المناسبات | |
|
|
05-25-2018, 05:25 PM | #145 | |
مشرفة ملتقى الأسرة المسلمة
|
(فَجَعَلَهُمْ جُذَاذًا إِلَّا كَبِيرًا لَهُمْ لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ ﴿٥٨﴾) قالوا أنه جعل الفأس في عنق كبيرهم فلما رجعوا من عيدهم دخلوا بيت الأصنام فوجدوا الأصنام كلها مهشّمة والكبير منتصب والفأس على رقبته مباشرة (قَالُوا مَنْ فَعَلَ هَذَا بِآَلِهَتِنَا إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ ﴿٥٩﴾) إذا كانت آلهة ما يفترض أن تسألوا هذا السؤال! (قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ ﴿٦٠﴾) هذا يدل على أنه كان غير معروف في المجتمع (قَالُوا فَأْتُوا بِهِ عَلَى أَعْيُنِ النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَشْهَدُونَ ﴿٦١﴾) نؤدبه أمام الناس (قَالُوا أَأَنْتَ فَعَلْتَ هَذَا بِآَلِهَتِنَا يَا إِبْرَاهِيمُ ﴿٦٢﴾ قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِنْ كَانُوا يَنْطِقُونَ ﴿٦٣﴾) إذن ما فعله كبيرهم! أراد أن يستفزهم ليُخرج منهم الإجابة. هم لما دخلوا على بيت الأصنام وجدوا الكبير معه الفأس والأصنام كلها محطمة تساءلوا كالتالي: أحدهم يقول الكبير انتقم من إخوانه الصغار وأبادهم، وآخر قال الكبير لا يفهم ولا يتحرك ولا يسمع ولا يرى، هذه الإجابة بحد ذاتها كافية لإقناهم أن هذا لا ينفع أن يكون إلهًا، آخر يقول – أنا أتصور المشهد وأعبر ما يحدث – إنسان مجرم جاء ودخل وحطم آلهتنا التي نعبدها فيقول صاحبه: لم لم ينتقم أبوهم الكبير هذا من هذا الإنسان الذي حطم الأصنام الباقية؟! لماذا لا يخبرنا الآن ويتكلم معنا ويقول لنا من الذي اعتدى على آلهتكم؟ وآخر يقول هذا الكبير لا يفهم شيئا ولا يعلم شيئا ولا يسمع ولا يستطيع أن ينفع نفسه أو يضرها ولا يستطيع أن ينفع غيره أو يضره. وهذه التساؤلات هي الرسالة التي كان إبراهيم يريد إيصالها والدليل على أنها وصلت قول لله تعالى (قَالُوا أَأَنْتَ فَعَلْتَ هَذَا بِآَلِهَتِنَا يَا إِبْرَاهِيمُ ﴿٦٢﴾ قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِنْ كَانُوا يَنْطِقُونَ ﴿٦٣﴾) كأنه يريدهم أن يقولوا: لا تسألوهم، هؤلاء ما عندهم شيء (فَرَجَعُوا إِلَى أَنْفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنْتُمُ الظَّالِمُونَ ﴿٦٤﴾)
|
|
من مواضيعي في الملتقى
|
||
05-26-2018, 04:02 PM | #146 | |
مشرفة ملتقى الأسرة المسلمة
|
أنتم تعبدون أصناما لا تنفع ولا تدفع ولا تصنع شيئا فكيف تعبدونها؟! قال الله عز وجلّ (ثُمَّ نُكِسُوا عَلَى رُءُوسِهِمْ) الآن جاء دور العناد نريد تأديب الذي حطم الأصنام وصنع هذا بآلهتنا سواء اقتنعنا أم لم نقتنع (ثُمَّ نُكِسُوا عَلَى رُءُوسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَؤُلَاءِ يَنْطِقُونَ ﴿٦٥﴾) لما قالوا هذه الكلمة وقد قامت عليهم الحجة وعرف إبراهيم أنهم الآن مكابرين صرخ بهم بقوة وصرّح بالدعوة (قَالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكُمْ شَيْئًا وَلَا يَضُرُّكُمْ ﴿٦٦﴾ أُفٍّ لَكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴿٦٧﴾) هنا على عادة كل الأمم الموجودة في العالم لا تقابل الحق بالحجة وإنما تقابل الحق بالقوة، تبطش وتغدر وتحرق، تسجن، وتعذّب ولكنها لا تقول تعال الدليل الذي أثرته جوابه كذا عندنا أدلة نحن متكئون عليها من أجل دعم ما نحن عليه، ما يستطيعون لأن الحق أبلج والباطل لجلج. (قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانْصُرُوا آَلِهَتَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ ﴿٦٨﴾) وجمعوا