استخدم محرك جوجل للبحث في الملتقى

 

الرئيسية التسجيل البحث الرسائل طلب كود التفعيل تفعيل العضوية استعادة كلمة المرور
facebook facebook twetter twetter twetter twetter

المناسبات


   
العودة   ملتقى أحبة القرآن > ۩ ملتقى العلـــم الشرعـــي ۩ > ملتقى عقيدة أهل السنة و الجماعة
ملتقى عقيدة أهل السنة و الجماعة تهتم بعرض جميع المواضيع الخاصة بعقيدة أهل السنة والجماعة
 

   
الملاحظات
 

إضافة رد
   
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم 02-01-2011, 10:07 PM   #1

 
الملف الشخصي:





 


تقييم العضو:
معدل تقييم المستوى: 0

قرة عيون الموحدين غير متواجد حاليا

افتراضي بيان معنى الشَّهادتين وما وقعَ فيهما من الخطأ

      

بيان معنى الشَّهادتين وما وقعَ فيهما من الخطأ

وأركانهما وشروطهما ومقتضاهما ونواقضهما

لفضيلة الشيخ
صالح بن فوزان بن عبد الله آل فوزان
حفظه الله

أولًا‏:‏ معنى الشَّهادتين

معنى شهادة أن لا إله إلا الله‏:‏
الاعتقاد والإقرار، أنه لا يستحقُّ العبادةَ إلا الله، والتزام ذلك والعمل به،
‏(‏فلا إله‏) نفي لاستحقاق من سوى الله للعبادة كائنًا من كان ‏
(‏إلا الله‏)‏ إثباتٌ لاستحقاق الله وحده للعبادة، و
معنى هذه الكلمة إجمالًا‏:‏ لا معبودَ بحقٍّ إلا الله‏.‏
وخبر ‏(‏لا‏)‏ يجب تقديره‏:‏ ‏(‏بحقٍّ‏)‏ ولا يجوزُ تقديره بموجود؛ لأنّ هذا خلافُ الواقع،
فالمعبوداتُ غيرُ الله موجودة بكثرة؛
فيلزم منه أن عبادة هذه الأشياء عبادة لله، وهذا من أبطل الباطل وهو مذهب أهل وحدة الوجود الذين هم أكفر أهل الأرض‏.‏
وقد فُسّرتْ هذه الكلمةُ بتفسيرات باطلة منها‏:‏
‏(‏ أ ‏)‏ أن معناه‏:‏ لا معبودَ إلا الله‏.‏ وهذا باطلٌ؛ لأن معناه‏:‏ أن كل معبود بحقّ أو باطل هو الله، كما سبق بيانه قريبًا‏.‏
‏(‏ ب ‏)‏ أن معناها‏:‏ لا خالقَ إلا الله‏.‏ وهذا جزء من معنى هذه الكلمة؛ ولكن ليس هو المقصود؛ لأنه لا يثبت إلا توحيد الربوبية، وهو لا يكفي وهو توحيد المشركين‏.‏
‏(‏جـ‏)‏ أن معناها‏:‏ لا حاكميّةَ إلا لله، وهذا أيضًا جزء من معناها، وليس هو المقصود؛ لأنه لا يكفي، لأنه لو أفرد الله بالحاكمية فقط ودعا غير الله أو صرف له شيئًا من العبادة لم يكن موحدًا، وكل هذه تفاسير باطلة أو ناقصة؛ وإنما نبهنا عليها لأنها توجد في بعض الكتب المتداولة‏.‏
والتفسيرُ الصحيح لهذه الكلمة عند السلف والمحققين‏:‏

أن يُقالَ‏:‏ ‏(‏لا معبود بحق إلا الله‏)‏

كما سبق‏.‏
2 ـ ومعنى شهادة أن محمدًا رسول الله‏:
‏ هو الاعتراف باطنًا وظاهرًا أنه عبد الله ورسوله إلى الناس كافة، والعمل بمقتضى ذلك من طاعته فيما أمر، وتصديقه فيما أخبر، واجتناب ما نهى عنه وزجر، وألا يُعبدَ الله إلا بما شرع‏.‏
ثانيًا‏:‏ أركان الشهادتين

