المناسبات | |
|
|
03-18-2013, 08:44 PM | #1 | |
مشرفة ملتقى الأسرة المسلمة
|
حرية القلب!
بسم الله الرحمن الرحيم يقول ابن تيمية رحمه الله :كلما ازداد القلب لله حباً؛ ازداد له عبودية، وكلما ازداد له عبودية؛ ازداد له حباً وحرية عمن سواه – لا يكون القلب عبداً أسيراً لأحد من المخلوقين لا امرأة ولا أحد من الناس ويقول:القلب فقير بالذات إلى الله من وجهين:من جهة العبادة، ومن جهة الاستعانة والتوكل فالقلب لا يصلح، ولا يفلح، ولا يسر ولا يطيب، ولا يطمئن ولا يسكن إلا بعبادة ربه وحبه والإنابة إليه ولو حصل له كل ما يلتذ به من المخلوقات لم يطمئن ولم يسكن إذ فيه فقر ذاتي إلى ربه من حيث هو معبوده ومحبوبة ومطلوب [الفتاوى 10 /193 - 194] وَمِنْ أَعْظَمِ أَسْبَابِ هَذَا الْبَلَاءِ إِعْرَاضُ الْقَلْبِ عَنِ اللَّهِ, فَإِنَّ الْقَلْبَ إِذَا ذَاقَ طَعْمَ عِبَادَةِ اللَّهِ وَالْإِخْلَاصِ لَهُ ، لَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ شَيْءٌ قَطُّ أَحْلَى مِنَ ذَلِكَ، وَلَا أَلَذَّ وَلَا أَطْيَبَ وَالْإِنْسَانُ لَا يَتْرُكُ مَحْبُوبًا إِلَّا بِمَحْبُوبٍ آخَرَ يَكُونُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْهُ، أَوْ خَوْفًا مِنْ مَكْرُوهٍ فَالْحَبُّ الْفَاسِدُ إِنَّمَا يَنْصَرِفُ الْقَلْبُ عَنْهُ بِالْحُبِّ الصَّالِحِ، أَوْ بِالْخَوْفِ مِنَ الضَّرَرِ قَالَ تَعَالَى فِي حَقِّ يُوسُفَ عليه السلام ( كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ ) يُوسُف 24 فَاللَّهُ يَصْرِفُ عَنْ عَبْدِهِ مَا يَسُوؤُهُ مِنَ الْمَيْلِ إِلَى الصُّوَرِ وَالتَّعَلُّقِ بِهَا، وَيَصْرِفُ عَنْهُ الْفَحْشَاءَ بِإِخْلَاصِهِ لِلَّهِ . وَلِهَذَا يَكُونُ قَبْلَ أَنْ يَذُوقَ حَلَاوَةَ الْعُبُودِيَّةِ لِلَّهِ وَالْإِخْلَاصِ لَهُ، تَغْلِبُهُ نَفْسُهُ عَلَى اتِّبَاعِ هَوَاهَا ، فَإِذَا ذَاقَ طَعْمَ الْإِخْلَاصِ وَقَوِيَ فِي قَلْبِهِ, انْقَهَرَ لَهُ هَوَاهُ بِلَا عِلَاجٍ . قَالَ تَعَالَى :( إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ ) الْعَنْكَبُوت 45 فَإِنَّ الصَّلَاةَ فِيهَا دَفْعٌ لِلْمَكْرُوه, وَهُوَ الْفَحْشَاءُ وَالْمُنْكَرُ ، وَفِيهَا تَحْصِيلُ الْمَحْبُوبِ وَهُوَذِكْرُ اللَّهِ . وَحُصُولُ هَذَا الْمَحْبُوبِ أَكْبَرُ مِنْ دَفْعِ ذَلِكَ الْمَكْرُوهِ، فَإِنَّ ذِكْرَ اللَّهِ عِبَادَةٌ لِلَّهِ، وَعِبَادَةُ الْقَلْبِ لِلَّهِ مَقْصُودَةٌ لِذَاتِهَا، وَأَمَّا انْدِفَاعُ الشَّرِّ عَنْهُ فَهُوَ مَقْصُودٌ لِغَيْرِهِ عَلَى سَبِيلِ التَّبَعِ وَالْقَلْبُ خُلِقَ يُحِبُّ الْحَقَّ وَيُرِيدُهُ وَيَطْلُبُهُ، فَلَمَّا عَرَضَتْ لَهُ إِرَادَةُ الشَّرِّ طَلَبَ دَفْعَ ذَلِكَ، فَإِنَّهَا تُفْسِدُ الْقَلْبَ كَمَا يَفْسَدُ الزَّرْعُ بِمَا يَنْبُتُ فِيهِ مِنَ الدَّغَلِ وَلِهَذَا قَالَ تَعَالَى ( قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا ) الشَّمْس 9-10 وَقَالَ تَعَالَى ( قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى ) الْأَعْلَى 14-15 وَقَالَ ( قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ )سورة النُّور 30 وَقَالَ تَعَالَى ( وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا ) النُّور 21 فَجَعَلَ سُبْحَانَهُ غَضَّ الْبَصَرِ، وَحِفْظَ الْفَرْجِ هُوَ أَزْكَى لِلنَّفَسِ، وَبَيَّنَ أَنَّ تَرْكَ الْفَوَاحِشِ مِنْ زَكَاةِ النُّفُوسِ، وَزَكَاةُ النُّفُوسِ تَتَضَمَّنُ زَوَالَ جَمِيعِ الشُّرُورِ مِنَ الْفَوَاحِشِ، وَالظُّلْمِ، وَالشِّرْكِ، وَالْكَذِبِ وَغَيْرِ ذَلِكَ ويقول ابن القيم رحمه الله إن في القلب وحشة لا يذهبها إلا الأنس بالله، وفيه حزن لا يذهبه إلا السرور بمعرفته ، وفيه فاقه –يعني: فقر- لا يذهبه إلا صدق اللجوء إليه، ولو أعطي الدنيا وما فيها لم تذهب تلك الفاقة أبداً قال ابن تيمية رحمه الله : [في الفتاوى 10/185] : كل من علَّق قلبه بالمخلوقات أن ينصروه، أو يرزقوه، أو أن يهدوه؛ خضع قلبه لهم وصار فيه من العبودية له بقدر ذلك، وإن كان في الظاهر أميراً لهم متصرفاً بهم فالعاقل ينظر إلى الحقائق لا إلى الظواهر ، فالرجل إذا تعلق قلبه بامرأة ولو كانت مباحة له مثل زوجة أو أمة- يبقى قلبه أسيراً لها ؛ تتحكم فيه وتتصرف بما تريد، وهو في الظاهر سيدها أو زوجها ، وفي الحقيقة هو أسيرها ومملوكها تحكم فيه بحكم السيد القاهر الظالم في عبده المقهور الذي لا يستطيع الخلاص منه، فإن أسر القلب أعظم من أسر البدن، و استعباد القلب أعظم من استعباد البدن ، فإن من استعبد بدنه واسترق لا يبالي إذا كان قلبه مستريحاً من ذلك مطمئناً، وأما إذا كان القلب الذي هو الملك رقيقاً مستعبداً متيماً بغير الله عز وجل، فهذا هو الذل والأسر معه والعبودية لمن استعبد القلب، وعبودية القلب وأسره هي التي يترتب عليها الثواب والعقاب، فإن المسلم لو أسره كافر، أو استرقه فاجر بغير حق لم يضره ذلك، إذا كان قائماً بما يقدر عليه من واجبات، وأما من استعبد قلبه فصار عبداً لغير الله عز وجل فهذا يضره ذلك ولو كان في الظاهر ملك الناس فالحرية حرية القلب والعبودية عبودية القلب كما أن الغني غنى النفس اثبت وجودك .. تقرأ وترحل شارك معنا برد أو بموضوع |
|
من مواضيعي في الملتقى
|
||
03-18-2013, 08:47 PM | #2 | |
مشرفة ملتقى الأسرة المسلمة
|
|
|
من مواضيعي في الملتقى
|
||
03-18-2013, 09:38 PM | #3 | |
مشرفة ملتقى الأسرة المسلمة
|
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
بارك الله فيك ورزقك قلبا سليما خاشعا اختي الغالية |
|
من مواضيعي في الملتقى
|
||
03-19-2013, 09:46 PM | #4 | |
مشرفة ملتقى الأسرة المسلمة
|
بسم الله الرحمن الرحيم
بارك الله فيك اختي الفاضلة ام همام على المرور العطر ونسأل الله ان يجعلنا واياك من اهل الجنة غاليتي |
|
من مواضيعي في الملتقى
|
||
03-20-2013, 10:49 PM | #5 |
|
كلام قيم و جميل و مفيد
اسأل الله ان يرزقنا و اياكم نقاء و صفاء و اخلاص القلوب جزاك الله خيرا اختي الفاضلة |
من مواضيعي في الملتقى
|
|
03-21-2013, 12:24 AM | #6 |
|
بسم الله الرحمن الرحيم
موضوع في قمه الرووووعه جزاكم الله خير الجزاء |
من مواضيعي في الملتقى
|
|
|
|
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
هل الإسلام يقر حرية العقيدة؟ | almojahed | ملتقى الحوار الإسلامي العام | 20 | 01-08-2019 05:37 PM |
من القلب إلى القلب رسالة خاصة إلى الفتاة الجامعيَّة | ايمن البسيوني | ملتقى الأسرة المسلمة | 3 | 07-09-2012 10:59 AM |
همسات مصورة من القلب إلى القلب ..... | أبوالنور | ملتقى فيض القلم | 7 | 03-17-2012 05:15 PM |
تهنئة من القلب إلى القلب أبو محمد بمناسبة المولودة الجديدة ريم / رؤي | ابو عبد الله | ملتقى الترحيب والتهاني | 5 | 10-08-2011 08:27 PM |
لقياس درجة حرارة المعالجCPUCooL 8.0.6 | محمود ابو صطيف | ملتقى برامج الكمبيوتر والإنترنت | 4 | 05-17-2011 01:11 AM |
|