ملتقى أحبة القرآن

ملتقى أحبة القرآن (http://www.a-quran.com/index.php)
-   قسم تفسير القرآن الكريم (http://www.a-quran.com/forumdisplay.php?f=78)
-   -   لولا أنزل عليه كنز (http://www.a-quran.com/showthread.php?t=10503)

آمال 04-15-2013 08:37 PM

لولا أنزل عليه كنز
 
بسم الله الرحمن الرحيم

يقول تعالى مسلياً لرسوله صلى اللّه عليه وسلم عما كان يتعنت به المشركون فيما كانوا يقولونه عن الرسول كما أخبر تعالى عنهم في قوله: { وقال الظالمون إن تتبعون إلا رجلا مسحورا} ، فأمر اللّه تعالى رسوله صلوات اللّه وسلامه عليه وأرشده إلى أن لا يضيق بذلك منهم صدره، ولا يصدنه ذلك ولا يثنيه عن دعائهم إلى اللّه عزَّ وجلَّ آناء الليل وأطراف النهار، كما قال تعالى: { ولقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون} الآية، وقال ههنا: { فلعلك تارك بعض ما يوحى إليك وضائق به صدرك أن يقولوا} أي لقولهم ذلك، فإنما أنت نذير ولك أسوة بإخوانك من الرسل قبلك فإنهم كُذّبوا وأوذوا فصبروا حتى أتاهم نصر اللّه عزَّ وجلَّ، ثم بين تعالى إعجاز القرآن، وأنه لا يستطيع أحد أن يأتي بمثله ولا بعشر سور مثله، ولا بسورة من مثله، لأن كلام الرب تعالى لا يشبه كلام المخلوقين كما أن صفاته لا تشبه صفات المحدثات، وذاته لا يشبهها شيء، تعالى وتقدس وتنزه، ثم قال تعالى: { فإن لم يستجيبوا لكم} أي فإن لم يأتوا بما دعوتموهم إليه، فاعلموا أنهم عاجزون عن ذلك، وأن هذا الكلام منزل من عند اللّه متضمن علمه وأمره ونهيه { وأن لا إله إلا هو فهل أنتم مسلمون} .


تفسير الجلالين

{ فلعلك } يا محمد { تارك بعض ما يوحى إليك } فلا تبلغهم إياه لتهاونهم به { وضائق به صدرك } بتلاوته عليهم لأجل { أن يقولوا لوْلا } هلا { أنزل عليه كنز أو جاء معه مَلَكٌ } يصدقه كما اقترحنا { إنما أنت نذير } فما عليك إلا البلاغ لا الإتيان بما اقترحوا { والله على كل شيء وكيل } حفيظ فيجازيهم .

تفسير الطبري

الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى : { فَلَعَلَّك تَارِك بَعْض مَا يُوحَى إِلَيْك وَضَائِق بِهِ صَدْرك } يَقُول تَعَالَى ذِكْره لِنَبِيِّهِ مُحَمَّد صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : فَلَعَلَّك يَا مُحَمَّد تَارِك بَعْض مَا يُوحِي إِلَيْك رَبّك أَنْ تُبَلِّغهُ مِنْ أَمْرك بِتَبْلِيغِهِ ذَلِكَ , وَضَائِق بِمَا يُوحَى إِلَيْك صَدْرك فَلَا تُبَلِّغهُ إِيَّاهُمْ مَخَافَة { أَنْ يَقُولُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ كَنْز أَوْ جَاءَ مَعَهُ مَلَك } لَهُ مُصَدِّق بِأَنَّهُ لِلَّهِ رَسُول . يَقُول تَعَالَى ذِكْره : فَبَلِّغْهُمْ مَا أَوْحَيْته إِلَيْك , فَإِنَّك { إِنَّمَا أَنْتَ نَذِير } تُنْذِرهُمْ عِقَابِي وَتُحَذِّرهُمْ بَأْسِي عَلَى كُفْرهمْ بِي , وَإِنَّمَا الْآيَات الَّتِي يَسْأَلُونَكهَا عِنْدِي وَفِي سُلْطَانِي أُنْزِلهَا إِذَا شِئْت , وَلَيْسَ عَلَيْك إِلَّا الْبَلَاغ وَالْإِنْذَار . { وَاَللَّه عَلَى كُلّ شَيْء وَكِيل } يَقُول : وَاَللَّه الْقَيِّم بِكُلِّ شَيْء وَبِيَدِهِ تَدْبِيره , فَانْفُذْ لِمَا أَمَرْتُك بِهِ , وَلَا يَمْنَعك مَسْأَلَتهمْ إِيَّاكَ الْآيَات , مِنْ تَبْلِيغهمْ وَحْيِي وَالنُّفُوذ لِأَمْرِي . وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ بَعْض أَهْل التَّأْوِيل . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 13920 - حَدَّثَنَا الْقَاسِم , قَالَ : ثَنَا الْحُسَيْن , قَالَ : ثني حَجَّاج , عَنْ اِبْن جُرَيْج , عَنْ مُجَاهِد , قَالَ : قَالَ اللَّه لِنَبِيِّهِ : { فَلَعَلَّك تَارِك بَعْض مَا يُوحَى إِلَيْك } أَنْ تَفْعَل فِيهِ مَا أَمَرْت وَتَدْعُو إِلَيْهِ كَمَا أَرْسَلْت , قَالُوا : { لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ كَنْز } لَا نَرَى مَعَهُ مَالًا , أَيْنَ الْمَال ؟ { أَوْ جَاءَ مَعَهُ مَلَك } يُنْذِر مَعَهُ , { إِنَّمَا أَنْتَ نَذِير } فَبَلِّغْ مَا أُمِرْت الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى : { فَلَعَلَّك تَارِك بَعْض مَا يُوحَى إِلَيْك وَضَائِق بِهِ صَدْرك } يَقُول تَعَالَى ذِكْره لِنَبِيِّهِ مُحَمَّد صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : فَلَعَلَّك يَا مُحَمَّد تَارِك بَعْض مَا يُوحِي إِلَيْك رَبّك أَنْ تُبَلِّغهُ مِنْ أَمْرك بِتَبْلِيغِهِ ذَلِكَ , وَضَائِق بِمَا يُوحَى إِلَيْك صَدْرك فَلَا تُبَلِّغهُ إِيَّاهُمْ مَخَافَة { أَنْ يَقُولُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ كَنْز أَوْ جَاءَ مَعَهُ مَلَك } لَهُ مُصَدِّق بِأَنَّهُ لِلَّهِ رَسُول . يَقُول تَعَالَى ذِكْره : فَبَلِّغْهُمْ مَا أَوْحَيْته إِلَيْك , فَإِنَّك { إِنَّمَا أَنْتَ نَذِير } تُنْذِرهُمْ عِقَابِي وَتُحَذِّرهُمْ بَأْسِي عَلَى كُفْرهمْ بِي , وَإِنَّمَا الْآيَات الَّتِي يَسْأَلُونَكهَا عِنْدِي وَفِي سُلْطَانِي أُنْزِلهَا إِذَا شِئْت , وَلَيْسَ عَلَيْك إِلَّا الْبَلَاغ وَالْإِنْذَار . { وَاَللَّه عَلَى كُلّ شَيْء وَكِيل } يَقُول : وَاَللَّه الْقَيِّم بِكُلِّ شَيْء وَبِيَدِهِ تَدْبِيره , فَانْفُذْ لِمَا أَمَرْتُك بِهِ , وَلَا يَمْنَعك مَسْأَلَتهمْ إِيَّاكَ الْآيَات , مِنْ تَبْلِيغهمْ وَحْيِي وَالنُّفُوذ لِأَمْرِي . وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ بَعْض أَهْل التَّأْوِيل . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 13920 - حَدَّثَنَا الْقَاسِم , قَالَ : ثَنَا الْحُسَيْن , قَالَ : ثني حَجَّاج , عَنْ اِبْن جُرَيْج , عَنْ مُجَاهِد , قَالَ : قَالَ اللَّه لِنَبِيِّهِ : { فَلَعَلَّك تَارِك بَعْض مَا يُوحَى إِلَيْك } أَنْ تَفْعَل فِيهِ مَا أَمَرْت وَتَدْعُو إِلَيْهِ كَمَا أَرْسَلْت , قَالُوا : { لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ كَنْز } لَا نَرَى مَعَهُ مَالًا , أَيْنَ الْمَال ؟ { أَوْ جَاءَ مَعَهُ مَلَك } يُنْذِر مَعَهُ , { إِنَّمَا أَنْتَ نَذِير } فَبَلِّغْ مَا أُمِرْت '