أ ـ لا إله إلا الله‏:‏ لها ركنان هما‏:‏ النفي والإثبات‏:‏
فالركن الأول‏:
‏ النفي‏:‏ لا إله‏:‏ يُبطل الشرك بجميع أنواعه، ويُوجب الكُفرَ بكل ما يعبد من دون الله‏.‏
والركن الثاني‏:‏
الإثباتُ‏:‏ إلا الله‏:‏ يثبت أنه لا يستحق العبادة إلا الله، ويُوجب العمل بذلك‏.‏ وقد جاء معنى هذين الركنين في كثير من الآيات، مثل قوله تعالى‏:‏ ‏{‏فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ‏}‏ ‏[‏البقرة/256‏]‏‏.‏
فقوله‏:‏ ‏(‏من يكفر بالطاغوت‏)‏ هو معنى الركن الأول ‏(‏لا إله‏)‏ وقوله‏:‏ ‏(‏ويؤمن بالله‏)‏ هو معنى الركن الثاني ‏(‏إلا الله‏)‏‏.‏
وكذلك قولُهُ عن إبراهيمَ عليه السلام‏:‏ ‏{‏إِنَّنِي بَرَاءٌ مِّمَّا تَعْبُدُونَ * إِلا الَّذِي فَطَرَنِي‏}‏ ‏[‏الزخرف/26، 27‏]‏‏.‏
فقوله‏:‏ ‏(‏إنني براء‏)‏ هو معنى النفي في الركن الأول، وقوله‏:‏ ‏(‏إلا الذي فطرني‏)‏ هو معنى الإثبات في الركن الثاني‏.‏
أركان شهادة أن محمدًا رسول الله‏:
‏ لها ركنان هما قولنا‏:‏
عبدُه ورسوله،
وهما ينفيان الإفراطَ والتفريط في حقه صلى الله عليه وسلم فهو عبده ورسوله،
وهو أكمل الخلق في هاتين الصفتين الشريفتين،
ومعنى العبد هنا‏:

‏ المملوك العابد، أي‏:‏ أنه بشرٌ مخلوق مما خلق منه البشر؛ يجري عليه ما يجري عليهم،

كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ‏}‏ ‏[‏الكهف/110‏]‏، وقد وَفَّى صلى الله عليه وسلم العبوديّة حقَّها، ومدحه الله بذلك، قال تعالى‏:‏ ‏{‏أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ‏}‏ ‏[‏الزمر/36‏]‏، ‏{‏الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ‏}‏ ‏[‏الكهف/1‏]‏، ‏{‏سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ‏}‏ ‏[‏الإسراء/1‏]‏‏.‏
ومعنى الرسول‏:‏


المبعوث إلى الناس كافة بالدعوة إلى الله بشيرًا ونذيرًا‏.‏


وفي الشهادة له بهاتين الصفتين‏
:‏ نفي للإفراط والتفريط في حقه صلى الله عليه وسلم،
فإن كثيرًا ممن يدعي أنه من أمته أفرط في حقه، وغلا فيه؛ حتى رفعه فوق مرتبة العبودية إلى مرتبة العبادة له من دون الله؛ فاستغاث به من دون الله، وطلب منه ما لا يقدر عليه إلا الله؛ من قضاء الحاجات وتفريج الكربات‏.‏ والبعض الآخر جحد رسالته أو فرط في متابعته، واعتمد على الآراء والأقوال المخالفة لما جاء به؛ وتعسَّفَ في تأويل أخباره وأحكامه‏.‏
ثالثًا‏:‏ شروط الشهادتين
أ ـ شروط لا إله إلا الله
لابد في شهادة أن لا إله إلا الله من سبعة شروط،
لا تنفع قائلها إلا باجتماعها؛ وهي على سبيل الإجمال‏:‏
الأول‏:
العلم المنافي للجهل‏.‏
الثاني‏:‏
اليقين المنافي للشك‏.‏
الثالث‏:
‏ القبول المنافي للرد‏.‏
الرابع‏:‏
الانقيادُ المنافي للترك‏.‏
الخامس‏:‏
الإخلاص المنافي للشرك‏.‏
السادس‏:‏
الصدق المنافي للكذب‏.‏
السابع‏:‏
المحبة المنافية لضدها وهو البغضاء‏.‏
وأما تفصيلها فكما يلي‏:‏
الشرط الأول‏:‏

