المناسبات | |
|
|
04-01-2018, 04:50 PM | #91 | |
مشرفة ملتقى الأسرة المسلمة
|
ثم تأتي السورة بالبشارة لأولئك الذين أرجئ أمرهم جاؤوا يعتذرون ويعترفون بذنبوهم وسبب تخلفهم عن الجهاد ويصدقون في كلامهم (لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِنْ بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ﴿١١٧﴾) هذا الصنف الأول ممن تاب الله عليهم والصنف الثاني (وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا) وهم الذين تخلفوا ثم جاؤوا لرسول الله وأبلغوه الحقيقة ولم يكذبوا، تاب على الثلاثة (وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لَا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ﴿١١٨﴾) تكرار كلمة التوبة في هذه السورة الشديد القوية المقشقشة الحافرة المبعثرة الكاشفة سورة العذاب يأتي التذكير بالتوبة لئلا يقطع الله بين عباده وبين رجائه والفوز برحمته. ولما ذكر حال هؤلاء الصادقين الذين صدقوا مع رسول الله رغّبنا نحن أن نكون مع الصادقين فقال (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ﴿١١٩﴾) الذين يصدقون ولو كان في الصدق ضرر عليهم لكن في الصدق في الباطن هو قربة من الله.
ثم عاد مرة أخرى كما بدأ في أول السورة ذكر فضائل الجهاد وذكر في آخر السورة فضائل الجهاد على طريقة القرآن في المثاني يذكر الشي ثم يعيده مرة أخرى لأن طبيعة النفس الإنسانية تنسى وتغفل قال الله عز وجلّ (مَا كَانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ أَنْ يَتَخَلَّفُوا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ وَلَا يَرْغَبُوا بِأَنْفُسِهِمْ عَنْ نَفْسِهِ) لماذا لا يرغبون بأنفسهم عن نفسه؟ لأنهم سيحصل لهم من الأجور ما لا يحصلونه في غير الجهاد (ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ) إذا خرجوا معك (لَا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلَا نَصَبٌ وَلَا مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَطَئُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلَا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ) من حين ما يخرج المجاهد من أول ما يغادر باب بيته يبدأ عداد الحسنات حتى لو يجلس يعمل شاي أو قهوة ليشرب تكتب له حسنات عند الله، يصعد جبلا يكتب له، ينزل واديًا يكتب له يستريح يكتب له عداد الحسنات مستمر حتى يرجع إلى بيته مرة أخرى أو ينال ما كتب الله له من الشهادة. قال الله عز وجلّ (وَلَا يُنْفِقُونَ نَفَقَةً صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً وَلَا يَقْطَعُونَ وَادِيًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿١٢١﴾) |
|
من مواضيعي في الملتقى
|
||
04-02-2018, 06:04 PM | #92 | |
مشرفة ملتقى الأسرة المسلمة
|
وهذا الحثّ قد يجعل كل المؤمنين ينفرون في الجهاد سبيل الله فلا يبقى أحد، قال الله لا، انتبهوا، أنا حثثتكم على الجهاد وأمرتكم به وبيّنت لكم فضيلته لكن لا يسعكم جميعًا أن تخرجوا إليه لأنكم لو خرجت إليه جميعًا لتعطلت المصالح وغزيت البلدان وحصل ضرر ببقية أهل الإسلام (وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ) تبقى طائفة تتفقه في الدين تتعلم تحمي البلاد حتى إذا رجع المجاهدون فقهوا إخوانهم وعلموهم دينهم.
