المناسبات | |
|
|
11-02-2016, 04:54 PM | #25 | |
مشرفة ملتقى الأسرة المسلمة
|
بابٌ ضحكُ الرب عز وجل إلى قتيلٍ وقاتله جمعتهما الجنة الحديث الخامس والثلاثون : عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((يَضْحَكُ اللَّهُ إِلَى رَجُلَيْنِ يَقْتُلُ أَحَدُهُمَا الْآخَرَ كِلَاهُمَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ فَقَالُوا: كَيْفَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: يُقَاتِلُ هَذَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَيُسْتَشْهَدُ ثُمَّ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَى الْقَاتِلِ فَيُسْلِمُ فَيُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَيُسْتَشْهَدُ)) رواه مالك، وأحمد، والبخاري، ومسلم وغيرهم. بعض فوائد الحديث : الأولى : إثبات صفة الضحك لله عز وجل على ما يليق بجلاله. الثانية : أن الشهادة من أسباب دخول الجنة، فالحديث دال على فضلها أيضاً. الثالثة : الإسلام مع التسديد يجُبُّ ما قبله. الرابعة : أن الهداية والتوفيق إليها بيد الله عز وجل، هذا مع سعة رحمته وجميل عفوه. الخامسة : هذا الفضل يحصل لمن كان قتاله في سبيل الله، ففيه التحضيض على الإخلاص والاستقامة. السادسة : أن الولاء معقودٌ على رابطة الإيمان لا غير، فالقاتل لما كان كافراً كان عدواً لله وللمؤمنين، فلما آمن صار من جملة عباد الله المحبوبين. السابعة : حسن عرض العلم بالتشويق والترغيب، وهذا ظاهرٌ في الحديث، ولذا بادر الصحابة رضي الله عنهم بسؤال النبي صلى الله عليه وسلم عن الرجلين المذكورين. |
|
من مواضيعي في الملتقى
|
||
11-04-2016, 06:57 PM | #26 | |
مشرفة ملتقى الأسرة المسلمة
|
بابٌ الصدق في طلب الشهادة يبلِّغ منازلهَا ولو لم ينلها بالقتلِ
الحديث السادس والثلاثون : عَنْ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((مَنْ سَأَلَ اللَّهَ الشَّهَادَةَ بِصِدْقٍ بَلَّغَهُ اللَّهُ مَنَازِلَ الشُّهَدَاءِ وَإِنْ مَاتَ عَلَى فِرَاشِهِ)) رواه أحمد، ومسلم، وأبو داود، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه. بعض فوائد الحديث : الأولى : علمُ الله تعالى بسرائر عباده وأنه لا تخفى عليه منهم خافية. الثانية : عظم منزلة الصدق، وأن المعوَّل عليه أولاً هو صدقُ القلوب، قال المناوي : ((قيد السؤال بالصدق لأنه معيار الأعمال ومفتاح بركاتها وبه ترجى ثمراتها))اهـ. الثالثة : سعة فضل الله عز وجل وعظيم منته وكرمه وجوده. الرابعة : الحرص على نيل الشهادة والصدق في طلبها، قال المناوي : ((وفيه ندب سؤال الشهادة بنية صادقة))اهـ. الخامسة : فضل الشهادة وعلوُّ مراتب الشهداء. السادسة : تفاوت منازل الشهداء. السابعة : العزمُ على الأعمال الصالحة ونيةُ أدائها، وأنَّ النية تبلِّغ صاحبها من المراتب ما لم يبلغه بعمله، قال النووي : ((وفيه استحباب سؤال الشهادة واستحباب نية الخير))اهـ. الثامنة : أن من عزم على العمل الصالح واجتهد في القيام به ثم عجز عنه لمانعٍ تفضَّل الله عليه بثوابه، قال تقي الدين السبكي : ((والذي نعتقده أن الله يعطيه مرتبة الشهداء لقصده وسؤاله وعدم تمكنه من الوصول إليها))اهـ. |
|
من مواضيعي في الملتقى
|
||
11-05-2016, 05:27 PM | #27 | |
مشرفة ملتقى الأسرة المسلمة
|
