المناسبات | |
|
|
12-06-2010, 10:59 AM | #1 | |
|
لماذا خلق الله الشرَّ ..؟!
فريق من الناس يسأل استرشاداً .. وفريق يسأل فتنة وتشكيكاً: لماذا خلق الله الشرَّ ..؟! ولهؤلاء وأولئك نقول: خلق الله تعالى الشرَّ لحكَمٍ جليلة عديدة، نعرف بعضها، ونجهل أكثرها .. ( وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ ). من تلك الحِكَم: أن الله تعالى ربُّ العالمين .. ومن كمال الربوبية وشموليتها .. أن يكون الربُّ رباً لكلِّ شيء .. وخالقاً لكل شيء .. للخير والشرِّ معاً. ومنها: لكي تظهر قدرته لخلقه .. وأن الله تعالى قادر على أن يخلق الشيء وضده .. وأنه هو المتفرد بذلك .. فكما أن الله تعالى قادر على أن يخلق الخير، وقادر على تصريفه كيفما يشاء، وحيث يشاء .. فهو قادر على أن يخلق الشر، وقادرعلى تصريفه كيفما يشاء، وحيث يشاء .. بلا ممانع ولا منازع .. وكما أن الله تعالى قادر على أن يخلق الحياة من لا شيء .. فهو سبحانه قادر على أن يخلق الموت وأسبابه .. ومنها: أن الدنيا دار عملٍ، واختبارٍ، وبلاء .. وهذا من لوازمه أن يخلق الله تعالى الخير والشر، كما قال تعالى: ( وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً ). ومنها: أن المخلوق يحتاج لمن يجلب له الخير، ويدفع عنه الشر . فلا يستقيم شرعاً ولا عقلاً أن يجد الأولى عند خالقه .. والأخرى عند غيره .. تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً ومنها: أن الخير يُعرف بضده .. وأن الحقّ يُعرف بضده؛ فنعمة الخير تُعرف بشرِّ فقدانها .. والحق يُعرف قدره بمعرفة ضده من الباطل ..! كيف تعرف نعمة التوحيد وفضله عليك .. وأنت تجهل الشرك .. وما يُجلبه من شرور وأضرارٍ على صاحبه في الدنيا والآخرة ؟! كيف تعرف نعمة الصحة .. وأنت لا تعرف المرض .. ولم تجربه ..؟! كيف تعرف نعمة الشبع .. وأنت لا تعرف الجوع .. ولم تجربه ..؟! كيف تعرف نعمة الغنى .. وأنت لا تعرف الحاجة ولا الفقر .. ولم تجربه ..؟! كيف تعرف نعمة الوصل .. والعيش مع الأهل والأحبة .. وأنت لا تعرف شر وفتنة وآلام الفراق ..؟! كيف تعرف نعمة العلم .. وأنت تجهل الجهل وآثاره ..؟! وهكذا كل شيءٍ فإنه لكي يُعرف على حقيقته لا بد أن يُعرف ضده. ومنها: أن الشرَّ يعد سببٌ من أسباب الموت .. والإنسان لا بد له من الموت ..! ومنها: أن الله تعالى يُعبد في السراء والضراء .. ويُحب أن يُعبد في الضراء كما يُعبد في السرَّاء .. وهذا من لوازمه وجود السراء والضراء .. والخير والشر. ومنها: أن من مقتضيات ولوازم أسماء الله تعالى وصفاته .. وجود الخير والشر .. فالله تعالى هو الغني الرزاق .. وهذا من مقتضياته ولوازمه وجود الفقير المحتاج الذي يسأل الله تعالى الغنى والرزق .. فيعطيه. والله تعالى غفور رحيم .. وهذا من لوازمه ومقتضياته وجود الشر والإثم .. الذي يحمل صاحبه على طلب الرحمة والمغفرة من ربه .. فيغفر له ويرحمه. والله تعالى المنتقم الجبار .. وهذا من لوازمه ومقتضاه .. وجود الظالمين .. الذين ينتقم الله منهم ..! وهكذا كل اسم من أسماء الله تعالى تجد أن له