ملتقى أحبة القرآن

ملتقى أحبة القرآن (http://www.a-quran.com/index.php)
-   قسم فضيلة الشيخ احمد رزوق حفظه الله (http://www.a-quran.com/forumdisplay.php?f=104)
-   -   فقه الجهاد - لفضيلة الشيخ أحمد رزوق حفظه الله (http://www.a-quran.com/showthread.php?t=10156)

almojahed 03-04-2013 07:21 AM

فقه الجهاد - لفضيلة الشيخ أحمد رزوق حفظه الله
 
:1:

لقراءة الموضوع يرجى الضغط على الرابط التالي:

http://‬www.alawda.org/books/jihad.pdf

:2:

almojahed 03-04-2013 07:37 AM

فقه الجهاد
 
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله . { يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون } { يأيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا } . { يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما } . أما بعد فإن أصدق الحديث كتاب الله وأحسن الهدي هدي محمد وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار .

*- في هذه الأيام نسمع كثيراً من الناس من يدندن حول كلمة عظيمة وعظيمة جداً هي كلمة الجهاد حتى أصبح قزامة من أحداث أسنان يتطاولون على عمالقة علماء هذه الأمة ويقذفونهم بالخور والجبن ، وما ذنبهم إلا لأنهم غير متهورين أمثالهم في القاء الناس في مستنقع الرمال المتحركة ، وإيرادهم موارد الهلاك والدمار والموت المحتم ، فهؤلاء الأحداث لم يتفقهوا ما هو الجهاد الذي يدندون حوله ، أنهم ليس عندهم من الثقافة والمعرفة بالسنة وما كان عليه السلف الصالح في فقه الجهاد وأهدافه والغاية منه - إلا أن مثلهم في ذلك مثل الفروج يسمع الديكة تصرخ فيصرخ معها – الجهاد – الجهاد – الجهاد .

*- فما هو الجهاد؟!
*- الجهاد عبادة من العبادات يجري عليها ما يجري على العبادات من شروط:
1- الشرط الأول " القدرة : حيث من المعلوم أن أعظم ركن في هذا الدين على الاطالق هو النطق بالشهادتين ، والتي من نواقضها سب الله أو سب النبي أو سب الدين ، فما بال هذا الكفر الأعظم يصبح رخصةً لمن أشتد عليه الأذى وأيقن بالقتل وقلبه مطمئن بالايمان ، وما قصة عمار بن ياسر منكم ببعيد.
جاء في تفسير البغوي قوله " أتى عمار رسول الله – صلى الله عليه وسلم - وهو يبكي فقال رسول الله – عليه الصلاة والسلام - : ما وراءك ؟ قال : شر يا رسول الله نلت منك وذكرت آلهتك قال : كيف وجدت قلبك قال مطمئنا بالإيمان فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يمسح عينيه وقال : إن عادوا لك فعد لهم بما قلت ] فنزلت هذه الآية { مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْأِيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْراً فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ } (النحل:106) *- ثم يأتي أعظم ركن عملي وهو الصلاة لحديثه عليه الصلاة والسلام " الصلاة خير موضوع " صحيح الجامع . ولحديثه أيضاً لما سئل " أي الأعمال أفضل قال الصلاة في أول وقتها " صحيح أبي داود
ومن أركان الصلاة – ركن القيام - فمن صلى جالساً مع استطاعته القيام فصلاته باطلة ، ولكن في حال العذر وبما أنه لا تكليف إلا بقدر الاستطاعة فمن تعذر عليه القيام سقط في حقه وانتقل إلى الركن الآخر ، بل ولو تشدد على نفسه لكان آثم قال عليه الصلاة والسلام " إن الله تعالى يحب أن تؤتى رخصه كما يحب أن تؤتى عزائمه صحيح الجامع . ‌ والنبي عليه الصلاة والسلام يقول " ألا هلك المتنطعون ألا هلك المتنطعون ألا هلك المتنطعون " صحيح أبي داود وقال أيضاً " لا تشددوا على أنفسكم فيشدد الله عليكم فإن قوما شددوا على أنفسهم فشدد الله عليهم " السلسلة الصحيحة .
*- ومن المعلوم أنه من شروط هذا الركن العظيم والذي لأجله شرع الجهاد لقوله تعالى { فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ }(التوبة: من الآية5 ) " الوضوء " وهو شرط أكبر لركن أعظم - فما بال هذا الشرط الأكبر يسقط عند التعذر القيام به ، والأعظم منه الغسل من الجنابة فمن تعذر عليه الغسل بالماء تيمم ، بل وقد يصل الحال إلى الوجوب أن يتمم ويحرم عليه استعمال الماء إذا كان سيؤدي إلى هلكته ، وهذا الذي حمل رسول الله أن يدعو على من تسببوا بقتل رجل جهلاً بتشددهم ، جاء عن جابر أنه قال " خرجنا في سفر فأصاب رجلا منا حجر فشجه في رأسه ثم احتلم فسأل أصحابه فقال هل تجدون لي رخصة في التيمم فقالوا ما نجد لك رخصة وأنت تقدر على الماء فاغتسل فمات فلما قدمنا على النبي – عليه الصلاة والسلام أخبر بذلك فقال قتلوه قتلهم الله ألا سألوا إذ لم يعلموا فإنما شفاء العي السؤال إنما كان يكفيه أن يتيمم و يعصب على جرحه خرقة ثم يمسح عليها ويغسل سائر جسده " صحيح أبي داود فهؤلاء ما أمروه بالاغتسال إلا حرصاً على إرضاء الله – فكيف بالذي يفتي ويعمل عملاً يكون من جرائه هلاك للأمة وما كان للأولاد الذين قتلوا بالمئات بل بالألوف – في فلسطين بما يسمى بانتفاضة الحجارة - اقتحام هذا الباب وتعريض أنفسهم للآليات المجنزرة إلا بهذه الافتاءات وذلك التحريض والله المستعان .
*- بل قد يسقط أيضاً التيمم لمن أصاب جسمه الحروق أو كان في الجبس أو محبوساً بالأغلال في غيابات السجون فهذا حكمه حكم فاقد الطهورين ، فهذا يصلي على حاله ولا إعادة عليه بعد ذلك ، لقوله تعالى { فاتقوا الله ما استطعتم }.
*- وهكذا ركن الزكاة والصيام والحج كلها تقاس على الصلاة
*- من جهة أخرى من المعلوم أن هناك عبادات لا تصح إلا جماعة منها : الجمعة – العيدين – الكسوف – الاستسقاء – الحج- وهكذا
*- وكذلك أيضاً المعاملات التجارية والعلاقات الاجتماعية – الزواج - وهكذا .
*- و الجهاد أيضاً يندرج تحت هذا الباب .
*- فوجب أن يتوفر فيه القدرة للقيام به كعبادة فرضها الله تعالى ، القدرة على إنزال النكال والنكاية بالعدو الذي يحول بين الناس وبين ربهم ، وأن يؤول أمر الجهاد إلى عزة وقوة ، لا إلى ذل وضعف وهزيمة .
*- يقول شيخ الاسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى " فلا يجوز دفع الفساد القليل بالفساد الكثير ولا دفع أخف الضررين بتحصيل أعظم الضررين فان الشريعة جاءت بتحصيل المصالح وتكميلها وتعطيل المفاسد وتقليلها بحسب الامكان ومطلوبها ترجيح خير الخيرين اذا لم يمكن أن يجتمعا جميعا ودفع شر الشرين اذا لم يندفعا جميع " مجموع الفتاوى ( 23 / 343 ) فأين هذا كله من صنيعكم يا أهل فلسطين المنتفضين ؟!!!

