حياة النبي (صلى الله غليه وسلم ):

أن أحبه الأعداء قبل الأصدقاء، كل من سمع به ورآه يحبه حبا عظيما ، كلام آسر، قلب بالحب نابض ، وجه مشرق محب دائم التبسم، رحيم ، ودود.
لذلك كان إذا أمرهم أطاعوه وإذا نهاهم عن شيء اجتنبوه

خاتمة:
هذا هو شأن الحب، وهذا شانه العظيم في كيف يجعل الناس ينفذون كل ما تريدون بمحبة وطواعية بل بشغف ورضا
أنت أيها الإنسان بما حباك الله من قدرة لا توجد لدى الأجهزة والمعدات والأنظمة والقوانين
إنها بيدك أنت وستكون رهن إشارتك وطوع بنانك متى ما قررت أن تمارس الحب في طريقة إدارتك للناس
حينها سيتحقق لك من انقياد الناس لك فوق ماكنت تتصور وتريد.

جربوا هذه الوصفة العجيبة، تنجحوا بإذن الله تعالى.
ودمتم سالمين



:2:

ابونواف 12-06-2011 05:37 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
جزاكي الله خير الجزاء
اختنا الفاضله موضوع في قمه الروعه
ما اروع الكلمات والتعبيرات في الموضوع بارك الله في حسناتك
{تحياتي}

AL FAJR 12-07-2011 11:13 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابونواف (المشاركة 29047)
بسم الله الرحمن الرحيم
جزاكي الله خير الجزاء
اختنا الفاضله موضوع في قمه الروعه
ما اروع الكلمات والتعبيرات في الموضوع بارك الله في حسناتك
{تحياتي}



وفيك يبارك الله أخي الفاضل

http://i0.tagstat.com/image07/c/efc2/00290523e_2.gif

ابو عبد الرحمن 12-19-2011 10:00 AM

جزاكي الله خيرا وبارك فيكي على هذا النقل
فما اعظم من الحب في الله وكيف اذا ان الله هو الذي يحبك فقد ورد في الحديث الصحيح
"إذا أحب الله عبدا حماه في الدنيا كما يحمي أحدكم سقيمه الماء".
وفي حديث آخر
"إذا أحب الله عبدا نادى جبريل: إن الله يحب فلانا فأحبه فيحبه جبريل فينادي جبريل في أهل السماء: إن الله يحب فلانا فأحبوه فيحبه أهل السماء ثم يوضع له القبول في الأرض".
فيكيفيك فخرا عبد الله ان ينادى بان الله يحبك

ام هُمام 12-19-2011 09:38 PM

:1:
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله ، إمام عادل وشاب نشأ في عبادة الله ، ورجل قلبه معلق بالمساجد ، ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه ، ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله . ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه ، ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه " متفق عليه( )
:2:

almojahed 12-19-2011 10:09 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
موضوع أكثر من رائع كما تعودنا من أختنا المباركة جزاها الله خيرا كما أرجو ان يكون نبراسنا في إدارة هذ الملتقى المبارك
بارك لله فيكي أختنا و رفع قدرك في الدنيا و الآخرة


الساعة الآن 11:36 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لموقع العودة الإسلامي

vEhdaa 1.1 by NLP ©2009