ملتقى أحبة القرآن

ملتقى أحبة القرآن (http://www.a-quran.com/index.php)
-   ملتقى الحوار الإسلامي العام (http://www.a-quran.com/forumdisplay.php?f=26)
-   -   الجوهر العتيق في حرق شبهات أهل التحريق (http://www.a-quran.com/showthread.php?t=11782)

almojahed 02-08-2015 01:24 AM

الجوهر العتيق في حرق شبهات أهل التحريق
 
الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق , وجعل دينه دين رحمة لجميع الخلق , بُعث بالنور
ولم يُبعث بالنار , فكان قمراً وسراجاً منيراً , أرحم الخلق بالخلق , وأوفى البرية لذي عهدٍ , وأعفى الخلق عند اقتدار , لا يعذب أسيراً بالنار , بل كان سجنه معقل تنوير ثم تحرير , صلى عليه الله صلاة أبدية سرمدية وسلم عليه تسليماً كثيراً.
أما بعد:
فأَن تصير في الحروبِ الجرائم , ويستحل الخلق من الطغيان ما لا يُستحل في البهائم , فذاك أمر معلوم في بربرية الناس ومغوليتهم , وصليبيتهم و تتريتهم ,
أما أن يُنسب ذلك إلى الإسلام ! ولرب الإسلام! ولنبي الإسلام!
ولكتاب الإسلام ! ولمشايخ الإسلام! فهذا والله من الإفك الذي يستحق أن
تُزهق له الأرواح , وتستنفر له الطاقات , وتحشد له القدرات , فهيهات أن يعبث هؤلاء المتنطعون الخوارج الوحوش البربرية بدين رب البرية!!!
وهيهات أن يُنسبوا إلى الحنيفية السمحة !!!
خسئوا وخابوا , هم ومن يُفتي لهم شرقاً وغرباً , أخزاهم الله ولا رفع لهم راية , ولا حقق لهم غاية , وجعلهم لمن خلفهم آية .
لقد نسبوا إلى ديننا أعاجيب الأفعال , و لقائط الأقوال , وآخر مخاريقهم حرق الأحياء من أبناء الاسلام !!!
ولقد شمرتُ عن ساعد الجد , لأرد على أباطيلهم وبهتانهم , ذباً عن الشريعة الغراء , والحنيفية
السمحاء , وكشفاً لزيف الخوارج , لئلا يُنسب إلى الدين ما ليس منه ,
وعلى الله قصد السبيل , وهو حسبي ونعم الوكيل.
وقد جعلت ردي على فصلين عليهما أساس الدين : الكتاب والسنة , ثم أعقبتهما بفصل فيه حرق شبهاتهم ,
وعدتي فيه فهم سلف الأمة , لأناقش فيه ما ساقوه من أخبار , لأكشف عن لثام الوجوه اللئام , وافتراءاتهم على نبي الاسلام , عليه أفضل الصلاة والسلام , وذباً عن علمائنا وعلى رأسهم شيخ الإسلام ابن تيمية الحراني رحمه الله .
والله أسأل الإخلاص , فهو سبيل الخلاص .
(القرآن)
وسلفهم منه : ذلك أن العبد المقتدي , السالك المهتدي , لا بد له من قبس فيه نور , ينير له الدرب ,
فمن سلف الأرجاس الخوارج ؟!
لمّا كانوا أعداء الملة اليوم , كان سلفهم في التحريق : عدو رأس الملة في الأمس , إنه عدو إبراهيم
مؤسس الملة وإمام الحنفاء , المبعوث بالحنيفية السمحة , حرَّقه قومه بالنار , قال تعالى:
(قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانْصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ) [سورة اﻷنبياء : 68]
إذاً هي سنة الكفار بالموحدين!! وليست بسنة المؤمنين !
وهي سنة عبَدة الأصنام المشركين , الذين قالوا لإبراهيم:
(قَالُوا نَعْبُدُ أَصْنَامًا فَنَظَلُّ لَهَا عَاكِفِينَ) [سورة الشعراء : 71]
إنها من طرائق الملعونين ,
قال تعالى :(قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ)
(النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ) [البروج 4−5]
قال ابن كثير :قُتل أي لُعِن...
هؤلاء سلفكم من القرآن يا متنطعين باسم الدين مالكُم إلّاهم سلف !!مابين عابد صنم , وما بين ملعون يعبد وثن ,
فلا خاب من قال عنكم قرامطة !! فقد فعلتم في أهل الإسلام أفعالهم !!!
فإن قيل أن الدليل في قول الجليل :
(فَمَنِ اعْتَدَىٰ عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَىٰ عَلَيْكُمْ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ)
[سورة البقرة : 194]
قلنا أن هذا الدليل من العام المخصوص , وقد خُصَّ بما سيأتي بيانه من السنة , والآية لم تأتِ في
التحريق إنما أتتْ مخصوصة في سياقها في إباحة القتال في الأشهر الحرام لرد الاعتداء , وأما من
جعلها عامة فإنها تُخصص بالسنة كما سيأتي , وقد أباح الله رد العدوان بمثله ببضع آيات , وأتبعها
بما يُشعر بعدم الوجوب أولاً , ثم بما يُلجِم النفس حتى لا تطغى في العدوان , ثم ندبها إلى الصبر
والعفو وبيّن أن هذا المقام خير لها .
ففي سورة البقرة قال بعد ذكر الاعتداء : واتقوا الله .
قال السعدي رحمه الله في قوله تعالى :
{فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ} هذا تفسير لصفة المقاصة، وأنها هي
المماثلة في مقابلة المعتدي.
ولما كانت النفوس - في الغالب - لا تقف على حدها إذا رخص لها في المعاقبة لطلبها التشفي،
أمر تعالى بلزوم تقواه، التي هي الوقوف عند حدوده، وعدم تجاوزها، وأخبر تعالى أنه {مَعَ الْمُتَّقِينَ} أي:
بالعون، والنصر، والتأييد، والتوفيق .هـ.
وفي سورة النحل ندبهم إلى الصبر فقال :
(وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ ۖ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ) [سورة النحل : 126]
وفي سورة الشورى ندبهم إلى العفو فقال :
(وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا ۖ فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ)
[سورة الشورى : 40] إلى أن قال : (وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَٰئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ) [سورة الشورى : 41]
قال الشنقيطي رحمه الله : والآية فيها جواز الانتقام والإرشاد إلى أفضلية العفو..هـ.3/287.اضواء
البيان. وفي سورة المائدة حث على الصدقة :
(وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالْأَنْفَ بِالْأَنْفِ وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ
وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ ۚ فَمَنْ تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَهُ ۚ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) [سورة المائدة : 45]
وفي سورة النساء ذكر بالعفو فقال :
(إِنْ تُبْدُوا خَيْرًا أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُوا عَنْ سُوءٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا قَدِيرًا) [سورة النساء : 149]
قلنا أن الآيات من العام المخصوص , ومعناه جواز الاعتداء على المعتدي بمثل ما اعتدى علينا إلا بما
نُهينا عنه , ومنه:الحرق بالنار (كمثال)
ولو كان جائزاً على وجه الإطلاق والتعميم لجرى به عمل السلف , لكنهم لم يفعلوه مع وجود المقتضي له , والحجة ليست في فعل أفرادهم مع وجود المخالف!! لأن قول الصحابي حجة إذا لم يخالفه غيره ووافق صريح النصوص وظاهرها , أما إن وُجد قولٌ سلفيٌ مدفوع بآخر−والآخر معه دليل نصي من الكتاب والسنة−وقد غاب الدليل عن الأول ,