ألا تعلمون أن الله عز وجل لم يشرِّع الجهاد بالسيف إلا بعد القوة والتمكين للمسلمين ؟ وأما قبل ذلك فقد أمر الله المؤمنين بالكف ، وقد كان هناك من يحب أن يشفي قلوب المؤمنين في الكفار ، فَنُهوا عن ذلك – كما يشير إليه قوله سبحانه وتعالى {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّواْ أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً } النساء 77
وفي السُنَّة : عن ابن عباس أن عبد الرحمن بن عوف وأصحابا له أتوا النبي صلى الله عليه وسلم بمكة فقالوا يا رسول الله إنا كنا في عز ونحن مشركون فلما آمنا صرنا أذلة – أي يستأذنوه في القتال - فقال إني أمرت بالعفو فلا تقاتلوا " صحيح النسائي .
قال شيخ الاسلام ابن تيمية " وكان – يعني النبي صلى الله عليه وسلم - مأمورا بالكف عن قتالهم لعجزه وعجز المسلمين عن ذلك ثم لما هاجر إلى المدينة وصار له بها أعوان أذن له في الجهاد ثم لما قووا كتب عليهم القتال ولم يكتب عليهم قتال من سالمهم لأنهم لم يكونوا يطيقون قتال جميع الكفار .
فلما فتح الله مكة وانقطع قتال قريش ملوك العرب ووفدت إليه وفود العرب بالإسلام أمره الله تعالى بقتال الكفار كلهم إلا من كان له عهد مؤقت وأمره بنبذ العهود المطلقة فكان الذي رفعه ونسخه ترك القتال ، وأما مجاهدة الكفار باللسان فما زال مشروعا من أول الأمر إلى آخره " الجواب الصحيح – 1/237 "
2- الشرط الثاني الجماعة وإذن ولي الأمر :
*- الجهاد لا يصح إلا جماعة و بولي الأمر لقوله – صلى الله عليه وسلم - " من أطاعني فقد أطاع الله ومن عصاني فقد عصى الله ومن يطع الأمير فقد أطاعني ومن يعص الأمير فقد عصاني وإنما الإمام جنة يقاتل من ورائه ويتقى به فإن أمر بتقوى الله وعدل فإن له بذلك أجرا وإن قال بغيره فإن عليه منه " رواه البخاري ومسلم .
قال السيوطي في شرحه لسنن النسائي – المجلد السابع – ص- 155 " إنما الإمام جنة أي كالترس قال القرطبي أي يقتدى برأيه ونظره في الأمور العظام والوقائع الخطرة ولا يتقدم على رأيه ولا ينفرد دونه بأمر مهم يقاتل من ورائه .
قال النووي " المجلد الرابع – ص – 454 " إنما الإمام جنة أي كالساتر لأنه يمنع العدو من أذى المسلمين ويمنع الناس بعضهم من بعض ويحمي بيضة الإسلام ويتقيه الناس ويخافون سطوته يقاتل من ورائه أي يقاتل معه الكفار والبغاة والخوارج وسائر أهل الفساد ويتقى به أي شر العدو وأهل الفساد والظلم
وقال أيضاً " يُقاتَل معه الكفار ولا يَنفَرِد – أي شخص - دونه بأمر يُقاتِل ولا يُترَك – أي هذا الفرد - يُباشِر القتال بنفسه لما فيه من تعرضه للهلاك وفيه هلاك الكل .
*- ، قال الحسن البصري رحمه الله: «أربع من أمر الإسلام إلى السلطان: الحكم، والفيء، والجهاد، والجمعة» [مسائل الإمام احمد رواية الكرماني ص.392]
*- وقال شيخنا العلامة محمد العثيمين رحمه الله: «لو جاز للناس أن يغزوا بدون إذن الإمام لأصبحت المسألة فوضى، كل من شاء ركب فرسه وغزا، ولأنه لو مكن الناس من ذلك لحصلت مفاسد عظيمة " الشرح الممتنع (26ـ25/8)].
*- ولقوله – عليه الصلاة والسلام وهو القول الفصل - وإذا استنفرتم فانفروا--- "
*- وعملياً لما مات النبي عليه الصلاة والسلام توقف جيش أسامة بن زيد والذي كان قد بعثه النبي صلى الله عليه وسلم على رأس سرية في غزوة من الغزوات عند ذي خشب حتى عُيِّن أبو بكر خليفة فأمر بأن يكمل مسيره --- "
*- ولأهمية ولي الأمر قياساً على الصلاة فإذا صلى الامام جالساً وجب على الجميع الصلاة خلفه جلوساً ، علماً أنه لو صلى لوحده جالساً دون عذر بطلت صلاته ، فلأهمية الامام كان الاتباع أعظم . قال – صلى الله عليه وسلم - إذا صلى الامام قاعدا فصلوا قعودا وإذا صلى قائما فصلوا قياما ولا تقوموا والأمام قاعد كما تفعل فارس بعظمائهم " صحيح الأدب المفرد
، وكذلك لو سهى الامام وقام للركعة الثالثة كان لزاماً عليك اتباعه وإلا بطلت صلاتك – من باب أولى أن يُتابع في أمر فيه هلكة للأمة وإراقة الدماء وهلك الحرث والنسل والديار
*- فولي الأمر هو أعلم بالمصلحة لشعبه من غيره .
- وما نراه اليوم ونشاهده سواء كان في فلسطين أو غيرها من اقدام الآحاد بالتحرش بالعدو الكافر دون إذن ولي الأمر مما يسبب جلب شر وويلات للمسلمين كانوا بغنى عنه لو أن هذا الآحاد استجاب لأمر نبيه واقتدى بهديه ولكنه الهوى وظلام الحزبية - إنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور - .
*- فكيف سيكتب النصر لهؤلاء وهم خارجون عن امرة الحاكم بل لا يعترفون بولايته ويكفرونه ويسبونه ويُشَهِّرون به أمام العامة على المنابر في المساجد وفي الشوارع والطرقات وفي تجمعاتهم وغير ذلك .
بفعلهم هذا هم خارجون عن أمر الله وأمر الرسول القائل : (( من أراد أن ينصح لذي سلطان فلا يبده علانية ولكن يأخذ بيده فيخلوا به فإن قبل منه فذاك وإلا كان قد أدى الذي عليه )) صحيح ظلال الجنة .
قال عبادة بن الصامت (( بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة في العسر واليسر والمنشط والمكره وعلى أثرة علينا وعلى أن لا ننازع الأمر أهله وعلى أن نقول بالحق أينما كنا لا نخاف في الله لومة لائم . وفي رواية وعلى أن لا ننازع الأمر أهله إلا أن تروا كفرا بواحا عندكم من الله فيه برهان )) رواه البخاري ومسلم .
– فلا يجوز الخروج عليه ، وهل جنى من لم يراع ذلك على الأمة إلا الفتن والفساد في الأرض ؟! وما رجع أحد بعد ولوجه هذا الباب إلا بشر أعظم ، كما ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم رحمهما الله .
*- وجاء عن حذيفة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( يكون بعدي أئمة لا يهتدون بهداي ولا يستنون بسنتي وسيقوم فيهم رجال قلوبهم قلوب الشياطين في جثمان إنس . قال حذيفة قلت كيف أصنع يا رسول الله إن أدركت ذلك ؟ قال تسمع وتطيع الأمير وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك فاسمع وأطع )) رواه مسلم .
وقال عليه الصلاة والسلام " من أهان سلطان الله في الأرض أهانه الله . ‌ من أجل سلطان الله أجله الله يوم القيامة " صحيح الجامع . ‌
*- جاء عن أنس بن مالك قال " نهانا كبراؤنا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : لا تسبوا امراءكم ولا تغشوهم ولا تبغضوهم واتقوا الله واصبروا فإن الأمر قريب " .
*- جاء عن سويد بن غفلة قال : قال لي عمر بن الخطاب رضي الله عنه " لعلك تخلف بعدي فأطع الإمام وإن كان عبداً حبشياً ، وإن ضربك فاصبر ، وإن حرمك فاصبر ، وإن دعاك إلى أمر منقصة من دنياك فقل سمعاً وطاعة ، دمي دون ديني " رواه الآجري في الشريعة (7. ،71 ) .
*- قال الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله " من خرج على إمام من أئمة المسلمين وقد كان الناس اجتمعوا عليه ، وأقروا له بالخلافة بأي وجه كان : بالرضا أو بالغلبة ، فقد شق هذا الخارج عصا المسلمين ، وخالف الآثار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإن مات الخارج عليه ، مات ميتة جاهلية ، ولا يحل قتال السلطان ، ولا الخروج عليه لأحد من الناس ، فمن فعل ذلك فهو مبتدع على غير السنة والطريق.
إذن الجهاد عبادة كسائر العبادات بل هي عبادة لها مخاطر عظيمة إذا ما تمت لها الحسابات والدراسات أوردت لأهلها موارد الهلاك ولهذا نهى – عليه الصلاة والسلام - تمني لقاء العدو، حيث قال " أيها الناس لا تتمنوا لقاء العدو وسلوا الله تعالى العافية فإذا لقيتموهم فاصبروا " صحيح أبي داود
ولهذا وجب على القائد أن يحرص كل الحرص على جنده كي لا يوردهم موارد الهلاك ، حتى عليه أن يراعي أوقات القتال حتى لا يكون في شدة الحر ، ولا في شدة البرد إلا إذا فرض ذلك . – من باب أولى ألا يردهم موارد الهلاك والموت .
3- والجهاد لم يُشرع غاية لذاته ولا لكي تُقتَل وإنما شرع كي لا يكون فتنة ويكون الدين كله لله تعالى ، فهو شرع كي تكون كلمة الله هي العليا قال تعالى { وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلّهِ } وقال تعالى { فَقَاتِلُواْ أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لاَ أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنتَهُونَ } التوبة 12 ، وقال سبحانه { قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ * وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ } التوبة 14-15 ) ففي هذه الآيات بيان للغاية المرجوة – في الدنيا – من وراء القتال ، فمن ذلك دخول الناس في دين الله عز وجل ، وانتهاء الكفار عن كفرهم ، وخزيهم ، وشفاء صدورالمؤمنين ، وإذهاب غيظ قلوبهم ، فأين هذه المصالح العامة ، والبركات السابقة من آثار الانتفاضة في فلسطين والذي أصبح لسان حال الواحد منا " أنا خارج لكي أستشهد " – فإذا كان الغاية من الجهاد هو أن تقتل فلماذا لم يُقحم خالد بن الوليد الجيش إلى التهلكة والموت المحتم في غزوة مؤتة حيث ألهم الله خالد بن الوليد أن ينسحب من المعركة سالما وأيده النبي بذلك بل وجعله فتحاً قال عليه الصلاة والسلام " أخذ الراية زيد فأصيب ثم أخذها جعفر فأصيب ثم أخذها عبد الله بن رواحة فأصيب ثم أخذها خالد عن غير إمرة ففتح الله عليه " رواه البخاري.
– فمن كان الأحرص على نيل الشهادة نحن أم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ وهم السباقون لكل الخير ، فكيف إذا كان ذلك الخير هو الشهادة .
- ولا نريد أن نعلق على هذه الكلمة والتي فيها تألي على الله عز وجل " أنا ذاهب لأستشهد – فلان شهيد – فلان يزف إلى الحور العين – فهذا القول بعد انقطاع الوحي لا يخرج إلا بواحدة من اثنتين " إما أنه قد أتاه وحي من السماء فأعلمه أن فلان شهيد وفلان وفلان حتى أصبحنا نعطي الشهادة للنصارى وللرافضة الذين يسبون الصحابة ، ومن اعتقد ذلك فهو كافر خارج من الملة – أو كان ذلك تألي على الله وهذا هو الراجح ، وويل لمن يتألى على الله - فهذا رسول الله – صلى الله عليه وسلم - يقول" والله لوددت أني شجرة تعضد " صحيح الجامع
*- وبهذا لام عمر بن الخطاب أبا عبيدة لما كانت معركة الجسر حيث غامر مغامرة غير مضمونة العواقب وأدى إلى هلاك كثير من الجيش ، فقال عمر " لو أتوني كنت فئتهم " الارواء .
*- ولو كان الغاية هو القتل لماذا خفف الله عن المؤمنين حيث كان الرجل مقابل عشرة ثم خفف إلى رجل مقابل رجلين ، وإلا جاز لك أن تتحيز إلى فئتك كما فعل خالد .
*- إذن لا يجوز تمني لقاء العدو ، كما أنه لا يجوز تمني الضرر ، قياس على ذلك ، وكذلك لا يجوز تمني الفتن ، وكذلك لا يجوز تمني المرض إلى غير ذلك .
*- ولهذا ذم الله تعالى أولئك بقوله { ألم تر إلى الذين قيل لهم كفوا أيديكم -- } فهؤلاء الذين كانوا قد عزموا على الجهاد وأحبوه لما إبتلوا به كرهوه وفروا منه - بل صاحوا أين العرب أين الحكام أين أين – أين الملايين .
*- إذا كان صحابة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – لم يتمنوا ذات الشوكة وذلك عند خروجهم يوم بدر وهم ضعفاء ، علماً أنهم كانوا يمتلكون نفس الأسلحة السيف والسهم والرمح قال الله عنهم في غزوة بدر { وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ } نحن عكس ذلك كلما الخنازير اليهود هدؤوا قليلاً نثيرهم علينا ، وكأن الشعب الفلسطيني اعتاد على رؤية الدماء وإذا لم يجد من يهريق دمه أهرق هو بنفسه دمه بالاقتتال الداخلي .
والنبي صلى الله عليه وسلم يقول لآصحابه " دعوا الحبشة ما ودعوكم واتركوا الترك ما تركوكم " صحيح أبي داود
*- جاء في فتح الباري- المجلد السادس ص- 609 - قول الحافظ في الفتح " وقد ظهر مصداق هذا الخبر وقد كان مشهورا في زمن الصحابة حديث اتركوا الترك ما تركوكم *- جاء عن معاوية بن خديج قال كنت عند معاوية فأتاه كتاب عامله أنه وقع بالترك وهزمهم فغضب معاوية من ذلك ثم كتب إليه لا تقاتلهم حتى يأتيك أمري فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الترك تجلي العرب حتى تلحقها بمنابت الشيخ قال فأنا أكره قتالهم لذلك .
*- إذن الصحيح لا نتمنى لقاء العدو لأمر النبي صلى الله عليه وسلم ، فهل فعلنا هذا في فلسطين ؟
*- نحن ويا للأسف خالفنا نبينا عليه الصلاة والسلام ، نتمنى ذلك – أي لقاء العدو - بل وبالعجب واتباع الهوى والله المستعان .
*- جاء عن صهيب قال [ كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم - إذا صلى همس شيئا لا أفهمه ولا يخبرنا به قال أفطنتم لي قلنا نعم . قال إني ذكرت نبيا من الأنبياء أعطي جنودا من قومه ( وفي رواية أعجب بأمته ) فقال من يقوم لهؤلاء فأوحي إليه أن اختر لقومك إحدى ثلاث إما أن نسلط عليهم عدوا من غيرهم أو الجوع أو الموت فاستشار قومه في ذلك فقالوا أنت نبي الله فكل ذلك إليك خر لنا . فقام إلى الصلاة وكانوا إذا فَزِعوا فَزَعوا إلى الصلاة فصلى ما شاء الله قال ثم قال أي رب أما عدو من غيرهم فلا أو الجوع فلا ولكن الموت فسلط عليهم الموت فمات منهم ( في يوم ) سبعون ألفا فهمسي الذي ترون أني أقول اللهم بك أحول وبك أصول وبك أقاتل ] . السلسلة الصحيحة
*- قال بعض الصحابة يوم حنين وكانوا اثني عشر ألفا لن نغلب اليوم من قلة – فبهذه الكلمة والتي هي من آحاد الصحابة كان الناتج جراؤها الهزيمة والتولي فَغُلِبوا من إعجاب منهم بأنفسهم قال تعالى {لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئاً وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ) (التوبة:25) . .4- ومن المعلوم أن الجهاد هو الوسيلة الأخيرة الذي يُلجَأ إليه بعد استنفاذ السبل وأدلة ذلك كثيرة منها لما أرسل – رسول الله صلى الله عليه وسلم – معاذ إلى اليمن فقال له " إنك تأتي قوما من أهل الكتاب فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله فإن هم أطاعوك لذلك فأعلمهم أن الله قد افترض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة فإن أطاعوك لذلك فأعلمهم أن الله قد افترض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فترد على فقرائهم " متفق عليه .
*- وبهذا أرسل – صلى الله عليه وسلم - الرسل للملوك والرؤساء .
*- و كان من هديه – صلى الله عليه وسلم - إذا أراد أن يغزو قرية ينتظر موعد الأذان فإذا سمع النداء كف وإلا غزى .
*- وهكذا بعث النبي صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد إلى بني جذيمة فدعاهم إلى الإسلام فلم يحسنوا أن يقولوا أسلمنا فجعلوا يقولون صبأنا وجعل خالد قتلا وأسرا فلما قدموا على النبي عليه الصلاة والسلام فذكر له صنع خالد فقال ورفع يديه اللهم أني أبرأ إليك مما صنع خالد مرتين " صحيح النسائي
***
*- إذن الجهاد هو عبادة حتمية كسائر العبادات يجري عليه ما يجري على سائرالعبادات ، ولا تشرع كأمر فردي بل لا بد بولي الأمر ، ولا يلجأ إليه إلا إذا استنفذت السبل ، و يقام به عند القدرة والاستطاعة
وفي حالة العجز تسقط كما سقطت الهجرة عن ضعفاء مكة قال تعالى { إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيراً } والشاهد { إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلا يَهْتَدُونَ سَبِيلاً } (النساء:98) *- وكما سقطت عن الرجل الكبير والمرأة والرجل الضعيف الجبان .
قال عليه الصلاة والسلام " جهاد الكبير والضعيف والمرأة الحج والعمرة " صحيح الترغيب
