استخدم محرك جوجل للبحث في الملتقى

 

الرئيسية التسجيل البحث الرسائل طلب كود التفعيل تفعيل العضوية استعادة كلمة المرور
facebook facebook twetter twetter twetter twetter

المناسبات


   
العودة   ملتقى أحبة القرآن > ۩ ملتقى العلـــم الشرعـــي ۩ > ملتقى الآداب و الأحكام الفقهية
ملتقى الآداب و الأحكام الفقهية فتاوى وأحكام و تشريعات وفقاً لمنهج أهل السنة والجماعة
 

   
الملاحظات
 

إضافة رد
   
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم 06-08-2015, 05:59 PM   #7

 
الملف الشخصي:





 


تقييم العضو:
معدل تقييم المستوى: 0

نشأتية غير متواجد حاليا

افتراضي

      

الطريق الى قبول الأعمال (5) الزهد فى الدنيا

تكلمنا سابقا عن الأغذية النافعة للقلب ولحياته..وهى ذكر الله والاستغفار وقيام الليل والصلاة على النبي والدعاء
ونأتي اليوم إلى سادسا وهى ربما تكون أصعبهم على النفس..وهى الزهد في الدنيا وتبيان حقارتها..
فمعنى الزهد : هو انصراف الرغبة عن الشيء إلى ما هو خير منه ..أو الإعراض عن الشيء لاستقلاله واحتقاره وارتفاع الهمة عنه ..فيقال (شيء زهيد اى رخيص حقير)
وقد مدح القرآن الزهد فى الدنيا وذم الرغبة فيها .
فقال تعالى:{بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدّنْيَا}( {وَالاَخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَىَ}(16-17) الأعلى
وقال : { تُرِيدُونَ عَرَضَ الدّنْيَا وَاللّهُ يُرِيدُ الاَخِرَةَ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}(67)الأنفال
وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (لو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة ما سقى كافرا شربة ماء)... ( رواه الترمذي)
وعن شداد الفهري عن النبي أنه قال : (ما الدنيا في الآخرة إلا مثل ما يجعل أحدكم إصبعه في اليم فلينظر بما يرجع)... ( رواه مسلم وابن ماجة )
والزهد من أعمال القلوب وليس من أعمال الجوارح ...وقسم الى ثلاث ولذلك قال يونس بن ميسرة ( ليس الزهادة فى الدنيا بتحريم الحلال ولا إضاعة المال ولكن الزهادة فى الدنيا أن تكون بما فى يد الله أوثق منك بما فى يدك وأن تكون حالك فى المصيبة وحالك إذا لم تصب سواء وأن يكون مادحك وذامك فى الحق سواء )
فهنا ظهر أولا : أن يكون العبد بما فى يد الله أوثق منه بما فى يد نفسه ..وهذا ينشأ من صحة اليقين
وقال بن مسعود رضي الله عنه: ( اليقين أن لا ترضي الناس بسخط الله ولا تحسد أحدا على مالم يؤتك الله ..فإن رزق الله لا يسوقه حرص حريص.. ولا يرده كراهية كاره ، فإن الله بقسطه وعلمه وحكمته جعل.. الروح والفرح فى اليقين والرضي.. وجعل الهم والحزن فى السخط والشك )
ثانيا: أن يكون العبد إذا أصيب بمصيبة فى دنياه من ذهاب مال أو ولد أو غير ذلك أرغب فى ثواب الآخرة مما ذهب منه فى الدنيا ..
وقال علي رضي الله عنه : (من زهد فى الدنيا هانت عليه المصيبات )
ثالثا : أن يستوي عند العبد حامدة وذامُه فى الحق لأنه إذا عظمت الدنيا عند العبد اختار المدح وكرة الذم وربما حمله ذلك على ترك كثير من الحق خشية الذم وعلى فعل كثير من الباطل رجاء المدح .
وقال إبراهيم ابن أدهم الزهد ثلاث أقسام
•زهد فرض وهو الزهد فى الحرام
•زهد فضل وهو الزهد فى الحلال
•زهد سلامة وهو الزهد فى الشبهات
فكل من باع الدنيا بالآخرة فهو زاهد فى الدنيا وكل من باع الآخرة بالدنيا فهو زاهد أيضا لكن فى الآخرة !!
وللزهد درجات ثلاث
1-الذي يزهد فى الدنيا وهو لها مشته وقلبه إليها مائل ..ولكنه يجاهد نفسه ويعفها .وهو المتزهد.


2-والذي يترك الدنيا طوعا لإستحقاره إياها بالإضافة إلى ما طمع فيه ولكنه يرى زهده ويلتفت إليه كالذي يترك درهما لأجل درهمين ..ويترك الرخيص أملا فى أن ينال الغالي


3-والذي يزهد فى الدنيا طوعا ..ويزهد فى زهده ..ولا يرى أنه ترك شيئا ..كمن ترك قطعة زجاج وأخذ جوهرة ..
ذم الدنيا :
لابد من العلم بأن ذم الدنيا الوارد فى الكتاب والسنة راجعا إلى زمانها الذي هو الليل والنهار المتعاقبان إلى يوم القيامة ..والذم هنا راجع إلى أعمال بنى آدم الواقعة فى الدنيا التي غالبا ما يقع على غير الوجه الذي تحمد عاقبته .
كما قال عز وجل {اعْلَمُوَاْ أَنّمَا الْحَيَاةُ الدّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الأمْوَالِ وَالأوْلاَدِ }(20)الحديد
وإنقسم البشر فى الدنيا قسمين
الأول : أنكر أن للعباد دار بعد الدنيا للثواب والعقاب وهمهم التمتع بملذات الدنيا قبل الموت وهؤلاء قال فيهم رب العالمين :
{ وَالّذِينَ كَفَرُواْ يَتَمَتّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الأنْعَامُ وَالنّارُ مَثْوًى لّهُمْ}(12)محمد