حطبًا كثيرًا لمدة طويلة حتى أنهم لما أضرموا النار لو مرّ طير من علو في السماء سقط من شدة الحر يريدون أن يجعلوا هذا أدبا لإبراهيم ولمن يفكر أن يمشي على شاكلته أو يقتنع بفكرته، ولم يستطيعوا إلقاء إبراهيم في النار من شدة حرها فجلبوا المنجنيق ورموه بالمنجنيق لأنها نار شديدة كيف تلقي إنسان في وسط النار، هم يريدون أن يلقى في وسطها. فألقي فيها فقال حسبنا الهه ونعم الوكيل وهنا جاءت الرسالة من الله عز وجلّ لتبين كيف عناية الله بأنبيائه ورسله وأن الله لا يتركهم ولا يمكن أن يخلي هؤلاء يؤذونهم (قُلْنَا يَا نَارُ) نداء لكل نار في العالم (كُونِي بَرْدًا) يقال لما قال كوني بردا بردت كل نار في العالم ولو سكت عندها لقتلت إبراهيم من بردها لكن قال الله بعدها (وَسَلَامًا) فسلم إبراهيم (عَلَى إِبْرَاهِيمَ) فعادت كل نار لاشتعالها لأن المقصود كانت النار التي على إبراهيم دون غيرها، النار تحرق بأمر الله ولو لم يأذن الله لها أن تشتعل ما اشتعلت! (وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَخْسَرِينَ ﴿٧٠﴾) اسمعوا يا أهل مكة!
|
|
من مواضيعي في الملتقى
|
||
05-27-2018, 03:38 PM | #147 | |
مشرفة ملتقى الأسرة المسلمة
|
ثم ذكر بعد ذلك قصة لوط كيف أن الله سبحانه وتعالى نصره على قومه أيضًا مع أنه لم يؤمن معه من قومه أحد، وآمن به بناته دون زودته. ثم ذكر قصة نوح كيف أكرمه الله واستجاب له قال نوح (فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ ﴿١٠﴾ القمر) ثلاث كلمات (فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُنْهَمِرٍ ﴿١١﴾ وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُونًا فَالْتَقَى الْمَاءُ عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ ﴿١٢﴾ وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ ﴿١٣﴾ القمر) (وَنُوحًا إِذْ نَادَى مِنْ قَبْلُ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ ﴿٧٦﴾ وَنَصَرْنَاهُ مِنَ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ ﴿٧٧﴾). ثم ذكر الله قصة داوود وسليمان كيف أن الله عز وجلّ قد جعل عندهما من العلم والملك والقوة ومكنهما ما لم يمكّن لأحد حتى أن سليمان كان بيده أمر الإنس والجن الذين لم يملكهم أحد من البشر ملكهم سليمان كما قال الله عز وجلّ (وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَكُنَّا بِكُلِّ شَيْءٍ عَالِمِينَ ﴿٨١﴾ وَمِنَ الشَّيَاطِينِ مَنْ يَغُوصُونَ لَهُ وَيَعْمَلُونَ عَمَلًا دُونَ ذَلِكَ وَكُنَّا لَهُمْ حَافِظِينَ ﴿٨٢﴾) كانوا يغوصون في المحيطات ويستخرجون اللؤلؤ والمرجان والدر واليواقيت ويأتون بها إليه وهذا ما حصل لأحد غيره، وسخر له الريح، الآن إذا أرادوا أن ينقلوا جيشا من مكان إلى مكان يحتاجون إلى أسطول من الطائرات، سليمان كان هو وجنوده يصلون إلى نصف مليون إنسان يجلسون على بساط الريح فيذهب بهم غدوها شهر ورواحها شهر يذهب بهم مسيرة شهر في أول النهار ويرجع بهم مسيرة شهر في آخر النهار جيش كامل بكل ما فيه من عتاد وقوة يذهب إلى أي بلد في العالم يفتحه ويحرره ثم يرجع في نفس اليوم، هذا ما حصل وهذه إجابة من الله لدعاء سليمان (وَهَبْ لِي مُلْكًا لَّا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِّن بَعْدِي) [ص: 35] فوهبه الله ملكًا لا ينبغي لأحد من بعده حتى أن النبي صلى الله عليه وسلم لما عرض له الشيطان في الصلاة وأمس به ووأراد أن يربطه حتى يراه الصحابة تذكر دعوة أخيه سليمان (وَهَبْ لِي مُلْكًا لَّا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِّن بَعْدِي) فأطلقه.