العلم

أي العلم بمعناها المراد منها وما تنفيه وما تُثبته، المنافي للجهل بذلك، قال تعالى‏:‏ ‏{‏إِلا مَن شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ‏}‏ ‏[‏الزخرف/86‏]‏‏.‏
أي‏:‏ ‏(‏شهد‏)‏ بلا إله إلا الله، ‏(‏وهُم يعلمون‏)‏ بقلوبهم ما شهدت به ألسنتهم، فلو نطَقَ بها وهو لا يعلم معناها، لم تنفعهُ؛ لأنه لم يعتقدْ ما تدل عليه‏.‏
الشرط الثاني‏:‏

اليقين

بأن يكون قائلها مستيقنًا بما تدلّ عليه؛ فإن كان شاكًّا بما تدل عليه لم تنفعه، قال تعالى‏:‏ ‏{‏إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا‏}‏ ‏[‏الحجرات/15‏]‏‏.‏
فإن كان مرتابًا كان منافقًا، وقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏من لقيتَ وراء هذا الحائط يشهد أن لا إله إلا الله مستيقنًا قلبه فبشره بالجنة‏)‏ ‏[‏الحديث في الصحيح‏]‏ فمن لم يستيقن بها قلبه، لم يستحق دخولَ الجنَّة‏.‏
الشرط الثالث‏:‏

القبول

لما اقتضته هذه الكلمة من عبادة الله وحده، وترك عبادة ما سواه؛ فمن قالها ولم يقبل ذلك ولم يلتزم به؛ كان من الذين قال الله فيهم‏:‏ ‏{‏إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ * وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُوا آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَّجْنُونٍ‏}‏ ‏[‏الصافات/35، 36‏]‏‏.‏
وهذا كحال عباد القبور اليوم؛ فإنهم يقولون‏:‏ ‏(‏لا إله إلا الله‏)‏، ولا يتركون عبادة القبور؛ فلا يكونون قابلين لمعنى لا إله إلا الله‏.‏
الشرط الرابع‏

:‏ الانقياد

لما دلت عليه، قال تعالى‏:‏ ‏{‏وَمَن يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى‏}‏ ‏[‏لقمان/22‏]‏‏.‏
والعروة الوثقى‏:‏ لا إله إلا الله؛ ومعنى يسلم وجهه‏:‏ أي ينقاد لله بالإخلاص له‏.
الشرط الخامس‏

:‏ الصدق

:‏ وهو أن يقولَ هذه الكلمة مصدقًا بها قلبُه، فإن قالَها بلسانه ولم يصدق بها قلبُه؛ كان منافقًا كاذبًا، قال تعالى‏:‏ ‏{‏وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ * يُخَادِعُونَ اللّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا‏}‏ إلى قوله‏:‏ ‏{‏وَلَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ‏}‏ ‏[‏البقرة/8-10‏]‏‏.‏
الشرط السادس‏

:‏ الإخلاصُ

وهو تصفيةُ العمل من جميع شوائب الشرك؛ بأن لا يقصد بقولها طمعًا من مطامع الدنيا، ولا رياء ولا سمعة؛ لما في الحديث الصحيح من حديث عتبان قال‏:‏ ‏(‏فإنَّ الله حرّم على النار من قال‏:‏ لا إله إلا الله، يبتغي بذلك وجه الله‏)‏ ‏[‏الحديث أخرجه الشيخان‏]‏‏.‏
الشرط السابع‏

:‏ المحبة

لهذه الكلمة، ولما تدل عليه، ولأهلها العاملين بمقتضاها، قال تعالى‏:‏ ‏{‏وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللَّهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبًّا لِّلَّهِ‏}‏ ‏[‏البقرة/165‏]‏‏.‏
فأهل ‏(‏لا إله إلا الله‏)‏ يحبون الله حبًّا خالصًا، وأهل الشرك يحبونه ويحبون معه غيره، وهذا ينافي مقتضى لا إله إلا الله‏.‏

