الصديقة بنت الصديق ... 4

أقرا أولاً الجزء الأول

من هنا

أبو بكر أول من أسلم
لعل القارئ الرشيد اللبيب يلمح ويقدر لي ما أنا فيه من تعب وتحير بين الأسلوب العلمي والأسلوب الأدبي فلكل سمته التي يميز بها عن صاحبه فالأسلوب العلمي يسعى دائماً إلى عرض الحقائق والتثبت من الروايات والتحقيق في المرويات ورغم علو شأن هذا الأسوب ومن تمسك به إلا أنه دائماً صعب على العوام فهمه فهو أسلوب يخاطب العقل والفكر .... وأما الأسلوب الأدبي وهو الذي يروق للكثيرين فهو يخاطب العاطفة والحٍس (الإحساس) ولكن يعاب عليه .. سوء الإستخدام من قبل بعض الأدباء حيث يسوغ لهم الإبداع الأدبي والهوى الميل إلى الصور البلاغية والحشو القصصي الذي قد يخالف الحقيقه ويحول الحدث إلى أسطورة وهمية هي ضرب من ضروب الخيال .....
والحق أنني أجنح كثيراً إلى الأسلوب العلمي في تجميع المرويات والأثار والتدقيق فيها خشية أن أحول القصص العظيم إلى إسطورة وهميه ... وأما عند العرض وتسطير النتائج التى توصلت إليها أسوغ ذالك كله بأسلوب أدبي .......
فالعلماء وطلاب العلم لهم من الجلد والصبر ما يستبطنون به أمهات الكتب والمراجع وعندهم من الأسس العلميه ما يمكنهم من تمييز المرفوع من الموقوف والصحيح من المعلول والمتصل من المنقطع .... إلخ
وأما الأمي البسيط فأني له كل ذالك ولو تركناه فمن يأخذ بيده إلي بستان التراجم والإلمام بسير الأعلام من الصحابة الكرام
ونرجع إلى موضوعنا سريعاً ونقول أختلف العلماء حول من أول من أسلم فتألف عالماً يجزم جزماً يقيني بأن أول من أسلم خديجة بنت خويلد ولعل هذا هو الأرجح .... إلا أنك تجد عالماً أخر يقدم لك من العلل والبراهين ما يطمئن قلبك إلى أن علي بن أبي طالب هو أول من أسلم .... وما تركن إلى ذالك حتى يخرج لك عالماً ثالث معه من الحقائق العلميه ما يأكد لك أن أحد من هذه الأمة لم يتقدم إسلامه على إسلام أبي بكر وأن أبو بكر أول من أسلم .... ومن فكر جيداً لربما وصل إلى نتيجة رابعة أن أول من أسلم هو ورقة بن نوفل ..... وهكذا يمكن القول بأن هذا يمثل ملمح من ملامح الأسلوب العلمي في العرض والسرد
ويمكن أن ننتحي نحو أخر سلكه العلماء فنقول أن في المسألة تفصيل فأبو بكر أول من أسلم من الرجال الأحرار وعلى بن أبي طالب أول من أسلم من الصبية وخديجة هي أول من أسلمت من النساء وزيد أول من أسلم من الموالي وبلال أول من أسلم من العبيد
عموماً ما يطمئن له المرء أن الرسول صلى الله عليه وسلم عرض الأمر على أناس قبل أبي بكر وكل أخذ يفكر في الأمر ويتردد ويتحير قبل أن يعلن إسلامه إلا ماكان من أبي بكر فأنه أسلم بمجرد أن عرض له الرسول صلى الله عليه وسلم وما عكم ...
ولربما أن خديجة وعلى أسلاما دون أن يعرض عليهما الرسول صلى الله عليه وسلم الأمر ويكون أبو بكر هو أول من عرض عليه الرسول صلى الله عليه وسلم الإسلام فأسلم وما عكم
لكن ما السبب وراء ذالك .... ولعل وراء ذالك سر يكمن في هذه الأمور


تابعوا القصة في المشاركة التالية تحت عنوان
الصديقة بنت الصديق .....5