|
|
من مواضيعي في الملتقى
|
||
05-28-2018, 04:35 PM | #148 | |
مشرفة ملتقى الأسرة المسلمة
|
ثم ذكر الله قصة أيوب وأن أيوب ابتلي بلاء شديدا في ماله ثم ولده ثم بدنه مزقه البلاء تمزيقا وخرّقه تخريقا فما ترك لم شيئا من الدنيا إلا أن الله رحمه بزوجته ونفر منه كل من حوله، أقرب الناس نفروا منه إلا هذه الزوجة التي سخّرها الله له ومن أدب أيوب لم يقل رب إني أشكو إليك فارفع ما بي من البلاء وإنما قال (وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ﴿٨٣﴾) ما قال ارفعه (فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآَتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ ﴿٨٤﴾) ليبين الله أنه استحق هذه المنزلة بكثرة عبادته وإخلاصه لربه. ثم أشار الله عز وجلّ إلى قصة اسماعيل وإدريس وذا الكفل ثم ذكر ذا النون كيف أن الله ما خذله لما ألقي في البحر وصار في بطن الحوت (وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ﴿٨٧﴾ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ ﴿٨٨﴾) فمن كان مؤمنًا صادقًا فإنه إذا نادى ربه سبحانه وتعالى لن يتركه.
ثم ذكر الله قصة زكريا (وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ ﴿٨٩﴾ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ) كانت لا تلد فأصبحت صالحة للولادة. ثم ذكر الله حال الأنبياء جميعا فقال (إِنَّهُمْ) أي هؤلاء الأنبياء المذكورون موسى وهارون وابراهيم ونوح وسليمان وداوود وأيوب وإسماعيل وادريس وذا الكفل وذا النون (إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ) هذه هي صفتهم ولذلك الله عز وجلّ لا يتركهم ولا يخذلهم ولا يمكّن لكافر من رقابهم. ثم ختم بقصة مريم وابنها (وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِنْ رُوحِنَا وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آَيَةً لِلْعَالَمِينَ ﴿٩١﴾ إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ ﴿٩٢﴾) معنى أمتكم أمة واحدة أي طريقتكم ودينكم دين واحد فكل هؤلاء الأنبياء مجتمعون على رسالة واحدة لا يختلفون عليها. ثم ذكر الله عز أن من يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا كفران لسعيه وهو مكتوب عند الله وبيّن أن كل قرية تظلم فإنها تهلك إلى أن ختمت هذه السورة العظيمة ببعض القضايا المهمة مثل قوله عز وجلّ (وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ ﴿١٠٥﴾) فانتبهوا يا أهل مكة العاقبة ستكون لرسول الله شئتم أم أبيتم (إِنَّ فِي هَذَا لَبَلَاغًا لِقَوْمٍ عَابِدِينَ ﴿١٠٦﴾ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ﴿١٠٧﴾). |
|
من مواضيعي في الملتقى
|
||
05-29-2018, 04:12 PM | #149 | |
مشرفة ملتقى الأسرة المسلمة
|
سورة الحج والمؤمنون
حديثنا في هذا المجلس حول سورتي الحج والمؤمنون، أما سورة الحج فهي السورة الوحيدة في القرآن التي سميت بركن من أركان الإسلام ولا يكاد يُعرف لهذه السورة اسم غير هذا الاسم. وهذه السورة مليئة بالعجائب كما يقول علماء علوم القرآن فهي سورة أشبه سورة من السور المدنية بالسور المكية، هي سورة مدنية أشبه ما تكون بالسور المكية وقد اختلف فيها هل هي مدنية أو مكية. وهذه السورة يها ليلي ونهاري وسفريّ وحضري وهذا لا يكاد يوجد في كثير من سور القرآن. وهي سورة إذا قرأتها أشكل عليك أمرها هل هي من السور المكية أو من السور المدنية بسبب ما