الثانى: من أقر بدار بعد الموت للثواب والعقاب وهم المنتسبون إلى الرسل وينقسموا إلى :
•ظالم لنفسه ..وهؤلاء أهل اللعب واللهو والزينة ..صارت الدنيا أكبر همه بها يرضي وبها يغضب ولها يوالى ولها يعادى ..ولم يقعوا على حقيقة أن الدنيا دار التزود بالزاد للآخرة .
•المقتصد : من أخذ من الدنيا المباح وأدى واجبها وأمسك لنفسه الزائد على الواجب يتوسع به فى التمتع بشهوات الدنيا ..وهو لا عقاب له لكنه ينقص من الدرجات .وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه ( لولا أن تنقص من حسناتي لخالطتكم فى لين عيشكم ولكن سمعت الله عير قوما فقال : { أَذْهَبْتُمْ طَيّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا }(20)الأحقاف .
•السباق إلى الخير : هم الذين فهموا المراد من الدنيا فعلموا أن الله أسكن عباده الدنيا ليبلوهم أيهم أحسن عملا فزهدوا فى الدنيا ورغبوا فى الآخرة لهوانها كما قال الحق :
{إِنّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الأرْضِ زِينَةً لّهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيّهُم أَحْسَنُ عَمَلاً}{وَإِنّا لَجَاعِلُونَ مَا عَلَيْهَا
صَعِيداً جُرُزاً}(7-8)الكهف .
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (مالي وللدنيا ما أنا فى الدنيا إلا كراكب استظل تحت شجرة ثم راح وتركها)... ( رواه الترمذي وأحمد)
والراكب دائما فى حاجة إلى ما يتقوى به على السفر والترحال ..فمتى كان تناول الشهوات المباحة التقِوى على طاعة الله كانت تلك الشهوات طاعة يثاب عليها كما قال معاذ رضي الله عنه ( إني لأحتسب نومتى كما أحتسب قومتى) .
ومن جميل ما قيل عن يحيى ابن معاذ ( كيف لا أحب دنيا قدر لي فيها قوت.. أكتسب به حياة.. أدرك بها طاعة.. أنال بها الجنة ) ..
وقال سعيد بن جبير : متاع الغرور ما يلهيك عن طلب الآخرة وما لم يلهك فليس بمتاع الغرور ولكن متاع إلى ما هو خير منه )
ومن أضرار حب الدنيا :
•أن حبها يقتضي تعظيمها وهى حقيرة عند الله ومن أكبر الذنوب تعظيم ما حقر الله .
•إن الله لعنها وابغضها إلا ماكان له فيها..ومن أحب ما لعنه الله ومقته فقد استحق غضبه وسخطه
•أن حبها يصير غاية وليست وسيلة فتعكس الأمور وتنقلب الحكمة وتنتكس القلوب كما قال عز وجل {مَن كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لاَ يُبْخَسُونَ} {أُوْلَـَئِكَ الّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الاَخِرَةِ إِلاّ النّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُواْ فِيهَا وَبَاطِلٌ مّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ}(15-16)هود
•أن حبها يشغل العبد عن أخرته ويشغله عن كثير من الواجبات فيؤدى العبادات جسدية وليست بقلبه لأنه مشغول بحب الدنيا ..فيحبط عمله..وينتكس قلبه بالشهوات.
•محبتها تجلب الفقر لقول رسول الله : ( من كانت الآخرة همه جعل الله غناه فى قلبه وجمع له شمله وآتته الدنيا وهى راغمة ..ومن كانت الدنيا همه جعل الله فقره بين عينيه وفرق عليه شمله ولم يأته من الدنيا إلا ما قدر له)... رواه الترمذي وله شاهد عند ابن ماجه وابن حبان
•أن محبها أشد الناس بها عذابا..فهو يعذب فى الدنيا بتحصيلها والتنازع عليها..ثم فى البرزخ والقبر بفقدها وغيابها فليس هناك ما يعوضه عنها ..ثم يعذب يوم لقاء ربه لما فرط فى آخرته ولما حمل من الزاد القليل .
•أن محبها من أسفه الخلق باع حياة الأبدية فى أرغد عيش بحياة فانية خيال وليست حقيقة كل متعها زائلة..ولقد شبهها بعض السلف بعجوز شمطاء تزينت فأحسنت الزينة وسترت كل قبيح فيها فمن أغتر بها ورغب في نكاحها طلبت مهرها فقد الآخرة ..فالآخرة ضرتها ولا تجتمع معها أبدا ..فمن خدع بالمظهر وسعى فى طلبها ونالها كشفت قناعها وظهرت على حقيقتها... فمن طلقها استراح وأراح... ومن أختار المقام والخداع فما كان استمتاعه ليلة عرسه إلا بالعويل والصياح ..
هؤلاء الذين واصلوا طلبها بالغدو والرواح وأقاموا ليلها فى اللهو والمزاح ..حتى يشرق الصباح ..طاروا فى صيدها فما رجع منهم أحد إلا مكسور الجناح ..فوقعوا فى شباكها فأسلمتهم للذباح ..
نسأل الله العفو والعافية من الدنيا ومما فيها... إلا ماكان لله .
اللهم أخرجنا منها على خير ..ولا تجعلها أكبر علمنا وغاية مرادنا ..يسر لنا ما يعيننا فيها على طاعتك وبلوغ جنتك ..وازهد قلوبنا فيها ..وثبت قلوبنا على محبتك وطاعتك ..ونيل جنتك ..
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

