(قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (53) الزمر) حتى الذين أسرفوا على أنفسهم. مع المقصرين: (وَآخَرُونَ اعْتَرَفُواْ بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُواْ عَمَلاً صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّهُ أَن يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) حتى مع النبي صلى الله عليه وسلم ومع المهاجرين والأنصار: (لَقَد تَّابَ اللَّه عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِن بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِّنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ) ومع الثلاثة: (وَعَلَى الثَّلاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُواْ حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنفُسُهُمْ وَظَنُّواْ أَن لاَّ مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلاَّ إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُواْ إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ) دعوة للجميع بالتوبة حتى النبي صلى الله عليه وسلم أفضل الخلق جميعاً والمهاجرين والأنصار والصحابة وهم أفضل الخلق بعد الأنبياء، كلهم يتوبون وكان النبي صلى الله عليه وسلم يستغفر في المجلس الواحد أكثر من سبعين مرة، كل هذه الدعوات لنتعرف على قيمة التوبة وهذا لن يكون إلا حينما نتعرف على حاجتنا لها وهذا ما ترسخه السورة من خلال عرض الفضائح مع النفس وسنتسعرض بعض الفضائح التي ذُكرت في سورة التوبة. سورة التوبة هي السورة الفاضحة الكاشفة التي تكشف الجميع تكشف كل واحد منا أمام نفسه، يعرض هذه الآفات على نفسه حتى نشعر بقيمة التوبة ومدى احتياجنا لها يجب أن نتوقف أمام هذه الفضائح التي لا بد أن يقع أحدنا في شيء منها حتى الفضائح النفسية الخفية. عرض لبعض الفضائح في السورة إسقاطها على واقعنا أولاً: فضيحة القعود عن نصرة الدين. البعض يظن أن نصرة الدين ترف، هذه السورة تضعنا أمام خيار أساسي مختلف وتضعنا أمام آية في غاية الخطورة: خدمة الدين فرض والنفير واجب وإلا فالعذاب (إِلاَّ تَنفِرُواْ يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلاَ تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) في السورة عقاب والعذاب علامة من علامات التحريم وأن الفعل الذي ذكر قبله أياً كان نوع العذاب سواء كان العذاب في الدنيا بحدّ من الحدود كحد السرقة والزنا أو العذاب في الآخرة. الله سبحانه وتعالى يقول (إِلاَّ تَنفِرُواْ يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا) إذا دُعيتم للنفير –
|