⁉️ وأمَّا الحديث المشار إليه في النص المقتبس ، فهو حديث البراء بن عازب رضي الله عنه ، وهو حديث طويل ، وليس فيه أن روح المؤمن تسيل كما تسيل القطرة على ورق الشجر ؛ بل فيه :- " كما تسيل القطرة من فِيّ السقاء " . قال صلى الله عليه وسلم :- ( إن العبد المؤمو إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة نزل إليه ملائكة من السماء بِيضُ الوجوه كأن وجوههم الشمس ، معهم كفن من أكفان الجنة ، وحَنُوط من حَنُوط الجنة ، حتى يجلسوا منه مَدّ البصر ، ثم يجئ ملك الموت عليه السلام حتى يجلس عند رأسه فيقول : أيتها النفس الطيبة أخرجي إلى مغفرة من الله ورضوان . قال : فتخرج تسيل كما تسيل القطرة مِنْ فِيّ السقاء ، فيأخذها ، فإذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة عين حتى يأخذوها ، فيجعلوها في ذلك الكفن ، وفي ذلك الْحَنُوط ، ويخرج منها كأطيب نفحة مسك وُجِدَتْ على وجه الأرض .
❌ وليس في الحديث أن روح الكافر مثل القطن إذا كان في الشوك ، بل مثل انْتِزَاع الصوف المبلول من السّفّود ، وهي حديدة ذات شُعَب مُعَقّفة ، يشوى بها اللحم . كما قال أهل اللغة .
💠 قال عليه الصلاة والسلام : ( وإن العبد الكافر إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة ، نَزَل إليه من السماء ملائكة سُود الوجوه ، معهم الْمُسُوح ، فيجلسون منه مَدّ البصر ثم يجئ ملك الموت حتى يجلس عند رأسه ، فيقول : أيتها النفس الخبيثة ، أخرجي إلى سخط من الله وغضب .قال : فَتَفَرَّق في جسده ، فينتزعها كما يُنْتَزَع السُّفُّود من الصوف المبلول ، فيأخذها فإذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة عين حتى يجعلوها في تلك المسوح ، ويخرج منها كأنْتَنِ رِيحِ جيفة وُجِدَتْ على وجه الأرض ) .
♻ وكان عمرو بن العاص رضي الله عنه يقول : عجبا لمن نَزَل به الموت وعقله معه ، كيف لا يَصِفه ؟
فلما نزل به قال له ابنه عبد الله بن عمرو : يا أبت إنك كنت تقول : عجبا لمن نزل به الموت وعَقْله معه ، كيف لا يَصِفه ؟ فَصِفْ لنا الموت وعَقلك معك ، فقال : يا بني ، الموت أجلّ من أن يُوصَف ، ولكني سأصف لك منه شيئا ؛ أجِدُنِي كأنّ على عُنُقِي جبال رَضْوى ، وأجدني كأنّ في جوفي شوك السلاء ، وأجدني كأن نفسي تخرج من ثُقب إبرة .