استخدم محرك جوجل للبحث في الملتقى

 

الرئيسية التسجيل البحث الرسائل طلب كود التفعيل تفعيل العضوية استعادة كلمة المرور
facebook facebook twetter twetter twetter twetter

المناسبات


   
العودة   ملتقى أحبة القرآن > ۩ ملتقى العلـــم الشرعـــي ۩ > ملتقى الخطب والدروس المقروءة > قسم فضيلة الشيخ فؤاد ابو سعيد حفظه الله
قسم فضيلة الشيخ فؤاد ابو سعيد حفظه الله يهتم هذا القسم بطرح جميع المحاضرات والدروس والخطب المكتوبة لفضيلة الشيخ فؤاد ابو سعيد حفظه الله..
 

   
الملاحظات
 

 
   
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم 02-04-2013, 01:04 PM   #1

 
الملف الشخصي:





 


تقييم العضو:
معدل تقييم المستوى: 85

أسامة خضر لديه مستقبل باهرأسامة خضر لديه مستقبل باهرأسامة خضر لديه مستقبل باهرأسامة خضر لديه مستقبل باهرأسامة خضر لديه مستقبل باهرأسامة خضر لديه مستقبل باهرأسامة خضر لديه مستقبل باهرأسامة خضر لديه مستقبل باهرأسامة خضر لديه مستقبل باهرأسامة خضر لديه مستقبل باهرأسامة خضر لديه مستقبل باهر

افتراضي شرح المنظومة الحائية. ح2

      

شرح المنظومة الحائية في السنة النبوية


الحلقة الثانية


الاعتصام بالكتاب والسنة ومجانبة البدع


شرح


صاحب الفضيلة: الشيخ فؤاد بن يوسف أبو سعيد حفظه الله تعالى


والآن مع أبيات المنظومة، وشرحها، وستكون على عدة مقاطع، حتى يتسنى لنا الفهم والفائدة إن شاء الله تعالى.
قال الناظم رحمه الله:

1- تَمسَّكْ بحَبْلِ اللهِ واتَّبِع الهُدَى ولا تَكُ بِدْعِيَّاً لَعلَّكَ تُفْلِحُ


2- وَدِنْ بِكِتَابِ اللهِ والسُّنَنِ التِي أَتَتْ عَن رَسُولِ اللهِ تَنْجُ وَتَرْبَحُ

