استخدم محرك جوجل للبحث في الملتقى

 

الرئيسية التسجيل البحث الرسائل طلب كود التفعيل تفعيل العضوية استعادة كلمة المرور
facebook facebook twetter twetter twetter twetter

المناسبات


   
العودة   ملتقى أحبة القرآن > ۩ ملتقى العلـــم الشرعـــي ۩ > ملتقى القرآن الكريم وعلومه > قسم تفسير القرآن الكريم
قسم تفسير القرآن الكريم يهتم بكل ما يخص تفسير القرآن الكريم من محاضرات وكتب وغيرذلك
 

   
الملاحظات
 

إضافة رد
   
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم 11-01-2016, 06:53 PM   #7
مشرفة ملتقى الأسرة المسلمة


الصورة الرمزية ام هُمام
 
الملف الشخصي:






 


تقييم العضو:
معدل تقييم المستوى: 539

ام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond repute

افتراضي

      

النداء الخامس: في فريضة الصيام وآثاره على نفس الصائم
الآية (183) من سورة البقرة
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} .

الشرح:
اعلم أيها القارئ أو السامع أنك بإيمانك منادى بهذا النداء الإلهي، وإنه لشرف لك وأي شرف فأصغ بأذنك تسمع، وأحضر جميع أحاسيسك وافهم، ووطن النفس على أن تعمل بما تعلم فإن في ذلك لحاقك بعظماء العباد، فقد روى مالك في الموطأ (أن من علم وعمل بما علم وعلمه غيره دعي في السماء عظيما) هذا النداء الموجه للمؤمنين والمؤمنات يحمل فرضية صيام رمضان، ولما كان في الصوم مشقة؛ لأن ترك المعتاد من الأكل والشرب شاق على النفس، لذا هونه الله تعالى على عباده المؤمنين بقوله: {كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ} أي المؤمنين الأولين أتباع الرسل عليهم السلام. وهذا على حد قول العامة: " المصيبة إذا عمت خفت ".
والصيام معناه: الإمساك عن الأكل والشرب والجماع، وذلك من طلوع الفجر إلى غروب الشمس بنية الصيام، وقد بين تعالى شهر الصيام بقوله {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ} وبينه الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله: " بنى الإسلام على خمس، شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحج البيت1، وصوم رمضان " ومن رحمة الله بعباده المؤمنين أن للمريض والمسافر أن يفطرا ويقضيا ما افطراه يوم الشفاء، والعودة إلى البلد كما أن الحائض والنفساء تفطران وتقضيان بعد الطهارة من الحيض ودم النفاس؛ إذ قال تعالى: {فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ} وأما المريض الذي لا يرجى برؤه، والشيخ الكبير الهرم فإنهما لا يصومان ويطعمان من كل يوم مدا من طعام للفقراء والمساكين.
واعلم أيها القارئ أن الصيام من أفضل العبادات، وأعظمها أجرا؛ فقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم " أن خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك" والخلوف رائحة الفم المتغيرة بطول الصيام، وقال صلى الله عليه وسلم: " من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه" ورغب رسول الله صلى الله عليه وسلم في صيام ستة أيام من شوال، وصيام التاسع والعاشر من شهر المحرم، ويوم التاسع من شهر ذي الحجة وهو يوم عرفة، فقال صلى الله عليه وسلم " صيام عاشوراء يكفر ذنوب سنة، وصيام يوم عرفة يكفر ذنوب سنتين الماضية والآتية " ورغب في صيام ثلاثة أيام من كل شهر وهى الأيام البيض الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر وقال صلى الله عليه وسلم: " إنها كصيام الدهر". كما كان صلى الله عليه وسلم يصوم الاثنين والخميس.
واعلم أيها القارئ الكريم أن من أكل أو شرب أو جامع وهو صائم فسد صومه وأن من اغتاب أو نم أو سب مؤمنا بطل أجره، فاحذر مفسدات الصوم، ومبطلات أجره.
واعلم أن للصوم فوائد روحية واجتماعية وصحية، ومن الفوائد الروحية أن الصيام يعود على الصبر ويقوى عليه، ويعلم ضبط النفس ويساعد عليه ويوجد في النفس ملكة التقوى.
ومن الفوائد الاجتماعية أنه (يربى) الأمة على النظام والاتحاد وحب العدل والمساواة ويكون في الصائم عاطفة الرحمة وخلق الإحسان، كما يصون المجتمع من الشرور والمفاسد.
ومن الفوائد الصحية أنه يطهر الأمعاء، ويصلح المعدة، وينظف البدن من الفضلات والرواسب، ويخفف من وطأة السمن، وثقل البطن بالشحم. وفى الحديث الحسن "صوموا تصحوا ".
وأخيرا أيها القارئ لا تنس النية؛ فإنها شرط في صحة الصوم لقول الرسول صلى الله عليه وسلم:"لا صيام1 لمن لم يبيت الصيام بالليل" وقوله صلى الله عليه وسلم: " إنما الأعمال2 بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى" واعلم أن صيام رمضان تكفى فيه النية من أول ليلة منه إلا أن يفطر لعلة مرض أو سفر، فإنه يعيد النية ليلة بدئه الصيام.
واعلم أن من أكل أو شرب ناسيا أنه لا كفارة عليه، وأما من أكل أو شرب أوجامع متعمدا فإن عليه الفضاء والكفارة وهى صيام شهرين متتابعين أو إطعام ستين مسكينا، أو عتق رقبة إن وجدت وقدر على ذلك3.
وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين
1 رواه الترمذى.
2 رواه البخاري.