فلا يُعتد حينها بقول الصحابي مهما علا كعبه , وهو معذور لعدم تعمده المخالفة واجتهاده فيما لم يصله فيه نص , أما عند ورود النص فلا
عبرة بقول أحد يخالفه−ولو من غير قصد−إذا جاءنا الدليل من الكتاب والسنة ..
وهذا يدل على أن الأصل عند الصحابة العمل بالعمومات والوقوف عند التخصيص والالتزام به , وأن التخصيص قد يغيب على بعض أفرادهم كما غاب عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه−كما
سيأتي− ونص على ما قلت ابن حجر رحمه الله قائلاً : وفي الحديث دليل على جواز العمل بالعام حتى يرد الخاص , لأن الصحابة تمسكوا بالعمومات على قتال أهل الشرك.هـ.6/ 172فتح الباري.
فتأمل هذا رحمك الله لتكون على بصيرة بما هو آت.
(الأدلة من السنة)
هل في سنة المصطفى عليه الصلاة والسلام دليل لهم؟
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: بَعثَنا رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم في بعثٍ فقال: " إن وجدتُم فلانًا وفلانًا فأَحْرِقُوهما بالنارِ "
ثم قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حين أردنا الخروج : إني أمرتُكم أن تُحرِّقوا فلانًا وفلانًا ، وإن النارَ لا يعذبُ بها إلا اللهُ فإن وجدتُموهما فاقتُلُوهما " رواه البخاري رحمه الله تحت باب : (لا يُعَذَّبُ بعذاب الله )
قال ابن حجر رحمه الله : وأما حديث الباب فظاهر النهي فيه للتحريم.هـ.فتح الباري6/175
ثم إن الحديث فيه حكم لم ينفذ ومرجوع عنه لذلك قال ابن حجر وهو يعدد فوائد الحديث :(وفي الحديث جواز الحكم بالشيء اجتهادا ثم الرجوع عنه.هـ6/175) فتح الباري.
وقد جاء تعليل رجوع النبي صلى الله عليه وسلم في الرجوع كما جاء في بعض الروايات الصحيحة
أنه قال : ( إني لأستحي من الله , لا ينبغي لأحد أن يعذب بعذاب الله ) ..
قال الشيخ العلامة الامام عبد العزيز بن باز -رحمه الله تعالى- في تعليقه على صحيح البخاري
ج2 ص524
[ باب لا يُعذَّب بعذاب الله ]
هذا نص في تحريم التعذيب بالنار ، لا في الحدود ولا غير الحدود ، لا المكلفين ولا غير المكلفين .
الدليل الثاني للمنع :
روى حمزة الأسلمي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم أمَّره على سرية فخرج فيها فقال صلى الله عليه وسلم : «إِنْ أَخَذْتُمْ فُلاناً فَأحْرِقُوهُ بِالنّارِ» فلما وليت ناداني فقال: «إِنْ أَخَذْتُمُوهُ فَاقْتُلُوهُ فَإِنَّهُ لا يُعَذِّبُ بالنّارِ إِلاّ رَبُّ النّارِ». أحمد ( 15727) وأبو داود (2674) أبو يعلى (1536)..
ومن عموم حديث شداد بن أوس رضي الله عنه وفيه : إن الله كتب الإحسان على كل شيء فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة وليحد أحدكم شفرته وليرح ذبيحته....رواه مسلم..
وحديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:أعفُّ الناس قِتلة أهل الإيمان..أخرجه ابو داوود وضعفه الالباني رحمه الله.
وحديث بريدة عند مسلم وفيه :....ولا تغدروا ولا تمثلوا ....وغير ذلك الكثير..
فهاكم السنة تنهى عن التحريق بالنار , وليس لهم في القرآن سلف إلا فعل الكفار المجرمين بالمؤمنين الموحدين !!!فما حجة القوم بعد خلو جعبتهم من القرآن والسنة؟!
قد يقولون الحق في فعل السلف وقد قدّمنا أن فعل السلف حجة إذا لم يُعرف له مخالف , ومن أدلتهم :
قصة علي بن أبي طالب رضي الله عنه في تحريق المرتدين , وقد رواها ابن حجر في فتح الباري