فالجهاد تابع للمصلحة وشرطه القدرة ، وهذه سيرة النبي صلى الله عليه وسلم في الجهاد واضحة جلية ، فتارة يقاتل مع القدرة، وتارة يهادن مع عدم القدرة، لذلك من القواعد الكبيرة في مسائل الجهاد هو أن الجهاد تابع للمصلحة، قال العلامة عبد الرحمن السعدي رحمه الله: «والجهاد باليد والسلاح يتبع المصلحة، فعلى المسلمين أن يسلكوا هديه ويتشاوروا في أمرهم، ويعملوا في كل وقت ما يناسبه ويصلح له»، [فتح الرحيم ص .131
وقد نص العلماء على انه لا أثم في عدم الجهاد مع عدم الاستطاعة، قال تعالى (فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ ). قال العلامة محمد بن علي الكرجي «فمن لم يطق الجهاد بالنفس والمال، وآمن به ورآه حقا فهو من أهله، وليس عليه غيره» [نكت القرآن(187/4 )
*- سئل الشيخ صالح الفوزان – حفظه الله – أليس الجهاد ماضياً إلى يوم القيامة ؟ فقال - حفظه الله تعالى - " نعم الجهاد ماض إذا توفر شروطه ومقوماته ، فهو ماض ، أما إذا لم تتوفر شروطه ولا مقوماته ، فإنه يُنتظَر حتى تعود للمسلمين قوتهم ، وإمكانيتهم ، واستعدادهم ، ثم يقاتلون عدوهم ، أنت معك مثلاً سيف أو بندقية ، هل تقابل طائرات وصواريخ ؟ لا ، لأن هذا بأس شديد ، قال الله تعالى { وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ } وهذا يضر بالمسلمين أكثر ولا ينفعهم إن كان فيه نفع " الفتاوى الشرعية في القضايا العصرية (ص152) .
*- إذن للجهاد شروط ، حيث وكما بينا أن لكل عبادة شروط وأركان فكذلك الجهاد ، فما هي شروط الجهاد ؟
1- شروط الجهاد إعداد العدة الإيمانية والمادية
فأما العدة الإيمانية لقوله تعالى { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ } (محمد:7) أي أن تنصر دينه وتتبع هدي نبيه – صلى الله عليه وسلم –
فالشرط الأول العدة الايمانية حيث جعل الله العاقبة الحسنى لأهل التقوى وليس لأهل الفجور والعصيان قال تعالى { وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ}(القصص: من الآية83) وقال تعالى {إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ } (النحل:128) وبين سبحانه أن امداده لعباده المؤمنين بالملائكة لا يكون إلا بهذا ، قال تعالى {بَلَى إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آلافٍ مِنَ الْمَلائِكَةُ مُسَوِّمِينَ } (آل عمران:125) *- جاء تفصيل التقوى في قوله تعالى { إِنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلاةَ وَآتَيْتُمُ الزَّكَاةَ وَآمَنْتُمْ بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمُ اللَّهَ قَرْضاً }(المائدة: من الآية12) فالنصر إذاً تابع لأهله وليس بالأماني والتخيلات ، قال تعالى { لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ وَلا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيّاً وَلا نَصِيراً } (النساء:123)
*- فبين الله تعالى في هذه الآية أن أهل السوء لا نصر لهم بل هو مرفوع عنهم فَعَدُو المسلمين لم ينتصر عليهم بعتاده وعدده وإنما ينتصر عليهم حين يتركهم ربهم ويكلهم إلى أنفسهم - قال ابن القيم في الفوائد 1/ 68 " تالله ما عدا عليك العدو الا بعد ان تولى عنك الولى فلا تظن ان الشيطان غلب ولكن الحافظ أعرض .
*- فالنصر يأتي بالتقوى وهو قسمان –
1- توحيد الله تعالى
2- تجريد المتابعة لرسوله – صلى الله عليه وسلم -
قال الله تعالى {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُمْ مِنْ أَرْضِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ * وَلَنُسْكِنَنَّكُمُ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِهِمْ ذَلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ } (ابراهيم:14) وقال تعالى { وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ } (النور:55) *- إذن هو النصر والتمكين والمن والاستخلاف ولكن هل انتبه المسلمون لشرط الله تعالى قال{ يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً }
*- بهذا يتبين أنه لا يُرشَّح للنصر من يعلق أمله بتميمة – تجد أكثر من ثلثي الأمة يتعاملوا مع السحرة الأشرار والعياذ بالله –
- لا يرشح للنصر من علق أمله بحذوة أو حذاء أو كف – كما نشاهد اليوم ذلك على كثير من العربات والمركبات .
- لا يرشح للنصر من يطوف حول القبور ويستغيث بالأموات
- لا يرشح للنصر من يستغيث بغير الله – ومما كان من هديه – ص- في دعائه أن يقول – يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث –
- لا يرشح للنصر من فرَّق دينه وكان شيعا فخالف بذلك قول الله تعالى { وَلا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ * مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ }الروم – 32- .
- لا يرشح للنصر من يتغن بسب الذات الإلـهية أو سب النبي أو سب الدين والعياذ بالله وهذا كثيرا ما نشاهده ونسمعه حتى الأطفال أصبحوا يتغنون بذلك والعياذ بالله .
*- القسم الثاني تجريد المتابعة للنبي – ص- وهذا هو القسم الثاني وهذا هو الأساس بعد الاخلاص للتمكين والنصر ، قال الله تعالى { وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ }(آل عمران: من الآية55)
وقال تعالى {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ } (لأنفال:64) معناها أن الله معك ومؤيدك ونصيرك ووليك وهو أيضاً مع المسلمين الذين اجتمع فيهم الشرطان " الايمان وهو التوحيد + المتابعة " ومن اتبعك من المؤمنين ، فتأمل " وَصَفَهم بالاتباع " وكان لسان حالهم أن لا معبود بحق إلا الله وما متبوع بحق إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم
*- فإذا كان عامة المسلمين – أي أكثرهم – على هذين الوصفين فلن يؤخر الله عنهم النصر { وعد الله لا يخلف الله وعده }
*- وإذا لم يكن النصر فلنبحث على أنفسنا أين هي من الله تعالى ، حيث قال – صلى الله عليه وسلم - " [ من أراد أن يعلم ما له عند الله جل ذكره فلينظر ما لله عز وجل عنده ] . حسن الصحيحة . وأين هي من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال تعالى { وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا } (النور: من الآية54) تهتدوا إلى النصر والتمكين في الدنيا ,على جنة النعيم في الآخرة .
*- وإلا ؛ قال تعالى { فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ }(النور: من الآية63) هزيمة وذل في الدنيا وخزي وعذاب في الآخرة .
*- وقال تعالى {فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً } (النساء:65) *- فإذا الذي لا يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم حين يذكر اسمه عنده يخطىء طريق الجنة ، فكيف بمن يخالفه ولا يتبعه ؟!!
قال صلى الله عليه وسلم " من ذكرت عنده فلم يصل علي فقد خطئ طريق الجنة " صحيح لغيره كما قال الألباني في كتاب فضل الصلاة على النبي – من باب أولى أن يخطىء طريق النصر والتمكين في الدنيا .
*- القسم الثاني : العدة المادية – وهي قسمان – العدية العسكرية والعدة البشرية .
- من تمام التوكل على الله تعالى اعداد الأسباب المادية التي أمر الله بها عباده الذين حققوا الآيمان والمتابعة ، قال تعالى { وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ } (لأنفال:60) - قال الشيخ ربيع المدخلي " دلت الآية الكريمة على أنه أي قوة تكون لدى المسلمين لا يرهبها العدو فليست بقوة شرعاً وتأمل حسن موقع كلمة " ترهبون " .
- الأكثرون منا ويا للأسف فهم خطأً معنى الآية اعتقدوا أن الحجر من القوة مما حذا بهم أن قدموا لليهود خيرة أبنائنا على طباق من ذهب فقتلوهم وذلك بما يسمى بـــ " انتفاضة الحجارة " حتى وصل عدد القتلى بالآلاف – نسأل الله أن يلحقهم بالشهداء ــ والله المستعان .
*- وخصَّ الله تعالى الخيل بالذكر لأنها أحسن ما يُقَاتل عليه يومئذٍ ، وخصَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم الرمي بالذكر حيث قال " ألا إن القوة الرمي ألا إن القوة الرمي ألا إن القوة الرمي " رواه مسلم – لأنه أفضل ما يُقاتل به يومئذٍ
تنبيهاً للمسلمين على إن الاعداد هو ما كان على مستوى أرقى ما لدى العدو
- حيث من المعلوم أن الطيران في عصرنا الحديث هو أفضل ما يقاتل به اليوم بالاضافة إلى أنه هو الجُنَّة والقاية بتشكيله غطاء جوي للجيش والآليات ، والمدفعية ، والمشاة ‌، والسفن البحرية في أرض المعركة ، ووقاية وحماية ودفاع عن الدولة ، عن بنيانها ومؤسساتها وبناها التحتية وعن ترسانتها العسكرية إلى غير ذلك ، فبدونه المعركة محسومة للأعداء إلا أن يشاء الله تعالى شيئا فله الأمر من قبل ومن بعد .
- وها هي العراق ، وأفغانستان ، ولبنان ، وفلسطين ليسوا منكم ببعيد ، ولكن السعيد من يتعظ بغيره ، والشقي من تعظه نفسه وهو لا يتعظ
*************
*- القسم الثاني العدة البشرية : وهو ألا يزيد عدد العدو أكثر من ضعف عدد المسلمين لقوله تعالى {الْآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفاً فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ } (لأنفال:66) *- نلخص التعداد الايماني بما يأتي :
- الداء الذي سُلِّط علينا وهو تسليط الأعداء هذا ناتج سببه ارتكاب المعاصي والآثام والبعد عن هدي النبي العدنان فرفع الله عنا الأمن والأمان وتركنا لليهود شر الأنام فسامونا سوء العذاب .
- فالداء علمناه وهو الذل ، والدواء بينه لنا النبي العدنان وهو: حتى تعودوا إلى دينكم ، فما كان من أمر الناس إلا أنهم سمعوا بالوصفة الربانية ولكنهم رغبوا عنها ، فالبعض يرى معالجة الداء بالقومية العربية – والبعض بالبعثية الاشتراكية – والبعض بالحل السياسي – والبعض بالحل الدموي – والبعض بالحل الحزبي – والبعض بالحل الحضاري وهكذا ؛ والكل يغني على ليلاه -
أوردها سعد وسعد مشتمل ليس هكذا يا سعد تورد الابل
*- فالحل بيد من بيده مفاتح الفرج ومفاتح النصر ، وما النصر إلا من عند الله .
*- فالدواء والمضاد الحيوي والعلاج الفعَّال ضد هذا الكيان الغاصب – ضد هذه البكتيريا العفنة – ضد هذا الفايروز النجس : يكمن في قوله – صلى الله عليه وسلم - " حتى تعودا إلى دينكم " !!!!
***
*- من المعلوم أن الركن الأكبر للجهاد كي تكون كلمة الله هي العليا للحديث " أن أعرابيا أتى النبي عليه الصلاة والسلام فقال يا رسول الله الرجل يقاتل للمغنم والرجل يقاتل ليذكر والرجل يقاتل ليرى مكانه فمن في سبيل الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله رواه البخاري ومسلم
– وحتى لا يُعبَد إلا الله ، مع اخلاص العمل لله لقوله تعالى { وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ } (العنكبوت:69) – جاء عن أبي هريرة قال حدثني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الله تبارك وتعالى إذا كان يوم القيامة ينزل إلى العباد ليقضي بينهم وكل أمة جاثية فأول من يدعى به رجل جمع القرآن ورجل قتل في سبيل الله ورجل كثير المال فيقول الله عز وجل للقارىء ألم أعلمك ما أنزلت على رسولي قال بلى يا رب قال فما عملت فيما علمت قال كنت أقوم به آناء الليل وآناء النهار فيقول الله عز وجل له كذبت وتقول له الملائكة كذبت ويقول الله تبارك وتعالى بل أردت أن يقال فلان قارىء وقد قيل ذلك ويؤتى بصاحب المال فيقول الله عز وجل ألم أوسع عليك حتى لم أدعك تحتاج إلى أحد قال بلى يا رب قال فماذا عملت فيما آتيتك قال كنت أصل الرحم وأتصدق فيقول الله له كذبت وتقول الملائكة كذبت ويقول الله تبارك وتعالى بل أردت أن يقال فلان جواد وقد قيل ذلك ويؤتى بالذي قتل في سبيل الله فيقول الله له في ماذا قتلت فيقول أي رب أمرت بالجهاد في سبيلك فقاتلت حتى قتلت فيقول الله له كذبت وتقول الملائكة كذبت ويقول الله بل أردت أن يقال فلان جريء فقد قيل ذلك ثم ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم على ركبتي فقال يا أبا هريرة أولئك الثلاثة أول خلق الله تسعر بهم النار يوم القيامة رواه مسلم
*- و جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أرأيت رجلا غزا يلتمس الأجر والذكر ما له فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا شيء له فأعادها ثلاث مرار ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم لا شيء له ثم قال إن الله عز وجل لا يقبل من العمل إلا ما كان له خالصا وابتغي وجهه " صحيح الترغيب .
***
* - أهداف الجهاد كي لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله ، لقوله تعالى { وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ }(لأنفال: من الآية39)
ونحن في فلسطين نقاتل كي تكون فتنة – وشر المسلمين هو الذي يجلب الشر على المسلمين .
*- الكل يدندن حول هذه الكلمة العظيمة ، الجهاد - الجهاد – الجهاد !!
فما تعريف الجهاد ؟ أولاً الجهاد اصطلاحاً هو مقارعة – أو مقاتلة - أعداء الله - لله - ولكي تكون كلمة الله هي العليا ، فالذي يقاتل لأجل التراب والطين لا يعد جهاداً فهذا يشترك فيه الكافر وغيره فهل شعب فيتنام لما قاتلوا الامريكان فهل يعد هذا جهادا ، وكذلك اليابانيون وغيرهم ؟!!!!! .
- فالكثير ممن يدعي الجهاد ويصرخ بالناس بأعلى صوته " الجهاد – الجهاد – الجهاد- يصرح قائلاً أن قتالنا مع اليهود لا لأنهم يهود وإنما قتالنا معهم بسبب اغتصابهم لأرضنا فإذا خرجوا من أرضنا فلا جهاد ولا قتال ، بل قد يصل الحال بهم أن يعاملوهم على أنهم اخوان لهم لأن مبدأ الولاء البراء كان عندهم لا لله وإنما لأجل التراب والطين ، فإذا ذهب المانع وانتفى فلا عداء ولا براء ، وهذا نقض صريح للآيات القرآنية والأحاديث النبوية ، قال تعالى { وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ } (البقرة: من الآية120) وقال تعالى { وَلا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا } (البقرة: من الآية217) على هذا المبدأ اليهود يقاتلوننا ، ونحن نقاتلهم للتراب والطين ، وقال تعالى { وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً }(النساء: من الآية89) وقال تعالى { وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَداً مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ (البقرة: من الآية109) وفي السنة المطهرة قال – صلى الله عليه وسلم - " من أحب لله وأبغض لله وأعطى لله ومنع لله فقد استكمل الإيمان " صحيح أبي داود
وعن أبي موسى قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال الرجل يقاتل للمغنم والرجل يقاتل للذكر والرجل يقاتل ليرى مكانه فمن في سبيل الله ؟ قال من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله .
فمن أراد بجهاده التراب والطين فهو إلى ما جاهد لأجله وتلك النية في القمامة في الحضيض – ولكن حتى التراب والطين لا يدركه إلا إذا شاء الله . فهؤلاء هم المعطلون الحقيقيون للجهاد والله المستعان .
*- *- يقول الشيخ مقبل الوادعي رحمه الله " أفّ لهذه الفتوى المنتنة، ورب العزة يقول في كتابه الكريم: {قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحبّ إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربّصوا حتّى يأتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين98}. فالدين مقدم على الوطن وعلى الأرض ولكن الحزبية تعمي وتصم. – من أسئلة شباب أندونيسيا84 -