مقتضيات في خلقه .. لا بد من ظهورها ووجودها! ومنها: أن العبد لا يعرف فضل الله عليه .. إلا عندما يرى غيره مبتلاً بفقد ما منَّ الله به عليه .. فيجد نفسه مشدوداً للقول: الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاه به، وفضلني على كثير من خلقه تفضيلاً ..! ومنها: أن الخير الصرف يُطغي صاحبه ويُنسيه أن له رباً يُعبد .. كما قال تعالى: ( كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى . أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى ). فيأتي الشر ليُذكره .. ويدفعه لأن يقول: يا رب اغفر لي .. يا رب ارحمني .. يا رب عافني واعف عني ..! فالشرُّ في الغالب يأتي بالعبد ليقف بين يدي ربه منكسراً ضارعاً متذللاً .. خائفاً .. باكياً يسأله العفو والمغفرة .. وهذا مطلب شرعي يُحبه الله .. بخلاف الخير .. وفعل الخير فإنه ـ في كثير من الأحيان ـ يحمل صاحبه على الغرور .. والأمن والرجاء .. إلا من رحم الله! ومنها: ليندفع به شرٌّ أكبر .. فكم من شرٍّ يُبتلى به المرء ليندفع به شرٌ أكبر وهو لا يدري .. كخرق الخضر للسفينة .. وقتله للغلام .. وما أكثر الأمثلة والشواهد على ذلك من حياتنا اليومية لو أردنا التوسع والاستدلال. كم من مرة نُبتلى بشرٍّ .. نسخطه .. ثم ندرك بعد زمن يشاؤه الله .. أن هذا الشرَّ كان فيه خيراً كثيراً ..! ومنها: أن الشر يؤدب بعضه بعضاً .. فينتقم الله من شرٍّ بشرٍّ آخر .. فيسلط الظالمين بعضهم على بعض .. ونحو ذلك الجهاد .. فيندفع بشر القتل والقتال .. شراً أكبر، وفتنة أكبر .. ليعم الأمن والأمان .. والخير والسلام! ومنها: أن من النفوس من لا ينفع معها الخير .. فالخير يزيدها طغياناً وتجبراً .. بخلاف لو جُرب معها الشرِّ فإنه يهذبها ويؤدبها ويُعيدها إلى رشدها وصوابها .. كما في القصاص بالنسبة للمجرمين الخارجين عن حدود الله ..! ومنها: أن من مقتضيات البلاء والتمحيص .. وحتى يُعرف الحق من الباطل .. والمؤمن الصابر من غيره .. وجود الخير والشرّ .. والبلاء بالخير والشرّ ..! فهل يرضى العبد بحكم الله تعالى وقضائه في الشر .. كما يرضى بحكمه في الخير .. أم أنه إذا أصابته سرّاء رضي وشكر .. وإن أصابته ضراء كفر وتضجّر .. واعترض؟! فمن النفوس من تنجح في بلاء الخير دون الشر .. ومنها من تنجح في بلاء الشر دون الخير .. والنفوس المؤمنة الصالحة هي التي تنجح في بلاء الخير والشرِّ .. وترضى وتسلم في بلاء الخير والشر .. وهؤلاء هم الفائزون! ومنها: ليقذف الله الحق بالباطل فيدمغه .. وليصطفي الله من عباده الشهداء .. فالشر في كثير من صوره يكون بلاءً لأهل الخير .. ليُرى كيف سيتصرفون ويتعاملون معه ..! ومنها: أن الشرّ في بعض صوره يكون لصاحبه طهوراً وكفارة لذنوبه وخطاياه ..! ومنها: أن معالجة الشر .. والصبر عليه .. احتساب الأجر .. يرفع صاحبه يوم القيامة درجات ومقامات عالية في الجنان ما كان ليحظى بها لولا البلاء .. وصبره على البلاء ..! ومنها: أن الله تعالى خلق الجنة والنار .. وهذا من تمام عدله وحكمته.. ومن لوازم وجود الجنة والنار .. وجود