3 من فقهاء الأمة من لا يرى الكفارة على من أكل أو شرب، ولكن على من جامع فقط.1 متفق عليه
التوقيع:
بسم الله الرحمن الرحيم
  1. وَالْعَصْرِ
  2. إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ
  3. إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ
( رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ )

من مواضيعي في الملتقى

* فضل صلاة التراويح
* هل ينكر على من رآه يأكل ناسيا في رمضان
* أعلام من السلف
* إبن القيم رحمه الله
* أبوالدرداء - أيّ حكيم كان
* سلمان الفارسي -الباحث عن الحقيقة
* قوت القلوب

ام هُمام غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-01-2016, 06:57 PM   #8
مشرفة ملتقى الأسرة المسلمة


الصورة الرمزية ام هُمام
 
الملف الشخصي:






 


تقييم العضو:
معدل تقييم المستوى: 539

ام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond repute

افتراضي

      

النداء السادس: في وجوب قبول شرائع الإسلام كلها، وحرمة اتباع الشيطان
الآية (208) من سورة البقرة
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ فَإِنْ زَلَلْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْكُمُ الْبَيِّنَاتُ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}
الشرح:
إن الإسلام دين كامل ومتكامل؛ لذا هو لا يقبل الزيادة فيه، ولا يسمح بالنقص منه، إذ الزيادة فيه تبطله، والنقص منه يفسده وأقرب مثال يوضح هذه الحقيقة صلاة المغرب ثلاث ركعات فلو زيد فيها ركعة أو سجدة بطلت، كما أنه لو نقصت منها ركعة أو سجدة بطلت كذلك؛ بإجماع علماء الإسلام.
لذا فلو أن فردا من الناس قال: أنا أقبل الإسلام وأدخل فيه إلا أن ما حرمه من المطاعم والمشارب لا أحرمه، أو قال آخر: أنا أدخل في الإسلام إلا أن الصيام لا اعترف به لأنه يضعف من قوتي البدنية، أو قال أخر: أقبله إلا أنى لا أعترف بما قرره الإسلام من أن المرأة لها نصف ما للذكر في الميراث، أو قال آخر: أنا أقر بالإسلام وأدخل فيه إلا أنى لا اعترف بحكم قطع يد السارق، أو رجم الزاني المحصن. فهل يقبل الإسلام من هؤلاء؟ والجواب: لا يقبل بدا؛ وهم كافرون مخلدون في النار إن ما ماتوا على هذا الكفر.
ومثال آخر: لو أن مسلما أبا أو جدا قال: أنا لا أعترف بأن المسلم إذا دعا الأولياء أو استغاث بهم، أو تقرب إليهم بذبح أو نذر هو مشرك وأصر على ذلك فإنه كافر، وإن هو استغاث بغير الله ودعا غير الله وتقرب إلى غيره بذبح أو نذر فهو مشرك لا يقبل منه إيمان ولا إسلام، ولو صلى وصام وحج واعتمر وجاهد ورابط.
وهذا النداء الإلهي الكريم: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْم كَافَّةً وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ} هذا النداء هو الذي قرر حرمة النقص في الدين أو الزيادة فيه؛ إذ هذه الآية الكريمة نزلت في عبد الله بن سلام رضى الله عنه وكان حبرا من أحبار اليهود في المدينة، ودخل في الإسلام عن علم وقناعة، وبشر على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة لرؤيا رآها. هذا العالم رأى في بداية إسلامه أن يبقى على تعظيم السبت. وأن يقرأ بشيء من التوراة في صلاته بحجة أن السبت فرضه الله تعالى تعظيما على اليهود، وأن التوراة