كتبه فضيلة الشيخ نشأت حسن رحمه الله و أسكنه فسيح جناته


يتبع إن شاء الله


التوقيع:
اللهم إرحم أبتي الشيخ نشأت وأسكنه فسيح جناتك و بدله خيرا مما ترك ..القلب يحزن والعين تدمع وإني لفراقكم يا أبتي لمحزونة و مكروبة ..وإنا لله وإنا إليه راجعون

من مواضيعي في الملتقى

* سؤال
* اعتذار
* رجاء
* رجاء
* مساعدة
* استفسار
* التغيير

نشأتية غير متواجد حالياً  

التعديل الأخير تم بواسطة نشأتية ; 06-08-2015 الساعة 06:02 PM.

رد مع اقتباس
قديم 06-08-2015, 06:16 PM   #8

 
الملف الشخصي:





 


تقييم العضو:
معدل تقييم المستوى: 0

نشأتية غير متواجد حاليا

افتراضي

      

الطريق الى قبول الأعمال (6) احوال النفس ومحاسبتها

السلام عليكم
لاحظت أن طول المقالة قد يدفع البعض للتعجل فى القراءة أو المرور الكريم فقط ..ولبحثنا الدائم الحثيث للاستفادة الحقه فسوف تكون المقالات صغيرة وعلى أزمنة متقاربة قدر الإمكان ..

ونعود الى صلاح الأعمال والقلوب ومنه الى باب أحوال النفس ومحاسبتها
فالنفس هي الصلة بين القلب والرب
والناس على ذلك قسمين
الأول : قسم ظفرت به نفسه فملكته وأهلكته.وصار طوعا لها وتحت أوامرها.فخسر وهلك {فَأَمّا مَن طَغَىَ} {وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدّنْيَا} {فَإِنّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَىَ}النازعات37-39

الثاني : قسم ظفروا بنفوسهم فقهروها فصارت طوعا لهم منقادة لأوامرهم .فأفلحوا ونجحوا
{وَأَمّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبّهِ وَنَهَى النّفْسَ عَنِ الْهَوَىَ}{فَإِنّ الْجَنّةَ هِيَ الْمَأْوَىَ} النازعات (40-41)
فالنفس تدعوا الى الطغيان وإيثار الحياة الدنيا والرب يدعوا عبده الى خوفه ونهى النفس عن الهوى
والقلب يميل الى الاتجاهين ..وهنا موضع المحنة والابتلاء
والنفس واحدة فى ذاتها ...ولكن لها ثلاث صفات وهى على الترتيب:
1-النفس المطمئنة : هي النفس التي أطمأنت بذكر الله{الّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنّ الْقُلُوبُ}(28) الرعد وسكنت وأنابت إليه واشتاقت إلى لقائه والاطمئنان مصدرة الإيمان ثم الإحساس فالإيمان بالله وصفاته وأسمائه وكل خبر أخبر به عن نفسه وأخبر به عنه رسوله ..ثم اطمئنانه لما بعد الموت والبرزخ وأحوال يوم القيامة ..ثم يطمئن إلى قدر الله تعالى فلا يسخط ولا يشكو .. {مَآ أَصَابَ مِن مّصِيبَةٍ إِلاّ بِإِذْنِ اللّهِ وَمَن يُؤْمِن بِاللّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللّهُ بِكُلّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} (التغابن 11)
والإحساس هو الطمأنينه إلى أمر الله امتثالا وإخلاصا ونصحا فلا يقدم على أمر إرادة ولا هوى ..ولا يطيع شهوة تعارض أمرة ..ويطمئن من قلق المعصية إلى سكون التوبة وحلاوتها .
فإذا انتقل من الشك الى اليقين ومن الجهل الى العلم ومن الغفلة الى الذكر ومن الخيانة الى التوبة ومن الرياء الى الإخلاص ومن الكذب الى الصدق ومن الغرور الى التواضع هنا تكون نفسه مطمئنة .
وأصل ذلك كله اليقظة التى تكشف عن قلبه سنة الغفلة ..وهى التى تجعل الإنسان يستقبل عمرة مستدركا ما فات محييا ما أمات مستقبلا ما تقدم له من العثرات ..ويلاحظ نعمة ربه عليه ويرى أنه عاجز عن حصرها أو أداء حقها ..
ثم يري عيوب نفسه وآفات عمله والتقاعد عن كثير من العبادات والواجبات فتنكسر نفسه وتخشع جوارحه ..ويرى عز وقته فيبخل به فيما لا يقربه الى ربه ..ويجد فى حفظه الربح والسعادة ..
هذه هى آثار اليقظة وهى أول منازل النفس المطمئنة التى ينشأ منها سفرها الى الله والدار الآخرة .والتى وعدها الحق فى محكم التنزيل: {يَأَيّتُهَا النّفْسُ الْمُطْمَئِنّةُ} {ارْجِعِي إِلَىَ رَبّكِ رَاضِيَةً مّرْضِيّةً}{فَادْخُلِي فِي عِبَادِي}{وَادْخُلِي جَنّتِي} (27-30)الفجر