ب ـ وشروطُ شهادة أنَّ محمدًا رسولُ الله هي‏:‏

1- الاعتراف برسالته، واعتقادها باطنًا في القلب‏.‏
2- النطق بذلك، والاعتراف به ظاهرً باللسان‏.‏
3- المتابعة له؛ بأن يعمل بما جاء به من الحق، ويترك ما نهى عنه من الباطل‏.‏
4- تصديقه فيما أخبر به من الغيوب الماضية والمستقبلة‏.‏
5- محبته أشد من محبة النفس والمال والولد والوالد والناس أجمعين‏.‏
6- تقديم قوله على قول كل أحد، والعمل بسنته‏.‏
رابعًا‏:‏ مقتضى الشهادتين

أ ـ مقتضى شهادة أن لا إله إلا الله

هو ترك عبادة ما سوى الله من جميع المعبودات،
المدلول عليه بالنفي وهو قولنا‏:‏ ‏(‏لا إله‏)‏‏.‏ وعبادةُ الله وحده لا شريك له، المدلول عليه بالإثبات، وهو قولنا‏:‏ ‏(‏إلا الله‏)‏، فكثير ممن يقولها يُخالف مقتضاها؛ فيثبت الإلهية المنفية للمخلوقين والقبور والمشاهد والطواغيت والأشجار والأحجار‏.‏
وهؤلاء اعتقدوا أن التوحيد بدعة، وأنكروه على من دعاهُم إليه، وعابوا على من أخلصَ العبادة لله‏.‏
ب ـ ومقتضى شهادة أن محمدًا رسول الله

طاعتهُ وتصديقُهُ،
وترك ما نهى عنه،
والاقتصار على العمل بسنته،
وترك ما عداها من البدع والمحدثات،
وتقديم قوله على قول كل أحد‏.‏
خامسًا‏

:‏ نواقض الشهادتين

هي نواقض الإسلام؛ لأن الشهادتين هنا هما اللتان يدخل المرء بالنطق بهما في الإسلام، والنطق بهما اعتراف بمدلولهما، والتزام بالقيام بما تقضيانه؛ من أداء شعائر الإسلام، فإذا أخل بهذا الالتزام فقد نقض التعهد الذي تعهد به حين نطق بالشهادتين‏.‏
ونواقض الإسلام كثيرةٌ قد عقد لها الفقهاء في كتب الفقه بابًا خاصًّا سموه ‏(‏باب الردة‏)‏، وأهمها عشرة نواقض ذكرها شيخ الإسلام محمدُ بنُ عبد الوهاب رحمه الله في قوله‏:‏
1 ـ الشرك في عبادة الله، قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء‏}‏ ‏[‏النساء/48، 116‏]‏، وقال تعالى‏:‏ ‏{‏إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ‏}‏ ‏[‏المائدة/72‏]‏‏.‏ ومنه الذبحُ لغيرِ الله؛ كالذبح للأضرحة أو الذبح للجن‏.‏
2 ـ من جعل بينَهُ وبينَ الله وسائط؛ يدعوهم ويسألهم الشفاعة ويتوكل عليهم؛ فإنه يكفر إجماعًا‏.‏
3 ـ من لم يكفر المشركين، ومن يشكّ في كفرهم، أو صحح مذهبهم؛ كفر‏.‏
4 ـ من اعتقد أن هدي غير النبي صلى الله عليه وسلم أكمل من هديه، أو أن حكم غيره أحسن من حكمه، كالذين يفضلون حكم الطواغيت على حكم الرسول صلى الله عليه وسلم، ويفضلون حكم القوانين على حكم الإسلام‏.‏
5 ـ من أبغض شيئًا مما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم - ولو عمل به -؛ كفر‏.‏
6 ـ من استهزأ بشيء من دين الرسول أو ثوابه أو عقابه؛ كفر، والدليل على ذلك قوله تعالى‏:‏ ‏{‏قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِؤُونَ * لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ‏}‏ ‏[‏التوبة‏:‏65/ 66‏]‏‏.‏
7 ـ السحرُ، ومنهُ الصرفُ والعطفُ ‏(‏لعله يقصد عمل ما يصرفُ الرجلَ عن حب زوجته، أو عمل ما يحببها إليه‏)‏ فمن فعله، أو رضي به؛ كفرَ، والدليل قوله تعالى‏:‏ ‏{‏وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولاَ إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ‏}‏ ‏[‏البقرة/102‏]‏‏.‏
8 ـ مظاهرة المشركين، ومعاونتهم على المسلمين، والدليل قوله تعالى‏:‏ ‏{‏وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ‏}‏ ‏[‏المائدة/51‏]‏‏.‏
9 ـ من اعتقد أن بعض الناس يسعه الخروج عن شريعة محمد صلى الله عليه وسلم، كما وسع الخضر الخروج عن شريعة موسى، عليه السلام؛ فهو كافر‏.‏ قلت‏:‏ وكما يعتقده غلاة الصوفية أنهم يصلون إلى درجةٍ لا يحتاجون معها إلى متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم‏.‏
10 ـ الإعراض عن دين الله، لا يتعلمُهُ، ولا يعمل به، والدليل قوله تعالى‏:‏ ‏{‏وَالَّذِينَ كَفَرُوا عَمَّا أُنذِرُوا مُعْرِضُونَ‏}‏ ‏[‏الأحقاف/3‏]‏، ‏{‏وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنتَقِمُونَ‏}‏ ‏[‏السجدة/22‏]‏‏.‏
قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله‏:‏
‏(‏لا فرق في جميع هذه النواقض، بين الهازل والجاد والخائف، إلا المكره‏.‏ وكلها من أعظم ما يكون خطرًا، وأكثر ما يكون وقوعًا، فينبغي للمسلم أن يحذَرها، ويخاف منها على نفسه، نعوذُ بالله من موجبات غضبه، وأليم عقابه‏)‏ ‏‏‏.‏
الفصل الثالث‏:‏

