المناسبات | |
|
|
02-12-2018, 08:03 PM | #43 | |
مشرفة ملتقى الأسرة المسلمة
|
ثم قال الله مبينًا كيف جاءهم الخلل (إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ) فالربانيون والأحبار جُعل حفظ التوراة عندهم ولم يحفظها الله لهم ولذلك دخلها التحريف. ثم قال الله عز وجلّ (وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ ﴿٤٤﴾) (وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴿٤٥﴾) (وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ﴿٤٧﴾) هذا لبيان أن الحُكم بما أنزل الله عقد من أعظم العقود وأنه يترتب عليه الكفر والحكم الظلم وبالفسق بحسب الأحوال المذكورة عند أهل العلم.
|
|
من مواضيعي في الملتقى
|
||
02-13-2018, 07:38 PM | #44 | |
مشرفة ملتقى الأسرة المسلمة
|
ثم ما زالت السورة تتحدث عن هذه العقود والعهود والمواثيق ومواقف الأمم وخصوصًا أهل الكتاب فيها إلى أن قال جلّ وعلا مبينًا عقوبة بني إسرائيل (لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ ﴿٧٨﴾). ثم عاد إلى القضية الأولى في أول السورة في تحريم ما أحلّ الله فقال الله جلّ وعلا (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ﴿٨٧﴾ وَكُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ حَلَالًا طَيِّبًا وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي أَنْتُمْ بِهِ مُؤْمِنُونَ ﴿٨٨﴾). ثم ذكر عقدًا من العقود التي يعقدها الإنسان على نفسه (لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الْأَيْمَانَ) قال (عقدتم) ما قال كسبت لأن السورة سورة العقود (بِمَا عَقَّدْتُمُ الْأَيْمَانَ) أي بما حلفتم عليه مؤكدين إياه كأن تقول: والله لا آكل كذا، والله لا أذهب إلى كذا، والله لا أجلس عند فلان، هذا يسمى يمين معقودة أو مكسوبة أو يمين الحنث. ولما ذكرها الله عز وجلّ ذكر قبلها اليمين اللاغية وهي اليمين التي لم يعقد صاحبها عليها مثل قول الإنسان في الكلام: لا والله، بلى والله، هذه لا يريد صاحبها منها اليمين ولذلك عفا الله عنها ولم يؤاخذنا بلفظ القسم وذكر كفارتها وقال في آخرها (ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ) احفظوها لأنها عقد فأنت إذا قلت والله لا أفعل كذا أو لأفعلنّ كذا وجب عليك إما أن تفي وإما أن تكفّر عن اليمين لو حنثت فيها. ثم ذكر شيئا من أمر العقود في الطعام والشراب والأمور الأخرى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴿٩٠﴾)
|
|
من مواضيعي في الملتقى
|
||
02-14-2018, 09:07 PM | #45 | |
مشرفة ملتقى الأسرة المسلمة
|
ثم ذكر أيضًا قضية أخرى في ابتلاء الله لعباده وحفظهم لعقد عظيم من عقوده يقول الله (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَيَبْلُوَنَّكُمُ اللَّهُ بِشَيْءٍ مِنَ الصَّيْدِ تَنَالُهُ أَيْدِيكُمْ وَرِمَاحُكُمْ) وكان هذا في صلح الحديبية عندما خرج الصحابة مع النبي صلى الله عليه وسلم ابتلاهم الله بأن جعل الصيد ينبث في الأرض حتى إن الرجل ليصيد بيده، يصيد الأرنب بيده من كثرة ما جاءت الأرانب والجرابيع والظباء وغيرها مما هو معروف في جزيرة العرب ونفوس العرب تتشوق للصيد ابتلاهم الله، لماذا؟ قال الله عز وجلّ (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَيَبْلُوَنَّكُمُ اللَّهُ بِشَيْءٍ مِنَ الصَّيْدِ تَنَالُهُ أَيْدِيكُمْ وَرِمَاحُكُمْ لِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَخَافُهُ بِالْغَيْبِ) وكم من الأمور يتيحها الله لك وييسرها لك ولا يكون بينك وبينها إلا أن تحرّك أحيانًا اصبعك (بالريموت مثلا وأنت جالس أمام الشاشة تشاهد) ما وضع هذا بين يديك وما يسره لك إلا ليعلم مقدار خوفك من ربك وهل ترقبه في الغيبة أو لا.
|
|
من مواضيعي في الملتقى
|
||
02-15-2018, 08:18 PM | #46 | |
مشرفة ملتقى الأسرة المسلمة
|
ثم ذكر الله عز وجلّ شيئًا هذه العقود إلى أن جاء لقوله (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ حِينَ الْوَصِيَّةِ اثْنَانِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ) وهي الوصية في السفر إذا كان الإنسان مسافرا وأراد أن يوصي، هذه محل للعبث فالله عز وجلّ وضع لها ضوابط وجعلها عقدًا من لعقود الموثقة التي لا يحل لأحد أن يعبث بها (اثْنَانِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ) من المسلمين (أَوْ آَخَرَانِ مِنْ غَيْرِكُمْ) من غير المسلمين (إِنْ أَنْتُمْ ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَأَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةُ الْمَوْتِ تَحْبِسُونَهُمَا) تأكيدًا للعقد (مِنْ بَعْدِ الصَّلَاةِ فَيُقْسِمَانِ بِاللَّهِ إِنِ ارْتَبْتُمْ لَا نَشْتَرِي بِهِ ثَمَنًا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَلَا نَكْتُمُ شَهَادَةَ اللَّهِ إِنَّا إِذًا لَمِنَ الْآَثِمِينَ ﴿١٠٦﴾ فَإِنْ عُثِرَ عَلَى أَنَّهُمَا اسْتَحَقَّا إِثْمًا فَآَخَرَانِ يَقُومَانِ مَقَامَهُمَا مِنَ الَّذِينَ اسْتَحَقَّ عَلَيْهِمُ الْأَوْلَيَانِ) لو اكتشف أهل الميت أن هذين قد لعبا بالوصية فإن من حقكما أن يشهدا عليهما عند الحاكم فيبطلا ما نقلاه من وصية الميت لكن يأتون بالقرينة التي تدل على أنهما قد عبثا بهذه الوصية.