بابٌ جواز أن يقال فلانٌ شهيدٌ بظاهر الحال لا على سبيل الجزم بالمآل الحديث السابع والثلاثون : عن عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ –رضي الله عنه- قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ خَيْبَرَ أَقْبَلَ نَفَرٌ مِنْ صَحَابَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا: فُلَانٌ شَهِيدٌ فُلَانٌ شَهِيدٌ، حَتَّى مَرُّوا عَلَى رَجُلٍ فَقَالُوا: فُلَانٌ شَهِيدٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((كَلَّا إِنِّي رَأَيْتُهُ فِي النَّارِ فِي بُرْدَةٍ غَلَّهَا أَوْ عَبَاءَةٍ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا ابْنَ الْخَطَّابِ اذْهَبْ فَنَادِ فِي النَّاسِ أَنَّهُ لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلَّا الْمُؤْمِنُونَ، قَالَ فَخَرَجْتُ فَنَادَيْتُ: أَلَا إِنَّهُ لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلَّا الْمُؤْمِنُونَ)) رواه أحمد، ومسلم، وابن حبان، وغيرهم. بعض معاني الكلمات : الغلول : قال ابن الأثير : هو الخيانة في المغْنَم والسَّرقَة من الغَنِيمة قبل القِسْمة. بعض فوائد الحديث : الأولى : جواز تسمية القتيل في حرب الكفار شهيداً وإطلاق هذا الوصف عليه ما لم يُعلَم بوجود مانعٍ من ذلك. الثانية : خطر الغلول ووجوبُ الحذر من قليله وكثيره, وأن الشهادة لا تكفِّره. الثالثة : أن العبرة بالحقائق لا بمجرد الأسماء. الرابعة : نيل الشهادة متوقفٌ على تحقيقِ شروطٍ وانتفاء موانع، ومن موانعها الغلول. الخامسة : لا يدخل الجنة إلا المؤمنون، قال النووي : ((ومنها أنه لا يدخل الجنة أحد ممن مات على الكفر وهذا بإجماع المسلمين))اهـ. بابٌ خطر الغلول وأنه موبقٌ لصاحبه ولو قُتِل في المعترك الحديث الثامن والثلاثون : عَن أبي هُريرةَ –رضي الله عنه- قال : ((أَهْدَى رِفَاعَةُ بْنُ زَيْدٍ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غُلَامًا أَسْوَدَ يُقَالُ لَهُ مِدْعَمٌ فَوَجَّهَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى وَادِي الْقُرَى، حَتَّى إِذَا كُنَّا بِوَادِي الْقُرَى بَيْنَمَا مِدْعَمٌ يَحُطُّ رَحْلَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ جَاءَهُ سَهْمٌ عَائِرٌ فَأَصَابَهُ فَقَتَلَهُ فَقَالَ النَّاسُ: هَنِيئًا لَهُ الْجَنَّةُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كَلَّا وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّ الشَّمْلَةَ الَّتِي أَخَذَ يَوْمَ خَيْبَرَ مِنْ الْمَغَانِمِ لَمْ تُصِبْهَا الْمَقَاسِمُ لَتَشْتَعِلُ عَلَيْهِ نَارًا. قَالَ فَلَمَّا سَمِعَ النَّاسُ ذَلِكَ جَاءَ رَجُلٌ بِشِرَاكٍ أَوْ شِرَاكَيْنِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: شِرَاكٌ أَوْ شِرَاكَانِ مِنْ نَارٍ)) رواه مالكٌ-واللفظ له- والبخاري، ومسلم، وغيرهم. الحديث التاسع والثلاثون : عَنْ ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: ((مَنْ فَارَقَ الرُّوحُ الْجَسَدَ وَهُوَ بَرِيءٌ مِنْ ثَلَاثٍ دَخَلَ الْجَنَّةَ الْكِبْرِ وَالْغُلُولِ وَالدَّيْنِ)) رواه أحمد، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه، والحاكم وصححه، والبيهقي، وغيرهم، وصححه الألباني. بعض فوائد الحديث : الأولى : خطر الغلول، ووجوب الحذر منه، وحرمة قليله وكثيره، وأن الشهادة لا تكفِّره. الثانية : كون الشهادةِ طريقاً للجنةِ ولو لم تُنَل أثناء المقاتلة، لقول الصحابة : هنيئاً له الجنة –وقد أصابه سهمٌ غربٌ- وإنما عذِّب بما غلَّه. الثالثة : نيل حقيقة الشهادة متوقف على توفر شروط وانتفاء موانع. الرابعة : إثبات عذاب القبر، لقوله عليه الصلاة والسلام : لتشتعل عليه ناراً. الخامسة : سرعة اتِّعاظ الصحابة بما يسمعون وعدم إصرارهم على المعصية كما فعل صاحب الشِّراكين. السادسة : وجوبُ اجتناب الكِبْر وتنقية القلب منه. السابعة : أن المؤاخذة في الآخرة تكون على المخالفة في أعمال القلوب والجوارح. الثامنة : وجوبُ اجتهاد المرء في البراءة من الدَيْن ومن سائر حقوق الآدميين. التاسعة : اجتهاد المسلم في أن يخرج من الدنيا على أحسن حالٍ وأتمها ظاهراً وباطناً. |