كلام الله تعالى، وقبل أن يفعل إستأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك، فنزلت هذه الآية تأمر المؤمن أن يدخل في الإسلام بكله، لا يبقى شيئا خارجا عنه حتى ولو كان تعظيم يوم السبت الذي كان تعظيمه شرعا وعبادة قبل الإسلام، أو تحريم لحوم الإبل وألبانها إذ كانت محرمة على اليهود، فرأى بعضهم ممن أسلموا أن يبقوا على ما كانوا عليه من تحريمها. فكانت هذه الآية الكريمة مانعة من كل ذلك ولا يسع المؤمن الحق إلا الدخول في الاستسلام الكامل لله تعالى؛ وذلك بقبول ما شرع وعدم التخير فيه بقبول بعض ورفض بعض. وبعد أن أمر الله عباده المؤمنين بالانقياد الكامل والطاعة التامة لله ورسوله في كل ما حواه الإسلام من الشرائع والأحكام العامة والخاصة، نهى المؤمنين عن اتباع خطوات الشيطان وهى ما يزينه ويحسنه للمرء بنوع من التحسين والتزيين حتى يقع فيه فينقطع عن الله تعالى فيهلك كما هلك الشيطان بكبره وعجبه بنفسه، فقال تعالى: {وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ} ، وعلل لتحريم عدم اتباع خطواته بقوله: {إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ} أي بين العداوة ظاهرها لا تخفى على أحد من ذوى العقول الراجحة والفهوم السليمة. وكيف وهو يزين اللواط، والزنا، والربا، وقتل النفس، والحسد، والكبر، والعجب، وعقوق الوالدين، وأذية المسلمين، إلى غير هذا من كبائر الذنوب والفواحش.
اعلم أيها القارئ أن هذا النداء اشتمل على بيان طريق النجاة وطريق الهلاك؛ فطريق النجاة هو الإسلام الكامل لله تعالى، باعتقاد ما أمر باعتقاده، وقول ما أمر بقوله، وفعل ما أمر بفعله، واجتناب ما أمر باجتنابه من ذلك كله اعتقادا أو قولا أو عملا، وطريق الهلاك هو اتباع خطوات الشيطان بتحسين القبيح، وتقبيح الحسن، فإذا أصبح العبد يحب ما يحب الشيطان، ويكره ما يكره فقد التحق به وأصبح من أوليائه، وخسر نفسه وأهله. كما قال تعالى: {قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ} . واذكر ما يحمله قول الله تعالى {فَإِنْ زَلَلْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْكُمُ الْبَيِّنَاتُ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} من الوعيد الشديد؛ لكل من زلت قدمه فزاد في الإسلام أو نقص منه، أو بدل فيه. وما أصاب المسلمين من خراب ودمار، وذل وصغار لما تركوا واجبات أوجبها الله، وارتكبوا محرمات حرمها الله. كاف في الدلالة على ما تحمله الآية من وعيد شديد.
وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.
التوقيع:
بسم الله الرحمن الرحيم
  1. وَالْعَصْرِ
  2. إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ
  3. إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ
( رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ )

من مواضيعي في الملتقى

* فضل صلاة التراويح
* هل ينكر على من رآه يأكل ناسيا في رمضان
* أعلام من السلف
* إبن القيم رحمه الله
* أبوالدرداء - أيّ حكيم كان
* سلمان الفارسي -الباحث عن الحقيقة
* قوت القلوب

ام هُمام غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-02-2016, 05:04 PM   #9
مشرفة ملتقى الأسرة المسلمة


الصورة الرمزية ام هُمام
 
الملف الشخصي:






 