يقول الحافظ في الفتح – تعريف الجهاد - : هو بذل الجهد في قتال الكفار ويطلق أيضا على مجاهدة النفس والشيطان والفساق -- وأما مجاهدة الكفار فتقع باليد والمال واللسان والقلب وأما مجاهدة الفساق فباليد ثم اللسان ثم القلب .
1- فمجاهدة الكفار باليد هذا لمن قدر عليه ولا يكون إلا بولي الأمر .
2- باللسان : وهذا يخص العلماء الربانيين الذين يدحضون شبه الكفار وأهل البدع والضلال ، قال تعالى { جاهد الكفار والمنافقين --- } التحريم 9 والتوبة 73 ، فهذا الجهاد ليس فيه سفك دماء لأن المنافقين لم يؤمر النبي – صلى الله عليه وسلم بقتالهم ، حيث جاء في الحديث أن عمر بن الخطاب قال يا رسول الله دعني أضرب عنق هذا المنافق – أي عبد الله بن أبي سلول - فقال النبي صلى الله عليه وسلم دعه لا يتحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابه " صحيح الترمذي . – ورغم ذلك سماه النبي جهاداً
وقال أيضاً {فَلا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَاداً كَبِيراً } (الفرقان:52) . وقال عليه الصلاة والسلام لحسان بن ثابت – وكان شاعراً بالحق - إن روح القدس معك ما هاجيتهم – أي للكفار . الصحيحة
3- بالقلب هذا لمن لم يقدر عليه للقرينة من قوله عليه الصلاة والسلام " من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان " مسلم . ‌
وأيضاً " من مات ولم يغز ولم يحدث نفسه بالغزو مات على شعبة من نفاق " صحيح أبي داود – والشاهد ولم يحدث نفسه بالغزو وهذا يخص القلب .
*- أما مجاهدة الفساق وأهل البدع فباليد وهو لولي الأمر باقامة الحدود عليهم .
*- إذن باللسان للعلماء *- و بالقلب لعامة الناس ، قال – عليه الصلاة والسلام – " ما من نبي بعثه الله في أمة قبلي إلا كان له من أمته حواريون وأصحاب يأخذون بسنته ويتقيدون بأمره ثم إنها تخلف من بعدهم خلوف يقولون ما لا يفعلون ويفعلون ما لا يؤمرون فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن ليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل " مسلم . ‌
تــــــــــــابع