2- النفس اللوامة :هى النفس التى لا تثبت على حال واحدة فهي كثيرة التقلب والتلون فهي تذكر وتغفل وتحب وتكره وتطيع وتتقى وتفرح وتحزن
وقالت طائفة هى نفس المؤمن كما قال الحسن البصري لاترى المؤمن إلا يلوم نفسه دائما يقول ما أردت هذا لم فعلت هذا أو نحو هذا الكلام
وقالت طائفة هى النفس التى تلوم نفسها يوم القيامة على أساءتها أو تقصيرها فى الإحسان ..وقال إبن القيم ( وهذا كله حق )
واللوم نوعان
أ‌-اللوامة الملومة: وهى النفس الجاهلة الظالمة التى رضيت بأعمالها ولم تلم نفسها ولم تحتمل فى الله ملام اللوم فهي التى يلومها الله والملائكة .
ب‌-اللوامة غير الملومة: وهى من أشرف النفوس وهى التى تلوم صاحبها على تقصيره فى طاعة الله رغم بذل جهده فى ذلك ..ولا تأخذها فى الله لومة لائم واحتملت ملام اللوم فى مرضاته ..فتخلصت من لوم الله
3- النفس الأمارة بالسوء:
وهى النفس المذمومة فهي تأمر صاحبها بكل سوء وما تخلص احد من شرها إلا بتوفيق الله {وَمَآ أُبَرّىءُ نَفْسِيَ إِنّ النّفْسَ لأمّارَةٌ بِالسّوَءِ إِلاّ مَا رَحِمَ رَبّيَ إِنّ رَبّي غَفُورٌ رّحِيمٌ}(53) يوسف
وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يعلمنا خطبة الحاجة 0 إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفرة ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ) رواه ابو داود وصححه الألباني

فالشر كامن فى النفس وهو يوجب سيئات الأعمال فإذا خلى الله بين العبد ونفسه هلك بين شرها وما تقتضيه من سيئات الأعمال وإن وفقه الله وأعانه نجا من كل ذلك كله ..
والخلاصة أن النفس واحده تكون أمارة ثم لوامة ثم مطمئنة وهى غاية صلاحها وكمالها ..

والنفس المطمئنة قرينها الملك يليها ويسددها ويقذف فيها الحق ويرغبها فيه ويزجرها عن الباطل ويزهدها فيه .ويدفعها للتوكل والتوبة والإنابة والإقبال على الله وقصر الأمل والاستعداد للموت وما بعده.وأصعب شيء عليها هو تخليص الأعمال من الشيطان ومن الإمارة لأنهما لن يدعا له عملا واحدا يصل الى الله ..كما قال عبد الله بن عمر رضي الله عنه ( لو أعلم أن الله قبل منى سجدة واحدة لم يكن غائب أحب الى من الموت)

والنفس الأمارة بالسوء فالشيطان قرينها فهو يعدها ويمنيها ويقذف فيها الباطل ويأمرها بالسوء ويزينه لها ويطيل لها فى الأمل .ويريها الباطل فى صورة تقبلها وتستحسنها فإذا جاءها الجهاد بينت له... أنه قتل للنفس ..وتيتم لأولاده وتوزيع لأمواله .وتنكح زوجاته
وتريه حقيقة الزكاة والصدقة فى صورة مفارقة المال ونقصه وخلو اليد منه .واحتياجه الى الناس ومساواته للفقير .نعوذ بالله من النفس الأمارة بالسوء ...

نسأل الله العظيم أن يعيذنا من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا وينصرنا على هوى نفوسنا ويجعل حبه مرادنا... وطاعته غايتنا ..وعبادته سبيلنا ..ولا يجعل لشياطين الإنس والجن علينا سبيلا
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم


كتبه فضيلة الشيخ نشأت حسن رحمه الله و أسكنه فسيح جناته

يتبع إن شاء الله

التوقيع:
اللهم إرحم أبتي الشيخ نشأت وأسكنه فسيح جناتك و بدله خيرا مما ترك ..القلب يحزن والعين تدمع وإني لفراقكم يا أبتي لمحزونة و مكروبة ..وإنا لله وإنا إليه راجعون

من مواضيعي في الملتقى

* سؤال
* اعتذار
* رجاء
* رجاء
* مساعدة
* استفسار
* التغيير

نشأتية غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-08-2015, 06:47 PM   #9

 
الملف الشخصي:





 


تقييم العضو:
معدل تقييم المستوى: 0

نشأتية غير متواجد حاليا

افتراضي

      

الطريق الى قبول الأعمال (7) الصبر والشكر

نكمل ما توقفنا عنه من صلاح النفس وكنا قد توقفنا عند أنواع النفس ( اللوامة ....والمطمئنة - والأمارة بالسوء)
ونأتي اليوم الى الصبر والشكر


من المعلوم أن الإيمان نصفين
نصف صبر ونصف شكر وفى كل خير
وحديث الرسول صلى الله عليه وسلم : ((عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له)) رواه الإمام مسلم في صحيحة


فالله سبحانه وتعالى جعل الصبر حصنا حصينا لا يهدم .وجندا غالبا لا يهزم وبلغ الصابرين أنه معهم بهدايته ونصرة وفتحه المبين فقال { وَاصْبِرُوَاْ إِنّ اللّهَ مَعَ الصّابِرِينَ}(46) الأنفال