في التشريع

التشريع حق لله تعالى

والمراد بالتشريع‏:‏
ما ينزِّلُه الله لعباده من المنهج الذي يسيرون عليه في العقائد والمعاملات وغيرها؛ ومن ذلك التحليل والتحريم، فليس لأحد أن يحل إلا ما أحله الله، ولا يحرم إلا ما حرم الله،
قال تعالى‏:‏ ‏{‏وَلاَ تَقُولُواْ لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَـذَا حَلاَلٌ وَهَـذَا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُواْ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ‏}‏ ‏[‏النحل/116‏]‏، وقال تعالى‏:‏ ‏{‏قُلْ أَرَأَيْتُم مَّا أَنزَلَ اللَّهُ لَكُم مِّن رِّزْقٍ فَجَعَلْتُم مِّنْهُ حَرَامًا وَحَلاَلًا قُلْ آللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ‏}‏ ‏[‏يونس/59‏]‏‏.‏
فقد نهى الله عن التحليل والتحريم؛ بدون دليل من الكتاب والسنة، وأخبر أن ذلك من الكذب على الله، كما أخبر سبحانه أنَّ من أوجَبَ شيئًا أو حرَّمَ شيئًا من غير دليل؛ فقد جعل نفسه شريكًا لله فيما هو من خصائصه، وهو التشريع، قال تعالى‏:‏ ‏{‏أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ‏}‏ ‏[‏الشورى/21‏]‏‏.‏
ومن أطاع هذا المشرِّع من دون الله وهو يعلم بذلك ووافقه على فعله، فقد أشركه مع الله، قال تعالى‏:‏ ‏{‏وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ‏}‏ ‏[‏الأنعام/121‏]‏‏.‏
يعني‏:‏ الذين يُحلّون ما حرَّم الله من الميتات، مَن أطاعهم في ذلك فهو مشرك، كما أخبر سبحانه أن من أطاع الأحبار والرهبان في تحليل ما حرم الله، وتحريم ما أحله الله؛ فقد اتخذهم أربابًا من دون الله، قال تعالى‏:‏ ‏{‏اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَـهًا وَاحِدًا لاَّ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ‏}‏ ‏[‏التوبة/31‏]‏‏.‏
ولما سمع عديّ بنُ حاتم - رضي الله عنه - هذه الآية، قال‏:‏ يا رسول الله، إنا لسنا نعبدهم، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏أليسوا يُحلون ما حرَّم الله فتحلونه، ويحرمون ما أحل الله فتحرمونه‏)‏‏؟‏ قال‏:‏ بلى، قال‏:‏ ‏(‏فتلك عبادتهم‏)‏ ‏[‏الحديث رواه الترمذي‏]‏‏.‏
قال الشيخُ عبد الرحمن بن حسن - رحمه الله -‏:‏ ‏(‏وفي الحديث دليل على أنَّ طاعةَ الأحبار والرهبان في معصية الله؛ عبادة لهم من دون الله، ومن الشرك الأكبر الذي لا يغفره الله؛ بقوله تعالى في آخر الآية‏:‏ ‏{‏وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَـهًا وَاحِدًا لاَّ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ‏}‏‏.‏
ونظير ذلك قوله تعالى‏:‏ ‏{‏وَلاَ تَأْكُلُواْ مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَآئِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ‏}‏ ‏[‏الأنعام/121‏]‏‏.‏
وهذا وقع فيه كثيرٌ من النَّاس مع من قلدوهم؛ لعدم اعتبارهم الدليل إذا خالف المُقلَّد؛ وهو من هذا الشرك‏)‏ انتهى‏.‏