تقييم العضو:
معدل تقييم المستوى: 539

ام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond repute

افتراضي

      

النداء السابع: في الإنفاق في سبيل الله قبل الفوات بالموت
الآية (254) من سورة البقرة
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لا بَيْعٌ فِيهِ وَلا خُلَّةٌ وَلا شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ}
الشرح:
إن معنى هذا النداء أيها القارئ الكريم هو أن الله تبارك وتعالى، نادى عباده المؤمنين به وبلقائه، وكتبه ورسله وقضائه وقدره، ناداهم بعنوان الإيمان؛ لأن المؤمن حي يسمع النداء ويجيب الداعي لما دعاه من أجله، وهنا ناداهم ليأمرهم بالإنفاق أي إنفاق المال حيث تعين الإنفاق، وذلك كالجهاد في سبيل الله، وسد حاجة الفقراء والمساكين، وكإعداد العدة للجهاد؛ لحماية الملة والعباد، وكالإنفاق لتحرير الرقيق، ومداوة المريض، وما إلى ذلك من مواطن الإنفاق في سبيل الله لا في سبيل الشيطان، وذكرهم رأفة بهم أن الإنفاق الذي أمرهم به هو من ماله تعالى الذي رزقهم إياه، وأنه بعضه لا كله؛ إذ قال لهم {أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ} أي من بعض المال الذي رزقناكموه فضلا منا وإحسانا إليكم. وإن قلت أيها القارئ الكريم: وهل للشيطان سبيل ينفق فيه المال؟ أجبتك قائلا: آي ورب الكعبة إنها كل ما ينفق في معصية الله تعالى هو إنفاق في سبيل الشيطان، وذلك كالإنفاق في القمار، واللهو، والباطل، وكالإنفاق في أكل وشرب ولبس الحرام، وكالإسراف في الأكل والشرب وغيرهما، كل هذا الإنفاق هو في سبيل مرضاة الشيطان، ولذا فهو يأمر به ويزينه لفاعله.
وهل تدرى أيها القارئ ما يدل عليه قوله تعالى في هذا النداء وهو قوله تعالى: {مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لا بَيْعٌ فِيهِ وَلا خُلَّةٌ وَلا شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ} إنه دل على أن الله تعالى رحمة بعباده المؤمنين وشفقة عليهم
التوقيع:
بسم الله الرحمن الرحيم
  1. وَالْعَصْرِ
  2. إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ
  3. إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ
( رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ )

من مواضيعي في الملتقى

* فضل صلاة التراويح
* هل ينكر على من رآه يأكل ناسيا في رمضان
* أعلام من السلف
* إبن القيم رحمه الله
* أبوالدرداء - أيّ حكيم كان
* سلمان الفارسي -الباحث عن الحقيقة
* قوت القلوب

ام هُمام غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-02-2016, 05:07 PM   #10
مشرفة ملتقى الأسرة المسلمة


الصورة الرمزية ام هُمام
 
الملف الشخصي:






 


تقييم العضو:
معدل تقييم المستوى: 539

ام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond repute

افتراضي

      

