ملتقى أحبة القرآن

ملتقى أحبة القرآن (http://www.a-quran.com/index.php)
-   ملتقى الآداب و الأحكام الفقهية (http://www.a-quran.com/forumdisplay.php?f=34)
-   -   سب الرحمن موجب للكفران (http://www.a-quran.com/showthread.php?t=3495)

ابو عبد الرحمن 05-01-2011 11:33 PM

سب الرحمن موجب للكفران
 
:1:


فقد شاع في بعض الديار الإسلامية - وإن كان ليس كثيراً بالنسبة لعامة المسلمين - جرم شنيع وقول فظيع وهو: سب الباري سبحانه جل في علاه ونبيه محمد - صلى الله عليه وسلم - ، فما إن يغاضب أحد صاحبه إلا ويسب الباري سبحانه أو نبيه محمداً - صلى الله عليه وسلم - أو دين الإسلام .


فيا لله ما أخبثها من مقولة تخرج صاحبها من الإسلام إلى دين الكفران الموجب للخلود في النيران ،

وصدق - صلى الله عليه وسلم - القائل:" إن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالاً يهوي بها في جهنم " أخرجه البخاري عن أبي هريرة ، ولا أصرح دليلاً ولا أصح من قوله تعالى ( قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ ، لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ)

فهؤلاء ارتدوا وصاروا كفاراً بخطيئة الاستهزاء برسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فكيف بالسب الذي هو أشد .


وقال تعالى (إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً مُهِيناً) فهؤلاء ملعونون في الدنيا والآخرة أي مطرودون من رحمة الله بالكلية لأجل سبهم لله ورسوله - صلى الله عليه وسلم - ، وفي الآخرة قد أعد لهم عذاباً مهيناً جزاء سبهم لله رب العالمين أو للرسول - صلى الله عليه وسلم - .


وإن علماء المذاهب الأربعة من الأحناف والمالكية والشافعية والحنابلة وغيرهم نصوا على كفر الساب للدين أو للنبي الكريم أو لرب العالمين ، بل وحكوا على ذلك إجماعات أهل العلم .

قال إسحاق بن راهويه ( أحد الأئمة الأعلام ): أجمع المسلمون على أن من سب الله أو سب رسوله - صلى الله عليه وسلم - أو دفع شيئاً مما أنزل الله عز وجل ، أو قتل نبياً من أنبياء الله عز وجل ، أنه كافر بذلك وإن كان مقراً بكل ما أنزل الله ا.هـ
وقال محمد بن سحنون: أجمع العلماء على أن شاتم النبي - صلى الله عليه وسلم - المتنقص له كافر ، والوعيد جار عليه بعذاب الله له ، وحكمه عند الأمة القتل ، ومن شك في كفره وعذابه كفر ا.هـ

وقال القاضي عياض : اعلم - وفقنا الله وإياك - أن جميع من سب النبي صلى الله عليه وسلم أو عابه أو ألحق به نقصاً في نفسه أو نسبه أو دينه ، أو خصلة من خصاله ، أو عرض به أو شبهه بشيء على طريق السب له ، أو الإزراء عليه ،أو التصغير لشأنه أو الغض منه ، والعيب له ، فهو ساب له ، والحكم فيه حكم الساب يقتل كما نبينه ، ولا نستثني فصلاً من فصول هذا الباب على المقصد ، ولا نمتري فيه تصريحاً كان أو تلويحاً . وكذلك من لعنه أو دعا عليه ، أو تمنى مضرة له ، أو نسب إليه ما لا يليق بمنصبه على طريق الذم ، أو عبث في جهته العزيزة بسخف من الكلام وهجر ، ومنكر من القول وزور ، أو عيره بشيء مما جرى من البلاء والمحنة عليه ، أو غمصة ببعض العوارض البشرية الجائزة والمعهودة لديه.
وهذا كله إجماع من العلماء وأئمة الفتوى من لدن الصحابة رضوان الله عليهم إلى هلم جرا .ا.هـ

وقال أبو بكر بن المنذر: أجمع عوام أهل العلم على أن من سب النبي صلى الله عليه وسلم يقتل ، وممن قال ذلك مالك بن أنس ، والليث وأحمد وإسحاق وهو مذهب الشافعي ا.هـ

إذا تبين لك كفر الساب لله أو لرسوله - صلى الله عليه وسلم - أو لدينه بالأدلة الشرعية وكلمات أهل العلم التي لم أنقل منها إلا شيئاً يسيراً يناسب هذا المختصر ، فاحفظ أيها المسلم دينك ألا يذهب عليك بكلمات يستزلك بها الشيطان مسايرة للآخرين ، فإن الموت مصير كل حي، ولا يُعلم متى يحل ، ومن نزل به لم ينفعه إلا عمله بعد توفيق الله أما يعلم هؤلاء أنهم إذا ارتدوا عن الإسلام بمثل هذه المقولات الشنيعة فإنهم لا يغسلون ولا يكفنون ولا يدفنون في مقابر المسلمين إذا ماتوا ، ولا يجوز لمسلم أن يترحم عليهم أو يدعو لهم لأنهم كفار مرتدون لوقوعهم في هذا الإثم الذي هو أعظم الآثام . وعجباً ما العمل الذي يبقى للمسلم عند ربه الذي هو مفتقر إليه في حاجته بعد سبه له أو لرسوله - صلى الله عليه وسلم - أ و لدين الإسلام .