فالتزام شرع الله، وترك شرع ما سواه، هو من مقتضى لا إله إلا الله، والله المستعان‏.‏

اثبت وجودك .. تقرأ وترحل شارك معنا برد أو بموضوع

قرة عيون الموحدين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-01-2011, 10:16 PM   #2

 
الملف الشخصي:






 


تقييم العضو:
معدل تقييم المستوى: 64

أبو خطاب is just really niceأبو خطاب is just really niceأبو خطاب is just really niceأبو خطاب is just really nice

افتراضي

      

بارك الله فيكي على المجهود
ومزيدا من التقدم والازدهار
التوقيع:
عندما تشعر بالضياع...ابحث جاهداعن نفسك!! سوف تستكشف بأنك موجود ... وأنه من المستحيل أن تضيع وفي قلبك إيمان بالله

من مواضيعي في الملتقى

* حقـــــــــــآ صــــــلاة الفجــــــــر خيـــــــرآ منـــــــ النومــــــــ
* أربعون سؤال وجواب في العقيدة الاسلامية قيم جدا..
* احاديث ضعيفة لا يجوز نشرها عنوان الموضوع (افتحها ولا تتردد...)
* الفتوى في موضوع ماهي البيوت التي لا تدخلها الملائكة؟؟
* معجزة الاسراء والمعراج
* كلمات في الشفاعة والطيرة والتبرك والتمائم
* هَــلْ تَـعْلَــمْ آِذَآ رَكَـعْــتْ آوْ سَـجَدْتْ آيْـنَ تُـوضَــعْ ذُنُـوبـكْ ..؟!

أبو خطاب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-01-2011, 10:48 PM   #3

الصورة الرمزية ابو عبد الرحمن
 
الملف الشخصي:





 


تقييم العضو:
معدل تقييم المستوى: 190

ابو عبد الرحمن has a reputation beyond reputeابو عبد الرحمن has a reputation beyond reputeابو عبد الرحمن has a reputation beyond reputeابو عبد الرحمن has a reputation beyond reputeابو عبد الرحمن has a reputation beyond reputeابو عبد الرحمن has a reputation beyond reputeابو عبد الرحمن has a reputation beyond reputeابو عبد الرحمن has a reputation beyond reputeابو عبد الرحمن has a reputation beyond reputeابو عبد الرحمن has a reputation beyond reputeابو عبد الرحمن has a reputation beyond repute

افتراضي

      

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

فالشهادتين اول ركن من أركان الأسلام

فعلى العبد معرفة هذا الركن حتى يكون عبدا لله

وكما أفردنا الله بالعبادة فلا بد من افراد محمد صلى الله عليه وسلم بالأتباع

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا على هذا الموضوع القيم
التوقيع:



