المناسبات | |
|
|
05-14-2011, 12:07 AM | #1 | |
|
إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من العباد
--- الحمد لله وصلى الله وسلّم على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه. أما بعد: فإن الخوف على الأمة من أولئك الذين لبسوا ثياب العلم الشرعي - وما هم من العلم الشرعي في شيءٍ -، لهو الخوف الصادق على الأمة من الفساد والإنحراف، ذلك بأن تصدُّر الجهال في حين فقد العلماء الصادقين المتمكنيين بابٌ واسع للضلال والإضلال. وهذا ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم في قوله - كما في حديث عبد الله بن عمرو بن العاص -: "إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من العباد ولكن يقبض العلم بقبض العلماء ، حتى إذا لم يُبْقِ عالماً اتخذالناس رؤساً جهالاً فسئلوا فأفتوا بغير علم فضوا وأضلوا" ولقد انتبه أهل العلم المخلصون لخطورة هذا الصنف من الناس على دين الأمة وعقيدتها ومصيرها، فقضوا بوجوب الحذر والتحذير منهم، وعدم الأخذ عنهم.. قال أبو بكر محمد بن الطيب الباقلاني-رحمه الله تعالى في كتابه الإنصاف ص114 : "اعلموا - رحمنا الله وإياكم - : أن أهل البدع والضلال من الخوارج والروافض والمعتزلة قد اجهتدوا أن يدخلوا على أهل السنة والجماعة شيئاً من بدعهم وضلالهم ، فلم يقدرواعلى ذلك ، لذب أهل العلم ودفع الباطل، حتى ظفروابقوم في آخر الوقت ممن تصدى للعلم ولا علم له ولا فهم ، ويستنكف ويتكبر أن يتفهّم وأن يتعلّم ، لأنه قد صار متصدّراً معلماً بزعمه فيرى -بجهله- أن عليه في ذلك عارّا وغضاضة، وكان ذلك منه سببا -إلى ضلاله وضلال جماعته من الأمة" .اهـ. قال الراغب الأصبهاني -رحمه الله تعالى-: "لاشيءأوجب على السلطان من رعاية أحوال المتصين للرياسة بالعلم. فمن الإخلال بها ينتشر الشرّ ، ويقع بين الناس التباغض والتنافر … ألخ وقال : ولما ترشح قوم للزعامة في العلم بغير استحقاق ، واحدثوا بجهلهم بدعاً استغنوا بها عامة، واستجلبوا بها منفعة ورياسة ، فوجدوا من العامة مساعدة بمشاركتهم لهم ، وقرب جوهرهم منهم ، وفتحوا بذلك طرقاً مُنْسَدةً ورفعوا به ستوراً مسبلة وطلبوا منزلة الخاصة فوصلوها بالوقاحة، وبما فيهم من الشَّرهِ ، فبدعوا العلماء وجهَّلوهم اغتصاباً لسلطانهم ، ومنازعة لمكانهم، فأغروا بهم أتباعهم حتى وطؤوهم بأظلافهم وأخفافهم ، فتولد بذلك البوار والجور العام والعار" اهـ. فهذان النصان الجميلان دعوةلأهل العلم وطلابه لتأملهما والنظر في معناهماوتأمل واقع المسلمين اليوم على ضوء ما شرحه هذان العالمان الكبيران. هل حلّ بنا ما حلّ من انحراف بعض الشباب في معتقده ، وظهور بوادر الفتن ، وتجرؤ الصغار على كبار الأئمة و"علماء الدعوة" وخروجهم على طريقتهم المستقاة من الكتاب والسنة والأثر مع معرفة تامة بمقاصد الشريعة ومواقع المصلحة- إلآ لإختلال الميزان الذي يوزن به العلماء ، وارتقاء من لاعلم له إلى مصاف الكبار؟ لقد صدق الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- وهو صادق ، عندما قال: "إنكم في زمان كثير فقهاؤه قليل خطباؤه قليل سؤاله كثير معطوه العمل فيه قائد للهوى. وسيأتي بعدكم زمان قليل فقاؤه كثير خطباؤه كثير سؤاله قليل معطوه الهوى فيه قائد للعمل. اعلموا أن أحسن الهدى في آخر الزمان خيرٌ من بعض العمل" قال الحافظ في الفتح : "سنده صحيح ، ومثله لا يقال من قبل الرأي" أهـ وقد أخرج هذا الأثر - أيضاً - الإمام مالك في الموطأ 1/173 عن يحي بن سعيد أن عبد الله بن مسعود قال لإنسان: "إنك في زمان كثير فقاؤه…" إلى آخره. ثم قال بن عبد البر: "والعيان في هذا الزمان على صحة معنى هذا كالبرهان" أهـ. هذا في زمانه - رحمه الله- فكيف بزماننا هذا؟؟. مقال لفضيلة الشيخ عبدالسلام بن برجس آل عبدالكريم اثبت وجودك .. تقرأ وترحل شارك معنا برد أو بموضوع |