=لماذا سميت حائية؟ لأنها تنتهي بالحاء، والعجيب أن الآيات والأحاديث والكلمات عند البحث عنها نجد أنه يتحتم بالبدايات بأطراف الآية والحديث من أوله مثلا، الكلمات من أولها، لكن هناك معاجم وكتب في اللغة تبحث من نهاية الكلمة، فالأبيات الشعرية يستدل في البحث عنها بالبحث في القوافي، يبدءون بالقوافي بنهاية البيت، أحيانا تصير مساجلات شعرية، ما معنى (مساجلات شعرية؟) أن يجلس واحد مقابل آخر، أو ثلاثة أو أربعة، ثم يتكلم أحدهم ببيت من الشعر، فمباشرة؛ الآخر يأخذ القافية، إذا انتهت بالحاء أو النون أو كذا، ويبدأ ببيت شعر، بالحرف الذي انتهى به الأول، فإذا انتهى بحرف من حروف اللغة، يبدأ الثالث أو الأول ويرد عليه بنهاية البيت، وهذه مساجلات شعرية، تبدأ بنهاية البيت، وسميت الحائية؛ لأن أبياتها تنتهي بحرف الحاء.
إذن؛ إذا انتهت القصيدة الشعرية، بالميم تسمى ميمية، وباللام لامية، والنون نونية، وهذه موجودة كلها، اللامية، والميمية، والنونية، لمن؟ لابن القيم، وابن تيمية، كل أحرف اللغة العربية لها نسبة للحرف، لكنَّ النسبة للحرف تكون مؤنثة، لا تقول: (لامي)، ولا تقول: (نوني)، لا! وإنما الميمية والنونية، هي صفة للقصيدة.
فهذه سميت الحائية؛ لأنها تنتهي بحرف الحاء، حتى لو كان هناك واو جماعة بعد حرف الحاء، هي حاء، مثل: (تربحوا، تنجحوا، أسجحوا)، لا نقول واوية أوألِفِيَّة، وإنما ننظر للحرف الذي انتهت به، وليس الزيادة، ننظر فقط إلى أحرف الكلمة، ولا ننظر إلى أحرف الزيادة. والله أعلم.
فهذه الحائية لابن أبي داود جعلها في العقيدة، في التوحيد، في أصول الدين، و=بدأ الناظم؛= يقولون: (الناظم)، لأنه ينظم هذه الأبيات بصورة شعرية، لها قوافي، ولها مقدمة؛ الذي هو الشطر الأول والثاني من البيت، وتختلف عن النثر، لأن النظم غير الشعر، أما النثر فهو كلام غير موزون، ليس غير موزون يعني كلام إنسان ليس سويًّا، لا؛ وإنما غير موزون المقصود به: وزن القوافي، لكنه يختلف -أيضا- هذا النظم عن الزجَل، فالزجل المهم فيه أن تتمسك بآخر الكلمة، وكأن السجع فيها، قد يكون سجعا تاما أو ناقصا، فبدأ= منظومته =هذه= في الاعتقاد =بالأصول التي يجب على المسلم، أن يتمسك بها، سواء كانت في العقيدة والتوحيد، أو كانت في العبادة، أو كانت في المعاملة، أو كانت في الأخلاق والآداب، هذه الأصول لابد أن تكون.
(تمسك بحبل الله واتبع الهدى)، مسألة الاعتقاد الذي نتكلم فيه، لكن كلمة (حبل الله)، من أين أخذها؟ من القرآن الكريم، قال سبحانه: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً}، ثم أمر آخر، من يصف لي الحبل ما هو؟ الحبل يكون مفتولاً من حبلين أو أكثر، فهناك حبال من شطرين، ثم يلف أحدهما على الآخر، فيخرج واحد.
(حبل الله) أحدهما: الكتاب، والآخر: السنة، هذا هو حبل الله المتين، من تمسك به نجا، وانظر إلى الحبل، والحبل معروف عند العرب قديما، وعند الناس حديثا، فالذي لا يعرفه هذا جاهل، أو طفل صغير لم يتعلم بعد، لا يعرف الحبل، فيقول عن سلك الحديد؛ حبل مثلا، فهذا سلك وليس بحبل، وكذلك إذا كان ضعيفا، يكون خيط ولو كان اثنين أو ثلاثة، يكون خيطا؛ فإما أن يكون دقيقا، وإما أن يكون غليظا، {حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ}. (البقرة: 187)، لكن؛ هنا حبل.
لذلك؛ هنا يجلس بعض إخواننا اثنين أو ثلاثة واضعين على رؤوسهم حبال، هذا العقال، هو عبارة عن حبل، عقال؛ لأنه يعقل الدابة، والعقال على الرأس لأنه يعقل الحطة هذه، أو الطيلسان حتى لا يطير، فهنا؛ لا قال: عقال، ولا قال: خيط؛ بل قال: حبل.