ما دعوة أنفع يا صاحبي *** من دعوة الغائب للغائب
ناشدتك الرحمن يا قارئاً *** أن تسأل الغفران للكاتب

من مواضيعي في الملتقى

* مشاهد من يوم القيامة يوم الحسرة والندامة
* التحذير من التكفير واقوال العلماء
* من اعلام السلف الإمام الأعمش رحمه الله
* أروع إستغفار قرأته
* أحاديث لاتصح مشتهرة على ألسنة الناس
* احكام وفتاوى متفرقة عامة في نفخ الروح " اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والأفتاء "
* ماهي انواع واقسام التوحيد مع تعريف كل منها " اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والأفتاء "

ابو عبد الرحمن غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-09-2011, 01:53 PM   #5
مشرف ملتقى أحكام التجويد


الصورة الرمزية أبوالنور
 
الملف الشخصي:






 


تقييم العضو:
معدل تقييم المستوى: 139

أبوالنور لديه مستقبل باهرأبوالنور لديه مستقبل باهرأبوالنور لديه مستقبل باهرأبوالنور لديه مستقبل باهرأبوالنور لديه مستقبل باهرأبوالنور لديه مستقبل باهرأبوالنور لديه مستقبل باهرأبوالنور لديه مستقبل باهرأبوالنور لديه مستقبل باهرأبوالنور لديه مستقبل باهرأبوالنور لديه مستقبل باهر

افتراضي

      

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها
التوقيع:
كن مع الله يكن الله معك














من مواضيعي في الملتقى

* القرآن الكريم مصحف مقسم لصفحات لتيسير الحفظ لمجموعه من القراء
* كتاب برنامج أصول القراء السبعة
* درس في القلقلة (حروفها ومراتبها وكيفية ادائها)
* (( 12 حلقة صوتية Mp3 )) سلسلة كيف تتعلم أحكام التجويد ببساطة
* متن الجزرية بصوت الشيخ أيمن سويد ، كاملًا ، ومقطعًا ، للتحميل ، والاستماع
* يكاد زيتها يضيء: رؤية علمية جديدة لزيت الزيتون
* تفسير جميل جداً يستحق القراءة

أبوالنور غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-17-2018, 06:11 PM   #6
مشرفة ملتقى الأسرة المسلمة


الصورة الرمزية ام هُمام
 
الملف الشخصي:






 


تقييم العضو:
معدل تقييم المستوى: 539

ام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond repute

افتراضي

      

بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
جزاكم الله خيرا
التوقيع:
بسم الله الرحمن الرحيم
  1. وَالْعَصْرِ
  2. إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ
  3. إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ
( رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ )

من مواضيعي في الملتقى

* فضل صلاة التراويح
* هل ينكر على من رآه يأكل ناسيا في رمضان
* أعلام من السلف
* إبن القيم رحمه الله
* أبوالدرداء - أيّ حكيم كان
* سلمان الفارسي -الباحث عن الحقيقة
* قوت القلوب

ام هُمام غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد
   
الكلمات الدلالية (Tags)
معنى, بيان
 

   
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
*بيان اركان الصلاة وواجباتها* ابن الواحة ملتقى الحوار الإسلامي العام 8 11-15-2018 01:58 PM
نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس ..... nejmstar ملتقى الأحاديث القدسية والنبوية 6 12-14-2012 11:10 AM
نبع الماء الحار الطائر ما هو الا نتيجة اصطدام الخطأ البشري بقوى الطبيعة المحبة في الله ملتقى الطرائف والغرائب 8 05-07-2012 11:35 PM
نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ. الشيخ: فؤاد أبو سعيد حفظه الله أسامة خضر قسم فضيلة الشيخ فؤاد ابو سعيد حفظه الله 5 03-27-2012 11:56 AM
في بيان معنى الصراط المستقيم الذي انحرفت عنه سبل أهل الابتداع فضلت عن الهدى بعد البي ابونواف ملتقى الحوار الإسلامي العام 2 02-01-2012 11:18 PM


   
 

vBulletin® v3.8.7, Copyright ©, TranZ by Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لموقع العودة الإسلامي
vEhdaa 1.1 by NLP ©2009