almojahed 03-04-2013 07:37 AM

*- مراتب الجهاد :
1- جهاد النفس ، حيث قال – صلى الله عليه وسلم - أفضل الجهاد أن يجاهد الرجل نفسه وهواه . لله عز وجل – صحيح الجامع-
وهي أربعة مراتب :
1- أن تجاهدها في طلب العلم الشرعي – وهو جهاد في سبيل الله كما سيأتي – ثم العمل به – ثم الدعوة لذلك – ثم الصبر على ما ستلقاه – قال تعالى {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ الْأِنْسِ وَالْجِنِّ }(الأنعام: من الآية112) . ولا شك أيضاً ستكون العداوة لكل من دعا بدعوة الأنبياء .
وقال – عليه الصلاة والسلام - " والمجاهد من جاهد نفسه في طاعة الله والمهاجر من هجر الخطايا والذنوب ] . الصحيحة
*- البعض من الناس يعتقد أن أمر الهجرة والجهاد سهل جاء أعرابي للنبي – صلى الله عليه وسلم - يريد الهجرة فقال – صلى الله عليه وسلم - ويحك إن شأن الهجرة لشديد فهل لك من إبل تؤدي صدقتها فاعمل من وراء البحار فإن الله لن يترك من عملك شيئا " صحيح أبي داود . يتبين لنا من هذا الحديث أن النبي عليه الصلاة والسلام خشي على هذا الرجل ألا يقدر علىالهجرة وقد طلبها ‌ ونحن إذا قلنا لمن استعجل الأمر قبل أوانه انتظر قليلا وإلا تعاقب بحرمانه ، قذفونا بالجبن والخذلان والتقاعص ، فهؤلاء بماذا سيقذفون النبي صلى الله عليه وسلم لهذا الحديث؟!
*- وأقبل رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أبايعك على الهجرة والجهاد أبتغي الأجر من الله قال فهل من والديك أحد حي قال نعم بل كلاهما حي قال فتبتغي الأجر من الله قال نعم قال فارجع إلى والديك فأحسن صحبتهما – صحيح الترغيب وقال لآخر " ألك أبوان قال نعم قال ففيهما فجاهد " صحيح أبي داود .
– فهل النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث يدعو للتقاعص والتثبط كما نُتَّهَم هذه الأيام إذا بيَّنا الحق للناس ؟!!
2- جهاد الشيطان :جهاده باليقين على دفع ما يلقيه من الشبهات القادحة في الايمان ،في صفات الله ، في القضاء والقدر، في الدار الآخرة قال تعالى{وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآياتِنَا يُوقِنُونَ } (السجدة:24) 3- جهاد الكفار : باللسان : وقد تحدثنا عنه ، وبالمال والسيف والسنان ، قال تعالى { انْفِرُوا خِفَافاً وَثِقَالاً وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ }
4- جهاد أهل البدع والمنكرات وقد ذكرناه
*- مراحل جهاد الكفار
1- يوضِّحه أنَّ جهادَ رسول الله عليه الصلاة والسلام مرَّ بأربع مراحل:
1 ـ مرحلة الكفِّ عن القتال، وهي أطولها، ودليلها قول الله تعالى.
{ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ } (النساء:77) 2 ـ مرحلة الإذن بالقتال من غير أمر به، ودليلها ما رواه ابن عباس قال: (( لَمَّا أُخرج النبيُّ عليه الصلاة والسلام من مكَّة، قال أبو بكر: أَخرَجوا نبيَّهم؟ إنَّا لله وإنَّا إليه راجعون! لَيَهْلِكُنَّ. فنزلت: {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللهَ عَلَى نَصْرِهِم لَقَدِيرٌ} [الحج 39]، فعرفتُ [أي أبو بكر] أنَّه سيكون قتال، قال ابن عباس: فهي أوَّلُ آية نزلت في القتال )) صحيح الترمذي
3 ـ مرحلة قتال مَن قاتل المسلمين والكف عن غيرهم،- وهوالدفع- ودليلها قول الله تعالى: {وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ الله الَّذِينَ يُقاتِلُونَكُم وَلاَ تَعْتَدُوا}
4 ـ مرحلة قتال كلِّ كافر حتى يُسلم، ودليلها قول الله تعالى: {تُقَاتِلُونَهُم أَوْ يُسْلِمُونَ} [الفتح 16]، أو يُعطي الجزية وهو ذليل صاغر، على تفصيل معروف في محلِّه، والدليل قول الله عزَّ وجلَّ: {قَاتِلُوا الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ باللهِ وَلاَ بِاليَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ} [التوبة 29] . .- زاد الميعاد " 3/ 70 – 71 " ومجمع الفتاوى 28 – 349 "
فمن هنا أخذ العلماء أنَّه لا يجوز للمسلمين ـ أيام ضعفهم ـ قتال الكافرين، تأسِّياً برسول الله ؛ لأنَّه لا يجوز للمسلمين حينذاك أن يُلقوا بأيديهم إلى التهلكة .
*- قال ابن كثير في تفسير هذه الآية { فلا تهنوا } أي لا تضعفوا عن الأعداء { وتدعوا إلى السلم } أي المهادنة والمسالمة ووضع القتال بينكم وبين الكفار في حال قوتكم وكثرة عددكم وعددكم ولهذا قال : { فلا تهنوا وتدعوا إلى السلم وأنتم الأعلون } أي في حال علوكم على عدوكم فأما إذا كان الكفار فيهم قوة وكثرة بالنسبة إلى جميع المسلمين ورأى الإمام في المهادنة والمعاهدة مصلحة فله أن يفعل ذلك كما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم حين صده كفار قريش عن مكة ودعوه إلى الصلح ووضع الحرب بينهم وبينه عشر سنين فأجابهم صلى الله عليه وسلم إلى ذلك .
- انظر شرح ابن كثير من سورة محمد -
*- بل إذا كان العدو لا قبل لقتاله ويصرف بشيء من المال أو الثمار فيعطى ويصرف وجهه وهذا ما أراد فعله النبي صلى الله عليه وسلم يوم الأحزاب ، حيث جاء في سيرة ابن كثير -3 /201 ما نصه " فلما اشتد على الناس البلاء بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عيينة بن حصن و الحارث بن عوف المري و هما قائدا غطفان وأراد أن يعطيهما ثلث ثمار المدينة على أن يرجعا بمن معهما عنه و عن أصحابه وقال " شيء أصنعه لكم و الله ما أصنع ذلك إلا لأني رأيت العرب رمتكم عن قوس واحدة و كالبوكم من كل جانب فأردت أن أكسر عنكم من شوكتهم إلى أمر ما .
*- وهذا الحكمُ ليس منسوخاً نسخاً مطلقاً ونظائرَه في مجموع فتاوى ابن تيمية (13/29 ـ 30)، وإعلام الموقعين لابن القيم (1/35)، والموافقات للشاطبي (3/107 ـ 117)، وتفسير القرطبي (2/288).
*- ومن القرائن قوله – صلى الله عليه وسلم - إن الإسلام بدأ غريبا وسيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء " رواه مسلم
*- وقال أيضاً " ‌منعت العراق درهمها وقفيزها ومنعت الشام مدها ودينارها ومنعت مصر أردبها ودينارها وعدتم من حيث بدأتم وعدتم من حيث بدأتم وعدتم من حيث بدأتم – مسلم . ‌ أي سيمنع أهل الكتاب اعطائكم الجزية كما كان العهد في قوة الاسلام وعزته وستعودون ضعفاء كما كنتم .
قال النووي " هذه قرينة بدأ الاسلام غريبا وسيعود غريبا – يعني المرحلة المكية ستعود " ولهذا ذهبا إماما العصر ابن باز والألباني على أن هذه المرحلة تسمى بالمرحلة المكية .
*- قال ابن رجب الحنبلي في تعليقه على حديثه – صلى الله عليه وسلم - الذي قال فيه " --- إن الله نظر إلى أهل الأرض فمقتهم عربهم وعجمهم إلا بقايا من أهل الكتاب --- الحديث " رواه مسلم ، قال رحمه الله " لما بعث النبي صلى الله عليه وسلم ودعا إلى الاسلام لم يستجب له في أول الأمر إلا الواحدُ بعد الواحدِ من كل قبيلة ، كان المستجيب له خائفاً من عشيرته وقبيلته يؤذى غاية الايذاء وينال منه وهو صابر على ذلك في الله عز وجل ، وكان المسلمون إذ ذاك مستضعفين يُشَرَّدون كل مشرد ويهربون بدينهم إلى البلاد النائية كما هاجروا إلى الحبشة مرتين ثم هاجروا إلى المدينة وكان منهم من يُعَذَّب في الله ومنهم من يقتل فكان الداخلون في الاسلام حينئذ غرباء – ثم ظهر الاسلام بعد الهجرة إلى المدينة وصار أهله ظاهرين كل الظهور ودخل الناس بعد ذلك في دين الله أفواجا وأكمل الله لهم الدين وأتم عليهم نعمته وتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلموالأمر على ذلك ، وأهل الاسلام في غاية الاستقامة في دينهم وهم متعاضدون متناصرون وهكذا فإن الاسلام بدأ قي آحاد وقلة ثم انتشر وظهر ثم سيلحقهم النقص والإخلال حتى لا يبقى إلا في آحاد وقلة أيضاً كما بدأ ".
*- ولقوله عليه الصلاة والسلام لا تنقطع الهجرة حتى تنقطع التوبة ولا تنقطع التوبة حتى تطلع الشمس من مغربها " صحيح أبي داود
ولقوله أيضاً " لا تنقطع الهجرة ما قوتل الكفار" صحيح النسائي.
*- فإذا تغلب العدو الكافر على بلاد الاسلام ولم يستطع المسلمون أن يقوموا بشعائر الدين فعليهم بالهجرة وبهذا أنزل الله الوعيد لمن بقي في مكة إلا المستضعف " قال تعالى { إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيراً * إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلا يَهْتَدُونَ سَبِيلاً } (النساء:98) *- قال شيخ الاسلام ابن تيمية " والمنقول عن النبى في إحتماله وعفوه عمن كان يؤذيه كثير كما قال تعالى {وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَداً مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ } (البقرة:109) ثم هنا فرق لطيف أما الصبر فإنه مأمور به مطلقا فلا ينسخ وأما العفو والصفح فانه جعل إلى غاية وهو أن يأتى الله بأمره فلما أتى بأمره بتمكين الرسول ونصره صار قادر على الجهاد لأولئك والزامهم بالمعروف ومنعهم عن المنكر صار يجب عليه العمل باليد فى ذلك ما كان عاجزا عنه وهو مأمور بالصبر فى ذلك كما كان مأمور بالصبر أولا والجهاد مقصوده أن تكون كلمة الله هي العليا وأن يكون الدين كله لله فمقصوده إقامة دين الله " من مجموع الفتاوى ( 15/169-170).
*- وقال أيضاً في الصارم المسلمل " 2/ 413-414 " ما نصه : (( فمَن كان من المؤمنين بأرض هو فيها مُستضعَفٌ، أو في وقتٍ هو فيه مستضعَفٌ، فليعمَلْ بآية الصبر والصَّفح عمَّن يؤذي اللهَ ورسولَه من الذين أوتوا الكتاب والمشركين، وأمَّا أهلُ القوَّةِ فإنَّما يعملونَ بآيةِ قتالِ الذين أوتوا الكتاب حتى يُعطوا الجزيةَ عن يدٍ وهم صاغرون ))
بل وهذا ما قد ترجمه عملياً حيث قال ابن القيم رحمه الله في اعلام الموقعين المجلد 3/5 " سمعت شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه ونور ضريحه يقول مررت أنا وبعض أصحابي في زمن التتار بقوم منهم يشربون الخمر فأنكر عليهم من كان معي فأنكرت عليه وقلت له إنما حرم الله الخمر لأنها تصد عن ذكر الله وعن الصلاة وهؤلاء يصدهم الخمر عن قتل النفوس وسبي الذرية وأخذ الأموال فدعهم" اعلام الموقعين 3/4-5 "
- فهذا أنكر عليهم ليس بقتلهم وإنما بنهيهم عن شرب الخمر ورغم ذلك منعه ابن تيمية وهو من هو ؟!! ونحن في هذه الأيام إذا لم نتهور كما يتهورون رمونا بالتخاذل والجبن ، فبماذا يُرمى ابن تيمية ؟ !
