المناسبات | |
|
|
02-24-2018, 08:56 PM | #55 | |
مشرفة ملتقى الأسرة المسلمة
|
وتستمر الآيات على هذا المنوال إلى أن يضع الله عز وجلّ بين ايدينا نموذجا للحجاج والخصومة التي وقعت بين ابراهيم عليه الصلاة والسلام الذي يدّعي هؤلاء المشركون أنهم ينتمون إليه (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ آَزَرَ) وليس لغير لأبيه، أقرب الناس إليه (أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آَلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ﴿٧٤﴾ وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ) نقل الله إبراهيم من علم اليقين إلى عين اليقين فرأى ملكوت السموات والأرض ورأى كيف يحيي الله الموتى قال (وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ) من أجل أن يكون عند إبراهيم القوة في محاجة قومه، قوم إبراهيم كانوا يعبدون الأصنام ويعبدون الكواكب على صنفين من الطريقة: عبادة الأصنام وعبادة الكواكب، وقيل إنهم كانوا يعبدون الكواكب ويصورون على أسمائها أصنامًا في الأرض أيا كان فهم مشكرون، فجادل الذين يعبدون الأوثان في سورة الأنبياء وجادل هنا الذين يعبدون الكواكب لكن الجدل الإبراهيمي جدل عجيب جدًا بطريقة وأسلوب عند المناظرين يسمى أسلوب التنزل مع الخصم، وقف معهم وقال لهؤلاء الذين يعبدون هذه الكواكب لما رأى كوكبا (قَالَ هَذَا رَبِّي) لا يقصد بذلك أنه يثبت له الربوبية لكنه يقول: أنا سأتنزل معكم على أن هذا هو الرب (فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآَفِلِينَ) إذا كان هذا يأتي ويذهب معنى ذلك أن هناك من يتصرف فيه وأنه يحضر مرة ويغيب مرة هذا لا يستحق أن يعبد (فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ ﴿٧٧﴾
|
|
من مواضيعي في الملتقى
|
||
02-25-2018, 07:41 PM | #56 | |
مشرفة ملتقى الأسرة المسلمة
|
فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً) جاءت الشمس فغطّت على كل الكواكب وعلى القمر وذهب كل شيء (قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ ﴿٧٨﴾ إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴿٧٩﴾) فماذا فعل قومه؟ (وَحَاجَّهُ قَوْمُهُ) هذا يؤكد أن هذه السورة هي سورة الحِجاج مع المشركين، وحاجه قومه يقولوا له يا إبراهيم نحن نخاف عليك أن تصيبك هذه الآلهة بسوء أن تستأصلك يا إبراهيم ارحم نفسك! (وَحَاجَّهُ قَوْمُهُ قَالَ أَتُحَاجُّونِّي فِي اللَّهِ وَقَدْ هَدَانِ وَلَا أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ رَبِّي شَيْئًا) أنا لا أخاف من آلهتكم هذه إلا أن ينزل الله شيئا من عنده ( وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلَا تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُمْ بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا) كيف أنتم تهددوني بهذه الآلهة والأوْلى بكم أن تخافوا من شرككم مع الله غيره فهذا أحق بالخوف مني أنا لأن هذا إله حق وهذه آلهة مزعومة. قال الله عز وجلّ (فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴿٨١﴾ الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ) أي بشرك (أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ) قال الله عز وجلّ (وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آَتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ) هذا الأسلوب نحن أوحينا إلى إبراهيم أن يفعله مع قومه حتى يقنعهم أن لا يعبدوا هذه الآلهة وأن لا يشركوا مع الله سواه. ثم قال الله مبينا أن كل الأنبياء على هذه الشاكلة وقد ذُكر في هذه السورة جملة من الأنبياء لم يذكروا في أي سورة مجموعين أخرى قال الله عز وجلّ (وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلًّا هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِنْ قَبْلُ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ ﴿٨٤﴾ وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِنَ الصَّالِحِينَ ﴿٨٥﴾ وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا وَكُلًّا فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ ﴿٨٦﴾ وَمِنْ آَبَائِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَإِخْوَانِهِمْ وَاجْتَبَيْنَاهُمْ وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴿٨٧﴾ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿٨٨﴾) احتجّ عليهم بأن الأنبياء جميعًا كانوا على هذه الشاكلة.
