-فلا مقام لمن يستدل للحِدة والشدة في النقد بكلام مَن سبَق؛
لاختلاف المقام، فالخلاف ليس في أصل الجواز، بل في متى، ومن، وفي مَن؟
ومن آداب النقد:
إنصاف الخصم: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا﴾ [النساء: ١٣٥].
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ﴾ [المائدة:٨].
فالله يحب العدل والإنصاف على الموافق والمخالف، وما يضر المتعصب بغير حق إلا نفسه، فهذه نزاهة الرد بالتزام العدل والإنصاف، ومناشدة الحقيقة وحدها؛ سواء ظهرت منه، أم من المخالف في مسألة ما.
فالمسلم الحق كناشد الضالة يطلبها، أدركها هو أم غيره، فمغنمُها له؛ ولهذا يتعيَّن طرح العبارات المرهقة بالمعاني المحملة بالعموم والإطلاق.
وليُحمل كلام الخَصم على أحسن المحامل ما أمكن إلى ذلك سبيلاً، وليُفتح باب العودة للخَصم وطريق الاحتواء، فيُحمل كلامه على أحسنه؛
لأن غاية النقد تُبنى على أمرين: العمل على دلالة المخالف- أي: الصراط المستقيم- لكسْب أوْبَته للسنة، وفَتْل الخَصم عن مخالفته إلى الحق بحجته والإذعان له.
🖋 يتبَعُ بِإذنِ اللَّـهِ..
|