تفسير القرطبي

قوله تعالى‏ { ‏فلعلك تارك بعض ما يوحى إليك‏} ‏ أي فلعلك لعظيم ما تراه منهم من الكفر والتكذيب تتوهم أنهم يزيلونك عن بعض ما أنت عليه‏.‏ وقيل‏:‏ إنهم لما قالوا ‏ { ‏لولا أنزل عليه كنز أو جاء معه ملك‏} ‏ هم أن يدع سب آلهتهم فنزلت هذه الآية؛ فالكلام معناه الاستفهام؛ أي هل أنت تارك ما فيه سب آلهتهم كما سألوك‏؟‏ وتأكد عليه الأمر في الإبلاغ؛ كقوله ‏ { ‏يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك‏} ‏ [المائدة‏:‏ 67‏]‏‏.‏ وقيل‏:‏ معنى الكلام النفي مع استبعاد؛ أي لا يكون منك ذلك، بل تبلغهم كل ما أنزل إليك؛ وذلك أن مشركي مكة قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم لو أتيتنا بكتاب ليس فيه سب آلهتنا لاتبعناك، فهم النبي صلى الله عليه وسلم أن يدع سب آلهتهم؛ فنزلت‏.‏ ‏ { ‏وضائق به صدرك‏} ‏ عطف على { ‏تارك‏} ‏ و‏ { ‏صدرك‏} ‏ مرفوع به، والهاء في { ‏به‏} ‏ تعود على ‏ { ‏ما‏} ‏ أو على بعض، أو على التبليغ، أو التكذيب‏.‏ وقال‏ { ‏ضائق‏} ‏ ولم يقل ضيق ليشاكل { ‏تارك‏} ‏ الذي قبله؛ ولأن الضائق عارض، والضيق ألزم منه‏.‏ ‏ { ‏أن يقولوا‏} ‏ في موضع نصب؛ أي كراهية أن يقولوا، أو لئلا يقولوا كقوله‏ { ‏يبين الله لكم أن تضلوا‏} [‏النساء‏:‏ 176‏]‏ أي لئلا تضلوا‏.‏ أو لأن يقولوا‏.‏ { ‏لولا‏} ‏ أي هلا { ‏أنزل عليه كنز أو جاء معه ملك‏} ‏ يصدقه؛ قاله عبدالله بن أبي أمية بن المغيرة المخزومي؛ ‏} ‏إنما أنت نذير‏} ‏ فقال الله تعالى‏:‏ يا محمد إنما عليك أن تنذرهم، لا بأن تأتيهم بما يقترحونه من الآيات‏.‏ { ‏والله على كل شيء وكيل‏} ‏ أي حافظ وشهيد‏.‏ قوله تعالى‏ { ‏أم يقولون افتراه‏} ‏ { ‏أم‏} ‏ بمعنى بل، وقد تقدم في ‏ { ‏يونس‏} ‏ أي قد أزحت علتهم وإشكالهم في نبوتك بهذا القرآن، وحججتهم به؛ فإن قالوا‏:‏ افتريته - أي اختلقته - فليأتوا بمثله مفترى بزعمهم‏.‏ { ‏وادعوا من استطعتم من دون الله‏} ‏ أي من الكهنة والأعوان‏.


almojahed 04-16-2013 12:59 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكي الله خيرا أختنا الكريمة وشكر الله لكي هذه الفوائد

آمال 04-16-2013 03:24 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
بارك الله فيكم اخونا الفاضل المجاهد على المرور الطيب
ونسأل الله ان يجعلنا جميعا من أهل الجنة

جندالاسلام 04-16-2013 11:25 PM

جزاكم الله جنة الفردوس

ام هُمام 04-21-2013 03:00 PM

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

المحبة في الله 04-23-2013 12:40 AM

جزاكم الله خيرا اختي و بارك الله فيكم

نسأل الله ان ينفعنا بعلمكم


الساعة الآن 09:09 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لموقع العودة الإسلامي

vEhdaa 1.1 by NLP ©2009