ولما ذكر هذه الحقوق ذكر حق الشهادة التي هي من أعظم الحقوق يقول الله فيها (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ) ولو كانت هذه الشهادة على نفسك تصادمت أنت وواحد في الطريق وتعرف من نفسك أنك أنت المخطئ فنزلت لكن إذا اعترفت مع أن الظاهر لرجل المرور أنه ممكن تخفف المصيبة أو تقلبها على خصمك، لو اعترفت لزمك ثلاثين ألف ريال ماذا تفعل؟ قال الله (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا) لا تشهد لأحد لفقره أو حتى لغناه بل اشهد لله وقم بحق الشهادة صادقا بغض النظر عن القرابات وبغض النظر عن المصالح وبغض النظر عن أي اعتبارات أخرى إلا أن تقوم بالشهادة لله عز وجلّ.
|