المناسبات | |
|
|
12-11-2017, 07:45 PM | #1 | |
مشرفة ملتقى الأسرة المسلمة
|
الخوف من الله عز وجل
*الخوف من الله عز وجل الخطبة الأولى أما بعد: فاتقوا الله حق تقواه، فمن اتقاه خَشِيَهُ وسلك طريق رضاه. عباد الله: إن الخوف من الله من المقامات العليّة وهو من لوازم الإيمان، قال الله تعالى: ﴿وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾ وقال: ﴿فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي﴾، وقال: ﴿إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ﴾، وفي صحيح مسلم أنه صلى الله عليه وسلم قال: ((وَاللَّهِ إِنِّي لأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَخْشَاكُمْ لِلَّهِ وَأَعْلَمَكُمْ بِمَا أَتَّقِي )) وروى أحمد: ((فَوَاللَّهِ إِنِّي أَخْشَاكُمْ لِلَّهِ وَأَحْفَظُكُمْ لِحُدُودِهِ)). وكلما كان العبدُ أقربَ إلى ربه كان أشدَّ خشية، فقد وصف الله الملائكة بقوله: ﴿يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ﴾، وقال عن الأنبياء: ﴿الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ﴾. فالخوف من الله من سماتِ المؤمنين وصفاتِ المتقين، وسبيلٌ لمن ابتغى النجاة في الآخرة. وإذا سكن الخوفُ من الله في القلبِ أحرق مواضعَ الشهوات فيه، وطرد حُبَّ الدنيا عنه، وكلُّ قلبٍ ليس فيه خوفٌ من الله فهو قلب خَرِب. أيها المسلمون: من فقد الخوفَ من الله خاض في المعاصي، وتملكته الشهوات، ووقع في الشبهات، وأكل الحرام، وارتكب الكبائر، وقلَّ أمْرُهُ بالمعروف ونهْيُهُ عن المنكر. إذا فارقَ الخوفُ القلوبَ أجدبت، ثم اسودت وأظلمت وقست وتحجرت، فلا تتأثرُ بموعظة، ولا تنتفع بتذكرة؛ فما الخوف من الله إلا مفتاحٌ يفتح الله به قلوباً غُلفا، وأعيُناً عُميا، وآذَاناً صُمَّا. عباد الله: لقد أمر الله جل وعلا بالخوف منه، وأثبت الإيمان للخائفين فقال تعالى: ﴿إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾. وعن عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: سَأَلْتُ رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ هَذِهِ الْآيَةِ: ﴿وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آَتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ﴾ قَالَتْ عَائِشَةُ أَهُمْ الَّذِينَ يَشْرَبُونَ الْخَمْرَ وَيَسْرِقُونَ؟، قَالَ: (( لَا يَا بِنْتَ الصِّدِّيقِ وَلَكِنَّهُمْ الَّذِينَ يَصُومُونَ وَيُصَلُّونَ وَيَتَصَدَّقُونَ وَهُمْ يَخَافُونَ أَنْ لَا يُقْبَلَ مِنْهُمْ أُولَئِكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ)). وعَنْ أَبِي أُمَامَةَ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ((لَيْسَ شَيْءٌ أَحَبَّ إِلَى اللَّهِ مِنْ قَطْرَتَيْنِ وَأَثَرَيْنِ، قَطْرَةٌ مِنْ دُمُوعٍ فِي خَشْيَةِ اللَّهِ، وَقَطْرَةُ دَمٍ تُهَرَاقُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَأَمَّا الْأَثَرَانِ فَأَثَرٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَأَثَرٌ فِي فَرِيضَةٍ مِنْ فَرَائِضِ اللَّهِ)). أحبتي في الله: لقد ذكر الله جل وعلا في كتابه الكريم شدةَ عذابِه وقوَّةَ بطشه وسرعةَ أخذِهِ وأليمَ عقابِه، وما أعد من العذاب والنكال لمن عصاه واتبع هواه، وذكر النار وأحوالها وأهوالها، وما فيها من الزقوم والضريع والحميم والسلاسل والأغلال، ليعرف العبادُ ربَّهم ويعرفوا قُدرتَه، فيخشَوْهُ ويخافوه ويتقوه. إن كتاب الله مليء بالآيات والمواعظ، ولكنْ لا يتعظُ بها إلا الخائفون، ﴿وَأَنْذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْ يُحْشَرُوا إِلَى رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُمْ مِنْ دُونِهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ﴾. ويرسل الله الآياتِ مع الأنبياء عليهم السلام تخويفا للعباد، قال تعالى: ﴿وَآَتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِهَا وَمَا نُرْسِلُ بِالْآَيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا﴾. وكذلك الآياتُ الكونية كالبرق والرعد وغيرها، قال تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنْشِئُ السَّحَابَ الثِّقَالَ*وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلَائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ﴾، وكذلك الخسوف والكسوف قال صلى الله عليه وسلم: ((إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لاَ يَكْسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلاَ لِحَيَاتِهِ وَلَكِنَّهُمَا مِنْ آيَاتِ اللَّهِ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِمَا عِبَادَهُ)). معاشر المؤمنين: إن الخوف إذا سكنِ القلبَ أثَّرَ في الجوارح، فيُثمرُ عملاً صالحا، وقولاً حسناً، وسلوكاً قويما، وفعلاً كريما، فتخشعُ الجوارحُ، وينكسرُ الفؤادُ، ويرِقُّ القلبُ، وتزكُو النفسُ، وتجودُ العين. ومن ثمراته العظيمة في الدنيا: أنه من أسبابِ التمكينِ في الأرض، وزيادةِ الإيمان والطُّمأنينة، قال عز وجل: ﴿وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُمْ مِنْ أَرْضِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ*وَلَنُسْكِنَنَّكُمُ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِهِمْ ذَلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ﴾. كما أنه يبعث على العمل الصالح الخالص اثبت وجودك .. تقرأ وترحل شارك معنا برد أو بموضوع |
|
من مواضيعي في الملتقى
|
||
|
|
|
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
حسن الظن بالله تعالى | الهودج القوي | ملتقى الأسرة المسلمة | 2 | 11-04-2018 05:27 PM |
روعة الثقة بالله | الاميرة | ملتقى الحوار الإسلامي العام | 7 | 06-15-2012 10:46 PM |
حسن الظن بالله تعالى | الهودج القوي | ملتقى الأسرة المسلمة | 3 | 05-08-2012 11:13 PM |
حسن الظن بالله | عبق الجنان | ملتقى الأسرة المسلمة | 11 | 05-08-2012 11:11 PM |
(( لـآ حؤل و لـآ قؤة إلـآ بالله ----~)) | ابوتحرير الفلسطيني | قسم الإعجاز العلمي في القرآن والسنة | 8 | 05-03-2012 06:40 PM |
|