قصة آية التجارة الرابحة
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ آبَاءكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاء إَنِ اسْتَحَبُّواْ الْكُفْرَ عَلَى الإِيمَانِ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (23) قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ (24) التوبة)
اليوم سوف نتوقف حول آية من آيات سورة التوبة، آية عظيمة تتحدث عن مسألة الولاء لله سبحانه وتعالى والولاء لنبيه صلى الله عليه وسلم ولدينه ولأتباعه المؤمنين ومنابذة كل من خالفهما وهذه مسألة في غاية الأهمية لكل مؤمن لأنه ينبغي أن يكون المؤمن لله سبحانه وتعالى ولرسوله ولدينه.
هذه الآيات من سورة التوبة وسبق في حلقات ماضية أن ذكرنا أن هذه السورة لها أسماء أخرى غير اسم التوبة وتسمى بالفاضحة وتسمى بالكاشفة وتسمى بالمقشقشة وكل هذه الأسماء مأخوذة من هذه الآيات القوية التي وردت فيها في فضح المنافقين وفي كشف أسرارهم.
الله سبحانه وتعالى في هذه الآية يقول للنبي صلى الله عليه وسلم (قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ) وفي الآية التي قبلها (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ آبَاءكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاء إَنِ اسْتَحَبُّواْ الْكُفْرَ عَلَى الإِيمَانِ) هل عند الواحد منا أعزّ من والده وأقرب؟ والدي الذي ربّاني وكان سبباً مباشراً في جودي وعشت في كنفه ولا أعرف إلا هو يقول (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ آبَاءكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاء إَنِ اسْتَحَبُّواْ الْكُفْرَ عَلَى الإِيمَانِ) قوية ومعناها بكل بساطة العلاقة بينك وبين والدك وبينك وبين إخوانك مبنية أنت كمسلم على الدين أنت تحب والدك صحيح لأنه أباك ولكن لأنه مسلم فإذا كفر بالله فلا ولاية بينك وبينه، التحذير واضح. قد يقول قائل غير معقول أن يحرّم الله سبحانه وتعالى عليّ موالاة والدي أو إخواني إن اختلفوا معي في الدين، نقول هذه حقيقة الإسلام وحقيقة الدين ولذلك ابراهيم عليه الصلاة والسلام ماذا صنع مع والده؟ حاول فيه وقال (إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئًا ﴿٤٢﴾ يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا ﴿٤٣﴾ يَا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيًّا ﴿٤٤﴾ يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِنَ الرَّحْمَنِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا ﴿٤٥﴾ مريم) لكن لا فائدة (قَالَ أَرَاغِبٌ أَنْتَ عَنْ آَلِهَتِي يَا إِبْرَاهِيمُ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا ﴿٤٦﴾) آيس ابراهيم عليه الصلاة والسلام من والده والعجيب أنه كان يستغفر لوالده قال (قَالَ سَلَامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا ﴿٤٧﴾)