تمسك بماذا؟ بحبل الله واتبع الهدى، وهذا فيه الاعتصام بالكتاب والسنة، =وفيه التحذير من ماذا؟= التحذير من البدع =والهوى=.
=لماذا بدأ بهما قبل غيرهما، (الكتاب والسنة والتمسك بهما)؟=
هذا لأن ما بعدهما مبني على ذلك، لأنه سيحدث الآن نقاش بين الجهمية، بين المعطلة، بين المشبهة، فلنا مرجعٌ ما، هذا هو الكتاب المنزل من الله عز وجل إلينا، إذا تمسكنا بغيره، تنقطع بنا السبل، فنرجع إليه، لأنهم يعلمون؛ بل الكل يعلم، أن كتاب الله، وهدي النبي صلى الله عليه وسلم هو الأصل، حتى المبتدعة يعلمون ذلك، لكن عند الفعل، وعند التطبيق، تتدخل الأهواء، فأهل السنة، نسأل الله جميعا، من حضر منا ومن غاب، وسواء كان في الشرق أو في الغرب؛ في العالم كله، من قال منهم: لا إله إلا الله، حتى بدعيِّهم، وشيعيِّهم، كلهم نسأل الله أن يكونوا على ذلك.
=ما هو المصدر الأصلي للمسلمين؟=
الكتاب والسنة، يريح الجميع، لكن هناك كتاب وسنة، ربما يجلس الآن، خمسين أو أكثر، فكم عقلٌ موجود؟ خمسين أو أكثر، والعقل الواحد ممكن يفهم هذه اليوم مرة، ويفهم هذا مرة أخرى في وقت آخر، إذن فنحتاج إلى فهم مُعِين، الكتاب والسنة وحدهما لا يكفيان، لابد من فهم سلف الأمة، منهج الصحابة والتابعين، فيه هذا الفهم، فلذلك قد يضيع أناس كثيرون جدًّا، بكلمة حقٍّ، يضيع فيها، وهو يقول عن نفسه: أنه على الكتاب والسنة، ولكن بفهم من؟ وكيف نفهم الكتاب والسنة؟ لابد من توضيح.
سلف الأمة... أقول لكم الآن: بأن قولهم –أي قول سلف الأمة- يحتاج إلى فهم، قولهم يحتاج إلى شرح، قولهم يحتاج إلى بيان وتوضيح، إن الله تبارك وتعالى جعل لهذه الأمة سلسلةً تبقى مرتبطة، وسمعتم السند الآن، الإسناد لابد منه، فلو أن إنسانا في هذا الزمن بمجرد ما كَبُرَ وعرف القراءة والكتابة، ترك كلَّ شيء وذهب إلى القرآن مباشرة، وإلى الحديث، وأخذ منه مباشرة، ماذا يكون هذا؟ وما هي النتائج؟ هذا لا يحسن أبدا، فلابد من شرح له، قرأ هذا منهج السلف الصالح، إذن سيفهم منهج السلف الصالح بفهمه هو، وليس بفهم العلماء، لأنه بعد السلف الصالح شَرحَ العلماء لنا الأمر هذا، بعد الثلاثمائة سنة.
فمن هم السلف الصالح؟
الصحابة، التابعون، وأتباعهم، في القرون المفضلة، الذين شهد لهم النبي صلى الله عليه وسلم بالخيرية، "خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ". (البخاري) هؤلاء هم السلف الصالح، ومن بعدهم، ومن أخذ بطريقهم؛ يقال عنه: سلفي.
إذن؛ انتهى عهد السلف الصالح بانتهاء القرون المفضلة، واليوم لا يوجد منهم أحد، بمجرد أن انتهت السنة التي مات فيها الإمام النسائي رحمه الله، عام (304)، أو (303) انتهى عهد السلف، ما في سلف اليوم، لكن هناك دعوة سلفية، هذه لا تموت ولا تنتهي.
ما هي الدعوة السلفية؟
هي الإسلام بصفائه، الإسلام بنقائة، كما هو في عهد النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين، وأتباعهم، لذلك؛ هذا الإسلام لابد أن نفهمه بعد السلف الصالح.
وبعدهم؛ ماذا قال علماء القرن الذين يلونهم؟ أي: الذين انتهوا بالثلاثمائة الأولى، ثم ماذا قال الذين جاءوا بعدهم؟ من اتبع من سبقه واهتدى بهديه وسلك على طريقته يقال له: سلفي، نسبة إلى السلف.