|
|
من مواضيعي في الملتقى
|
||
02-26-2018, 06:42 PM | #57 | |
مشرفة ملتقى الأسرة المسلمة
|
ثم تسير الآيات بذكر هذه الحقائق ودمغ الشرك وأهله واستئصاله من أساسه يقول الله عز وجلّ مبينًا عظمته (إِنَّ اللَّهَ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ ذَلِكُمُ اللَّهُ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ ﴿٩٥﴾ فَالِقُ الْإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَانًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ ﴿٩٦﴾ وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ قَدْ فَصَّلْنَا الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ﴿٩٧﴾ وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ) يذكر آياته في الكون التي تدل على وحدانيته. بعدها يعقّب فيقول (وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ الْجِنَّ وَخَلَقَهُمْ وَخَرَقُوا لَهُ بَنِينَ وَبَنَاتٍ بِغَيْرِ عِلْمٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَصِفُونَ ﴿١٠٠﴾ بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴿١٠١﴾ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ ﴿١٠٢﴾ لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ﴿١٠٣﴾) إلى أن يذكر بعد ذلك بعض عادات العرب فيما توصلوا إليه وأن هذه إحدى افرازات الشرك توصل الإنسان إلى حضيض السفاهة قال الله عز وجلّ (وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ) ما عندهم إلا الظنون (وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ ﴿١١٦﴾ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ مَنْ يَضِلُّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ﴿١١٧﴾). قال الله (فَكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ) كانوا لا يأكلون مما ذكر اسم الله عليه ويأكلون الميتة (وَمَا لَكُمْ أَلَّا تَأْكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ مَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلَّا مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ وَإِنَّ كَثِيرًا لَيُضِلُّونَ بِأَهْوَائِهِمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِالْمُعْتَدِينَ ﴿١١٩﴾ وَذَرُوا ظَاهِرَ الْإِثْمِ وَبَاطِنَهُ إِنَّ الَّذِينَ يَكْسِبُونَ الْإِثْمَ سَيُجْزَوْنَ بِمَا كَانُوا يَقْتَرِفُونَ ﴿١٢٠﴾ وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ)
|
|
من مواضيعي في الملتقى
|
||
02-27-2018, 08:36 PM | #58 | |
مشرفة ملتقى الأسرة المسلمة
|
قد يقول قائل هذه أحكام فقهية ما الذي جاء بها في هذه القصة وفي هذه السورة؟ المجيء بها ليس على سبيل الأحكام الفقهية إنما لذكر العقائد، الأكل مما ذكر اسم الله، تحليل ما حرّم الله، تحريم ما أحلّ الله هذه قضايا اعتقادية وليست قضايا فقهية فرعية ولذك قال الله عز وجلّ (وَإِذَا جَاءَتْهُمْ آَيَةٌ قَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ حَتَّى نُؤْتَى مِثْلَ مَا أُوتِيَ رُسُلُ اللَّهِ اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ سَيُصِيبُ الَّذِينَ أَجْرَمُوا صَغَارٌ عِنْدَ اللَّهِ وَعَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا كَانُوا يَمْكُرُونَ ﴿١٢٤﴾) يقترحون أن يكونوا رسلا وأن الله يبعث إليهم ويوحي إليهم كما يوحي إليك يا محمد! ثم يقول الله عز وجلّ (وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴿١٢٩﴾) ويقول جلّ وعلا (وَجَعَلُوا لِلَّهِ مِمَّا ذَرَأَ مِنَ الْحَرْثِ وَالْأَنْعَامِ نَصِيبًا فَقَالُوا هَذَا لِلَّهِ بِزَعْمِهِمْ وَهَذَا لِشُرَكَائِنَا فَمَا كَانَ لِشُرَكَائِهِمْ فَلَا يَصِلُ إِلَى اللَّهِ وَمَا كَانَ لِلَّهِ فَهُوَ يَصِلُ إِلَى شُرَكَائِهِمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ ﴿١٣٦﴾). ثم قال (وَكَذَلِكَ زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلَادِهِمْ)انظروا ماذا يفعل الشرك بأصحابه والآن إذا نظرتم إلى أميركا في هذه الأيام أباحوا زواج المثليين! بإمكانك الآن أن تتقدم لخطبة رجل! أيّ حضيض وصلت إليه البشرية بسبب الشرك، وإلا من يتصور رجل يتزوج من رجل وامرأة تتزوج من امرأة؟! حتى البهائم ما تفعل ذلك ولا تقرّه ولا رأينا في البهائم ذكر ينزو على ذكر! قال الله عز وجلّ (و وَقَالُوا هَذِهِ أَنْعَامٌ وَحَرْثٌ حِجْرٌ لَا يَطْعَمُهَا إِلَّا مَنْ نَشَاءُ بِزَعْمِهِمْ وَأَنْعَامٌ حُرِّمَتْ ظُهُورُهَا) يحرّمون ظهور الأنعام فلا تُركب (وَأَنْعَامٌ لَا يَذْكُرُونَ اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا افْتِرَاءً عَلَيْهِ سَيَجْزِيهِمْ بِمَا كَانُوا يَفْتَرُونَ ﴿١٣٨﴾
|
|
من مواضيعي في الملتقى
|
||
02-28-2018, 07:37 PM | #59 | |
مشرفة ملتقى الأسرة المسلمة
|