|
من مواضيعي في الملتقى
|
||
|
05-14-2011, 12:39 AM | #2 | |
مشرف ملتقى أحكام التجويد
|
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين يقول الإمام أحمد رحمه الله: "الحمد لله الذي جعل في كل زمان فترة من الرسل بقايا من أهل العلم يدعون من ضل إلى الهدى ويصـبرون منهم على الأذى، يحيون بكتاب الله الموتى ويُبَصِّرون بنور الله أهل العمى، فكم من قتيل لإبليس قد أحيوه، وكم من تائه ضال قد هدوه، فما أحسن أثرهم على الناس وأقبح أثـر النـاس عليهم! ينفون عن كتاب الله تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين الذين عقدوا ألوية البدعة، وأطلقوا عقال الفتنة فهم مختلفون في الكتاب مخالفون للكتاب مجمعون على مفارقة الكتاب يقولون على الله، وفي كتاب الله بغير علم يتكلمون بالمتشابه من الكلام ويخدعون جهَّال الناس بما يُشبهون عليهم من فتن المضلين". ولهذا كان على الأمة الانتباه لهذا الخطب الجلل، بفقد أهل العلم والعمل على سد هذه الثلمة، وذلك يكون بأمور منها: · أن يعود المسلمون إلى سابق عهدهم في إقامة الأوقاف التي ترعى طلاب العلم، وتنفق عليهم، فكم من طالب علم ذكي اضطرته الحاجة إلى ترك طلب العلم؛ لانشغاله بنفسه وأسرته. · أن يُنشر في الأمة أن "طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة"، وكلٌّ ينال من العلم على قدر حاجته وهمته، فهناك أمور من العلم لا يُعذر أحد بجهلها. ------------ بارك الله بك اخي ابو عبد الرحمن وجزاك خيرا |
|
من مواضيعي في الملتقى
|
||
05-14-2011, 07:22 PM | #3 | |
أبو جبريل نوفل
|
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك أخي ابو عبد الرحمن على هذا الموضوع المهم و جزاك الله خيرا أخي ابو النور على الإضافة الهامة المفيدة |
|
من مواضيعي في الملتقى
|
||
05-14-2011, 11:44 PM | #4 | |||
|
بسم الله الرحمن الرحيم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
لقد أثريت الموضوع باضافتك أخي ابو النور فجزاك الله عنا خير الجزاء وبارك فيك |
|||
من مواضيعي في الملتقى
|
||||
05-14-2011, 11:46 PM | #5 | |||
|
بسم الله الرحمن الرحيم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا اخي المجاهد على المرور وبارك الله فيك |
|||
من مواضيعي في الملتقى
|
||||
01-19-2013, 07:20 PM | #6 |
|
الموضوع أعلاه هو مقال للشيخ عبد السلام بن برجس آل عبد الكريم تحت عنوان تصدر الجهال. ورحم الله إمام السنة الألباني حين قال: إمن بركة العلم عزو كل قول إلى قائله.
|
|
|
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
ايها العبد كيف تظلم ورب العباد يراك !! | ابونواف | ملتقى الحوار الإسلامي العام | 2 | 01-12-2019 01:46 PM |
المخلوق الذي لا يتكبر عن العمل سبحان الله | ابو عبد الله | ملتقى الطرائف والغرائب | 12 | 10-12-2012 10:19 PM |
وجوب العمل بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم | أبو أحمد | ملتقى الكتب الإسلامية | 4 | 09-19-2012 03:03 PM |
فضل العلم للعالم وطالب العلم | ارض الخوف | ملتقى الحوار الإسلامي العام | 4 | 07-10-2012 11:31 PM |
الجزاء من جنس العمل. الشيخ فؤاد أبو سعيد حفظه الله تعالى | أسامة خضر | قسم فضيلة الشيخ فؤاد ابو سعيد حفظه الله | 5 | 03-26-2012 10:32 AM |
|