المناسبات | |
|
|
01-31-2018, 08:20 PM | #31 | |
مشرفة ملتقى الأسرة المسلمة
|
ولما ذكر هذه الحقوق ذكر حق الشهادة التي هي من أعظم الحقوق يقول الله فيها (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ) ولو كانت هذه الشهادة على نفسك تصادمت أنت وواحد في الطريق وتعرف من نفسك أنك أنت المخطئ فنزلت لكن إذا اعترفت مع أن الظاهر لرجل المرور أنه ممكن تخفف المصيبة أو تقلبها على خصمك، لو اعترفت لزمك ثلاثين ألف ريال ماذا تفعل؟ قال الله (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا) لا تشهد لأحد لفقره أو حتى لغناه بل اشهد لله وقم بحق الشهادة صادقا بغض النظر عن القرابات وبغض النظر عن المصالح وبغض النظر عن أي اعتبارات أخرى إلا أن تقوم بالشهادة لله عز وجلّ.
|
|
من مواضيعي في الملتقى
|
||
02-01-2018, 06:47 PM | #32 | |
مشرفة ملتقى الأسرة المسلمة
|
وتستمر الآيات بهذا المنوال ويذكر الله ما فعل اليهود بالحقوق قال الله عز وجلّ (وَرَفَعْنَا فَوْقَهُمُ الطُّورَ بِمِيثَاقِهِمْ) (وَقُلْنَا لَهُمُ ادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا) (وَقُلْنَا لَهُمْ لَا تَعْدُوا فِي السَّبْتِ) (فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِمْ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَقَتْلِهِمُ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ) إلى أن تختم السورة بقول الله عز وجلّ (يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالَةِ) الكلالة هو الرجل الذي يموت لا والد له ولا ولد وإنما تكلله النسب ليس له إلا إخوة وبنو عمّ فهذا يسمى كلالة ففي هذه الحالة التي لا يكون للإنسان فيها لا والد ولا ولد لا أصل ولا فرع كيف يكون الإرث؟ (إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ وَلَهُ أُخْتٌ فَلَهَا نِصْفُ مَا تَرَكَ) ويؤكد هنا على حق المرأة في هذا الإرث ولو كان كثيرا (فَإِنْ كَانَتَا اثْنَتَيْنِ فَلَهُمَا الثُّلُثَانِ) (وَإِنْ كَانُوا إِخْوَةً رِجَالًا وَنِسَاءً فَلِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوا وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) عندما تنظر هذه النظرة الإجمالية للسورة وتعيد قرآءتها تنظر كيف اعتنت هذه السورة بالحقوق حق الله وحق عباده اعتبارا بالضعفاء والنساء وغيرهم فإنك ستقرأ السورة بشكل آخر وتفهم منها معاني قد لا تكون فكرت بها قبل ذلك.
|
|
من مواضيعي في الملتقى
|
||
02-02-2018, 06:33 PM | #33 | |
مشرفة ملتقى الأسرة المسلمة
|
سورة المائدة
حديثنا حول سورة المائدة، هذه السورة الكريمة هي سورة العقود كما سماها بعض العلماء وذلك أنها افتتحت بهذا المعنى العظيم قال الله عز وجلّ (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ) فمدار هذه السورة كلها من أولها إلى آخرها على الوفاء بالعقود سواء من ذلك ما اتصل بتوحيد الله عز وجلّ فالتوحيد أعظم عقد بين العبد وبين ربه جلّ وعلا، وهذه الكلمة التي ينطقها كل واحد منا فيقول (أشهد أن لا إله إلا الله) هي أعظم عقد تعقده في حياتك كلها وأعظم صفقة تكون بين اثنين هي هذه الصفقة أن تعلن بأنك لا تعبد ولا تستسلم ولا تتحاكم ولا تحكّم إلا الله سبحانه وتعالى، لا تؤمن بأحد ربًا ولا مشرّعًا ولا إلهًا إلا الله سبحانه وتعالى وتلتزم بذلك. ولذلك المشركون لما دعاهم النبي الله صلى الله عليه وسلم إلى أن يقولوا (لا إله إلا الله) يقولوا هذه الكلمة أبوا، لو كانت كلمة لا معنى تحتها ولا عقد فيها لقالوها ولكن يعلمون أنهم إذا قالوها يجب عليهم أن يلتزموا بكل ما فيها لذلك رفضوا وأبوا (أَجَعَلَ الْآَلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ ﴿٥﴾ ص) فأعظم العقود هو عقد التوحيد. ثم شرائع الإسلام كلها عقود: الصلاة عقد، أركان الإسلام عقود، البيع والشراء عقد، حفظ النفوس عقد، حفظ الأموال عقد، التحاكم إلى شرع الله عقد يجب الوفاء به والحرص عليه والقيام به وتأديته، كل هذه جاءت في هذه السورة الكريمة مع التأكيد على أن الله قد أخذ علينا العهد والميثاق أن نوفي بهذه العقود ونقوم بها حق القيام ولذلك قال هنا (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ) |
|
من مواضيعي في الملتقى
|
||
02-03-2018, 05:58 PM | #34 | |
مشرفة ملتقى الأسرة المسلمة
|
