المناسبات | |
|
|
09-19-2016, 01:31 AM | #1 |
|
الفريضة الغائبة ﴿فإذا قرأناه فاتبع قرآنه﴾
@font-face { font-family: "Cambria Math"; }@font-face { font-family: "Calibri"; }@font-face { font-family: "Simplified Arabic"; }p.MsoNormal, li.MsoNormal, div.MsoNormal { margin: 0cm 0cm 10pt; line-height: 115%; font-size: 11pt; font-family: "Calibri","sans-serif"; }p.MsoFootnoteText, li.MsoFootnoteText, div.MsoFootnoteText { margin: 0cm 0cm 0.0001pt; text-align: right; direction: rtl; unicode-bidi: embed; font-size: 10pt; font-family: "Times New Roman","serif"; }span.MsoFootnoteReference { vertical-align: super; }span.NotedebasdepageCar { font-family: "Times New Roman","serif"; }.MsoChpDefault { }.MsoPapDefault { margin-bottom: 10pt; line-height: 115%; }div.Section1 { }
الفريضة الغائبة ﴿فإذا قرأناه فاتبع قرآنه﴾([1]) حكمة الترتيب القرآني .. ضحية تاريخية والقرآنُ الكريم هو أساسُ الأمَّة الإسلامية؛ ومصدَرُ تشريعها؛ ودليلُها في أيِّ تحرُّك أو بناءٍ؛ وهو سببُ عزِّها إذا عَمِلَت به؛ وذُلِّها إذا أعرَضَت عنه .. والعملُ بالقرآن يعني تطبيق أمره والتزام نهيه الواردين في الآيات القرآنية. وهذا اقتَضَى النَّظَر فيه لمعرفة هذا الأمر وهذا النَّهي، واستنباط الأحكام لدى الحالات الجزئية والطَّوارئ المستجدَّة. وقد تأسَّس عن ذلك علمان عظيمان هما علمُ التَّفسير وعلمُ الأحكام الشَّرعية أو علم الفقه، وكانا الأساس والضَّروري من جُملة العُلوم التي تعاطَى لها المسلمون عبر التاريخ؛ والتي لا يمكن أن يتجاوَزَ تعلُّمُها أيَّ طالبِ علمٍ فضلاً عن عالم. لكن هذين العلمين ظلاَّ عبر التاريخ يتناوَلُ فيهما العلماء النُّصوص القرآنية مُستقلَّةً ومَعزولةً عن بعضها على خلفية أنها مُتمايزة أصالةً ... فكان علمُ التَّفسير ينظُرُ إلى الآية مُستقلة ومعزولة عن باقي الآيات في الأغلب؛ وظَلَّت هاته خاضعَةً في تأويلها لهيمنة سُلطة التَّفسير المأثور عن سبب النُّزول والتَّفسير المأثور عن أقوال الصّحابة والتابعين. كما أن علم الأحكام الشَّرعية ظلَّ عبر التاريخ يُعنى باستنباط الأحكام من الآيات مُستقلَّةً ومعزولَةً عن بعضها باعتبارها مُتمايزة ... وإنَّ هذا المأخذ وهذا الحمل للقرآن الكريم فاقَمَ من النَّظرة التَّجزيئية والتَّعضينية([3]) له؛ وكرَّسَ النَّظر إليه دائماً على أساس وقائع السِّيرة النبوية وأسباب النُّزول؛ وعلى أساس أقوال كلّ مَن يندرجُ في إطار السَّلف مِن صحابةٍ وتابعين وأئمَّة ومفسِّرين وفُقهاء، والتَّسليم بآرائهم أقوالاً مُصاحبَةً للنَّص القرآني ومُلازِمَة له في فَهمِه وتفسيرِه وتطبيقِه ... الشَّيء الذي غطَّى _عبر التاريخ_ قضيَّة ترتيب القرآن الكريم كما هو بين أيدينا في المصحف الموروث؛ وحَجَب معرفة الحكمة الثاوية وراء هذا التَّرتيب؛ واستنباط المعارف والأحكام على ضَوئه؛ بل وأبهَمَ وغرَّب بِنيَتَه ومِعمارِيَّتَه؛ ولم نكن بهذا منتبهين إلى الأمر الرباني ﴿فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ﴾ الذي حمله قوله تعالى:﴿فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ﴾([4]) من سورة القيامة . فكلمة ﴿قَرَأْنَاهُ﴾ في هاته الآية ليست تعني "التلاوة" كما يظنُّ الجمهور من العلماء والمفسرين[5]؛ وإنما تعني:"رتبناه" ؛ إذ إذا رَجَعنا إلى أصل الكلمة في الوضع اللغوي نجدُها تعني: الجمع والضّم في نظامٍ وترتيب ؛ وسمِّيَت القراءةُ قراءةً لأنها جمعٌ للحروف على نسقٍ معيَّن ؛ فهي استعمالٌ فرعيٌّ لا غير . وبالمثل عبارة:﴿فاتَّبِعْ قُرْآنَهُ﴾ ستعني:"اتبع ترتيبَه الذي رتَّبناه به"؛ وذلك سواءً في التلاوة أو في العمل والتَّطبيق ؛ وليس يعني "استمع له وأنصت" كما يقولون . فالآيةُ تأمُر المبلَّغين باتباع التَّرتيب النَّصي القرآني ؛ وهذا الاتباع يكون في الفَهم والعمَل والتَّطبيق أوَّلا قبل أن يكون في التِّلاوة ؛ إذ التلاوةُ إنما مقصودةٌ بالتّبع لا بالأصالة ؛ ذلك أنَّ الأمر في القرآن متوجِّهٌ إلى الفَهم والعمَل أوَّلاً . وإنَّ هذا يتوقَّفُ على رُؤية النِّظام العلمي والنَّسق الموضوعي الذي ينتسِقُ الآيات والسُّوَر على ما هي عليه من التَّرتيب . إنَّ عَدَم وُقوف المسلمين على حكمة ترتيب القرآن الكريم الموضوعية ؛ واعتقاد أنَّ سُوَر القرآن مستقلَّةٌ عن بعضِها معنى وابتداءً _كما زعم الإمام الشاطبي من قبلُ_ ؛ وأنَّ القرآن بلا معمارية وبنية معقولة _كما زَعَم الدكتور محمد عابد الجابري_ اليوم ؛ سيفوِّتُ عليهم أحد أكبر الفوائد التي بثَّها الله لهم في قرآنه الكريم ؛ إذ لا يمكن أن يخلو أمرٌ رباني عن فائدة أو فوائد ؛ ومن بين هاته الفوائد أذكر: ضياع الخطَّة الدَّعوية والتَّربوية والعُمرانية التي يريدُ الله للمسلمين الاهتداء بها ؛ وأذكر أيضًا: النِّظامُ في الحياة ؛ والنَّسقية في النَّظر ؛ والانسجام بين العمل والاعتقاد ؛ وعدَم المُفارقة بين القول والسُّلوك ... ولعلَّ الواقع الذي تعيشُه الأمَّة الإسلامية اليوم يُؤكِّد هذا الكلام ... فكم بين سلوكنا وقولنا؛ واعتقادنا وعملنا ؛ وأين مصداقُ النَّسقية في نظَرنا وتفكيرنا وتدبيرنا في دوامة الحراك العالمي الاجتماعي والسياسي والاقتصادي اليوم ؛ وأين النِّظام .. واأسفاه على النِّظام !!... وثم لا تسأل عن خُطّتنا في الدَّعوة والتَّربية والعُمران !!... .. وبعد ؛ إذا لم يَصدُر التَّغيير من القرآن بالتفاتنا إلى الحكمة في ترتيبه الموضوعي ونظامه العلمي ؛ فلا أرانا نتغيَّر إلى أن يرث الله الأرض ومَن عليها ... والسلام على من اتَّبَع الهدى ... [1]_القرآن الكريم. برواية حفص عن عاصم الكوفي، مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، بإشراف وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، المدينة المنورة_السعودية 1424هـ، سورة:القيامة. الآية:18. [2]_ سورة:الجن. الآية:01. [3]_أشير هنا إلى قوله تعالى:﴿كَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى الْمُقْتَسِمِينَ الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ﴾. (سورة:الحجر. الآيتان:90_91). وهاته الآية _كما هو معلومٌ_ نزلت في المشركين الذين قطَّعوا القرآن، وفرَّقوه، وجعلوه على أصنافٍ وأوصافٍ مختلفة (شعر وجنون وافتراء وأساطير الأولين وكهانة وإملاءات)؛ إذ التَّعضين هو التَّفريق. قال القرطبي في تفسيره لدى هاته الآية:"وواحدُ العِضِين عضَةٌ، من عَضَيت الشيءَ تعضيةً أي فرقته، وكلّ فرقة عضَةٌ". ووجه الاستشهاد بها هنا أنه لا يجدر بالمؤمنين أن ينظروا إلى النص القرآني على أنه آيات متفرقة ومستقلة عن بعضها؛ لا ينظمها ناظم، ولا ينتسقها نسق. بله إنه لا يجدر بهم _من باب أولى_ الإيمان ببعض الآيات والتسليم بها والكفران ببعضٍ آخر ونكرانه كما فعل أهل الكتاب. [4]_ سورة:القيامة. الآية:18. [5]وإن هذا الكلام وهذا النقد لا يقلل من تقديري للعلماء والمفسرين ؛ فلهم السّبق في الخير ؛ وبناؤنا إنما يأتي على أساس ما شيَّدوه هم . اثبت وجودك .. تقرأ وترحل شارك معنا برد أو بموضوع |
09-19-2016, 04:14 PM | #2 | |
مشرفة ملتقى الأسرة المسلمة
|
بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
جزاكم الله خيرا وقفة مع آية 🖋 ( ثُم السبيل يسّره ) الأصل في كل دروب الحياة هو اليُسر.. العُسر طارئ وسيرحل .. الطريق المسدودسيفتحه الفتّاح .. أمورك المعوّجةستستقيم .. أنتَ ملكٌ لله .. فليطمئن قلبك! من اعتنى بك وأنت بين لحم ودم لا تملك صوتاً ولا حيلة ! لن يضيعك وأنت تقول : يارب كن بي رحيماً :"! |
|
من مواضيعي في الملتقى
|
||
|
|
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
فإذا عزمت فتوكل على الله.. | آمال | قسم تفسير القرآن الكريم | 10 | 03-19-2019 06:00 PM |
استوى الناس في العافية فإذا نزل البلاء تباينوا | ابو عبد الرحمن | ملتقى عقيدة أهل السنة و الجماعة | 5 | 09-18-2018 04:41 PM |
انتبه !! فهذا لم يحدث في عهد النبي صلى الله عليه وسلم !! | almojahed | قسم السيرة النبوية | 32 | 10-26-2015 10:07 PM |
|