*- بل بماذا سيقذف عثمان رضي الله عنه من قبل أمثال هؤلاء وذلك لما حاصر مجموعة من الأوباش دار الخلافة في المدينة فأبى على الصحابة أن يدافعوا عنه كما جاء في تاريخ دمشق -- قال ابن سيرين لقد قتل عثمان يوم قتل وإن الدار يومئذ لغاصة – أي بالصحابة - فيهم عبد الله بن عمر وفيهم الحسن بن علي في عنقه السيف ولكن عثمان عزم عليهم ألا يقاتلوا ، فقال له الحسن يا أمير المؤمنين مرني بأمرك فإني طوع يديك فمرني بما شئت فقال له عثمان ابنَ أخي ارجع فاجلس في بيتك حتى يأتي الله بأمره فلا حاجة لنا في إهراق الدماء
*- وجاء في تاريخ الاسلام " 1/ 474 " قال ابن سيرين : جاء زيد بن ثابت في ثلاثمائة من الأنصار فدخل على عثمان فقال : هذه الأنصار بالباب . فقال : أما القتال فلا - قال أبو هريرة : دخلت على عثمان يوم الدار فقلت : طاب الضرب – أي دفاعاً عنك يا أمير المؤمنين - فقال : أيسرك أن يقتل الناس جميعا وأنا معهم قلت : لا قال فإنك إن قتلت رجلا واحدا فكأنما قتلت الناس جميعا فانصرفت ولم أقاتل .- انظروا إلى فقه أمير المؤمنين والذي فدى أمته بنفسه " قال لأبي هريرة أيسرك أن يقتل الناس جميعا وأنا معهم ؟ و ذلك لكثرة الخارجين الأوباش عليه والذي بلغ عددهم نحو ستة آلاف والصحابة يومئذ في المدينة كانوا قلة قليلة فإذا قاتلوهم قُتِلوا جميعا وقُتل عثمان معهم ، وإذا تركوهم قتل عثمان لوحده – أما نحن نفدي الأمة بالآحاد
حيث من المعلوم عند كل ذي لب أن المدافعين والمجاهدين يكونون في الصدارة لمواجهة أعداء الله ، ودفاعاً عن الأهالي والمدنيين فهم الدرع الواقي يستتر به الناس أما نحن والعكس صحيح أصبح الناس هم الدرع البشري والواقي لؤلئك الأفراد ، يقوم أحدهم برمي صلية من سلاحه الآلي أو قذيفةً أو صاروخاً أو غيرذلك متترساً ومحتمياً ومتخذاً الاف الناس دروعاً بشرية له ؛ فأي جهادٍ هذا ؟!! فيا قوم أليس منكم رجل رشيد .
*- الضوابط المانعة لجهاد الدفع :
*- تعريف بجهاد الدفع : صورته وهو أن يداهم العدو البلد الاسلامي فيحصل قتال بين المسلمين والكفار فقتال الدفع مستمر استمرار بقاء الدولة الاسلامية وعدم تغلب الكفار ، أما إذا تغلب الكفار أو لم يمكن دفعهم أو كان في مدافعتهم من المفسدة أعظم من المصلحة فهنا يسقط جهاد الدفع .
إذن فمن الضوابط المانعة لجهاد الدفع ؟
*- الضوابط المانعة لجهاد الدفع :
1- عند تمكن العدو وسيطرته على الأنفس والديار والمقدرات ، وأصبح بيده زمام الأمور – كالحال الآن في فلسطين حيث تمكن العدو الكافر منها وأصبح بيده كل موارد الحياة ، ماء – كهرباء – غذاء – وقود ، حتى الهواء أحياناً يصلنا ملوث من مصانعهم ومجاريهم وحرق قمامتهم .
فهنا المدافعة خطرة والمقاومة تجلب الشرور وتأدي إلى المهالك .
والأدلة على ذلك : فمنها قوله تعالى {لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا} وقوله
{ فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ }فإذا لم يستطع المسلمون مدافعة العدو لضعفهم المادي والعسكري سقط عنهم ذلك .
ومنها : المرحلة المكية للنبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم ترك بلده - وهي أحب أرض الله إليه - إلى غيرها ، ولم يقاتل ولم يرم بحجر فضلاً عن سهم أو رمح ، ولا يقول مسلم إن ذلك لخور فيه أو جبن ، حاشاه – عليه الصلاة والسلام – فقد كان أشجع الناس وأقواهم قلباً ، بل ترك ذلك لما فيه من المفاسد العظيمة على الاسلام والمسلمين ، فلم يستطع عليه الصلاة والسلام أن يغير إلا باللسان – وذلك في قوله تعالى {وجاهدهم به جهاداً كبيرا } وبالقلب أيضاً ، وحث أصحابه على الصبر بل لما جاءه خباب بن الأرت في يوم اشتد أذى المشركين على الصحابة يسأله أن يدعو الله بالنصرة لهم ، غضب النبي لذلك خشية من جزعهم وعدم صبرهم على تحمل الأذى ، ولم يأمره النبي عليه الصلاة والسلام أن يأخذ خنجراً فيطعن به أبا جهل أو غيره من زعماء قريش – ولو كان الأمر بيد هؤلاء المتهورين لؤبيدوا عن بكرة أبيهم بتهورهم ، فهل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم متقاعص ؟! الله المستعان ، فقد جاء في البخاري عن خباب بن الأرت قال شكونا إلى النبي عليه الصلاة والسلام وهو متوسد بردة في ظل الكعبة وقد لقينا من المشركين شدة فقلنا الا تدعو الله فقعد وهو محمر وجهه وقال كان الرجل فيمن كان قبلكم يحفر له في الأرض فيجعل فيه فيجاء بمنشار فيوضع فوق رأسه فيشق باثنين فما يصده ذلك عن دينه والله ليتمن هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله أو الذئب على غنمه ولكنكم تستعجلون . وكان يمر عليه الصلاة والسلام على آل ياسر فيقول لهم " صبرا آل ياسر فإن موعدكم الجنة "- صحيح السيرة –
ولم يأمرهم بطعنة من خنجر لأبي جهل وكان فيهم أسد الله – حمزة – وسعد بن أبي وقاص وهو أرماهم بالقوس - وعمر بن الخطاب والذي لا يخاف في الله لومة لائم - وغيرهم
*- بل وطلب الصحابة أصحاب بيعة العقبة الثانية أن يميلوا على المشركين في منى وهم نائمون ، فيقتلونهم ، قالوا " للنبي صلى الله عليه وسلم لإن شئت لنميلن على أهل منى غدا بأسيافنا ، فقال صلى الله عليه وسلم لم أمر بذلك – علماً أن المصلحة مرجحة والعملية مضمونة فمنعهم من ذلك لما سيصنعه بعد ذلك المشركون بالمسلمين في مكة فيكون ذلك لهم ذريعة – انظر مجمع الزوائد للحافظ الهيثمي
*- يقول الشيخ عبد الرحمـن السعدي في تفسيره لهذه الآية : { أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ } الآية ، كان المسلمون - إذ كانوا بمكة - مأمورين بالصلاة والزكاة, أي : مواساة الفقراء, لا الزكاة المعروفة, ذات النصب والشروط, فإنها لم تفرض إلا بالمدينة, ولم يؤمروا بجهاد الأعداء, لعدة فوائد: منها:
*- إن من حكمة الباري تعالى , أن يشرع لعباده , الشرائع , على وجه لا يشق عليهم ; ويبدأ بالأهم , والأسهل فالأسهل .
*- ومنها: أنه لو فرض عليهم القتال - مع قلة عَدَدِهِم وعُدَدِهِم, وكثرة أعدائهم - لأدى ذلك إلى اضمحلال الإسلام . فروعي جانب المصلحة العظمى , على ما دونها , ولغير ذلك من الحِكَم . وكان بعض المؤمنين , يودون أن لو فرض عليهم القتال في تلك الحال , غير اللائق فيها ذلك . وإنما اللائق فيها , القيام بما أمروا به في ذلك الوقت , من التوحيد , والصلاة, والزكاة ونحو ذلك كما قال تعالى : " وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا ". فلما هاجروا إلى المدينة , وقوي الإسلام , كتب عليهم القتال , في وقته المناسب لذلك . تفسير ابن سعدي (ص188)
*- قال ابن عثيمين رحمه الله في الشرح الممتع (8/9) " لا بد في الجهاد من شرط ، وهو : أن يكون عند المسلمين قدرة وقوة يستطيعون بها القتال ، فإن لم يكن لديهم قدرة ، فإن اقحام أنفسهم في القتال ، إلقاء بأنفسهم في التهلكة ، ولهذا لم يوجب سبحانه وتعالى على المسلمين القتال وهم في مكة ، لأنهم عاجزون ضعفاء ، فلما هاجروا إلى المدينة ، وكوَّنوا الدولة الاسلامية ، وصار لهم شوكة ؛أمرهم بالقتال ، وعلى هذا فلا بد من هذا الشرط ، وإلا سقط عنهم كسائر الواجبات ، لأن جميع الواجبات يسشترط فيها القدرة ، لقوله سبحانه وتعالى { فاتقوا الله ما استطعتم } ولقوله تعالى { لا يكلف الله نفساً إلا وسعها }
وقال أيضاً " المهم أنه يجب على المسلمين الجهاد ، حتى تكون كلمة الله هي العليا ، ويكون الدين كله لله ، لكن الآن ليس بأيدي المسلمين ما يستطيعون به جهاد الجهاد ، حتى ولو جهاد مدافعة ، وجهاد المهاجمة ما في شك الآن غير ممكن ، حتى يأتي الله بأمة واعية ، تستعد إيماناً ونفسياً ، ثم عسكرياً ، أما نحن على هذا الوضع فلا يمكن أن نجاهد " نقلا من مهمات في الجهاد ( ص 17 ) .
*- فتوى بن عثيمين رحمه الله فيمن يفجر نفسه مع العدو : إن هذا القتل لا يوجد فيه مصلحة الإسلام لأنه إذا قتل نفسه وقتل عشرة أو مئة أو مئتين لم ينتفع الإسلام بذلك -----وهذا ربما يتعنت العدو أكثر ويوغر صدره هذا العمل حتى يفتك بالمسلمين أشد فتك . كما يوجد من صنع اليهود مع أهل فلسطين فإن أهل فلسطين إذا مات الواحد منهم بهذه المتفجرات وقتل ستة أو سبعة أخذوا من جراء ذلك ستين نفراً أو أكثر فلم يحصل في ذلك نفع للمسلمين ولا انتفاع للذين فجرت المتفجرات في صفوفهم .
2- شرح رياض الصالحين (ص/165-166) دار الوطن ج1
*- قال الشيخ الألباني رحمه الله في رده على من سؤال وجه إليه من أحد الحضور : ما مشروعية الانتفاضة في فلسطين : قال " أنا لا أرى هذه الانتفاضة ستأتي إلا بالدمار ، وماذا تفعل الانتفاضة مع هؤلاء اليهود المسلحين بكل سلاح ، فأنا لا أعتقد هذا العمل يجوز شرعاً فضلاً عن أعتقد أن يفيد واقعاً ، فما يُقتل يهودي إلا ويقتل مقابله العشرات من المسلمين ، وهنا مثلاً أضربه وهو ينطبق على إخواني في فلسطين – العين لا تقاوم مخرز - بهذا نلقي بأيدنا إلى التهلكة – مسجل بصوته من شريط سلسلة الهدى والنور برقم (172)
*- وقال على الشباب المسلم في فلسطين أن يدخر قوته إلى أن يأتي اليوم المعلوم لقتال اليهود وبعد أن يجاهد نفسه تربوياً أولاً – أي أن يقتدي بهدي نبيه صلى الله عليه وسلم وما كان من سنته في المرحلة المكية وهو مستضعف – ثم الاعداد مادياً آخذاً بهذه الآية { وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ } الأنفال 60 ، وإلا أرى أنهم سيفنوا أنفسهم بفعلهم هذا – أي من مقارعتهم لليهود دون أي عدة تُذكر - سلسلة الهدى والنور 233 انتهى كلامه رحمه الله
*- أقول لأهل فلسطين ، للمتحمسين في فلسطين ، اسمعوا لفقه علمائنا العمالقة رحمهم الله ، ولكن ويا للأسف لا نريد أن نسمع لعلمائنا الكرام ، وإنما نحن سائرون خلف هذا الشعار " على القدس رايحين – شهداء بالملايين " !!! ورحم الله شيخنا الألباني كثيراً ما كان يضرب هذا المثل " أوردها سعد وسعد مشتمل ليس هكذا يا سعد تورد الإبل " .
*- فنحن الذين نعطي اليهود المجرمين السهم من جعبتنا يرموننا به ، ونجعلهم يقتلون أبناءنا ، نقدمهم لهم على أطباق من فضة ، ونجعلهم يحتلون ما بقي من بلادنا ؛ فليس هذا بجهاد ياعقلاء ، بل هو فتنة في الأرض ، وفساد عريض !!!
2- في حالة الضعف الشديد بالمسلمين ، والتيقن أو حتى غلبة الظن بالخسارة الفادحة إذا قام المسلمون بجهاد الدفع ، وأنه لا يجدي ، فلا دفع
مثال مطاردة العدو لمن يثيرهم ويستفزهم ولم يستجب لأمر النبي – صلى الله عليه وسلم - القائل " دعوا الحبشة ما ودعوكم واتركوا الترك ما تركوكم " صحيح الجامع - فهم لا يريدون غيره ، أو كدخولهم قرية لهدم بيت من فَجَّرَ نفسه بهم وليس للمسلمين طاقة في دفعهم أو صدهم ، فإن جابهوهم قتلوهم ثم يأخذوه أو يهدموا البيت وإن تركوهم كان الأمر محصوراً على الأحاد ، ففي هذا تكون التضحية بالآحاد في مقابل سلامة الأمة وليس العكس ،