|
|
من مواضيعي في الملتقى
|
||
02-16-2018, 06:54 PM | #47 | |
مشرفة ملتقى الأسرة المسلمة
|
ثم ختمت السورة بذكر العقد العظيم وهو عقد التوحيد عبر قصة عيسى وعبر قصة المائدة (إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدْتُكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنْفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتَى بِإِذْنِي وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنْكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ ﴿١١٠﴾) إذن عيسى عبد لله عز وجلّ وقد حعل الله عز وجلّ له حواريين، هؤلاء الحواريون قال الله فيهم (إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ قَالَ اتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴿١١٢﴾) هذا السؤال لا يليق بكم، قال الله عز وجلّ عنهم (قَالُوا نُرِيدُ أَنْ نَأْكُلَ مِنْهَا وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنَا وَنَعْلَمَ أَنْ قَدْ صَدَقْتَنَا وَنَكُونَ عَلَيْهَا مِنَ الشَّاهِدِينَ ﴿١١٣﴾) (قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنْزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيدًا لِأَوَّلِنَا وَآَخِرِنَا وَآَيَةً مِنْكَ وَارْزُقْنَا وَأَنْتَ خَيرُ الرَّازِقِينَ ﴿١١٤﴾ قَالَ اللَّهُ إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ فَمَنْ يَكْفُرْ بَعْدُ مِنْكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَابًا لَا أُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ ﴿١١٥﴾)
|
|
من مواضيعي في الملتقى
|
||
02-17-2018, 07:34 PM | #48 | |
مشرفة ملتقى الأسرة المسلمة
|
احذروا إن أنزلتها عليكم أن تكفروا فإني بعد ذلك أعذبكم عذابًا لا أعذبه أحدًا من العالمين لأن الله قد أخذ عليكم العهد والميثاق ولأنكم رأيتم آية الله التي طلبتموها منه. ثم قال الله مذكّرًا بالعقد الأعظم عقد التوحيد (أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ) يسأله أمام الملأ في موقف القيامة (وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ) فيقول عيسى بشدة وغيرة على التوحيد (قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ ﴿١١٦﴾ مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ﴿١١٧﴾ إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴿١١٨﴾) لا إله إلا الله! هذه من غيرة عيسى عليه السلام على التوحيد، والله ما سأله ليستبين منه وإنما ليقيم الحجة على من عبدوه من دون الله، ولذلك أطال عيسى في الجواب كان يمكنه أن يقول لا، ما قلت لهم يا ربي، ولكنه فصل في الجواب ووضح حتى يقطع شبهة كل من عنده شبهة لأن عيسى قد أعلن التوحيد ودعا إلى التوحيد وخلّفهم على التوحيد. قال الله عز وجلّ مبينا أن هذه العقود وأهمها عقد التوحيد لا ينفع معها إلا الصدق (قَالَ اللَّهُ هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴿١١٩﴾). والملاحظ من سياق هذه السورة الكريمة أن فيها قربًا مع سورة النساء، تلك في الحقوق وهذه في العقود، كما أن سورة البقرة وآل عمران في تأسيس الدين الأولى في مناقشة اليهود والثانية في مناقشة النصارى وكما أن السورتين القادمتين متشابهان سورة الأنعام وسورة الأعراف كلاهما في حِجاج المشركين ومجادلتهم وقطع شبهاتهم وأيضًا والأنفال والتوبة متشابهتان.
|
|
من مواضيعي في الملتقى
|
||
|
|
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
تابع حصري القرآن الكريم المصحف كامل لعدة شيوخ ملتقى أحبة القرآن | خالددش | ملتقى الصوتيات والمرئيات والفلاشات الدعوية | 10 | 01-07-2019 06:58 AM |
حصري القرآن الكريم المصحف كامل لعدة شيوخ ملتقى أحبة القرآن | خالددش | ملتقى الصوتيات والمرئيات والفلاشات الدعوية | 27 | 01-05-2019 01:07 PM |
مقاصد سورة البقرة | nejmstar | قسم تفسير القرآن الكريم | 2 | 12-23-2012 09:57 PM |
مقاصد سورة التوبة | nejmstar | قسم تفسير القرآن الكريم | 1 | 12-18-2012 08:39 PM |
مقاصد سورة الفاتحة | nejmstar | قسم تفسير القرآن الكريم | 1 | 12-11-2012 09:55 PM |
|