ولما ذكر قتال أهل الكتاب في هذه السورة قد يظن أن هذا القتال لمن كان داخل جزيرة العرب، قال الله عز وجلّ (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ) يعني الروم وغيرهم من أهل الكتاب، يلونكم، ليسوا داخل جزيرة العرب (وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً) ولذلك لما نزلت هذه الآيات شرع النبي صلى الله عليه وسلم في تجهيز جيش أسامة بن زيد ومات عليه الصلاة والسلام ولم ينطلق جيش أسامة فكان أول قرار اتخذه أبو بكر الصديق رضي الله عنه تسيير جيش أسامة لأنه لواء عقده رسول الله لا يمكن أن يُحل وخرج أسامة رضي الله عنه إنفاذا لهذه الآية. |
|
من مواضيعي في الملتقى
|
||
04-03-2018, 07:23 PM | #93 | |
مشرفة ملتقى الأسرة المسلمة
|
انتهى من الجهاد وذكره بدأ يبين أن هذا القرآن الذي نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم من يزداد به إيمانًأ ومنهم من ينقص. أود أن تتأملوا أن كل سورتين تشكل قضية واحدة، البقرة وآل عمران، النساء والمائدة، الأنعام والأعراف، الأنفال والتوبة، ارجعوا إلى الأنفال ستجدون (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴿١﴾ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آَيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا) هذا في أول الأنفال وفي آخر التوبة (وَإِذَا مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا فَأَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ ﴿١٢٤﴾ وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَى رِجْسِهِمْ وَمَاتُوا وَهُمْ كَافِرُونَ ﴿١٢٥﴾ أَوَلَا يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عَامٍ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ لَا يَتُوبُونَ وَلَا هُمْ يَذَّكَّرُونَ ﴿١٢٦﴾ وَإِذَا مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ نَظَرَ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ هَلْ يَرَاكُمْ مِنْ أَحَدٍ) هؤلاء المنافقون (ثُمَّ انْصَرَفُوا صَرَفَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ) قال الله عز وجلّ مبيًنا كيف أن هذه السورة الشديدة الغليظة على هؤلاء جاءت مع رسول رحيم رفيق فاتبعوه لتدركوا الرحمة من جميع وجوهها (لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ) عزيز عليه عنتكم ومشقتكم (حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ﴿١٢٨﴾ فَإِنْ تَوَلَّوْا) عن الإيمان (فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ)
هذه إطلالة على هاتين السورتين نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا لفهمها وكم تمنيت لو جعلنا هذه الإطلالة قبل أن نستمع إلى الآيات لأننا عندما نفهم جو السورة العام ونستمع إليها سنتلذذ بها أكثر. |
|
من مواضيعي في الملتقى
|
||
04-04-2018, 05:05 PM | #94 | |
مشرفة ملتقى الأسرة المسلمة
|
سورة هود
هذه إطلالة على هذه السورة الكريمة نفهم من خلالها عن ماذا تتحدث هذه السورة وما هو الشيء الذي تهدف إليه وماذا تريد أن توصله إلى قلب محمد صلى الله عليه وسلم وإلى قلوبنا من بعده؟. هذه السورة اسمها سورة هود وليس لها اسم آخر إلا هذا الاسم بخلاف سورة التوبة التي ذكرنا لها قرابة ثمانية عشر اسما ذكرها العلماء في كتبهم. وسورة هود هي إحدى سور (الر) وهي (الر) يونس و(الر) هود و(الر) يوسف و(الر) إبراهيم و(الر) الحجر، خمس سور ذوات (الر) كلها مقرونة بأسماء الأنبياء إلا سورة الحجر فهي باسم أمة بُعث لها نبي. هذه السورة الكريمة نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم فيما يبدو من حديث السورة العام في وقت شدة على رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث اشتد عليه الكرب وضايقه المشركون وشعر عليه الصلاة والسلام بضيق شديد من إبائهم واستكبارهم وعنادهم بل وتهديدهم له وإعراضهم عن دعوته وخوفه عليه الصلاة والسلام من أن ينزل بهم عذاب الله كما نزل بمن كان قبلهم ولذلك قال الله عز وجلّ مصورا لنا هذه الحالة التي كان عليها صلى الله عليه وسلم (فَلَعَلَّكَ تَارِكٌ بَعْضَ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَضَائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ أَنْ يَقُولُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ جَاءَ مَعَهُ مَلَكٌ إِنَّمَا أَنْتَ نَذِيرٌ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ ﴿١٢﴾) ما لك يا محمد إلا أن تبلّغهم وتنذرهم، ينزل بهم عذاب أو لا ينزل بهم، يؤمنون أو لا يؤمنون، يطلبون منك ويقترحون عليك أشياء أنت لا تلتفت إلى شيء من ذلك لا تترك شيئا مما أوحي إليك، اثبت على دينك ولذلك هذه السورة يمكن أن نسميها سورة الثبات أو التثبيت أراد الله سبحانه وتعالى أن يثبت قلب النبي صلى الله عليه وسلم بها ويقول له يا محمد انظر إلى إخوانك الأنبياء حلّ بهم من النكال والبلاء والإعراض والكبر الشيء الكثير ومع ذلك لم يدعوا شيئا من الدعوة التي دعوا إليها فكن مثلهم يا محمد واصبر على الدعوة وهذا الحق الذي آتيتك إياه. |
|
من مواضيعي في الملتقى
|
||
04-05-2018, 08:17 PM | #95 | |
مشرفة ملتقى الأسرة المسلمة
|
فهذه السورة مدارها على الصبر على لأواء الدعوة والثبات على دين الله عز وجلّ وعدم طاعة المشركين فيما يقترحونه عليك من كونهم يطلبون منك أن تتنازل عن بعض الدعوة وأن لا تشتد أو تطلب منهم أشياء هم لا يحبونها أو لا يهوونها. مما يؤكد أن هذا هو المعنى التي تدور حولها السورة يقول الله عز وجلّ (وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ نَعْمَاءَ بَعْدَ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ ذَهَبَ السَّيِّئَاتُ عَنِّي إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ ﴿١٠﴾ إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ ﴿١١﴾) ما قُدمت صبروا على عملوا الصالحات إلا في هذا الموطن لبيان أن الصبر هو المطلوب الأعظم وهو الركن الركين الذي يحتاجه النبي صلى الله عليه وسلم في دعوته.