النداء الثامن: في بيان مبطلات ثواب الصدقة كالمن والأذى والرياء
الآية (264) من سورة البقرة
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى كَالَّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْداً لا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ} .
الشرح:
اذكر أيها القارئ الكريم ما سبق أن عرفته في سر نداء الله تعالى عباده المؤمنين بعنوان الأيمان ألا وهو أن المؤمن حي يسمع ويبصر، ويقدر على الفعل والترك، لأن الإيمان الصحيح وهو تصديق الله ورسوله في كل ما أخبر به من شأن الغيب والشهادة هي بمثابة الروح للجسم، فالجسم يتحرك ويقبل ما يراد به ما دامت الروح فيه، فإذا فارقته مات. اذكر هذا أيها القارئ أو السامع لتعي عن الله تعالى ما خاطبك به. وهو نهيه لك عن إبطال صدقاتك، وهو تعطيلها عن تزكية نفسك وتطهيرها؛ لأن الصدقة عبادة تزكى النفس إذا خلت من الموانع المبطلة لها. ومن الموانع للصدقة من تزكية نفس المؤمن المتصدق ما ذكر الله تعالى وهى:
1-المن وهو من كبائر الذنوب؛ لأن المنان أحد ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم؛ لحديث مسلم: " ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم، ولا يزكيهم، ولهم عذاب أليم: المسبل1 إزاره والمنان الذي لا يعطى شيئا إلا منه، والمنفق2 بالحلف الكاذب " وحقيقة المن أنه ذكر الصدقة وتعدادها على من تصدق بها عليه من المؤمنين على وجه التفضل عليه. والمنان
من الناس هو الذي لا يعطى شيئا إلا منه على من أعطاه إياه. فاحذر المن أيها المؤمن؛ فإنه مبطل لأجر الصدقة، وموجب لغضب الله تعالى.
2-الأذى لغة هو كل ما يؤذى الإنسان في دينه أو عرضه أو بدنه أو ماله، وهو هنا أي الأذى المبطل للصدقات هو التطاول على المتصدق وإذلاله بالكلمة النابية، أو التي تمس كرامته وتحط من شرفه وقدره وهو المؤمن ولى الله تعالى. والله يقول في الحديث الذي رواه البخاري " من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب " والمعاداة هي مولدة الأذى وأشده وأقبحه.
3-الرياء وهو أن يرى العبد عمله للناس رجاء أن يحمدوه عليه، أو يدفع به مذمتهم إذا خاف ذلك منهم، وهو في هذه الحال مراء، والرياء مبطلة للعمل مفسدة له فلا تزكوا به النفس البشرية، كالمن والأذى سواء بسواء في إبطال الصدقات لقوله تعالى: {لا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى كَالَّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ} فالرياء في الصدقات مبطل لها كالمن والأذى؛ إلا أن الرياء عامة تكون في الصدقات وغيرها في سائر العبادات كالصلاة، والذكر، وقراءة القرآن، والحج، والعمرة، والجهاد، والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر؛ لذا فهو أخطر من المن والأذى، وغالبا ما تكون الرياء ممن ضعف إيمانه بالله واليوم الآخر لقوله تعالى في الآية: {وَلا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ} إذ المؤمن بالله واليوم الآخر لا يتعمد بطلان عمله بالمراءاة ولا بغيرها. وقوله تعالى في الآية: {فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍْ} والصفوان هو الحجر الأملس {عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ} من المطر، وهو المطر الشديد {فَتَرَكَهُ صَلْدا} أي ليس عليه شئ؛ لأن المطر أزال التراب وبقى الصفوان أملس كما كان. وقوله تعالى: {لا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ} أي ينتفعون به وذلك لعجزهم عن الانتفاع بصدقاتهم بعد أن أبطلها المن والأذى والرياء. وقوله تعالى: {وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ} أي إلى ما يكملهم ويسعدهم في الدنيا والآخرة؛ وفى هذا إشارة إلى أن المنان والمؤذي للمؤمنين والمرائي هم قريبون من الكفر إن لم يكونوا كفارا لنعم الله، وذلك بترك شكرها وصرفها فيما يحب المنعم عز وجل.
ألا فلنحذر أيها المؤمنون كل ما يبطل صدقاتنا بأن تصبح لا تزكى أنفسنا ولا تطهرها، ونحن نعلم حكم الله تعالى في الناس أبيضهم وأسودهم، عربهم وعجمهم، وهو فوز أصحاب النفوس الزكية، وخيبة وخسران أصحاب النفوس المدساة الخبيثة التي لم تطهر بالإيمان وصالح الأعمال، إذ قال تعالى: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا وَقَدْ أي ينتفعون خَابَ مَنْ دَسَّاهَا} .
وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين
1 هو الذي يحسر ثيابه كبرا وخيلاء.
2 يقال نفق سلعته وأنفقها بمعنى روجها.
التوقيع:
بسم الله الرحمن الرحيم
  1. وَالْعَصْرِ
  2. إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ
  3. إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ
( رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ )

من مواضيعي في الملتقى

* فضل صلاة التراويح
* هل ينكر على من رآه يأكل ناسيا في رمضان
* أعلام من السلف
* إبن القيم رحمه الله
* أبوالدرداء - أيّ حكيم كان
* سلمان الفارسي -الباحث عن الحقيقة
* قوت القلوب

ام هُمام غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-03-2016, 05:52 PM   #11
مشرفة ملتقى الأسرة المسلمة


الصورة الرمزية ام هُمام
 
الملف الشخصي:






 


تقييم العضو:
معدل تقييم المستوى: 539

ام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond repute

افتراضي

      

النداء التاسع: في وجوب إخراج الصدقة من طيب المال، وحرمة إخراجها من خبيثة
الآية (267) من سورة البقرة
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَلا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ}

الشرح:
اعلم أيها القارئ الكريم أن هذا النداء الإلهي الرحيم يحتوى على ما يلي من التعاليم الإلهية المسعدة للإنسان المؤمن، المزكية له وهى:
1-وجوب إخراج الصدقة من طيب المال.
2-حرمة إخراجها من خبيثة.
3-بيان وجوب الزكاة مما كسبه المؤمن من الأنعام، وهى الإبل والبقر والغنم، إن بلغت النصاب وحال عليها الحول. ومما كسبه من الدنانير والدراهم أو ما يقوم مقامها من العمل المتداولة اليوم بين الناس إن بلغت النصاب وحال عليها الحول.
4-بيان وجوب الزكاة من الخارج من الأرض وهو الحبوب كالبر والشعير والذرة والزيتون والزبيب والتمر، إن بلغ نصابا، وكان مقتاتا مدخرا، أما ما لم يكن مقتاتا كالفلفل والبصل والثوم فلا زكاة فيه، وكذلك ما لا يدخر وإن كان مقتاتا كالبطيخ والقثاء والرمان والتين والتفاح والبرتقال، إلا أنه يستحب التصدق من كل خارج من الأرض مما لا تجب فيه الزكاة لعدم توفر شرطي الزكاة فيه وهو الاقتيات والادخار.الخارج منه؟
فعلمه أن من ملك خمسة من الإبل زكاها بشاة من الغنم، ومن ملك عشرا زكاها بشاتين، ومن ملك خمسة عشر زكاها بثلاث، ومن ملك عشرين زكاها بأربع شياه، ومن ملك خمسا وعشرين زكاها ببنت مخاض أوفت سنة ودخلت في الثانية، وإن من ملك ثلاثين بقرة وجب عليها فيه عجل يتبع أمه أوفى سنة. ومن ملك أربعين من الغنم وجب فيها شاة، وما زاد على ما ذكر يطلب من كتب الفقه المطولة وهذا جدول مختصر لها.
العدد ... الإبل ... العدد ... البقر ... العدد ... الغنم
25 ... فيها بنت مخاض ... 30 ... فيها عجل ... 40 ... فيها شاة
36 ... بنت لبون ... 40 ... فيها مسنة ... 121 ... فيها شاتان
46
... حقة أوفت 3 سنوات ... فوق
40 ... فى كل 40 مسنة
وفى كل 30 عجل ... إذا بلغت
201 ... ففيها 3 شياه
61 ... جذعة أوفت 4 سنوات ... ... ... وفوق
ذلك ... في كل مائة شاة واحدة
76 ... بنتا لبون ... ... ... ...
91 ... حقتان ... ... ... ...
120 ... ففى كل 40 بنت لبون
وفى كل 50حقة ... ... ... ...
واعلم أيها القارئ أن ما بين الفريضتين يسمى وقصا1، وأنه لا زكاة فيه مثاله في الخمس من الإبل شاة حتى تبلغ عشرا، ما بين الخمسة والعشر لا زكاة فيه، وهكذا فالغنم في الأربعين شاة وفى المائة وواحدة وعشرين شاتان، فالعدد ما بين الأربعين إلى مائة وعشرين وقص لا زكاة فيه أي معفو عنه فاذكرها ولا تنساها فإنه لابد منها.
هذا وهل فهمت من النداء قول الله تعالى: {وَلا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ} إن معناه حرمة إخراج الزكاة أو الصدقة من رديء المال وفاسدة ذاك الذي لو أعطيته أنت ما قبلته ورددته على صاحبه، اللهم إلا أن تغمض عينيك وتقبله حتى لا تغضب عليك من أعطاكه، وهو معنى قوله تعالى: {إِلاَّ أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ} . وأخيرا أذكر ما ذكرنا الله تعالى به في هذا النداء الكريم إذ قال تعالى {وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ} حتى لا تسول لك نفسك أن الله في حاجة إلى صدقة متصدق، فتمن ذلك عليه، أو أن الله فرض الصدقة لأجل أن يحمد من المتصدق عليهم، لا، لا، فإنه تعالى غنى حميد بإفضاله وإنعامه على خلقه حميد بصفات الجلال والكمال فيه، إذ له الحمد في السموات والأرض وله الحمد في الآخرة. وهو العزيز الحكيم.
وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين
1 مثاله في الإبل شاة، والسادسة من الإبل، والسابعة، والثامنة، والتاسعة وقص لا زكاة فيها، فإذا بلغت عشرا زكيت بشاتين، وهكذا ما بين الفريضتين لا زكاة فيها، وهو القوقص المعروف عند الفقهاء رحمهم الله تعالى.
التوقيع:
بسم الله الرحمن الرحيم
  1. وَالْعَصْرِ
  2. إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ
  3. إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ
( رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ )

من مواضيعي في الملتقى

* فضل صلاة التراويح
* هل ينكر على من رآه يأكل ناسيا في رمضان
* أعلام من السلف
* إبن القيم رحمه الله
* أبوالدرداء - أيّ حكيم كان
* سلمان الفارسي -الباحث عن الحقيقة
* قوت القلوب

ام هُمام غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-03-2016, 06:19 PM   #12
مشرفة ملتقى الأسرة المسلمة


الصورة الرمزية ام هُمام
 
الملف الشخصي:






 


تقييم العضو:
معدل تقييم المستوى: 539

ام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond repute

افتراضي

      

النداء العاشر: في الأمر بالتقوى وترك ما بقى من الربا
الآيات (278_ 279_ 280) من سورة البقرة
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (278) فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لا تَظْلِمُونَ وَلا تُظْلَمُونَ (279) وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (280) }

الشرح:
اعلم أيها القارئ أو المستمع لهذا النداء العزيز أن هذا النداء وجه للمؤمنين ليأمرهم بأمرين عظيمين: الأول: تقوى الله عز وجل، وذلك بطاعته وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم؛ إذ الله تعالى لا يتقى غضبه وعقابه إلا بالاستسلام والانقياد له وذلك بحب ما يحب، وكره ما يكره، وفعل ما يأمر به، وترك ما ينهى عنه، والثاني: ترك ما بقى من الربا بعد تحريمه بقوله: {وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبا} فمن بقى له شيئ من فوائد الربا فليتركها لمن هي في ذمته.
ولخطورة هذا الموقف وصعوبته على النفس البشرية: ذكرهم بإيمانهم؛ إذ الإيمان الصحيح هو بمثابة الطاقة الدافعة فقال لهم: {إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} فإن إيمانكم قدرة قوية تحملكم على تقوى الله وترك ما بقى من الربا عند المدينين لكم. وفى الآيتين بعد هذه حذرهم مهددا لهم بسوء عاقبة الاستمرار في هذه المعصية الكبيرة فقال: {فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا} أي ما أمرتكم به من التقوى وترك ما بقى لكم من الربا {فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ} وهل من حارب الله ورسوله يفوز وينتصر لا، والله بل يخسر وينكسر، ثم أرشدهم لحل مشكلة تحدث لهم بعد توبتهم وهى أن رؤوس أموالهم مع أرباحهم تبقى عند المدينين لهم فكيف يصنعون بها. فأرشدهم إلى أخذ رؤوس أموالهم التي هي تحت يد المدينين وترك الأرباح التي كانت لهم بحكم التعامل
ابحث في الكتاب: الربوي المحرم. وإن من كان معسرا من المدينين لهم فلينتظروه حتى ييسر الله عليه ويدفع لهم رأس مالهم، وإن هم تكرموا بترك ذلك المال صدقة منهم على المعسر فذاك خير إن كانوا يعلمون ثمرة الإحسان بعد الإساءة والتوبة بعد الذنب، فقال {وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ} .
هل عرفت أيها المؤمن القارئ أو المستمع عظم ذنب المرابي وآكل الربا، وأزيدك معرفة بقول الله تعالى: {الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبا لا يَقُومُونَ} - أي من قبورهم - {إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسّ} أي يضربه الشيطان ضربا غير منتظم، والمس اللمس ومن لمسه الشيطان يصرع فورا. فالمرابي يقوم يوم القيامة من قبره كالمجنون الذي كلما قام صرعه الجان.
ويقول الرسول صلى الله عليه وسله: " لعن الله آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه " ويقول " اجتنبوا السبع الموبقات " ويذكر منها أكل الربا. فإذا عرفت أيها القارئ عظم ذنب آكل الربا. فاعرف ما هو الربا حتى تجتنبه وتدعو المؤمنين إلى اجتنابه إنه نوعان:
الأول: ربا الفضل: وهو بيع ربوى بآخر مع فضل زيادة. والربويات هي الذهب والفضة والبر والشعير والتمر والملح، ويقاس على البر الذرة وكل مقتات مدخر فإذا باع أحدا ذهبا بذهب، أو فضة بفضة وجب أن يكون المقدار متساويا وأن يكون في مجلس واحد أي يد بيد، وكذا إن باع قمحا بقمح وإن اختلف الجنس كأن يباع ذهب بفضة، أو قمح بشعير مثلا فيجوز التفاضل ولكن بشرط أن يكون يدا بيد.
الثاني: ربا النسيئة: أي التأخير وهو أن يعطى المرء لآخر مالا يسدده بعد عام مثلا على أن يزيد فيه، فإذا أعطاه ألفا يردها بعد العام ألف ومائة مثلا وكلما تأخر السداد زاد في رأس المال؛ حتى يصبح أضعافا مضاعفة كما قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا الرِّبا أَضْعَافاً مُضَاعَفَةً وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} .
وأخيرا اعلم أيها القارئ أن سر علة تحريم الربا هي أنه يقطع التراحم بين المؤمنين، وكل ما يؤدى إلى القطيعة بين المؤمنين فهو حرام؛ لأن المؤمنين يجب أن يعيشوا إخوانا متعاونين متحابين، يقرض بعضهم بعض القروض طويلة الأجل، ولا يرجو من ذلك سوى الأجر والمثوبة من الله تعالى؛ لأن القرض في الأجر كالصدقة بل أعظم منها، كما أن المضاربة وهى أن يعطى المؤمن أخاه مالا يتجر فيه والربح بينهما فيها فائدتان: الأولى: نماء المال. والثانية: عون الفقير على الكسب والربح. ومثل المضاربة المشاركة شفى الزراعة والصناعة في تنمية المال، وإفاضته بين المؤمنين لذا حرم الله الربا وأحل البيع.
فلله الحمد وله المنة، وصلى الله وسلم على نبيه وآله وسلم تسليما كثيرا.
التوقيع:
بسم الله الرحمن الرحيم
  1. وَالْعَصْرِ
  2. إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ
  3. إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ
( رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ )

من مواضيعي في الملتقى

* فضل صلاة التراويح
* هل ينكر على من رآه يأكل ناسيا في رمضان
* أعلام من السلف
* إبن القيم رحمه الله
* أبوالدرداء - أيّ حكيم كان
* سلمان الفارسي -الباحث عن الحقيقة
* قوت القلوب

ام هُمام غير متواجد حالياً  

التعديل الأخير تم بواسطة ام هُمام ; 11-03-2016 الساعة 06:23 PM.

رد مع اقتباس
إضافة رد
   
الكلمات الدلالية (Tags)
لأهل, الرحمن, الإيمان, وحالات
 

   
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
إسطوانة "نداءات الرحمن من آيات القرآن" بصوت الشيخ ماهر المعيقلى خالددش ملتقى الصوتيات والمرئيات والفلاشات الدعوية 8 01-11-2019 01:34 PM
مفاجأة عظيمة إسطوانة نداءات الرحمن من آيات القرآن الشيخ عبده قسم الاسطوانات التجميعية 4 04-30-2017 01:53 PM
أسطوانة البرامج الرائعة لأهم البرامج بعد الويندوز Starter Toolkit May 2016 v1.0 مروان ساهر ملتقى برامج الكمبيوتر والإنترنت 1 10-02-2016 02:15 PM
همسات لأهل المحن آمال ملتقى الأسرة المسلمة 10 09-03-2015 12:03 AM
ليكون منبراً لأهل القرآن الكريم وأحبائه ابو عبد الله ملتقى الترحيب والتهاني 6 11-10-2010 02:03 PM


   
 

vBulletin® v3.8.7, Copyright ©, TranZ by Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لموقع العودة الإسلامي
vEhdaa 1.1 by NLP ©2009