وَقَالُوا مَا فِي بُطُونِ هَذِهِ الْأَنْعَامِ خَالِصَةٌ لِذُكُورِنَا) ما خرج من بطون هذه الأنعام خالص للذكور (وَمُحَرَّمٌ عَلَى أَزْوَاجِنَا وَإِنْ يَكُنْ مَيْتَةً فَهُمْ فِيهِ شُرَكَاءُ) إذا كان ما أخرج من بطنها ميتة فهم فيه شركاء، من أين لكم هذا؟ قال الله عز وجلّ (سَيَجْزِيهِمْ وَصْفَهُمْ إِنَّهُ حَكِيمٌ عَلِيمٌ ﴿١٣٩﴾ قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ قَتَلُوا أَوْلَادَهُمْ سَفَهًا بِغَيْرِ عِلْمٍ وَحَرَّمُوا مَا رَزَقَهُمُ اللَّهُ افْتِرَاءً عَلَى اللَّهِ قَدْ ضَلُّوا وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ ﴿١٤٠﴾) وما تزال الآيات تذكر من قبائحهم وأفعالهم الشيء العجيب إلى أن تتوقف عند ذكر قواعد هذا الدين الذي اجتمع عليها الرسل جميعًا ليس فيها أحكام فرعية بقدر ما فيها من أصول عظيمة اجتمعت عليها الشرائع كلها وهي الوصايا العشر في سورة الأنعام (قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ) ليس هو الذي تفعلونه من تحريم أشياء أنتم تفترونها على الله، لا، (قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا) أول شيء (وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا) فلا تعقوا الوالدين (وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ) لا تقتلوا أولادكم من فقر فالرزق بأيدينا، قال الله عز وجلّ (وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ﴿١٥١﴾ وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ) لأنه اشتهر في العرب أنهم كانوا يسطون على أموال اليتامى فلا يدعون لليتيم شيئًا (
|
|
من مواضيعي في الملتقى
|
||
03-01-2018, 07:14 PM | #60 | |
مشرفة ملتقى الأسرة المسلمة
|
(وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ) كان من الأشياء المشهورة عند العرب التطفيف في المكاييل والموازين ولذلك نزلت سورة (ويل للمطففين). (لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴿١٥٢﴾ وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴿١٥٣﴾) دارت السورة كلها على مجادلة هؤلاء المشركين فلم تنصرف عنهم لحظة واحدة ولذلك استحقت أن تنزل في الليل ليكون مكانا للتفكر في هذه الحجج وطريقة نقض الشرم ومخاصمة ومجادلة هؤلاء المشركين وتنزل جملة واحدة لأنه حق واحد لا تقبل التجزؤ، ليس هناك دعوة توحيد تبدأ بتحريم كل الأصنام إلا صنم ثم ذلك الصنم تحرمه بعد ذلك ثم تدعو إلى عبادة الله، لا، هذا لا يقبل المقاسمة ولا أنصاف الحلول ولذلك نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم لما قال له المشركون يا محمد اعبد إلهنا سنة ونعبد إلهك سنة ما رأيك بهذا الحل الوسط؟ فأنزل الله (قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ ﴿١﴾ لاَ أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ ﴿٢﴾ وَلاَ أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ ﴿٣﴾ وَلاَ أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ ﴿٤﴾ وَلاَ أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ ﴿٥﴾ لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ ﴿٦﴾ الكافرون) مفاصلة. ولذلك ختمت هذه السورة بالتذكير بإبراهيم مرة أخرى قال الله عز وجلّ (قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا) قيمًا أي مستقيمًا، حنيفًا أي مائلًا عن الشرك إلى التوحيد قصدا وما كان ابراهيم من المشركين (قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴿١٦٢﴾ لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ ﴿١٦٣﴾ قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِي رَبًّا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ وَلَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ ﴿١٦٤﴾ وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ الْأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آَتَاكُمْ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ ﴿١٦٥﴾) كما افتتحت السورة ببدء الخلق ختمت بنهاية الخلق فانظر إلى هذا الإنسجام العظيم بين أولها وآخرها وهذه الموضوعية العجيبة في هذه السورة الكريمة التي هي أصل من اصول التوحيد ومحاجة المشركين ودفع خصومة هؤلاء المرتابين نسأل الله أن يجعلنا من أهل التوحيد الخالص وأن يميتنا عليه وأن نلقى الله سبحانه وتعالى عليه.
|
|
من مواضيعي في الملتقى
|
||
|
|
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
تابع حصري القرآن الكريم المصحف كامل لعدة شيوخ ملتقى أحبة القرآن | خالددش | ملتقى الصوتيات والمرئيات والفلاشات الدعوية | 10 | 01-07-2019 06:58 AM |
حصري القرآن الكريم المصحف كامل لعدة شيوخ ملتقى أحبة القرآن | خالددش | ملتقى الصوتيات والمرئيات والفلاشات الدعوية | 27 | 01-05-2019 01:07 PM |
مقاصد سورة البقرة | nejmstar | قسم تفسير القرآن الكريم | 2 | 12-23-2012 09:57 PM |
مقاصد سورة التوبة | nejmstar | قسم تفسير القرآن الكريم | 1 | 12-18-2012 08:39 PM |
مقاصد سورة الفاتحة | nejmstar | قسم تفسير القرآن الكريم | 1 | 12-11-2012 09:55 PM |
|