جاء ابن تيمية رحمة الله تعالى عليه، بين الأمور، جاء ابن كثير والذهبي بينوا الأمور، فما استغنى، الناس من عصر من العصور، عن عالم يبين لهم دينهم ويوضحه، فلذلك؛ كلما انتهى جيل يأتي جيل آخر، ومعه علماؤه، إلى عصرنا هذا، علماء مشهود لهم بالخيرية، حتى عند أهل البدع، تجدُ أنهم يشار لهم عندهم بالخيرية، وغيرُهم لا يشار له بهذا الأمر، فهذا الذي جعل الناس يحتاجون إلى العلماء، (فمن كان علمُه من كتابه كان خطؤه أكثر من صوابه)، هكذا قيلت هذه العبارة قديما، يأخذ العلم من الكتاب مباشرة؟ لا! لابد من شيخ عالم موثوق يأخذ منه.
وإلاَّ؛ لأنزل الله عز وجل من السماء كُتُبا، ولم يرسل رُسُلا، لم يبعث رسلا؛ إذا كان الكتاب يكفي. لابد من كتاب حتى يبقى، ومن رسول يبين، والرسول يموت، {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ}. (الزمر: 30)، ويبقى الكتاب، يبقى الميراث، ميراث النبوة، فميراث النبوة هذا يحتاج إلى من يخرجه، العلم مثل الكنوز المدفونة في الأرض، لذلك؛ أنت لا تستطيع أن تخرج الكنز من الأرض، كنز حقيقي من ذهب وجواهر، تحتاج إلى مساعدين، وآلات وما شابه ذلك، كالذين يبحثون عن مناجم من ذهب، وحدك لا تستطيع، والعلماء كذلك في أغوار النصوص يغوصون، ويخرجون لك اللآلئ، فمن مصيب ومن مخطئ، ومن مجتهد، وكلهم على خير، كل الأئمة على خير، ومن اجتهد ومشى على طريقهم، على خير، والدين ليس في واحد منهم، لا يوجد الدين في واحد، ولا يوجد الدين كاملا في جماعة، ولا في فرقة ولا حزب، الدين في المجموعة، فالدين كله كامل ليس في أبي بكرٍ وحدَه، وليس في عمرَ وحدَه...، الواحد منهم يفعل كل الدين! هذا مستحيل، لقد غاب عن أبي بكر ميراثُ الجدة، كم له من الميراث؟ ما عرف، وغاب عن عمر رضي الله تعالى عنه الاستئذان؛ السلام، وغاب عن غيره من الصحابة أشياء، كذلك الأمة فيما بعده، الدين لا ينتهي منها كلِّها، كلُّ الدين كاملا يكون في الأمة كلها كاملا، لكن عند التفصيل في الأفراد والجماعات؛ لا تستطيع أن تقول الدين في فرد، لابد أن يكون في الإنسان نقص، إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم، هو جاء بالدين كلِّه كاملا، رجل كامل هو رسول الله صلى الله عليه وسلم، لماذا؟ لأن الكلَّ يحتاج إليه، لكن في عهد الصحابة احتاج أبو بكر إلى غيره، واحتاج عمر إلى غيره، احتاج عثمان إلى غيره، -رضي الله تعالى عنهم- هل أبو بكر لم يحتج إلى أحد، في نشر الدعوة، أو في نشر الدين، في الدين وتبليغ الرسالة كاملة، فلهذا لابد من تبليغها كاملة، لذلك؛ من الخطأ أن يقول واحد: (أنا فقط على الحقِّ)، بل يقول: (أسأل الله أن أكون على الحق، أرجو الله).
لذلك؛ اقرأ التفسير، تجد ابن كثير مثلا؛ في نهاية كل آية يقول: (والله أعلم)، ومن هو ابن كثير أصلا؟
عالم كبير في كل شيء في النحو، في الأصول، في الفقه، في الأدب، في التاريخ، في الحديث، في التفسير، وفي غيره، ثم يقول في النهاية: (والله أعلم)، ويأتي واحد اليوم، ولا يقول: (الله أعلم، هذا الحق، وهذا هو الصواب)، بل منهج العلماء الأفذاذ؛ (قولي صواب، يحتمل الخطأ، وقول غيري خطأ يحتمل الصواب).
في كل الأمور، الإنسان عموما وطالب العلم خصوصا يجب عليه ألاَّ يتعالى، لكن أنا عندما أقول كلمة، فلولا أنني ظننت أنها صواب لما قلتها، أنا أظن الصواب فأقوله، وأعتقد الصواب فأعمل به، لكن لا أحجر على غيري، لذلك من الخطأ الجزم بالآراء، بأنها صواب، مائة بالمائة، أنها حق، مائة بالمائة، أَبْقِ للاحتمال مجالا.
فلذلك؛ أهلُ السنة، مصدرهم دائما التلقي من مصدرين، وهما الوحيان، والحبل من اثنين، الكتاب والسنة، وفهم سلفنا الصالح ومنهاجهم، ثم يأخذون عن علمائهم ومشايخهم، لا يتركون هذا، لذلك يقول الإمام الأوزاعي =رحمه الله=: (ندور مع الكتاب والسنة حيث دارا، ولا يحدثون شيئاً من قبل أنفسهم).
=لا يحدثون شيئا: يعني بالآراء والأهواء، كما سنعلم بعد قليل=.
وهذا شيخ الإسلام! من يستطيع أن يطعن في علمه، وغزارة فكره، وهو= يقول: (ليس الاعتقاد لي، ولا لمن هو أكبر مني، الاعتقاد لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم. =هذا شيء مسَّلَّم به=، فمن الله الرسالة، وعلى الرسول البلاغ، وعلينا التصديق والتسليم).
هذان البيتان؛ في الكلام عن الكتاب والسنة، والتمسك بهما، قبل بسط الاعتقاد، وقبل شرحه، العلماء هكذا يفعلون، لأنَّه بعد ذلك سيرد إليهم، ورد في الحديث الذي يكرره الخطباء، "أما بعد؛ فإن أصدق الحديث كتاب الله، =أو كلام الله=، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها ...". =مسلم برقم (867)،= فتجدهم يكررون هذا، وهو حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي رواه مسلم في صحيحه.
وتجد أن هذا التكرار، يكون كل خطبة أو كل جمعة، أو حتى عند خِطْبة النساء، تجد هذا موجودا حتى يؤصِّل الأمر، على أصوله، ويقعِّد على قواعده.
(تمسك بحبل الله)، وفي القرآن الكريم ورد الاعتصام، وورد التمسك، وورد شيء ثالث نسيته الآن يدل على التمسك أيضا، والاتباع؛ فلذلك قال الله عز وجل: ={وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ}= والواو هذه للجماعة، ولذلك بعدها قال: ={جَمِيعاً}= وهذا التمسك والاعتصام وجميعا، ما تحتاج إلى التفرق، فقال: ={وَلا تَفَرَّقُوا}= كل هذا مسألة تأكيد لهذا الأمر، فقال سبحانه: ={وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ}. (الأعراف: 170)،= الذين يمسكون بالكتاب؛ القرآن الكريم، وأقاموا الصلاة، فكيفية الصلاة لم تذكر في القرآن؛ أن الظهر أربع ركعات، وأن في الركعة الأولى الفاتحة، وما شابه ذلك، لم تذكر هذه، هذا يدلك على السنة لترجع إليها، أقيموا الصلاة؛ نعم! لكن كيف!!
إذن الكتاب والسنة، {إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ}.
(تمسك بحبل الله)، =حبل الله هنا؛ المقصود به القرآن، لماذا؟ لأنه ذكر في البيت الذي بعده، ذكر السنَّة=.
(تمسك بحبل الله)، =الخطاب هنا لمن؟ للسني ولمن أراد أن يتبع السنة، لمن أراد أن يتبع السنة، فهذا عليه أن يتمسك، فليكن مرجعك كتاب الله.=
(واتبع الهدى)، أي: السنة.
و(الهدى)، =والهداية في القرآن الكريم على نوعين=:
1- =هداية= التوفيق والإلهام.
2- =وهداية= الدلالة والبيان والإرشاد، =والتوضيح والتفسير=.
=كيف نعرف في الآية؛ هذه هداية إرشاد، أو هداية توفيق؟
قال=: من خلال السياق =في سياق الآية يظهر هذا الأمر، فالهداية الذي لا يستطيع أن يفعلها أحد هذه هداية توفيق وإلهام، أما إذا كان في قدرة الإنسان أن يفعلها، أن يهدي غيره، فهذه تكون هداية دلالة وإرشاد وبيان=، فقوله =سبحانه= وتعالى: {إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ}. (القصص: 56)، =هذه هداية توفيق=.
وقوله تعالى: {لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ}. (البقرة: 272)، =هداية توفيق وإلهام=.
وقوله تعالى: {مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي وَمَنْ يُضْلِلْ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ}. (الأعراف: 178)، =هداية توفيق من الله، ليس لك دخل فيها، لا تستطيع=.
وقوله تعالى: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ}. (الفاتحة: 6)، =هذه هداية توفيق=.