فيا لله ما هذه الحال التي بلغها المسلمون حتى لم يسلم منهم أحد حتى ربهم الذي يعبدون ودينه الذي يعتقدون ونبيه الذي يعظمون .

فالله الله أيها الناس ليبادر كل من تلبس بهذا الفعل بالتوبة النصوح ، ومن لم يتلبس به فليحمد الله وليحذّر الناس منه حتى يزول هذا الإجرام الكبير من المجتمعات التي شاع فيها ، فإن سب الله لا يرضاه حتى اليهود والنصارى ، فكيف بمن يدعي الإسلام .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عبدالعزيز بن ريس الريس
المشرف على موقع الإسلام العتيق
27/ 8/ 1426هـ

:2:


أبوالنور 05-02-2011 12:00 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
قال ابن القيم: ( وروح العبادة هو الإجلال والمحبة فإذا تخلى أحدهما عن الآخر فسدت فإذا اقترن بهذين الثناء على المحبوب المعظم فذلك حقيقة الحمد والله أعلم ).
والسب كما عرفه ابن تيمية: هو الكلام الذي يقصد به الإنتقاص والإستخفاف وهو ما يفهم منه السب في عقول الناس على اختلاف إعتقاداتهم كاللعن والتقبيح ونحوه.
ولا ريب أن سب الله عز وجل يعد أقبح وأشنع أنواع المكفرات القولية وإذا كان الإستهزاء بالله كفراً سواء إستحله أم لم يستحله فإن السب كفر من باب أولى.
يقول ابن تيمية: ( إن سب الله أو سب رسوله كفر ظاهراً وباطناً سواء كان الساب يعتقد أن ذلك محرم أو كان مستحيلاً أو كان ذاهلاً عن إعتقاده ).
وقال ابن راهويه: ( قد أجمع المسلمون أن من سب الله أو سب رسول الله http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif أنه.. كافر بذلك وإن كان مقراً بما أنزل الله ).
قال تعالى: http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً مُّهِيناً (57) وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُّبِيناً http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [الأحزاب:58،57] فرق الله عز وجل في الآية بين أذى الله ورسوله وبين أذى المؤمنين و المؤمنات فجعل على هذا أنه قد احتمل بهتاناً وإثماً مبيناً وجعل على ذلك اللعنة في الدنيا والآخرة وأعد له العذاب المهين ومعلوم أن أذى المؤمنين قد يكون من كبائر الإثم وفيه الجلد وليس فوق ذلك إلا الكفر والقتل.
سئل فضيلة الشيخ محمد بن عثيمين السؤال التالي:
ما الحكم في رجل سب الدين في حالة غضب هل عليه كفارة وما شرط التوبة من هذا العمل حيث أني سمعت من أهل العلم يقولون بأن زوجتك حرمت عليك؟
فأجاب فضيلته:
الحكم فيمن سب الدين الإسلامي يكفر، فإن سب الدين والإستهزاء به ردة عن الإسلام وكفر بالله عز وجل وبدينه، وقد حكى الله عن قوم إستهزؤوا بدين الإسلام، حكى الله عنهم أنهم كانوا يقولون: إنما كنا نخوض ونلعب، فبين الله عز وجل أن خوضهم هذا ولعبهم إستهزاء بالله وآياته ورسوله وأنهم كفروا به فقال تعالى: http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ (65) لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [التوبة:66،65] فالإستهزاء بدين الله، أو سب دين الله أو سب الله ورسوله، أو الإستهزاء بهما، كفر مخرج من الملة. أهـ
واحذر أخي المسلم من مجالسة هؤلاء القوم حتى لا يصيبك إثم وتحل بدارك العقوبة.
--------------
بارك الله بك اخي ابو عبد الرحمن
وجزاك خيرا


ابو عبد الرحمن 05-04-2011 11:50 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيك اخي ابو النور على المرور والأضافة القيمة

احسن الله اليك

ام هُمام 10-12-2018 03:34 PM

بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
جزاكم الله خيرا


الساعة الآن 01:38 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لموقع العودة الإسلامي

vEhdaa 1.1 by NLP ©2009