عرض مشاركة واحدة
قديم 11-27-2017, 06:36 PM   #2
مشرفة ملتقى الأسرة المسلمة


الصورة الرمزية ام هُمام
 
الملف الشخصي:






 


تقييم العضو:
معدل تقييم المستوى: 539

ام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond repute

افتراضي

      

وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «المجالس بالأمانة إلا ثلاثة؛ مجالس سفك دم حرام، أو فرج حرام، أو اقتطاع مال بغير حق» رواه أحمد وأبو داود والبيهقي.

والمعنى أن ما يحدث في المجالس أمانة إلا ما يؤدي إلى إراقة دم مسلم بغير حق، أو استحلال فرج حرام على وجه الزنا، أو استحلال مال بغير حق سواء من مسلم أو ذمي.

فمن قال في مجلس مثلاً أريد قتل فلان، أو الزنا بفلانة، أو أخذ مال فلان أو ما شابه ذلك من وجوه الإساءة والضرر فلا يجوز للحاضرين حفظ سرره بل عليهم إفشاءه؛ دفعًا للمفسدة.

وقد قسم العلماء الكتمان إلى قسمين: كتمان محمود, وكتمان مذموم؛ فالأول وهو المحمود: هو درب من الأمانة ونوع من الوفاء، وعلامة على الرجولة، وهو كتمان سر الغير أو النفس وهو مناط هذه الصفة ومعقدها.

أما الثاني وهو المذموم: كتمان الشهادة وقد ذمه المولى في قوله (وَلَا تَكْتُمُوا الشَّهَادَةَ وَمَنْ يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آَثِمٌ قَلْبُهُ…) [البقرة: 283], وقال أيضًا: (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَتَمَ شَهَادَةً عِنْدَهُ مِنَ اللَّهِ) [البقرة: 140]، وكذلك كتمان ما أنزل الله قال الله: (إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ) [البقرة: 159].

قال العز بن عبد السلام رحمه الله: "وكتمان ذلك -أي العلم- وسيلة إلى تضييع أحكام الله وما يتعلق به من طاعة".

وقد ذكر ابن عبد البر الخبر المروي عن النبي صلى الله عليه وسلم: "من أسر إلى أخيه سرًّا لم يحل له أن يفشيه عليه".

ويبلغ التحذير منتهاه عندما يتعلق الأمر بالمؤسسة الزوجية؛ لأن الشرع الحكيم غلف هذه المؤسسة بغلاف من الستر والوقار، فلا يجوز فيها نشر الأسرار، ولا هتك الأستار..

عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال، قال صلى الله عليه وسلم: "إن من أشر الناس عند الله منزلة يوم القيامة الرجل يفضي إلى امرأته وتفضي إليه ثم ينشر سرها" رواه مسلم.

ولقد كان من نتائج ما نعيشه من انحطاط خُلقي أن الكثير من الناس مع الأسف ينشرون الأسرار الزوجية الخفية على رءوس الأشهاد دون خجل ودون حياء، وذلك تحت عنوان التحرر عياذًا بالله من ذلك.

ولقد كان المجتمع الإسلامي في عهد سيدنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم متسمًا بفضائل الأخلاق ومعالم الرجولة ومنها هذا المعلم "كتمان السر".

فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أنه سمع عمر بن الخطاب يحدث حين تأيمت حفظة [أي مات زوجها] حين تأيمت حفصة بنت عمر من خنيس بن حذافة السهمي وكان من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- توفي بالمدينة، فقال عمر بن الخطاب: "أتيت عثمان بن عفان فعرضت عليه حفصة بنت عمر"، وهذا أصل في جواز عرض البنت على الصالحين أو ما يرى فيهم الصلاح..

فعرضت عليه حفصة فقال: "سأنظر في أمري" فلبثت ليالي ثم لقيني فقال: قد بدا لي أن لا أتزوج يومي هذا، قال عمر فلقيت أبا بكر الصديق فقلت: إن شئت زوّجتك حفصة بنت عمر، فصمت أبو بكر فلم يرجع إليّ شيئًا، وكنت أوجد عليه مني على عثمان [أي تألمت] فلبثت ليالي.
ثم خطبها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فأنكحتها إياه فلقيني أبو بكر فقال: لعلك وجدت عليَّ حين عرضت عليَّ حفصة فلم أرجع إليك شيئا؟ قال عمر قلت: نعم.. قال أبو بكر: فإنه لم يمنعني أن أرجع إليك فيما عرضت عليَّ إلا أني كنت علمت أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد ذكرها، فلم أكن لأفشي سر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولو تركها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؛ قبلتها. رواه البخاري

يا لها من تربية، يا لها من رجولة، أرأيتم كيف تصرف الرجال وكيف تحفظ الأسرار؟ فأين نحن من هذه الأخلاق يا عباد الله؟! أين نحن من هذه التربية الرائقة الرائعة.

تستأمن اليوم الرجل على سرك فتجده في المجالس والأسواق ولا حول ولا قوة إلا بالله، ولله در القائل:

إذا المـرء أفشـى سـره بلسانـه *** ولام عليـه غيـره فهـو أحمـق
إذا ضاق صدر المرء عن سر نفسـه *** فصدر الذي يستودع السر أضيـق

جعلني الله وإياكم ممن ذُكر فنفعته الذكرى، وأخلص لله عمله سرًّا وجهرًا، آمين.. آمين، والحمد لله رب العالمين.

التوقيع:
بسم الله الرحمن الرحيم
  1. وَالْعَصْرِ
  2. إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ
  3. إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ
( رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ )

من مواضيعي في الملتقى

* فضل صلاة التراويح
* هل ينكر على من رآه يأكل ناسيا في رمضان
* أعلام من السلف
* إبن القيم رحمه الله
* أبوالدرداء - أيّ حكيم كان
* سلمان الفارسي -الباحث عن الحقيقة
* قوت القلوب

ام هُمام غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس