ملتقى أحبة القرآن

ملتقى أحبة القرآن (http://www.a-quran.com/index.php)
-   ملتقى اللغة العربية (http://www.a-quran.com/forumdisplay.php?f=101)
-   -   صوت صفير البلبل المنسوبة إلى الأصمعي. (http://www.a-quran.com/showthread.php?t=9753)

أبو ريم ورحمة 01-24-2013 01:30 AM

صوت صفير البلبل المنسوبة إلى الأصمعي.
 
:1:
صوت صفير البلبل المنسوبة إلى الأصمعي.
(دراسة نقدية أدبية)

كاتب المقال: الدكتور عبدالله بن سليم الرشيد

شاع بين نابتة هذا العصر قصيدة متهافتة المبنى والمعنى ، منسوبة للأصمعي ،
صنعت لها قصة أكثر تهافتاً ، وخلاصة تلك القصة أن أبا جعفر المنصور كان يحفظ الشعر
من مرة واحدة ،وله مملوك يحفظه من مرتين ، وجارية تحفظه من ثلاث مرات ، فكان إذا جاء شاعر
بقصيدة يمدحه بها ،حفظها ولو كانت ألف بيت (؟!!) ثم يقول له :إن القصيدة ليست
لك ، وهاك اسمعها مني ، ثم ينشدها كاملة ،ثم يردف : وهذا المملوك يحفظها أيضاً – وقد سمعها المملوك
مرتين ، مرة من الشاعر ومرة من الخليفة – فينشدها ، ثم يقول الخليفة :

وهذه الجارية تحفظها كذلك – وقد سمعتها الجارية ثلاث مرات- فتنشدها ،
فيخرج الشاعر مكذباً متهماً .

قال الراوي : وكان الأصمعي من جلسائه وندمائه ، فعرف حيلة الخليفة ،
فعمد إلى نظم أبيات صعبة ، ثم دخل على الخليفة وقد غيّر هيئته في صفة أعرابي غريب
ملثّم لم يبِنْ منه سوى عينيه (!!) فأنشده :

صوت صفير البلبل هيّج قلب الثمل
الماء والزهر معاً مع زهر لحظ المقل
وأنت يا سيددلي وسيددي وموللي (!)

ومنها - وكلها عبث فارغ - :

وقال : لا لا لللا وقد غدا مهرولي (!)
وفتية سقونني (!) قهيوة كالعسل
شممتها في أنففي (!) أزكى من القرنفل
والعود دن دن دنلي والطبل طب طب طبلي (!)
والكل كع كع كعلي (!) خلفي ومن حويللي (!)

وهلمّ شرّا ( بالشين لا بالجيم ) ، فكلها هذر سقيم ، وعبث تافه معنى ومبنى .
ولم ينته العبث بالعقول ، فقد زاد الراوي أن الخليفة والمملوك والجارية لم يحفظوها ،فقال
الخليفة للأصمعي : يا أخا العرب ، هات ما كتبتها فيه نعطك وزنه ذهباً ،فأخرج
قطعة رخام وقال : إني لم أجد ورقاً أكتبها فيه ، فكتبتها على هذا العمود
من الرخام ،فلم يسع الخليفة إلا أن أعطاه وزنه ذهباً ، فنفد ما في خزانته (!!!) .

إنّ هذه القصة السقيمة والنظم الركيك كذب في كذب ،
وهي من صنيع قاصّ جاهل بالتاريخ والأدب ، لم يجد ما يملأ به
فراغه سوى هذا الافتعال الواهن .

إن القصة المذكورة لم ترد في مصدر موثوق ، ولم أجدها بعد بحث طويل إلا في كتابين ،الأول :
إعلام الناس بما وقع للبرامكة مع بني العباس ، لمحمد دياب الإتليدي ( ت بعد 1100ه )
وهو رجل مجهول لم يزد من ترجموا له على ذكر وفاته وأنه من القصّاص ، وليس له سوى هذا الكتاب .


والكتاب الآخر : مجاني الأدب من حدائق العرب ، للويس شيخو ( ت 1346ه ) ،وهو رجل متّهم
ظنين ، ويكفي أنه بنى أكثر كتبه على أساس فاسد - والتعبير لعمر فرّوخ ( ت 1408ه ) -
وكانت عنده نزعة عنصرية مذهبية ، جعلته ينقّب وينقّر ويجهد نفسه ، ليثبت أن شاعراً من
الجاهليّين كان نصرانياً ( راجع : تاريخ الأدب العربي 1/23) .


ويبدو أن الرجلين قد تلقفا القصة عن النواجي ( ت859ه ) _
وقد أشار شيخو إلى كتابه ( حلبة الكميت ) على أنه مصدر القصة ، ولم أتمكّن من الاطلاع
عليه ، على أن النواجي أديب جمّاع ، لا يبالي أصحّ الخبر أم لم يصحّ ، وإنما مراده الطرفة ،فهو يسير
على منهج أغلب الإخباريين من الأدباء ، ولذا زخرت مدوّنات الأدب بكل ما هبّ ودبّ ، بل إن
بعضها لم يخلُ من طوامّ وكفريّات .