|
من مواضيعي في الملتقى
|
||
11-05-2016, 05:30 PM | #28 | |
مشرفة ملتقى الأسرة المسلمة
|
خاتمة نسأل الله حسنها الحديث الأربعون: عن سهلِ بن سعدٍ –رضي الله عنه- قال: قالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ : ((إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالْخَوَاتِيمِ)) رواه البخاري، وأحمد، وغيرهما قال تعالى : ﴿وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169) فَرِحِينَ بِمَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (170) يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ﴾[آل عمران/169-171]. قال أبو حامد الغزالي –رحمه الله- : (ولأجل شرف ذكر الله عز وجل عظمت رتبة الشهادة، لأن المطلوب الخاتمة، ونعني بالخاتمة وداع الدنيا والقدوم على الله والقلب مستغرق بالله عز وجل منقطع العلائق عن غيره، فإن قَدرَ عبدٌ على أن يجعل همه مستغرقا بالله عز وجل فلا يقدر على أن يموت على تلك الحالة إلا في صف القتال، فإنه قطع الطمع عن مهجته وأهله وماله وولده، بل من الدنيا كلها، فإنه يريدها لحياته وقد هون على قلبه حياته في حب الله عز وجل وطلب مرضاته، فلا تجرد لله أعظم من ذلك؛ ولذلك عظم أمر الشهادة وورد فيه من الفضائل ما لا يحصى ... ثم القتل سببُ الخاتمة على مثل هذه الحالة، فإنه لو لم يقتل وبقي مدة ربما عادت شهوات الدنيا إليه وغلبت على ما استولى على قلبه من ذكر الله عز وجل؛ ولهذا عظم خوف أهل المعرفة من الخاتمة، فإن القلب وإن ألزم ذكر الله عز وجل فهو متقلب لا يخلو عن الالتفات إلى شهوات الدنيا ولا ينفك عن فترة تعتريه، فإذا تمثل في آخر الحال في قلبه أمر من الدنيا واستولى عليه وارتحل عن الدنيا والحالة هذه فيوشك أن يبقى استيلاؤه عليه فيحنّ بعد الموت إليه ويتمنى الرجوع إلى الدنيا وذلك لقلة حظه في الآخرة إذ يموت المرء على ما عاش عليه ويحشر على ما مات عليه، فأسلم الأحوال عن هذا الخطر خاتمة الشهادة، إذ لم يكن قصد الشهيد نيلَ مال أو أن يقال شجاع أو غير ذلك، بل حب الله عز وجل وإعلاء كلمته، فهذه الحالة هي التي عبر عنها: "إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة" ومثل هذا الشخص هو البائع للدنيا بالآخرة، وحالة الشهيد توافق معنى قولك لا إله إلا الله، فإنه لا مقصود له سوى الله عز وجل وكل مقصود معبود وكل معبود إله، فهذا الشهيد قائل بلسان حاله لا إله إلا الله إذ لا مقصود له سواه)[إحياء علوم الدين: 2/89-91]. وقال العراقي : (فَإِنَّ الْإِنْسَانَ مَحْثُوثٌ عَلَى أَنْ يَخْتِمَ أَعْمَالَهُ بِالصَّالِحَاتِ فِي جَمِيعِ الْأُمُورِ فَإِنَّ الْأَعْمَالَ بِالخَواتِيم، والله أعلم)[طرح التثريب : 7/478] نسأل الله حسن الختام بشهادةٍ زكيةٍ مرضيّةٍ عليِّةٍ يُدخلنا بها الفردوس الأعلى مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا، والحمد لله في الانتهاء كما حمدته في الابتداء، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء، وآله وصحابته أنجم الاهتداء. |
|
من مواضيعي في الملتقى
|
||
|
|
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
من فضائل الأعمال | almojahed | ملتقى الأحاديث القدسية والنبوية | 13 | 09-06-2023 03:25 PM |
فضائل الزهراوين | AL FAJR | ملتقى القرآن الكريم وعلومه | 8 | 04-28-2019 08:45 PM |
فضائل القرآن وتلاوته | رنين الدعوة | ملتقى الحوار الإسلامي العام | 8 | 01-10-2019 12:00 PM |
الشهادة الجامعية المزورة | omar kawtari | قسم الاستشارات الدينية عام | 1 | 09-26-2014 01:34 PM |
سؤال عن الشهادة والشهداء وأحكام غسلهم والصلاة عليهم | أسامة خضر | قسم فضيلة الشيخ فؤاد ابو سعيد حفظه الله | 4 | 12-12-2012 09:29 PM |
|