وجعل الله الإمامة فى الدين منوطة بالصبر واليقين فقال: {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمّا صَبَرُواْ وَكَانُواْ بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ}(24)السجدة
وجعل الفلاح والصلاح بالصبر والتقوى
فقال : {يَا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتّقُواْ اللّهَ لَعَلّكُمْ تُفْلِحُونَ}(200) آل عمران
ثم بشرهم الله { وَبَشّرِ الصّابِرِينَ}(155) {الّذِينَ إِذَآ أَصَابَتْهُم مّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنّا للّهِ وَإِنّـآ إِلَيْهِ رَاجِعونَ}(156) {أُولَـَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مّن رّبّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ}(157)البقرة
ثم أحبهم { وَاللّهُ يُحِبّ الصّابِرِينَ} آل عمران(146)


ثم جعل الفوز بالجنة والنجاة من النار هى هديتهم . {إِنّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوَاْ أَنّهُمْ هُمُ الْفَآئِزُونَ}(111) المؤمنون


ومن المعلوم أنه لا إيمان لمن لا صبر له
وإن وجد كان ضعيفا واهنا ويكون صاحبه ممن عبدوا الله على حرف فإن أصابه خير اطمئن وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه فخسر الدنيا والآخرة .


أما المؤمنين الذين أدركوا عيشة السعداء بصبرهم ..فسيحلقون بين جناحي الصبر والشكر الى جنات النعيم غير وجلين ..


وحقيقة الصبر تتجلى فى حبس النفس عن الجزع واللسان عن التشكي ..


وهو قوة من قوى النفس التي بها صلاح شأنها وقوام أمرها ..


وقيل فيه : ( الصبر هو الوقوف مع البلاء بحسن الأدب )
وقيل : إذا شكوت الى ابن آدم إنما
تشكى الرحيم الى الذي لا يرحم ...


وهذا يأخذنا الى الشكوى ونقسمها الى نوعين
1- الشكوى الى الله عز وجل وهى لا تنافى الصبر
كقول يعقوب عليه السلام : {قَالَ إِنّمَآ أَشْكُو بَثّي وَحُزْنِي إِلَى اللّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ}(86)
وكقوله : { فَصَبْرٌ جَمِيلٌ }(83)يوسف
2- شكوى المبتلى بلسان الحال فهذة لا تجامع الصبر ..بل تضادة وتبطله ..
فمساحة العافية أوسع للعبد من مساحة الصبر قبل البلاء
ومساحة الصبر أوسع للعبد بعد البلاء
ولذلك كان الصبر عن محارم الله أيسر.... من الصبر على عذابه
والنفس لها قوتان
قوة الإقدام .......وقوة الإحجام.


فحقيقة الصبر أن يجعل قوة الإقدام مصروفة الى ما ينفعه
وقوة الإحجام مسخرة للإحجام عما يضرة .
ولذلك نجد فى هذا العجب !!!!
فمن الناس من يصبر على قيام الليل ومشقة الصيام ...ولا يصبر على نظرة محرمة
ومنهم من يصبر على النظر للمحرمات ..ولاصبر له على الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر ..
والصبر أقسام :
• الصبر على الأوامر والطاعات ليؤديها
• الصبر على النواهي والمخالفات حتى لا يقع فيها .
• الصبر على القضاء ..حتى لا يسخط .
وفى ذلك قيل : ( لابد للعبد من أمر يفعله..ونهى يجتنبه....وقدر يصبر عليه )
وهو ينقسم أيضا الى :
• إختيارى : وهو أكمل ..كما حدث مع صبر يوسف عليه السلام عن مطاوعة امرأة العزيز... فهو ملك نفسه
• اضطراري : وهو صبره على ما ناله من إخوته لما ألقوه فى الجب ...


ومن هنا نجد أن الصبر يلزم الإنسان حتى الممات
لأنه فى الحياة يتقلب بين أمر يجب تنفيذه...ونهى يجب اجتنابه ...وقدر يجرى عليه اتفاقا ..
وهنا لا يخلو الأمر من أمرين إما أن يوافق الأمر هواه أو يخالفه ...وهو محتاج للصبر فى كل منهما .
فمثلا حتى نفهم ذلك ...
الصحة والمال والجاه والأولاد هى موافقات للهوى والنفس ...لكن الإنسان أحوج للصبر فيهم من وجوه..
1- أن لايركن أليها ويغتر بها ..فتكون سببا فى هلاكه
2- أن لا ينهمك فى نيلها والتمتع بها ..
3- أن يصبر على أداء حق الله فيها .
4- أن يصبر عن صرفها من الحرام .


وقال عبد الرحمن بن عوف : ( ابتلينا بالضراء فصبرنا ...وابتلينا بالسراء فلم نصبر) ...سبحان الله كان تحذير الله من هذه الفتنة ....
{يَأَيّهَا الّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلاَ أَوْلاَدُكُمْ عَن ذِكْرِ اللّهِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُوْلَـَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ}(9) المنافقون


أما النوع الثاني المخالف للهوى ..فينقسم الى ثلاثة أقسام :


1- ما يرتبط باختيار الشخص ...فحتى العبادات والطاعات محتاجة للصبر عليها ..لأن النفس تنفر بطبيعتها عن كثير من العبودية ..خصوصا إذا صحبها الميل الى الشهوات ومخالطة رفاق السوء ..
فالصلاة ....يكون نفورها إيثار الكسل.
والزكاة .....يكون نفورها .البخل والشح.
والحج......يكمن نفورة..فى الكسل والبخل .