وحسّنها وفيها : قيل لعلي إن هنا قوماً على باب المسجد يدعون أنك ربهم , فدعاهم فقال لهم ويلكم ما تقولون؟!قالوا: أنت ربنا وخالقنا ورازقنا .
قال : ويلكم إنما أنا عبد مثلكم آكل الطعام كما تأكلون وأشرب كما تشربون , إن أطعتُ الله أثابني إن شاء , وإن عصيته خشيت أن يعذبني , فاتقوا الله وارجعوا , فأبوا .....وفي نهاية الرواية خدَّ لهم
أخاديد وقال : إني طارحكم فيها أو ترجعوا , فأبوا أن يرجعوا فقذف بهم فيها حتى إذا احترقوا قال :
إني إذا رأيت أمراً منكرا أوقدت ناري ودعوت قنبرا..
المناقشة : الرواية أوردها ابن حجر في شرحه لكتاب (استتابة المرتدين والمعاندين وقتالهم)
والمتفق عليه هو قتل المرتد لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم : من بدل دينه فاقتلوه ,
والمختلف فيه هو مسألة طريقة القتل وهو التحريق كما هو ظاهر سياق الرواية −والرواية لا مطعن عليها من حيث السند − ولكن الذي لا بد من تحقيقه هو مسألة : هل حرقهم علي رضي الله عنه صبرا
وهم أحياء؟! ومعلوم أن الفعل مستشنع عقلاً وشرعاً !!!
بجمع الروايات يتبين أن عليا رضي الله عنه قتلهم قِتلة سنية لا مُعارِض له فيها , ولكنه حرّقهم بعد موتهم , وسيأتي أن ابن عباس خالفه على التحريق , وإذا علمنا أن التحريق كان بعد ضرب الرقاب
تبين بطلان استدلال القوم بالقصة , وما يدل عليه أنه رماهم بعد ضرب الرقاب ما عند الطبراني في الأوسط من طريق سويد بن غفلة-أن عليا بلغه أن قوما ارتدوا عن الإسلام فبعث إليهم فأطعمهم ثم
دعاهم إلى الإسلام فأبوا . فحفر حفيرة ثم أتى بهم فضرب أعناقهم ورماهم فيها ثم ألقى عليهم الحطب
فأحرقهم ثم قال:صدق الله ورسوله.
فتح الباري.ج12 ص282..
وبهذا خرجنا من الإشكال في نقض جواز تحريقهم أحياء إلى إثبات السنة في التحريم , وبقي البحث في جواز تحريقهم في النار بعد موتهم , وهذا الذي عارضه ابن عباس رضي الله عنهما :
فقد روى الدارقطني بسند صحيح عن عكرمة مولى ابن عباس أن عليّا رضي الله عنه حرّقَ ناسا ارتدّوا عن الإسلامِ فبلغَ ذلك ابن عباسٍ ، فقال : لم أَكنْ لأحرقهُم بالنارِ ، إن رسولَ اللهِ صلى الله عليه
وسلم قال : لا تُعَذّبوا بعذابِ اللهِ ، وكنتُ أقتلُهم لقولِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم : من بدّلَ دينهُ فاقتلوهُ . قال : فبلغَ ذلك عليا فقال : ويح ابن عباسٍ.
المصدر: سنن الدارقطني - الصفحة أو الرقم: 34/3 خلاصة حكم المحدث: ثابت صحيح
وصححه أحمد شاكر..
فقول أمير المؤمنين : ويح ابن عباس , فيه إشعار بتعظيم ابن عباس ورجوع علي بن أبي طالب ,
والاغتباط بابن عباس أنه بلغه من العلم ما لم يبلغ علياً , وقد تقدم أن الفعل قبل ورود الدليل ليس مجيزاً للفعل , والتحريم واجب إن ورد النص ورجع الفاعل عن فعله , لذلك لم يؤثَر بعدها أن علياً
حرق أحداً في النار مع وجود المقتضي وهو قتاله الخوارج وفئام من الكفرة غيرهم.
ولا غرو أن يحصل الخلط في المسألة وسببه يرجع لعدم التفريق في اصطلاحات الفقهاء بين الحرق
والتحريق , فها هو بعض الدكاترة عندنا أراد إثبات القتل بالحرق فاستدل بالتحريق , وياليته استدل بتحريق البشر إنما استدل بتحريق البيوت والقماش والشجر!!!! والذي يؤسف حقاً أنه تسّرع ونسب
ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فافترى−وهو لا يشعر−على نبي الإسلام وهو يقارن في الفقه!!!