ثم بدأ بشيء لا يتوقعه الناس قال (أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الْأَنْعَامِ إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ) فالله أحل لنا بهيمة الأنعام فلا يجوز لأحد أن يفتري على الله الكذب ويحرّم شيئا لم يحرمه الله لأن هذا يخالف العقد الذي بينك وبين الله، أنه لا يحق لأحد أن يحلل أو يحرم إلا الله بمقتضى قولك (لا إله إلا الله) فأنت إذا قلت لا إله إلا الله قد رضيت بأن الحكم كله لله (إن الحكم إلا لله) ولا يجوز لأحد كائنا من كان أن يكون مشرّعا مع الله عز وجلّ. قال (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهِ وَلَا الشَّهْرَ الْحَرَامَ وَلَا الْهَدْيَ وَلَا الْقَلَائِدَ وَلَا آَمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ) كل ذلك لأنه إخلال بالعقد الذي بينك وبين ربك. ثم بيّ، الله ما هي المحرّمات لأن المشركين قد توسعوا في هذا الباب كما جاء في سورة الأنعام (وَجَعَلُوا لِلَّهِ مِمَّا ذَرَأَ مِنَ الْحَرْثِ وَالْأَنْعَامِ نَصِيبًا فَقَالُوا هَٰذَا لِلَّهِ بِزَعْمِهِمْ وَهَٰذَا لِشُرَكَائِنَا) [الأنعام: 136] وصاروا يفترون على الله الكذب وهنا في سورة المائدة (مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلَا سَائِبَةٍ وَلَا وَصِيلَةٍ وَلَا حَامٍ) هذه الأشياء التي افتريتموها على الله ما جعلها الله وما أذِن لكم بأن تجعلوها فلا يحل لكم أن تفتروا الله الكذب ولذلك قال هنا (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلَامِ) هذه هي المحرّمات فإياكم أن تفتروا على الله الكذب فتحرّموا شيئا لم يحرّمه الله. ولما ذكر هذه المحرمات بيّن ما يحلّ لنا من الأطعمة والأنكحة فقال سبحانه (يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ) كل الطيبات حلال لنا بدءًا من الماء وانتهاءً بآخر فاكهة نسمع بها في هذه الحياة ما دامت من الطيبات التي لا تضر فإنها حلّ لنا بمقتضى قوله (يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ). ثم ذكر المنكوحات فقال (الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ). ثم ذكر الطهارة فهي عقد أيضا يجب عليك أن تستلزم بها في الحر والبرد، في العسر واليسر، في المنشط والمكره ومنه غسل الجنابة.
|
|
من مواضيعي في الملتقى
|
||
02-04-2018, 07:12 PM | #35 | |
مشرفة ملتقى الأسرة المسلمة
|
بعدما انتهى من هذه المقدمات اليسيرة التي تمثل نماذج لهذه العقود التي بين العبد وبين ربه اسمعوا ماذا قال الله لتتأكدوا أن هذه السورة سورة العقود والعهود والمواثيق قال الله عز وجلّ لأمّتنا (وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمِيثَاقَهُ الَّذِي وَاثَقَكُمْ بِهِ إِذْ قُلْتُمْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ﴿٧﴾) قد اعترفتم بأن بينكم وبين ربكم عهدًا وميثاقًا فإياكم أن تخلّوا بهذا العهد والميثاق وقد قلتم معترفين (سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا) فنحن نطالبكم بمقتضى هذا الاعتراف بالسمع والطاعة وذكر الله عقيدًا عظيمًا جاء في سورة النساء وجاء هنا (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ) هذا من العقود العظيمة التي تهتز عندها النفوس الضعيفة (وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا) حتى من تبغضون من أعدائكم لا تتخلفوا عن العدل والشهادة بالقسط والحق ولو مثقال ذرة. لو جاءك مسلم ويهودي يشتكيان في أرض، اليهودي له قطعة مقدارها مئة متر والمسلم عنده قطعة مقدارها مليوم متر وقد أخذ المسلم من اليهودي مترًا واحدًا فلا تمالئ هذا المسلم وتقول هذا يهويد يستحق أن أظلمه، لا، العدل قيمة مطلقة واجبة في كل حال لكل أحد.
|
|
من مواضيعي في الملتقى
|
||
02-05-2018, 07:04 PM | #36 | |
مشرفة ملتقى الأسرة المسلمة
|
ثم انتقل ربنا سبحانه وتعالى إلى العهد الذي أُخذ على بني إسرائيل، انتهى من أمة محمد، قال (وَلَقَدْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَبَعَثْنَا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا) لتأكيد ذلك العهد (وَقَالَ اللَّهُ إِنِّي مَعَكُمْ) إذا قمتم بهذا العهد (لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلَاةَ وَآَتَيْتُمُ الزَّكَاةَ وَآَمَنْتُمْ بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَلَأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ فَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ) فماذا فعل اليهود؟ نقضوا العهد، قال الله عز وجلّ (فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ) نسوا شيئًا من الشرع الذي أوحي إليهم وأُنزل عليهم ولا تزال يا محمد (وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ) يخونون وينكثون العهد (إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ) وهذا من عدل القرآن، هناك جماعة من اليهود لم يحصل منهم شيء قال الله (فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)
|
|
من مواضيعي في الملتقى
|
||
|
|
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
تابع حصري القرآن الكريم المصحف كامل لعدة شيوخ ملتقى أحبة القرآن | خالددش | ملتقى الصوتيات والمرئيات والفلاشات الدعوية | 10 | 01-07-2019 06:58 AM |
حصري القرآن الكريم المصحف كامل لعدة شيوخ ملتقى أحبة القرآن | خالددش | ملتقى الصوتيات والمرئيات والفلاشات الدعوية | 27 | 01-05-2019 01:07 PM |
مقاصد سورة البقرة | nejmstar | قسم تفسير القرآن الكريم | 2 | 12-23-2012 09:57 PM |
مقاصد سورة التوبة | nejmstar | قسم تفسير القرآن الكريم | 1 | 12-18-2012 08:39 PM |
مقاصد سورة الفاتحة | nejmstar | قسم تفسير القرآن الكريم | 1 | 12-11-2012 09:55 PM |
|