والعبد هنا يحتاج للصبر فى ثلاث أحوال :
• قبل الشروع فى الطاعة : وذلك بتصحيح النية والإخلاص فى الطاعة
• حين الشروع فى الطاعة : بالصبر على دواعي التفريط والتقصير ..ولا تعطله قيام الجوارح بالعبودية عن حضور قلبه وخشوعه.لرب العالمين .
• بعد الفراغ من الطاعة : فهنا ليس المهم ألإتيان بالطاعة ..بل المهم حفظها مما يبطلها ويصبر على نقلها من السر الى العلانية .
فإن العبد يعمل العمل سرا بينه وبين الله سبحانه وتعالى فيكتب فى ديوان السر فإن تحدث به نقل من ديوان السر الى ديوان العلانية ..فينقص الأجر .


2- ما ليس للعبد فيه يد ولا حيله لدفعه ...
كالمصائب ..وهى إما من صنع آدمي كالإيذاء والسب والضرب ..وإما من القدر ..الموت والمرض ....
وهنا ما يصيب الإنسان من الله فله فيه 4 مقامات :
العجز وهو الجزع والشكوى .....الصبر ....الرضي ....الشكر .
وما يصيبه من الناس له ما سبق يضاف إليه ..
مقام العفو ...سلامة الصدور من التشفي ...مقام الإحسان إلى المسيء ..
ونأتي الى فضائل الصبر
فعن أبى هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : من يرد الله به خيرا يصب منه ...رواه البخاري ومالك فى الموطأ
وعن أم المؤمنين عائشة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : مامن مصيبة تصيب المؤمن إلا كفر الله بها عنه حتى الشوكة يشاكها ......رواه البخاري


ومرض أبو بكر رضي الله عنه فقالوا ( ألا ندعو لك الطبيب) فقال قد رآني الطبيب قالوا فأي شيء قال لك ؟ فقال : إني فعال لما أريد .....!
ولما أرادوا قطع رجل عروة ابن الزبير قالوا له : (لو سقيناك شيئا كيلا تشعر بالوجع) فقال : إنما إبتلانى ليرى صبري أفأ عارض أمره ؟؟! سبحان الله


ونأتي للشكر
فيدور حول ثلاثة أركان لا يكون شكرا إلا بها مجموعين
• الاعتراف بالنعمة باطنا
• التحدث بها ظاهرا
• الاستعانة بها على طاعة الله.


ووسائله ثلاثة : اللسان والقلب والجوارح
فاللسان للحمد والثناء
والقلب للمحبة والمعرفة
والجوارح لاستعمالها في طاعة المشكور والكف عن المعاصي .


وكما قرن الصبر بالإيمان قرن الشكر كذلك
{مّا يَفْعَلُ اللّهُ بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ وَكَانَ اللّهُ شَاكِراً عَلِيماً}(147) النساء


وقسم الناس الى ( شكور ....وكفور )
{إِنّا هَدَيْنَاهُ السّبِيلَ إِمّا شَاكِراً وَإِمّا كَفُوراً}(3) الإنسان
{وَإِذْ تَأَذّنَ رَبّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأزِيدَنّكُمْ }(7) إبراهيم


فهنا المزيد لا نهاية له ويلاحظ من قوله تعالى مطلقا :
{ وَسَنَجْزِي الشّاكِرِينَ}(145) آل عمران


فى حين أن الله سبحانه وتعالى أوقف كثيرا من الجزاء على المشيئة
{ فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ إِن شَآءَ }(28) التوبة 28
{ وَيَغْفِرُ لِمَن يَشَآءُ }(40) المائدة
{ وَيَتُوبُ اللّهُ عَلَىَ مَن يَشَآءُ }(15) التوبة


وعرف ابليس اللعين قدر مقام الشكر فسعى لقطع الناس وإلهائهم عنه فقال:
{ثُمّ لاَتِيَنّهُمْ مّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَآئِلِهِمْ وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ}(17) الأعراف
وظهر أنهم قله فى قوله سبحانه وتعالى :
{ وَقَلِيلٌ مّنْ عِبَادِيَ الشّكُورُ}(13) سبأ


وثبت في الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام حتى تفطرت قدماه فقيل له : أتفعل هذا وقد غفر الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر ؟
قال أفلا أكون عبدا شكورا ....رواه البخاري ومسلم


ومن ما قيل فى هذا المقام :
كان أبو المغيرة : إذا قيل له كيف أصبحت يا أبا محمد ؟ يقول أصبحنا مغرقين في النعم عاجزين عن الشكر ...يتحبب إلينا ربنا ..وهو غني عنا ...ونتمقت إليه ونحن إليه محتاجون .


وقال رجل لأبى تيميه :
كيف أصبحت؟ فقال أصبحت بين نعمتين ...لا أدرى أيتها أفضل ..ذنوب سترها الله على فلا يستطيع أن يعيرني بها أحد ..ومودة قذفها الله في قلوب العباد لا يبلغها عملي ...!! سبحان الله


وكتب بعض العلماء الى أخ له
فقال : أما بعد فقد أصبح بنا من نعم الله مالا نحصية مع كثرة ما نعصيه ..فما ندرى أيهما نشكر أجميل ما يَسّر أم قبيح ما ستّر .


اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ..واجعلنا من الصابرين القانتين المستغفرين بالأسحار ..واجعل ألسنتنا رطبة بشكر نعمك التي لا تحصى واجعلنا بها جديرين ..
وقوينا على الصبر على الطاعات وعلى المعاصي وأشدد أزرنا ولا تلكنا لأنفسنا طرفة عين ..يا أرحم الراحمين
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

كتبه فضيلة الشيخ نشأت حسن رحمه الله و أسكنه فسيح جناته

يتبع إن شاء الله
التوقيع:
اللهم إرحم أبتي الشيخ نشأت وأسكنه فسيح جناتك و بدله خيرا مما ترك ..القلب يحزن والعين تدمع وإني لفراقكم يا أبتي لمحزونة و مكروبة ..وإنا لله وإنا إليه راجعون

من مواضيعي في الملتقى

* سؤال
* اعتذار
* رجاء
* رجاء
* مساعدة
* استفسار
* التغيير

نشأتية غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-08-2015, 07:05 PM   #10

 
الملف الشخصي:





 


تقييم العضو:
معدل تقييم المستوى: 0

نشأتية غير متواجد حاليا

افتراضي

      

الطريق الى قبول الأعمال8(محبة الله والتوكل عليه)

مازلنا فى مقالات أحوال النفس وما يقويها على الطاعات ويصونها من المعاصى
تكلمنا فيما سبق عن الصبر والشكر ..نأتى الى المعين على ذلك والسند وهو التوكل على الله ومحبته ..

فالتوكل هو صدق اعتماد القلب على الله عز وجل فى استجلاب المصالح ودفع المضار فى امور الدنيا والآخرة
{ وَمَن يَتّقِ اللّهَ يَجْعَل لّهُ مَخْرَجاً}(2) {وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكّلْ عَلَى اللّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ }(3)الطلاق

وعن عمر بن الخطاب رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم ( لو أنكم كنتم توكلون على الله حق توكله لرزقكم كما ترزق الطير تغدو خماصا وتروح بطانا ) رواه الترمذي.

فهنا التوكل من أعظم ألأسباب التى يستجلب بها الرزق
ويجب أن نعلم أن تحقيق التوكل لا ينافى الأخذ بالأسباب ...فالله قد أمر بتعاطى الأسباب .مع أمره بالتوكل ..وعليه فالسعى فى الأسباب بالجوارح طاعة لله .

والتوكل على الله بالقلب .هو إيمان به عز وجل

والأعمال التى يعملها العبد تنقسم الى ثلاثة أقسام .
1)- الطاعات التى أمر الله بها عبادة وجعلها سبب للنجاة من النار ودخول الجنة فهذا لابد من فعله مع التوكل على الله عز وجل فيه . والإستعانة به عليه ..
فإنه لاحول ولا قوة إلا بالله ..ماشاء كان وما لم يشأ لو يكن
وقال يوسف ابن سباط ( يقال اعمل عمل رجل لا ينجيه إلا عمله وتوكل توكل رجل لا يصيبه إلا ما كتب الله له )

2)- ما أمر الله به عبده ليتعاطيه – كالأكل عند الجوع – والشرب عند العطش ...فهذا واجب على المرأ تعاطي أسبابه
ومن قصر فيه حتى تضرر بتركه مع القدرة على فعله فقط أفرط ويستحق العقوبة

3)- ما أجرى به العادة فى الدنيا فى الأعم الأغلب ...وهو مثل الأدوية ..هل من الأفضل التداوى بها ؟ أم تركه لمن حقق التوكل على الله ؟.
وقيل فى هذا رأيان
أ‌-
أن التوكل لمن قوي عليه أفضل لكن لا يرخص فى ترك السبب بالكلية لمن إنقطع قلبه عن الإستشراف الى المخلوقين بالكلية
كماء زمزم أو الرقية فهنا إن كان إيمانه وحسن ظنه بالله تعالى قوي فهنا
التوكل على الله فى عمله أفضل ليقينه من أن الله هو الشافى
وقال الرسول صلى الله عليه وسلم : (يدخل الجنة من أمتى سبعون ألف بغير حساب ثم قال : هم الذين لا يتطيرون ولا يسترقون ولا يكتوون وعلى ربهم يتوكلون ) رواه البخارى وقال حسن صحيح
ب
-
و من رجح التداوى قال إنه كان حال النبي صلى الله عليه وسلم وحمل الحديث السابق على الرقى المكروة التى يخشي منه الشرك ولذلك قرنت بالكي والطيرة وكلاهما مكروه..

تكلمنا عن التوكل على الله يجب أن يصاحبه الثقة وحسن الظن بالله تعالى وهذا يأخذنا الى محبة الله عز وجل

فمحبة الله عز وجل
هى الغاية القصوى وهى أمتع المحبات على الإطلاق وأوجبها وأعلاها وأجَلَها
فمحبة الله من الفطرة التى جلبت عليها القلوب
والعبادة لله هى كمال الحب مع كمال الخضوع والتذلل
والله سبحانه وتعالى يُحَب لذاته من جميع الوجوه وما سواه فإنما يحب تبعا لمحبته
ومنها أحبك فى الله – وأحب هذا العمل خالصا لله – وشابان تحابا فى الله. ......