وتعليقاً على كون الإتليديّ قصّاصاً ، أشير إلى أن للقصّاص في الكذب والوضع والتشويه تاريخاً
طويلاً ، جعل جماعة من الأئمة ينهون عن حضور مجالسهم ،وأُلّفت في التحذير منهم عدة مصنّفات
( راجع : تاريخ القصّاص ، للدكتور محمد بن لطفي الصباغ ) .



ثمّ اعلم أيها القارئ الحصيف أن التاريخ يقول :

إن صلة الأصمعي كانت بهارون الرشيد لا بأبي جعفر المنصور
الذي توفي قبل أن ينبغ الأصمعي ،ويُتّخذ نديماً وجليساً
ثم إن المنصور كان يلقّب بالدوانيقي ، لشدة حرصه على أموال الدولة ، وهذا
مخالف لما جاء في القصة ،ثم إن كان المنصور على هذا القدر العجيب من العبقريّة في الحفظ
فكيف أهمل المؤرخون والمترجمون الإشارة إليها ؟

أضف إلى ذلك أن هذا النظم الركيك أبعد ما يكون عن الأصمعي وجلالة قدره ، وقد نسب
له شيء كثير ، لكثرة رواياته ،وقد يحتاج بعض ما نُسب إليه إلى تأنٍّ في الكشف والتمحيص
قبل أن يُقضى بردّه ، غير أن هذه القصة بخاصة تحمل بنفسها تُهَم وضعها ، وكذلك النظم ، وليس
هذا بخافٍ عن اللبيب بل عمّن يملك أدنى مقوّمات التفكير الحرّ .

ولم أعرض لها إلاّ لأني رأيت جمهرة من شُداة الأدب يحتفون بالنظم الوارد فيها ويتماهرون في
حفظه ، وهو مفسدة للذوق ، مسلبة للفصاحة ، مأذاة للأسماع .

وبعد : فإنه يصدق على هذه القصّة
قول عمر فرّوخ رحمه الله :
( إن مثل هذا الهذر السقيم لا يجوز أن يُروى ،
ومن العقوق للأدب وللعلم وللفضيلة أن تؤلف الكتب لتذكر أمثال هذا النظم) .

نشر في المجلة العربية - عدد ( 256 ) جمادى الآخرة 1419 ص 94

كتبها الأستاذ :عبدالله بن سليم الرشيد في زاوية تحقيق مرويات أدبية .

القصيدة متهافتة ، تغص بالتخريف ، وبالخطأ اللغوي والنحوي ! فكيف يستقيم هذا مع أولئك العرب الفصحاء في ذلك الوقت ، فضلا عن العلماء الأجلاء ؟!
وأنتم تعلمون أن للأصمعي أخبار عجيبة ونوادر غريبة تُحكى عنه ،علينا أن نمحص ونبحث أكثر.
للعلم ؛هذا المقال الوحيد الذي عثرت عليه في المنتديات ينفي هذه القصة عن الأصمعي.


منقول
:2:

ام هُمام 01-24-2013 10:10 PM

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
جزاكم الله كل خير

آمال 01-24-2013 10:32 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
تحقيق المرويات أمر جميل ويطلعنا على حقيقة الامور خاصة في علم الحديث
بارك الله فيكم استاذنا الفاضل ابو ريم ورحمة على الموضوع القيم وجعله في ميزان حسناتكم
نسال الله ان يجعلنا جميعا من اهل الجنة

المحبة في الله 01-26-2013 09:06 PM

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته


صراحة عندما قرأت الموضوع ,, لولا ما اوردت من مصادر لربما شككت في صحة الامر
فالقصيدة مشهورة جدا و تطرح في كثير من الاعمال الادبية و حتى من قبل بعض المشايخ على الخطب

و حتى ان نهايتها لم تكن كذلك .. بل هي فقط محاولة من الشاعر ليثبت للخليفة انه بامكانه ان يتفوق على الشرط الذي وضعه
و هي انه لو احد من الشعراء قرأ عليه قصيدة لم يسمعها احد من قبل فانه سيعطيه بوزن ما كتبه عليه

فباءت محاولات الشعراء بالفشل .. فكان فقط ما ذكرت ,, و بالاضافة لان بعض الشعراء لا يوجد لديهم دخل و بهذا فانه بتصرف الخليفة
يؤثر سلبا على اوضاعهم المادية ...

فبهذا وصلت رسالة الاصمعي للخليفة ,, خصوصا كما ذكرت ان الخليفة كان مشهورا بحفاظه على اموال الدولة

ان عثرت على اي مصادر اخرى ساضيفها باذن الله ... لان القصيدة برغم ما ذكر لكن لها تفضيل لدي بشكل خاص


بارك الله فيك على هذا التوضيح


الساعة الآن 01:44 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لموقع العودة الإسلامي

vEhdaa 1.1 by NLP ©2009