ثم قصت السورة على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم قصص الأنبياء من قبله ففي الآية 25 يقول الله عز وجلّ (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ ﴿٢٥﴾) إذن أنت يا محمد نذير مبين كما كان أخوك نوحا نذير مبين (أَنْ لَا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ أَلِيمٍ ﴿٢٦﴾) فقابل هؤلاء دعوة نوح (فَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ مَا نَرَاكَ إِلَّا بَشَرًا مِثْلَنَا وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ) حتى أتباعك هم من سقط الناس، ما نظروا إلى جوهر الدعوة وإنما نظروا إلى أشياء أخرى وقاسوا بها الدعوة (وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ وَمَا نَرَى لَكُمْ عَلَيْنَا مِنْ فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ ﴿٢٧﴾) نحن خير منكم مالا وأهلا وعشيرة فبأي شيء تميزتم؟ إذن الدعوة لا تُتبع عندهم من أجل مصمونها الحق ولكن لأجل الأتباع والزخرف والمال وغير ذلك، هذا ما يقولونه لنوح عليه السلام. |
|
من مواضيعي في الملتقى
|
||
04-06-2018, 06:14 PM | #96 | |
مشرفة ملتقى الأسرة المسلمة
|
ثم تسترسل السورة في ذكر تفاصيل قصة نوح عليه السلام لم تذكر في موطن آخر من كتاب الله عز وجلّ إلى أن وصل نوح إلى المرحلة التي علم بها أنهم لا يؤمنون لذلك قال الله له في الاية 36 (وَأُوحِيَ إِلَى نُوحٍ أَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إِلَّا مَنْ قَدْ آَمَنَ فَلَا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ ﴿٣٦﴾ وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا وَلَا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ ﴿٣٧﴾ وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلَأٌ مِنْ قَوْمِهِ سَخِرُوا مِنْهُ قَالَ إِنْ تَسْخَرُوا مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنْكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ ﴿٣٨﴾ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُقِيمٌ ﴿٣٩﴾) ثم نزل البلاء وعمّ الطوفان ثم جاء بلاء جديد لنوح فانتبه يا محمد قد يكون البلاء الذي ينزل بك كالبلاء الذي ينزل بنوح فاصبر واثبت قد يكون البلاء في داخل بيتك ولذلك (وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا وَلَا تَكُنْ مَعَ الْكَافِرِينَ ﴿٤٢﴾ قَالَ سَآَوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ قَالَ لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ ﴿٤٣﴾) وندم نوح أشد الندامة على أن ابنه غرق مع الغارقين (وَنَادَى نُوحٌ رَبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ ﴿٤٥﴾ قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ ﴿٤٦﴾) إني أحذّرك أن تكون من هؤلاء الجاهلين هذا ليس من أهلك لأن الذي فصل بينك وبينه الدين وهو ليس على ملّتك وأنت يا محمد قد يكون عمك من الكفار قد يكون قريك من الكفار فلا تأخذك فيه لومة لائم ولا تطلب من الله الشفاعة فيه.
|
|
من مواضيعي في الملتقى
|
||
|
|
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
تابع حصري القرآن الكريم المصحف كامل لعدة شيوخ ملتقى أحبة القرآن | خالددش | ملتقى الصوتيات والمرئيات والفلاشات الدعوية | 10 | 01-07-2019 06:58 AM |
حصري القرآن الكريم المصحف كامل لعدة شيوخ ملتقى أحبة القرآن | خالددش | ملتقى الصوتيات والمرئيات والفلاشات الدعوية | 27 | 01-05-2019 01:07 PM |
مقاصد سورة البقرة | nejmstar | قسم تفسير القرآن الكريم | 2 | 12-23-2012 09:57 PM |
مقاصد سورة التوبة | nejmstar | قسم تفسير القرآن الكريم | 1 | 12-18-2012 08:39 PM |
مقاصد سورة الفاتحة | nejmstar | قسم تفسير القرآن الكريم | 1 | 12-11-2012 09:55 PM |
|