فالتحريق يكون للعدو الذي لم يُقدَر عليه , أما المقدور عليه فلا يجوز تحريقه بالنار إجماعاً , قال ابن
قدامة رحمه الله : أما العدو إذا قُدر عليه , فلا يجوز تحريقه بالنار بغير خلاف ,
وقد كان أبو بكر الصديق يأمر بتحريق أهل الردة بالنار وفعل ذلك خالد بن الوليد بأمره , فأما اليوم , فلا أعلم فيه بين الناس خلافاً .هـ.المغني13/138.
قلتُ : وهذا يدخل فيه الرمي بالمنجنيق وما قيس عليه من أسلحة حربية اليوم التي يترامى بها الناس
بالنار من قذائف ومتفجرات وصارت معهودة في الحرب , فهذا هو التحريق الجائز الذي لا يتم واجب الجهاد اليوم إلا به في الغالب , أما الحرْق للمقدور عليه حياً وشوياً سواء للكافر أو المسلم −الذي
ارتد− فهذا هو المحرم إجماعاً وهو مخالف لأخلاقيات الحرب , ولمكارم الأخلاق التي بعث الله بها أرحم الخلق محمدا صلى الله عليه وسلم , وهو مخالف للشرع والعقل والفطرة والبشرية ,
وهو دين المغول والتتار والصليبيين , أعداء الملة والدين , وليس بسبيل المؤمنين.
ومن التوفيق بمكان ما ذكره الشيخ علي بن حسن الحلبي في ذكره التفريق بين الحرق والتحريق
فقال :
الفرق بين الحرق والتحريق:التحريق هو أمر يكون في مواجهة قتال وفي مواجهة حرب ، كما كان الضرب في المنجنيق ، والمنجنيق كان فيه إما حجارة أو كرات ملتهبة ، فيحصل الحرق نتيجة الرجم
بين الأطراف المتقاتلة . هذا الذي إختلف العلماء بجوازه أو عدمه.
أما أن يحرق المسلم أو الكافر صبراً وهو واقف يحرق سواء ميتاً أوحياً...هذا إتفقوا على منعه.
لذلك الذي يخلط بين الحرق والتحريق لم ينتبه على هذا الذي أشار إليه الفقهاء وفرقوا فيه .
والله تعالى أعلم.هـ
المصدر مقابلة صوتية مع الشيخ.
وبهذا يتبين لك كيف يُساء فهم اصطلاحات السلف , فيفتري الحدثاء الكذب على الله ورسوله ,
لنعلم كيف نأخذ ديننا ونتلقاه , وأن السفهاء حقهم أن يحجر عليهم ويخرسون , فإن دين الله ليس
متروكاً لكل لقيط أن يتكلم فيه ويفتري عليه !!
اللهم اجعل عملي هذا خالصا لوجهك وتقبله مني إنك أنت السميع العليم.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
كتبه مصباح بن نزيه الحنون.
طرابلس الشام.
16/ربيع الآخر/1436.

:2:

آمال 02-08-2015 06:35 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
بارك الله فيكم اخونا الفاضل المجاهد على الموضوع القيم, وبارك في كاتبه
وجعله في ميزان حسناتكم
نسأل الله أن يهدي الامة الاسلامية الى الخير والصلاح
وأن يجعلنا جميعا من اهل الفردوس الأعلى

almojahed 02-08-2015 09:45 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكي الله خيرا أختنا الكريمة على المرور و التعليق

ام هُمام 05-24-2015 06:02 PM

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
جزاكم الله خيرا

moneep 05-24-2015 10:54 PM

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
http://www.samysoft.net/fmm/fimnew/shokr/1/sdfsdfs.gif

almojahed 05-25-2015 01:10 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا اختنا الكريمة أم همام و اخونا الكريم منيب على المرور و التعليق و بارك الله فيكم


الساعة الآن 05:09 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لموقع العودة الإسلامي

vEhdaa 1.1 by NLP ©2009