كل هذه الآيات في هداية التوفيق، وليست لأحد غير الله تعالى، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يستهدي ربه، فيقول في دعائه: "اللهم إني أسألك الهدى والسداد". =رواه مسلم برقم (2725)=.
فالذي يشرح الصدرَ ويوفق ويهدي، =من هو؟= الله =سبحانه وتعالى=، ولذلك قال سبحانه مخاطباً نبيه صلى الله عليه وسلم: {إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ}. (القصص: 56)
=الهداية= الأخرى: هداية الدلالة والبيان =والتوضيح والتفسير=.
=ولنستمع إلى قول الله تعالى=: {وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا العمى على الهدى =أي تركوا الهدى، فهذه هداية إرشاد ودلالة، أرشدناهم بينا لهم، وضحنا لهم، فاستحبوا العمى، فلو كانت هدايةَ توفيقٍ لما استحبوا العمى، لاحظوا من سياق الآية، اقرأ القرآن عندما تذهب إلى بيتك الآن، وانظر الهداية فيه، وعلى هذا الضابط امشِ، قال:= فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى فَأَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ الْعَذَابِ الْهُونِ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ}. (فصلت: 17)، فلو كانت =الهداية= من باب هداية التوفيق، لما استحبوا العمى على الهدى.
قال تعالى: {وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ}. (البلد: 10)، =هداية إرشاد ودلالة=، وهذه الهداية تكون =لمن؟= للأنبياء والصالحين والعلماء =والمصلحين، وقال سبحانه وتعالى= في حق رسوله صلى الله عليه وسلم {وَإِنَّكَ لَتَهْدِي =هنا إثبات للهداية= إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ}. (الشورى: 52)، =تهدي هداية إرشاد ودلالة=.
=قال سبحانه:= {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآياتِنَا يُوقِنُونَ}. (السجدة: 24)، =(يهدون بأمرنا)،هذه هداية إرشاد ودلالة.
لماذا هداية إرشاد ودلالة؟ لأنهم أئمة، فهم الذين يهدون، فمن الخلق هداية بيان، توضيح، إرشاد، دلالة، أما هداية التوفيق؛ فتكون من الله تبارك وتعالى=.
(اتبع الهدى)، الزَم طريق الهدى والرشاد، =أيُّ طريق هذا؟ قال:= الذي بينه النبي صلى الله عليه وسلم، =بالقرآن معه، وبكلامه وبأخلاقه وأفعاله صلى الله عليه وسلم=.
"وخير الهُدَى هُدَى محمد"، وفي رواية: "وخير الهَدْي =هَدْي محمد صلى الله عليه وسلم="، =الروايتان صحيحتان=، الهدى =هنا بمعنى=: الدلالة والإرشاد، =فنقول: هدي محمد.
والهُدَى والهدي؛ معناه هنا:= الطريق.
وهديه صلى الله عليه وسلم ما بينه للناس، ودلهم عليه، مما أوحى إليه ربه، فهو لا ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى.
=والعجب أن بعض الناس، في التمسك بالسنة، يدلك على أنك سني، ويتمسك بالسنة، فهذا فرق بين من يرفض السنة، ويأخذ بالقرآن فقط، وهؤلاء قوم في جهة المشرق، في الباكستان أو الهند أو كذا، يقال لهم:= (القرآنيين).
=وهؤلاء هم= الذين يقولون: نحن لا نأخذ إلا بالقرآن، ومن كان كذلك فهو ليس بآخذٍ حتى بالقرآن؛ لأن الله قد أمر في كتابه في آيات عديدة بالأخذ بالسنة، والتمسك بها =واتباع النبي صلى الله عليه وسلم.=
=وهذه مناظرة حدثت بين قرآني وسني:
قال السني: أبدأ أم تبدأ؟ فقال: ابدأ أنت، فبدأ السني، قال: أريد أن أسألك سؤالا واحدا، لا أسألك غيره، كيف تزوجت؟ على سنة الله وسنة رسوله، أو بدونهما؟ فإن نفى أن يكون زواج على السنة؛ فهذا يكون زنا، والعياذ بالله، فسكت وما استطاع أن يجيبه، لم يجب: بنعم! ولم يجب: بلا! إذن؛ كيف تزوجت؟ على السنة تزوج، فسبحان الله كيف ينكر السنة؟=.