الخير والشر .. والحق والباطل .. والظالم والمظلوم .. ليذهب كل فريق إلى ما أُعد له من نعيم مقيم أو عذاب أليم مهين ..! هذه بعض الحكم من خلق الله تعالى للشر .. وما يعلمه الله تعالى .. ونحن لا نعلمه .. أكثروأكثر .. ( وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلاً ) ( وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ ) اثبت وجودك .. تقرأ وترحل شارك معنا برد أو بموضوع |
|
من مواضيعي في الملتقى
|
||
12-06-2010, 11:35 PM | #2 |
|
قال ابن القيم رحمه الله:« هو سبحانه خالق الخير والشر، فالشر في بعض مخلوقاته لا في خلقه وفعله ولهذا تنزه سبحانه عن الظلم الذي حقيقته وضع الشيء في غير محله، فلا يضع الأشياء إلا في مواضعها اللائقة بها وذلك خير كله، والشر وضع الشيء في غير محله، فإذا وضع في محله لم يكن شرا، فعلم أن الشر ليس اليه انتهى كلامه رحمه الله الادب مع الله ان لا ينسب الشر إليه سبحانه وتعالى لأنه ليس في فعله تعالى شر، بل أفعاله عز وجل كلها خير، لأنها دائرة بين العدل والفضل والحكمة، وهو كله خير لا شر فيه، والشر إنما صار شرا لانقطاع نسبته وإضافته إليه تعالى وهنا ك خاصية دقيقة النفي المجمل والاثبات المفصل كان تمدح احد تقول ليس بخيلا ولا لئيما ولا مجرما .... هذا ليس مدحا. في كمال الادب مع الله عز وجل ان تنفي عنه النقص اجمالا وان تثبت كمالاته تفصيلا هو رحيم ودود غني لطيف .... بارك الله فيك على الطرح موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية . |
من مواضيعي في الملتقى
|
|
12-07-2010, 02:23 AM | #3 | ||
أبو جبريل نوفل
|
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله في حسناتك و أحسن الله اليك على هذا الموضوع المبارك في الرد على شبه الشكاكين |
||
من مواضيعي في الملتقى
|
|||
12-07-2010, 11:13 AM | #4 | |
|
وفيك يبارك الله أخي الكريم إبن الواحة جزاك الله خيراً على الإضافة الطيبة وفيك يبارك الله أخي الكريم المجاهد جزاك الله خيراً بإطلالتك الطيبة بالموضوع وهدانا الله وإياكم لخير القول وخير العمل |
|
من مواضيعي في الملتقى
|
||
12-07-2010, 02:07 PM | #5 |
|
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
|
من مواضيعي في الملتقى
|
|
12-15-2010, 06:42 PM | #6 | |
|
وفيك يبارك الله أخي الفاضل سررت بإطلالتك بالموضوع جزاك الله خير الجزاء وأسعدك في الدارين |
|
من مواضيعي في الملتقى
|
||
|
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
لماذا حرَّم الله الربا؟ | almojahed | ملتقى الآداب و الأحكام الفقهية | 5 | 10-07-2018 05:37 PM |
يامسلمين لماذا خلقنا الله الشيخ : عبد الله بن عبد العزيز | ابدأ بنفسك | ملتقى الصوتيات والمرئيات والفلاشات الدعوية | 3 | 03-09-2013 10:16 PM |
لماذا قال الله ....؟ | عبده نصار | ملتقى القرآن الكريم وعلومه | 5 | 03-09-2013 01:24 AM |
لماذا يجب أن نحب الرسول صلى الله عليه وسلم؟؟؟ | ابو عبد الرحمن | قسم السيرة النبوية | 20 | 09-17-2012 03:00 PM |
|