-5- ضبط المصطلحات والمفاهيم:
لأن الإجمال في الكلام، والنقد بمعجم خاص، هو تحكُّم في مراد المردود عليه، وإلزام للغير بفهْم لا يبغي إليه سبيلاً.
فعلى الناقد أن يَعِيَ لغة من ينتقد ومنهجه في الكلام، والدلالة الاستعمالية لمفردات المنتقد، فيدري مذهبه ونِحلته، وبالوقوف عند الثوابت والمسلَّمات، والانطلاق منها؛ ليتحدد مريد الحق؛ ممن لا يريد إلا المراء والجدل والسفسطة.
فالتواصل الصحيح لا يتم إلا في ظل وضوح المفاهيم، واستعمال دقيق للمصطلحات، فالنزاع يقع غالبًا نتيجة لاستعمال المتناظرين أسماء مشتركة مع اختلاف الحقائق، فإذا اتَّضحت المعاني بالاستفسار عن الحقائق المقصودة، زال الخلاف، أو أسماء متواطئة مع تفاوت الحقائق، فإذا تبيَّن أن أنواع جنس الحقيقة فيه تفاوت، ارتفَع النزاع.
وينبغي تجنب استعمال الألفاظ المجملة المشتبهة، فإن كان ولا بدَّ منها، وجب الاستفسار عن معانيها، وتفصيل حقائقها؛ حتى يتضح المقصود، ولا يجوز تبني لفظ مجمل إلا بعد حصول البيان.
🖋 يتبَعُ بِإذنِ اللَّـهِ..
|