قال الله =سبحانه و= تعالى آمراً أمهات المؤمنين: {وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ}، =ما هو المقصود: بآيات الله؟ القرآن الكريم،= {وَالْحِكْمَةِ} =المقصود بها: السنة، كما قال الإمام الشافعي رحمه الله، وإن كان هناك مقال طويل خرج في وسائل الإعلام من مدة، أنه لم يقل سوى الشافعي بأن الحكمة هي السنة، والشافعي مردود عليه الكلام!! وبهذا يريد كاتبه التوصُّل إلى أنَّ التمسك بالسنة لم يرد في القرآن! نسأل الله السلامة= {إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفاً خَبِيراً}. (الأحزاب: 34).
وقال سبحانه: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ =هذه واضحة، ماذا يقول فيها الذي نفى الحكمة أنها السنة= فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا}. (الحشر: 7)
(تمسك بحبل الله واتبع الهدي)، =هذا الشطر من البيت= فيه تحديدٌ للمصدر في التلقي.
=(تمسك بحبل الله واتبع الهدى)، لكن!= لما حدده =أي حدد المصدر= حذَّر من مخالفته، =فالذي يخالف السنة؛ يكون بدعيا،= فقال: (ولا تك بدعياً).
بهذا السياق يشير إلى أصل مهم، وهو: أن من تخلَّى عن حبل الله وتخلَّى عن السنة فهو آخذ بسبيل بدعة وضلالة؛ =يعني يسير على طريق ضلالة وبدعة=، ولذا عرَّف بعض أهل العلم البدعة، فقالوا: بما ليس بالسنة. =يعني أراحك.
إذن؛ ما هي البدعة؟ هي كل ما ليس من السنة، بدل أن تبحث عن تعريفات وتحقيقات للعلماء ..، عرَّف بعض الناس البدعة أنها ليست سنة، لكن؛ هذا التعريف فيه تقصير؛ إذا قلنا إن البدعة ما ليس من السنة! فالمباح، ليس من السنة وليس ببدعة! فأكل البرتقال مثلا، ما حكمه؟ ليس من السنة، هل أكله النبي صلى الله عليه وسلم، أو أمر بالأكل منه، شرب الكولا، أو شرب وأكل هذه الحاجات الدنيوية، الجواب: لا!
فلذلك البدعة، عندما نعرفها للناس؛ نقول: خالف السنة، أو خلاف السنة، أكل البرتقال فيه خلاف للسنة؟! لا؛ إذن فهو في المباح.
فقوله هنا: (بما ليس من السنة)، هذا يحتاج إلى تفصيل، لكن نقول: خلاف السنة، وهذه لا تكون إلا في العبادات، أما في الأمور المباحة؛ أنتم أعلم بأمور دنياكم.=
(ولا تك بدعياًّ)، =أي:= بترك الكتاب والسنة، وهو بهذا يشير إلى الهُوَة العميقة التي سقط فيها =من؟= المبتدعة، =ما هي الهوَّة؟= هي تركهم للكتاب والسنة، =ونحن ماذا قلنا عن الكتاب والسنة؟ قلنا هما حبل الله، فتركوه ووقعوا في الهوة، ومن تمسك بهما نجا، ثم يصعد شيئا فشيئا، على قدر عمله بالكتاب والسنة، هو في صعود مع الحبل، وكلما قصَّر في الكتاب والسنة هو في هبوط، فإذا ترك الكتاب والسنة، ماذا يحدث؟ يسقط في هوة سحيقة،= فالبدعيُّ هو: مَن ترك الكتاب والسنة ولم يتلق عنهما، ولم يأخذ دينه منهما.
ومن نظر إلى عامَّة أهل البدع؛ وجد أن منشأ ضلالتهم =ماذا؟= هو =تركهم للكتاب والسنة و= عدم التمسك بالكتاب والسنة، =ما هي أصولهم؟ على ماذا يعتمدون؟ فلابد أن يعتمدوا على شيء؛ المظنونات،= الآراء، المنامات، الحكايات، =العقول، ما هي بعقول!! وإنما هي ضلال، لأن العقل الصحيح والسليم لا يمكن أن يُضِلَّ الإنسان.
إذن؛ عقولٌ وآراءٌ ومناماتٌ وحكايات، وعاداتٌ وتقاليد، يخالف بها السنن، وأحيانا أحاديث ضعيفة، وأبيات شعرية، يعني الحديث لو كان في البخاري ومسلم، يقول لك: أخبار آحاد في العقيدة، ولما يستدلون هم، يقولون:

استوى بشر على العراق *** من غير سيف ولا دم مهراق

ما هذا؟ تستدل ببيت شعر لنصراني، وترد به النصوص، وتقول: هذا حديث آحاد، ماذا نقول في بيت هذا النصراني؟!! حتى يثبت أن الاستواء الاستيلاء، وما شابه ذلك، كما سنعلم.=
=(لعلك تفلح)، [لعل] في القرآن؛ ما بعدها، محقَّق أم معلق؟ معلّق، وما بعد عسى محقق، {عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا}. (الإسراء: 79)، أي سيبعثك، أما {وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}. (الأعراف: 204)
فالرحمة هنا معلقة على ما قبلها، إن قمت بالاستماع والإنصات؛ جاءتك الرحمة، ما بعد لعل معلق، أي معلقا بما قبلها في الوقوع، أما ما بعد عسى فمحقق، {عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ}، أي: سيبعثك ربك مقاما محمودا.=
(لعلك تفلح)، هذه هي نتيجة التمسك بالكتاب والسنة، واجتناب البدع.
و(الفلاح) كلمة جامعة لخيري الدنيا والآخرة، وقد قيل: لا كلمةَ في اللغة أجمعُ للخيرات من كلمة الفلاح، =فلا يوجد.=
فالفلاح لا يكون إلا بالتمسك بالكتاب والسنة، والابتعاد عن البدع، ومن لم يتمسك بالكتاب والسنة، وذهب إلى شيء من تلك المصادر =نرجع إلى المصادر المبتدِعة؛ العقل، الرأي، الهوى، المنام، الحكاية، القصة، الحديث الضعيف، أبيات الشعر=، لم يفلح؛ =ماذا قال الإمام أحمد ابن حنبل رحمه الله؟= قال: (ما ارتدى أحدٌ بالكلام فأفلح).
(ما ارتدى)، يعني جعل رداءه الكلام، بالعقل، بالرأي، هذا لا يفلح أبدا، قال الشافعي رحمه الله= عندما ناظر الشافعي بشراً، =من بشر؟ بشر المريسي، هذا حامل لواء الاعتزال، والقول بخلق القرآن، وكان يعتمد على الرأي وعلى عقله، أو على هواه، قال عنه عندما خرج من عنده، يعني رفض أن يقر ويستسلم للحق، فقال= الشافعي: (لا يفلح)، =وفعلا ما أفلح بشر، هو يذكر الآن؛ لكنه لا يذكر على طريق المدح.
فالقرآن= دل على ذلك في أول =كتابه سبحانه وتعالى= في قوله تعالى: {الم * ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ * =من صفاتهم؟= الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * =ثم من صفاتهم؟= وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ * =انتهينا الآن، فماذا كانت النتيجة؟ قال:= أُولَئِكَ عَلَى هُدىً مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}. (البقرة: 1- 5).
(لعل =وتفلح)، ولعل في الأصل؛ للترجي، من أخوات إنَّ، يعني تدخل على الجملة الاسمية، تنصب المبتدأ، ويسمى اسمها، وترفع الخبر، ويسمى خبرها، فهي للترجي.=
فمن اعتصم بالكتاب والسنة ففلاحه متحقق، إلا إن قَصد فِعلَ العبد بتحقيقه لهذا المقام وتتميمه =له، إذن يكون هنا معلق.
إذن عندما قال المصنف: (لعل) تعليقا على الفعل، لعلك تفلح إن فعلت، وإذا لم تفعل، لن تفلح، فإذا اعتصمت أفلحت، وإن لم تعتصم لن تفلح.
إذن كلمة (لعل) هنا؛ معلقة، فهي متحققة لمن فعل، ومعلقة لمن لم يفعل، وأكد ذلك الناظم رحمه الله، فقال=:
(ودن بكتاب الله والسنن التي ... أتت عن رسول الله تنجو وتربح)
(دن) =حرفان، وهي جملة كاملة، أخذت فعل وفاعل، (دن) من الفعل دان، من الدينونة=، دان يدين ديناً.
=لكن؛ هناك فعل يكون حرف واحد، (قِ) من الوقاية، (رَ) من الرؤية، (عِ) من الوعي، وهي جمل تامة، فسبحان الله.=
والمعنى: أقم دينك على الكتاب والسنة، وآمن وأطع وامتثل ما جاء فيهما، =أقم دينك=، بتصديق الأخبار، وفعل الأوامر، وترك النواهي، =والزواجر=.
(والسنن التي أتت عن رسول الله =صلى الله عليه وسلم=) السنن: جمع سنة، والمراد =بها= الأحاديث المروية، =فالسنة؛ قد تكون أجمع من ذلك، تشمل القولَ والفعلَ والتقرير، وتشمل أيضا؛ -زاد العلماء- الأخلاق، وهي الصفات الخُلُقِية والخَلْقِيَّة، له صلى الله عليه وسلم، لكن المقصود هنا؛ الأحاديث النبوية=.
(أتت عن رسول الله) هذا تقييد وإرشاد، =ليست أيَّ سنن، بل التي أتت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أي ثبتت، فكلمة (أتت عن رسول الله)، خرج بهذا القول؛ الحديث الضعيف، والحديث الموضوع، والحديث المكذوب.
(أتت) هي تأكيد على أنها جاءت وصحت وثبتت عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا أيضا فيه رد على من يقول: (العقائد لا تؤخذ من أخبار الآحاد)، لأنها أتت عن رسول الله ولو خبر واحد، المهم أن يكون الحديث صحيحا متصلا مسندا=، فإن صحت سواء بطريق التواتر أو الآحاد فهي حجة وعمدة في أمور الدين كلها، =وأمور الدين أربعة: التوحيد والعبادة، والمعاملة والأخلاق، هذه تشمل الجميع، وكل ما يذكر بعد ذلك؛ يدخل في فرع من فروعها.
من فعل ذلك؛ قال عنه=:
(تنجو)، =من النجاة=، لم يذكر من أي شيء =ينجو؛ ينجو من ماذا؟ ينجو من البدع وأهلها، أو ينجو في الآخرة من النار، أو ينجو من غضب الجبار سبحانه وتعالى؛ (ينجو)، عامة، ينجو= من كل شر وبلاء في الدنيا والآخرة، =يعني المحذوف مفهوم=.
(وتربح) =وهذه الزيادة (تربح)= زيادة على النجاة، =لذلك؛ يقول الله عز وجل: {فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ}، إذن توجد زحزحة، {وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ}. (آل عمران: 185)
قال الله =سبحانه و= تعالى: {قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعاً فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدىً فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ}. (البقرة: 38)، لا خوف عليهم مما هم مقبلون عليه، ولا هم يحزنون على ما فاتهم في هذه الحياة الدنيا، فمعنى هذه الآية؛= {فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى}. (طه: 123)، كما جاء عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما: (تكفل الله لمن قرأ القرآن، وعمل بما فيه؛ أن لا يضلَّ في الدنيا، ولا يشقى في الآخرة).

يتبع في الحلقة الثالثة صفة الكلام إن شاء الله فانتظرونا

اثبت وجودك .. تقرأ وترحل شارك معنا برد أو بموضوع

أسامة خضر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 
   
الكلمات الدلالية (Tags)
المنظومة, الحائية., ح2, شرح
 

   
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
المنظومة البيقونية! آمال ملتقى الأحاديث القدسية والنبوية 13 05-05-2013 01:22 AM
شرح المنظومة البيقونية زهرة الجنة قسم غرفة أحبة القرآن الصوتية 9 04-18-2013 07:55 PM
المنظومة الاجرومية آمال ملتقى اللغة العربية 12 03-29-2013 12:19 AM
شرح المنظومة الحائية. ح1 أسامة خضر قسم فضيلة الشيخ فؤاد ابو سعيد حفظه الله 5 02-05-2013 11:23 AM


   
 

vBulletin® v3.8.7, Copyright ©, TranZ by Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لموقع العودة الإسلامي
vEhdaa 1.1 by NLP ©2009