*- وهذا حذيفة يقص علينا ما كان من شأنه يوم الأحزاب كما أورده ابن كثير في البداية والنهاية " 4/14 – قال نادى رسول الله صلى الله عليه وسلم حذيفة يوم الأحزاب فقال يا حذيفة قم فأتنا بخبر القوم قال حذيفة فلم أجد بدا إذ دعاني باسمي أن أقوم فقال ائتني بخبر القوم ولا تذعرهم علي – وفي رواية لا تحدثن شيئا حتى تأتينا قال فمضيت كأنما أمشي في حمام حتى أتيتهم فإذا أبو سفيان يصلي ظهره بالنار فوضعت سهما في كبد قوسي وأردت أن أرميه ثم ذكرت قول رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تذعرهم علي ولو رميته لأصبته – أسألكم بالله تخيلوا معي هذا الموقف كان أبو سفيان قبل اسلامه قائد قريش قائد الأحزاب كرئيس حكومة اليهود اليوم ، وكرئيس الدفاع ، وكأركان الحرب ، فمن يتأخر عن قتله لو تمكن منه ، ولكنه خط السنة والذي وجب أن نقف عنده ولا نتعداه ، من تمسك به نجا ومن رغب عنه هلك ، والشاهد قوله – صلى الله عليه وسلم - " لا تذعرهم ، قال صاحب لسان العرب أي " أَي لا تُفْزِعْهُمْ لئلاَّ يَنْفِروا منك ويُقْبِلُوا عَلَيَّ .
وقد ذكرنا ما كان من أمر أمير المؤمنين وهو من هو إنه شخص غير عادي فهو الخليفة الأكبر للمؤمنين ؟ّّ!! وفِعْلُ أمير المؤمنين هذا عائد للعهد الذي عهده إليه النبي صلى الله عليه وسلم حيث قالت السيدة عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في مرضه وددت أن عندي بعض أصحابي قلنا يا رسول الله ألا ندعو لك أبا بكر فسكت قلنا ألا ندعو لك عمر فسكت قلنا ألا ندعو لك عثمان قال نعم فجاء فخلا به فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يكلمه ووجه عثمان يتغير قال قيس فحدثني أبو سهلة مولى عثمان أن عثمان بن عفان قال يوم الدار إن رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد إلي عهدا فأنا صائر إليه وقال علي في حديثه وأنا صابر عليه قال قَيْس فكانوا يرونه ذلك اليوم .
صحيح ابن ماجه -
*- فالنبي صلى الله عليه وسلم هو الذي أمره بهذا وأخذ العهد عليه – بأن يصبر ولا يقاتل ولا يدع أحداً يقاتل حقناً لدماء المسلمين ، بل وفعله عليه الصلاة والسلام في صلح الحديبة لما ضحى بأبي جندل وأبي بصير فردهما إلى قريش مقابل إنقاذ أمة – صحابيان ردهما للكفار أما من باب أولى أن نرد كافر خنزير إلى حظيرته مقابل حقن دماء المسلمين والذي بلغ أكثر من مئة وخمسين قتيل نسأل الله تعالى أن يتقبلهم شهداء ، ومئات الجرحى مع هدم للبيوت وهلك الحرث والنسل – فمن خطا خط السنة نجى وجعل الله له مخرجا قريبا كما جعل لأبي بصيرة وأبي جندل ، ومن رغب عنه فلا تسأل عن هلكته والله المستعان .
3- في حال كثرة الكفار وإن لم يتغلبوا على البلدة ولكن لهم شوكة عظيمة ويُخشى كَلَبَهم ، ومناوشتهم تؤدي إلى موت محتم مع استباحة لبيضة المسلمين ، فهنا لا قتال ودليله ما جاء في السنة من قوله عليه الصلاة والسلام " --- فبينما هم كذلك إذ أوحى الله إلى عيسى إني أخرجت عبادا لا يدان لأحد بقتالهم فحرز عبادي إلى الطور ويبعث الله يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون --- "رواه مسلم . علماً أن لدى المسيح عليه السلام سلاح فتاك يعادل الكيميائي أوالنووي في هذه الأيام ولكن خشي الله تعالى على من معه من المؤمنين أن يقتلوا ولهذا أمره الله تعالى أن يحصن من معه من المؤمنين إلى جبل الطور ، ذلك السلاح هو قوله صلى الله عليه وسلم " فبينما هو كذلك إذ بعث الله المسيح ابن مريم - فلا يحل لكافر يجد ريح نفسه إلا مات ونفسه ينتهي حيث ينتهي طرفه .رواه مسلم
*- وبهذا ما أمر الله به موسى حيث قال { وَلَقَدْ أَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقاً فِي الْبَحْرِ يَبَساً لا تَخَافُ دَرَكاً وَلا تَخْشَى فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ بِجُنُودِهِ فَغَشِيَهُمْ مِنَ الْيَمِّ مَا غَشِيَهُمْ }طه 77" *- بل وهذا ما سيحصل مع المهدي عليه السلام وجيشه والذين هم خير أجناد الأرض يومئذٍ حيث لما يسمع بخروج الدجال ومعه سبعون ألف من يهود أصبهان – وهي من مدن إيران - فيأمر الجند أن يعودوا إلى مقر الخلافة وهو الملاذ من الدجال بعد أن يكون قد فتح قسطنطينة وفتحات عدة قبلها ، وهل يفعل المهدي وهو الخليفة على منهاج النبوة إلا بنهج النبوة ،
*- – فيا قومي أليس منكم رجل رشيد –
*- إذاً جهاد الدفع يسقط إذا تغلب العدو الكافر على البلد المسلم والذي لا قوة له بدفعه ، ولو كان جهاد الدفع يؤخذ باطلاقه حتى يصل الحال الدفع ولو بالحجر كما يقوله المتهورون ، معنى ذلك أن الجهاد واجب على المسلمين جميعا في بلاد الكفار التي كانت في يوم من الأيام بلاداً اسلامية كاسبانيا وبلغاريا وغيرهما ، فتخيل معي الآن لو قام القلة القليلة من المسلمين في هذين البلدين والذين لا يملكون شيئاً من مقومات الجهاد ، بالجهاد فيهما ، فما الذي سيحصل ؟ أترك الجواب للمتهورين أن يردوا علىهذا السؤال والله المستعان !!!
*- فالحل يكمن بوجوب التأسي بالنبي صلى الله عليه وسلم وفعله عليه الصلاة والسلام لما كان مستضعفاً في مكة ، من الكف عن القتال والصبر والمصابرة والدعوة إلى التوحيد والسنة وطاعة الله ورسوله – صلى الله عليه وسلم - فإنهم ما ابتلوا بالعدو الكافر إلا لإخلالهم بشيء من ذلك .
*- قال شيخ الاسلام ابن تيمية " وإذا كان من المسلمين ضعفا وكان عدوهم مستظهرا عليهم كان ذلك بسبب ذنوبهم وخطاياهم إما لتفريطهم فى اداء الواجبات باطنا وظاهرا و إما لعدوانهم بتعدى الحدود باطنا وظاهرا قال الله تعالى { إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا } (آل عمران:155) وقال تعالى { أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ } (آل عمران:165) وقال تعالى { وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ * الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ } (الحج:40/41) . وتابع شيخ الاسلام كلامه قائلا " وكان مأمورا بالكف عن قتالهم لعجزه وعجز المسلمين عن ذلك "- من مجموع الفتاوى ( 11/ 645) وانظر ( 8/ 239) (14/424) .
وقال رحمه الله في بيان ما يجب على المسلم في هذه الأحوال ، قال في كتاب الرد على البكري – ص 377- " حتى إن العدو الخارج عن شريعة الإسلام لما قدم دمشق خرجوا يستغيثون بالموتى عند القبور التي يرجون عندها كشف ضرهم وقال بعض الشعراء يا خائفين من التتر ... لوذوا بقبر أبي عمر ...
أو قال عوذوا بقبر أبي عمر ... ينجيكم من الضرر ...
فقلت لهم هؤلاء الذين تستغيثون بهم لو كانوا معكم في القتال لانهزموا كما انهزم من انهزم من المسلمين يوم أحد فإنه كان قد قضى أن العسكر ينكسر لأسباب اقتضت ذلك ولحكمة الله عز وجل في ذلك ولهذا كان أهل المعرفة بالدين والمكاشفة لم يقاتلوا في تلك المرة لعدم القتال الشرعي الذي أمر الله به ورسوله ولما يحصل في ذلك من الشر والفساد وانتفاء النصرة المطلوبة من القتال فلا يكون فيه ثواب الدنيا ولا ثواب الآخرة لمن عرف هذا وهذا وإن كثيرا من القائلين الذين اعتقدوا هذا قتالا شرعيا أجروا على نياتهم فلما كان بعد ذلك جعلنا نأمر الناس بإخلاص الدين لله عز وجل والاستغاثة به وأنهم لا يستغيثون إلا إياه لا يستغيثون بملك مقرب ولا نبي مرسل كما قال تعالى يوم بدر إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم وروى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يوم بدر يقول يا حي يا قيوم لا إله إلا أنت برحمتك أستغيث وفي لفظ أصلح لي شأني كله ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين ولا إلى أحد من خلقك فلما أصلح الناس أمورهم وصدقوا في الاستغاثة بربهم نصرهم على عدوهم نصرا عزيزا ولم تهزم التتار مثل هذه الهزيمة قبل ذلك أصلا لما صح من تحقيق توحيد الله تعالى وطاعة رسوله ما لم يكن قبل ذلك . انتهى كلامه رحمه الله .
*- فقه إنكار المنكر.
أولاً نذكر قول شيخ الاسلام وقول ابن تيمية " لايجوز إنكار المنكر بما هو أنكر منه " .
*- فالمنهي عنه إذا زاد شره بالنهي لم يشرع فهذا لم يحصل به خير لاله ولا لأولئك بخلاف ما إذا صبر واتقى الله وجاهد ولم يتعد حدود الله بل استعمل التقوى والصبر فان هذا تكون عاقبته حميدة " الفتاوى الكبرى / 14 – 472-473 "
*- الانكار له شروط :
المثال الأول أن النبي صلى الله عليه وسلم شرع لأمته إيجاب إنكار المنكر ليحصل بإنكاره من المعروف ما يحبه الله ورسوله فإذا كان إنكار المنكر يستلزم ما هو أنكر منه وأبغض إلى الله ورسوله فإنه لا يسوغ إنكاره وان كان الله يبغضه ويمقت أهله وهذا كالإنكار على الملوك والولاة بالخروج عليهم فإنه أساس كل شر وفتنة إلى آخر الدهر وقد استأذن الصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم في قتال الأمراء الذين يؤخرون الصلاة عن وقتها وقالوا أفلا نقاتلهم فقال لا ما أقاموا الصلاة- وفي رواية ما صلوا - وقال من رأى من أميره ما يكرهه فليصبر ولا ينز عن يدا من طاعته ومن تأمل ما جرى على الإسلام في الفتن الكبار والصغار رآها من إضاعة هذا الأصل وعدم الصبر على منكر فطلب إزالته فتولد منه ما هو اكبر منه فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم - يرى بمكة أكبر المنكرات ولا يستطيع تغييرها بل لما فتح الله مكة وصارت دار إسلام عزم على تغيير البيت ورده على قواعد إبراهيم ومنعه من ذلك مع قدرته عليه خشية وقوع ما هو أعظم منه من عدم احتمال قريش لذلك لقرب عهدهم بالإسلام وكونهم حديثي عهد بكفر ولهذا لم يأذن في الإنكار على الأمراء باليد لما يترتب عليه من وقوع ما هو أعظم منه . " اعلام الموعقين 3/ 4
*- هل هؤلاء الشباب يدركون أن أمة الاسلام غير قادرة – اليوم – على المواجهة ، أم لا ؟ هل هؤلاء الشباب يسلِّمون بأن الجهاد ضرب من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وإذا كان سيؤول أمره إلى شر أكبر ، فهو فساد وليس بجهاد ؟!!!
*- أربع درجات للإنكار