طرحته من قضايا وموضوعات فهي تؤصل للعقيدة وتؤسس للتوحيد وتدعو إلى الإيمان بالله واليوم الآخر وتنافح عن دين الرسل عليهم الصلاة والسلام وفي الوقت ذاته يأتي فيها تفاضيل الحج والهدي والذبائح لله عز وجلّ وذكر الجهاد في سبيل الله ومن عجائب هذه السورة الكريمة أنه اجتمع فيها سجودان وهذا لم يحدث في سورة أخرى غيرها بل قال العلماء إن السجود الثاني فيها هو آخر سجود نزل في القرآن الكريم، تأمل أول سجود هو قول الله عز وجلّ (كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ ﴿١٩﴾ العلق) وهو خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم يوم لم يكن معه أحد من أهل الإيمان وآخر خطاب بالسجود في آخر هذه السورة ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴿٧٧﴾ وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ). |
|
من مواضيعي في الملتقى
|
||
05-30-2018, 05:45 PM | #150 | |
مشرفة ملتقى الأسرة المسلمة
|
هذه السورة الكريمة افتتحت بافتتاحية أيضًا عجيبة وهي قوله (يَا أَيُّهَا النَّاسُ) ولم يشاركها في هذه الافتتاحية إلا سورة النساء ومن العجائب في هذا أن سورة النساء قال الله فيها (يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴿١﴾ النساء) فأشارت إلى بداية الدنيا وهذه السورة افتتحت ببداية الآخرة وتلك في النصف الأول من القرآن وهذه في النصف الثاني من القرآن. قال الله في هذه (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ ﴿١﴾ يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ) هنا سؤال: ما مناسبة الحج للقيامة؟ فنقول ما هناك عبادة تقرّب لك القيامة مثل الحج. مشهد القيامة تراه بصورة مصغرة وأنت في عرفة وعندما ينزل الناس إلى مزدلفة وعندما يستيقظ الناس في الصباح ثم ينصرفون إلى منى هذا المشهد لو رأيته من علو لرأيت مشهدًا مصغرًا ليوم القيامة ولذلك جاء الحديث هنا عن يوم القيامة يصور لك حال الناس في ذلك اليوم. (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ ﴿١﴾ يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ ﴿٢﴾) فهو يوم مهول، يوم عظيم، يوم فيه من الرعب والهول شيء لا يقادر قدره حتى إن المرأة مع شدة حنانها وتعلقها برضيعها تفلته في ذلك اليوم منصرفة عنه غير مبالية به، وهذا يؤكد أن هذا المشهد ليس هو مشهد قيام الساعة الي يكون بعد البعث وإنما قيام الساعة الذي قبل صعق الناس أو قبل فناء العالم، المشهد هذا هو في آخر الدنيا وليس بعد بعث الناس من قبورهم لأن القيامة تطلق على هذا وتطلق على ذاك. ولاحظوا التعبير (تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ)
|
|
من مواضيعي في الملتقى
|
||
|
|
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
تابع حصري القرآن الكريم المصحف كامل لعدة شيوخ ملتقى أحبة القرآن | خالددش | ملتقى الصوتيات والمرئيات والفلاشات الدعوية | 10 | 01-07-2019 06:58 AM |
حصري القرآن الكريم المصحف كامل لعدة شيوخ ملتقى أحبة القرآن | خالددش | ملتقى الصوتيات والمرئيات والفلاشات الدعوية | 27 | 01-05-2019 01:07 PM |
مقاصد سورة البقرة | nejmstar | قسم تفسير القرآن الكريم | 2 | 12-23-2012 09:57 PM |
مقاصد سورة التوبة | nejmstar | قسم تفسير القرآن الكريم | 1 | 12-18-2012 08:39 PM |
مقاصد سورة الفاتحة | nejmstar | قسم تفسير القرآن الكريم | 1 | 12-11-2012 09:55 PM |
|