فالقلوب مفطورة مجبولة على محبة من أنعم عليها وأحسن إليها ...فكيف بمن كل الإحسان منه ,وما من نعمة بخلقه إلا منه وحده ،
{وَمِنَ النّاسِ مَن يَتّخِذُ مِن دُونِ اللّهِ أَندَاداً يُحِبّونَهُمْ كَحُبّ اللّهِ وَالّذِينَ آمَنُواْ أَشَدّ حُبّاً للّهِ }(165)البقرة
{يَأَيّهَا الّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبّهُمْ وَيُحِبّونَهُ أَذِلّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ }(54)المائدة

ولقد أقسم الرسول صلى الله عليه وسلم : ( إنه لا يؤمن عبد حتى يكون هو أحب إليه من ولدة ووالدة والناس اجمعين ) رواه البخاري ..والمقصود أن لا يكون إيمانه كاملا .
وقال لعمر بن الخطاب رضى الله عنه : ( لا حتى أكون أحب اليك من نفسك.).

والمقصود من هذا الحديث أن من استكمل الإيمان علم أن حق النبي صلى الله عليه وسلم أفضل وأكد من حق أبيه وابنه والناس اجمعين لأن به صلى الله عليه وسلم استنقذنا من النار ودينا من الضلال .
فإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم أولى بنا من أنفسنا فى المحبة ولوازمها أفليس رب العالمين جل جلاله أولى بمحبته وعبادته من أنفسنا ..
الإنسان إذا أحسن اليه مخلوق لوجبت محبته فى قلبه لهذا الإحسان ..فكيف لايحب العبد بكل قلبه وجوارحه من يحسن اليه على الدوام بعدد الأنفاس مع أساءته؟ فخيرة اليه نازل وشر العبد له صاعد... يتحبب الى عبده بنعمه وهو عنه غني ..والعبد يتبغض إليه بالمعاصي وهو فقير إليه فلا إحسانه وبرة لعبده يصده عن معصيته ولا معصية العبد تقطع إحسان ربه عنه ...سبحان الواحد الأحد الرحمن الرحيم .
وكل من يتعامل معك يريد مصلحته منك وإن لم يجدها تباعد ورب العالمين يريد لعبده الربح خالصا ومضاعفا فجعل الحسنه بعشرة الى سبعمائة ضعف وجعل السيئة واحدة وأسرع شيء محوا ...إن الحسنات يذهبن السيئات ...إن الله يغفر الذنوب جميعا ..
خلق الدنيا كلها لعبده وهيء له أسباب المعيشة والمتعة الحلال وسخر له الكون وأعطى قبل أن يسأل وهو الغنى ..ويستحى من العبد ولا يستحى العبد منه ...يسترة حيث لا يستر نفسه ..ويرحمه حيث لا يرحم نفسه ...وأرسل الرسل فى طلبه وهدايته ..ولم يكتف بذلك بل نزل بنفسه..وقال ( من يسألنى فأعطيه : من يستغفرنى فأغفر له) رواه البخارى ..
أرحم بعبده من الأم برضيعها وأشد فرحا بتوبة التائب من الفاقد لراحلته التى عليها طعامنه وشرابه فى الأرض المهلكة إذا يأس من الحياة ثم وجدها ..
يطاع فيشكر ....ويُعصي فيعفوا ويغفر ..

ومحبة الله عز وجل هى حياة القلوب وغذاء الأرواح وليس للقلب لذة ولا نعيم ولا فلاح ولا حياة إلا بها ..وإذا فقدها القلب كان ألمها أشد من فقد العين لنورها أو الأذن لسمعها ..وأعظم من فساد البدن الذى تخلو منه الروح..

وأوصت إمرأة من السلف أولا دها فقالت لهم : ( تعودوا حب الله ، وطاعته ، فإن المتقين ُألفو بالطاعة فاستوحشت جوارحهم من غيرها ، فإذا عرض لهم الملعون بمعصية مرت المعصية بهم محتشمة فهم لها منكرون )..

فسبحان من عنت الوجوه لنور وجهه وعجزت القلوب عن إدراك كنهه ، ودلت الفطرة على إمتناع مثله وشبهه. وأشرقت لنور وجهه الظلمات واستنارت له الأرض والسموات ...سبحانه كان بعباده رؤوف رحيما ..
اللهم إملأ قلوبنا بمحبتك ..وإجعل كل محبة فى الدنيا لمرضاتك وفى طاعتك يارب
ولا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا ..وإجعلنا أحبة اليك ومنك ولك وبك ..وثبت فى قلوبنا حب من يحبك ..
إن الله ولي ذلك والقادر عليه
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
التوقيع:
اللهم إرحم أبتي الشيخ نشأت وأسكنه فسيح جناتك و بدله خيرا مما ترك ..القلب يحزن والعين تدمع وإني لفراقكم يا أبتي لمحزونة و مكروبة ..وإنا لله وإنا إليه راجعون

من مواضيعي في الملتقى

* سؤال
* اعتذار
* رجاء
* رجاء
* مساعدة
* استفسار
* التغيير

نشأتية غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد
   
الكلمات الدلالية (Tags)
(1), الأعمال, الى, الطريق, قبول
 

   
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
من فضائل الأعمال almojahed ملتقى الأحاديث القدسية والنبوية 13 09-06-2023 03:25 PM
كلام جميل : قاعدة في قبول الحق + تصميم ... حارس السنة ملتقى الحوار الإسلامي العام 12 11-21-2018 05:01 PM
كسر الأقفال .. وفك الأغلال شمائل ملتقى الحوار الإسلامي العام 10 02-23-2013 04:15 PM
دور الصحابيات في الأعمال المهنيه أمينه ملتقى الحوار الإسلامي العام 5 04-04-2012 10:05 AM


   
 

vBulletin® v3.8.7, Copyright ©, TranZ by Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لموقع العودة الإسلامي
vEhdaa 1.1 by NLP ©2009