فإنكار المنكر أربع درجات الأولى أن يزول ويخلفه ضده الثانية أن يقل وإن لم يزل بجملته الثالثة أن يخلفه ما هو مثله الرابعة أن يخلفه ما هو شر منه فالدرجتان الأوليان مشروعتان والثالثة موضع اجتهاد والرابعة محرمة فإذا رأيت أهل الفجور والفسوق يلعبون بالشطرنج كان إنكارك عليهم من عدم الفقه والبصيرة إلا إذا نقلتهم منه إلى ما هو أحب إلى الله ورسوله كرمي النشاب وسباق الخيل ونحو ذلك وإذا رأيت الفساق قد اجتمعوا على لهو ولعب أو سماع مكاء وتصدية فإن نقلتهم عنه إلى طاعة الله فهو المراد وإلا كان تركهم على ذلك خيرا من أن تفرغهم لما هو أعظم من ذلك فكان ما هم فيه شاغلا لهم عن ذلك وكما إذا كان الرجل مشتغلا بكتب المجون ونحوها وخفت من نقله عنها انتقاله إلى كتب البدع والضلال والسحر فدعه وكتبه الأولى وهذا باب واسع . " اعلام الموقعين 3/4-5 "
*- وهنا وقفة مع فقه وفطنة أمير علي رضي الله عنه لما جاء بعض الصحابة إليه طالبين منه إقامة حد القتل على قتلة عثمان فماذا قال :
*- جاء في تاريخ الطبري " واجتمع إلى علي بعد ما دخل طلحة والزبير في عدة من الصحابة فقالوا يا علي إنا قد اشترطنا إقامة الحدود وإن هؤلاء القوم قد اشتركوا في دم هذا الرجل – أي عثمان رضي الله عنه - وأحلوا بأنفسهم فقال لهم يا إخوتاه إني لست أجهل ما تعلمون ولكني كيف أصنع بقوم يملكوننا ولا نملكهم ها هم هؤلاء قد ثارت معهم عبدانكم وثابت إليهم أعرابكم وهم خلالكم يسومونكم ما شاؤوا فهل ترون موضعا لقدرة على شيء مما تريدون قالوا لا قال فلا والله لا أرى إلا رأيا ترونه إن شاء الله
تاريخ الطبري - ومن كتاب روح المعاني تفسير الألوسي –
*- البعض يقول إلى متى ننتظر ؟ الجواب : من لم يسعه ما وسع النبي وأصحابه فيوليه الله ما تولى ويصليه جهنم وبئس المصير .
*- ومن استعجل الشيء قبل أوانه عوقب بحرمانه .
*- نحن لسنا أغير على دين الله من الله لما استعجل يونس عليه السلام اسلام قومه وتذمر منهم حبسه الله في سجن لم يحبس أحد قبله ولن يحبس أحد بعده إلا أن يشاء الله حتى أعطاه الله درساً في الصبر لم ينسه عليه الصلاة والسلام .
*- نوح عليه السلام بقي يدعو إلى الله ألف سنة إلا خمسين عاما ولم يسلم معه إلا قليل ثم جاء النصر من الله فجعل ذريته هم الباقين .
*- قد يكون بين النبي والنبي مئات السنين والناس على شرك وكفر وضلال والله هو الصبور علمنا الصبر .
*- وقبل أن أختم رسالتي هذه أتوجه للمتحمسين لفعل الخيرات بهذه الباقة العطرة من الأعمال الصالحة التي تعدل الجهاد في سبيل الله كي يعملوا بها ، مع عدم نسيانهم للجهاد الحقيقي وليس الجهاد الذي يدنن حوله كثير ممن لا يفقونه وينتسبون إليه وهم بعيدون عنه ، فالجهاد الحقيقي لا محالة آت ، فلنبدأ من الآن أن نعد أنفسنا له والله معنا وهو نص
يرنا ولن يخذلنا قال تعالى {إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ} *- أعمال تعادل الجهاد في سبيل الله وأخرى ثوابها يعادل الشهادة .
1- قوله عليه الصلاة والسلام " إن من ورائكم أيام الصبر للمتمسك فيهن يومئذ بما أنتم عليه أجر خمسين منكم . قالوا يا نبي الله أو منهم قال بل منكم ] الصحيحة
*- فالصبر على تبليغ الدعوة للناس هو أعظم الجهاد - قال ابن القيم رحمه الله "
قوام الدين بالعلم والجهاد ولهذا كان الجهاد نوعين جهاد باليد والسنان وهذا المشارك فيه كثير والثاني الجهاد بالحجة والبيان وهذا جهاد الخاصة من اتباع الرسل وهو جهاد الائمة وهو افضل الجهادين لعظم منفعته وشدة مؤنته وكثرة اعدائه قال تعالى في سورة الفرقان وهي مكية { ولو شئنا لبعثنا في كل قرية نذيرا فلاتطع الكافرين وجاهدهم به جهادا كبيرا } فهذا جهاد لهم بالقرآن وهو أكبر الجهادين وهو جهاد المنافقين ايضا فإن المنافقين لم يكونوا يقاتلون المسلمين بل كانوامعهم في الظاهر وربما كانوا يقاتلون عدوهم معهم ومع هذا فقد قال تعالى { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ } (التوبة:73) } ومعلوم ان جهاد المنافقين بالحجة والقرآن والمقصود ان سبيل الله هو الجهاد وطلب العلم ودعوة الخلق به الى الله . – مفتاح دار السعادة 1/73 –
وقال أيضاً " وكذلك جهاد المنافقين إنما هو بتبليغ الحجة إلى أن قال فجهاد المنافقين أصعب من جهاد الكفار وهو جهاد خواص الأمة وورثة الرسل والقائمون به أفراد في العالم والمشاركون فيه والمعاونون عليه وإن كانوا هم الأقلين عددا فهم الأعظمون عند الله قدرا" - زاد المعاد (3/5)
*- وقال أيضاً رحمه الله في مدارك السالكين " ( 3/196
فأهل الإسلام في الناس غرباء والمؤمنون في أهل الإسلام غرباء وأهل العلم في المؤمنين غرباء وأهل السنة الذين يميزونها من الأهواء والبدع فهم غرباء والداعون إليها الصابرون على أذى المخالفين هم أشد هؤلاء غربة ولكن هؤلاء هم أهل الله حقا فلا غربة عليهم وإنما غربتهم بين الأكثرين الذين قال الله عز وجل فيهم وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله فأولئك هم الغرباء من الله ورسوله ودينه وغربتهم هي الغربة الموحشة وإن كانوا هم المعروفين المشار إليهم
*- قال الامام أبو عبيد القاسم بن سلام " المتبع للسنة كالقابض على الجمر وهو اليوم عندي أفضل من الضرب بالسيوف في سبيل الله .0
*- وفي (( جامع بيان العلم )) لابن عبد البر – ( 1/31 ) قول بعضهم
ومِداد ما تجري به أقلامهم أزكى وأفضل من دم الشّهداء
يا طالبي عِـلـم النّبيّ محـمـد مــا أنتـمُ وسـواكــمُ بسـواء
*- فلولا هؤلاء الواقفون درعاً واقيا وسداً منيعا أمام أهل الأهواء والبدع والضلال ممن يدخلون الأحاديث الموضوعة والمكذوبة على النبي - صلى الله عليه وسلم - وأهل الخرافات والزيف والتأويل من النافين والمعطلين لصفاة الرحمـن ، لذهب هذا الدين ولم يبق من الاسلام إلا اسمه ومن القرآن إلا رسمه ، فالله جل وعلا هو الذي وفقهم لذلك وهذا فضل الله يؤتيه من يشاء من عباده قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين " . رواه البيهقي .
2- وكذلك من الأعمال التي تعادل الجهاد في سبيل الله ، قوله – صلى الله عليه وسلم - أيضاً " أحب الأعمال إلى الله الصلاة لوقتها ثم بر الوالدين ثم الجهاد في سبيل الله " . ‌ رواه البخاري
3- وقوله أيضاً " نعم الجهاد الحج " البخاري
4- وقوله " أفضل الجهاد أن يجاهد الرجل نفسه وهواه أي لله تعالى -صحيح الجامع. ‌
5- وأنه سئل- عليه الصلاة والسلام - أي المؤمنين أكمل إيمانا قال رجل يجاهد في سبيل الله بنفسه وماله ورجل يعبد الله في شعب من الشعاب قد كفى الناس شره صحيح أبي داود
6- وقوله عليه الصلاة والسلام لأحدهم " أحي والداك – ففيهما فجاهد
7 – قال عليه الصلاة والسلام " ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام العشرة قالوا يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله ؟ قال ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء " . رواه البخاري .
8- وقال " من سأل الله الشهادة صادقا بلغه الله منازل الشهداء وإن مات على فراشه " - صحيح أبي داود
9- وقال " ألا أنبئكم بخير أعمالكم وأرضاها عند مليككم وأرفعها في درجاتكم وخير لكم من إعطاء الذهب والورق ومن أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم قالوا وماذاك يا رسول الله قال ذكر الله وقال معاذ بن جبل ما عمل امرؤ بعمل أنجى له من عذاب الله عز وجل من ذكر الله " صحيح الترغيب
10- السعي في طلب العمل حيث قال عليه الصلاة والسلام " من خرج في طلب العلم فهو في سبيل الله حتى يرجع رواه الترمذي وقال حديث حسن
*- وقال " من جاء مسجدي هذا لم يأته إلا لخير يتعلمه أو يعلمه فهو بمنزلة المجاهدين في سبيل الله " صحيح ابن ماجه
11- وقال " العامل على الصدقة بالحق كالغازي في سبيل الله حتى يرجع إلى بيته " - صحيح أبي داود
12- وقال الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله أو القائم الليل الصائم النهار . ‌ رواه البخاري ومسلم .
*- ختاماً :
أخي المسلم اعلم علم اليقين إن الله تعلى ما خلق الكون من عرشه إلى فرشه إلا لعبادته وعلى هذا الأساس قام الولاء والبراء ، وعلى هذا الأساس يُجاهَد في سبيل الله ، فالجهاد لم يشرع لذاته كما أسلفنا وإنما شُرع لهذا الغرض – كي تكون كلمة الله هي العليا – والنصر والتمكين الذي وعد الله عباده المؤمنين لم يحققه الله لذاته وإنما كي يُعبد الله في الأرض ولا يُشرَك بعبادته أحد ، قال تعالى {الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ }(الحج: من الآية41) .
*- أخي المسلم هيِّء نفسك للجهاد ابتداءَ من مجاهدة نفسك ومجاهدة الشيطان فإذا انتهيت من هذين العدوين الداخلين تفرغت للعدو الخارجي قال ابن القيم " ولما كان جهاد أعداء الله في الخارج فرعا على جهاد العبد نفسه في ذات الله كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : [ المجاهد من جاهد نفسه في طاعة الله والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه ] كان جهاد النفس مقدما على جهاد العدو في الخارج وأصلا له فإنه ما لم يجاهد نفسه أولا لتفعل ما أمرت به وتترك ما نهيت عنه ويحاربها في الله لم يمكنه جهاد عدوه في الخارج فكيف يمكنه جهاد عدوه والانتصاف منه وعدوه الذي بين جنبيه قاهر له متسلط عليه لم يجاهده ولم يحاربه في الله بل لا يمكنه الخروج إلى عدوه حتى يجاهد نفسه على الخروج – زاد المعاد – 3/5 - .
*- أخي المسلم هذه رسالتي أضعها بين يديك لعل الله ينفعك بها ، وما كتبته في هذه الرسالة ليس إلا ذكرى لنفسي أولاً ولإخواني ثانيا وللأمة كلها ثالثا فإن أصبت فمن الله وحده ، وإن زللت فمني ومن الشيطان ، وأستغفر الله أولاً وأخيراً سراً وعلانية ظاهرا وباطنا ، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .

وكتبه
الفقير إلى عفو الله
أحمد رزوق

ام هُمام 03-04-2013 09:40 PM

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
بارك الله فيكم وجزاشيخنا الفاضل عنا كل خير ونفع بعلمه

المحبة في الله 03-05-2013 08:43 PM

جزاكم الله خيرا شيخنا الفاضل ,, و بارك فيكم

و نسأل الله ان يتقبل هذا العمل من شيخنا الفاضل احمد رزوق ,,و ان ينفعنا بكم دوما

شبل العقيدة 03-07-2013 12:16 AM

بارك الله فيكم وأسال الله ان ينفعنا بما علمكم وان يجعل هذا العمل خالصا للوجه سبحانه وان يحرر ارض المسلمين من ايدي الغاصبين..امين
وصلى الله على الرسول محمد وعلى اله وصحبه وسلم


الساعة الآن 06:53 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لموقع العودة الإسلامي

vEhdaa 1.1 by NLP ©2009