📋 عن معاذة بنت عبدالله العدويَّة قالت : سألتُ عائشة رضي الله عنها فقلت ُ: ما بال الحائض تقضي الصوم ولا تقضي الصلاة؟ فقالت: أحَرُورِيَّةٌ أنت[1]؟! قلت : لستُ بحرورية ، ولكني أسألُ ، قالت : كان يُصِيبنا ذلك ، فنُؤمَر بقضاء الصوم ، ولا نؤمر بقضاء الصلاة )) متفق عليه[2].
يتعلق.بهذا.الحديث.فوائد.tt
1⃣ الفائدة الأولى :من رحمة الله تعالى بالمرأة أنها إذا حاضت أو نُفِسَت لا تؤمر بالصيام ، بل إنها تُنهى عن الصيام في هذه الحالة ، ولو صامت أثِمَت ولم يصحَّ صومها ، وإنما مُنِعت المرأة من الصيام في هاتينِ الحالتين ؛ لأنها في حالة من الضعف تحتاج معها إلى الراحة والطعام والشراب ، فلم يُناسِبْها إيجابُ الصيام عليها ، بل إن الله تعالى رحمةً بها وضَع عنها الصلاةَ المفروضة ، ويجب عليها أن تقضي بعدد الأيام التي أفطرتْها من رمضان ، ووقتُ القضاء موسَّع لها من رمضان الذي أفطرت فيه إلى رمضان الآخر ، ولا يجوز لها تأخيرُ القضاء إلى ما بعد رمضان الآخر بغير عذر.
2⃣ الفائدة الثانية :إذا رأت المرأة الحائضُ الطُّهرَ الكامل قبل الفجر ، وجب عليها صيام اليوم التالي ، ويكون الطهر برؤيةِ القَصَّة البيضاء لمن طهرُها بالقصة البيضاء ، أو بالجفافِ الكامل لمن طهرُها كذلك ، فيجب عليها في هذه الحالة أن تصوم اليوم التالي ، وإن لم تغتسِلْ إلا بعد طلوع الفجر ، وأما إذا لم ترَ الطهر الكامل إلا في أثناء النهار ، فإنها تكمل يومها مفطرة ً، فلها أن تأكل وتشرب بقية النهار على الصحيح من قولي العلماء ، وتصوم من اليوم التالي.
3⃣ الفائدة الثالثة :إذا صامَت المرأةُ ونزل منها دمُ الحيض قبل غروب الشمس ، فقد بطل صيامُها ، وصارت مُفطرةً ، فلها أن تأكل وتشرب ، ويجب عليها قضاء هذا اليوم ، وأما إذا شعرت بمقدِّمات الحيض كألمِ الظَّهر ، واعتصار البطن ، ونحوها، ولكن لم ينزل معها دمُ الحيض إلا بعد غروب الشمس ، فصومها هذا اليومَ صحيح ، ولا يجب عليها قضاؤه.
[1]الحروري : منسوب إلى حروراء ، بلدة على ميلين من الكوفة، والمراد هنا الخوارج ؛ (فتح الباري 1 /422).
[2]رواه البخاري 1 /122 (315)، ومسلم1 /265 (335)، وهذا لفظه.