عرض مشاركة واحدة
قديم 11-29-2017, 06:18 PM   #4
مشرفة ملتقى الأسرة المسلمة


الصورة الرمزية ام هُمام
 
الملف الشخصي:






 


تقييم العضو:
معدل تقييم المستوى: 539

ام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond repute

افتراضي

      

عباد الله: إن من الناس اليوم يقتات من تتبع الأسرار ونشرها، ويرضى لنفسه بهذا الدور المنحط الخسيس الذي لا يرضى به إلا من انطمست فطرته وضعفت مروءته واهتزت رجولته..

ولو سألني كل شخص من الحاضرين معنا عن تجربته مع هذا الأمر لسمعنا الغرائب والعجاب عن أناس وضعت فيهم الثقة وأخبروا بالأسرار واؤتمنوا عليها فنشروها وأشاعوها، بل وحشوها بالأكاذيب والأباطيل في صورة من صور الهبوط والتدني..

بل من الناس اليوم من يظن أن تعرفه على أسرار ونشرها ذكاء وفطنة، وهي والله غباء وخيانة، قال الحسن البصري رحمه الله: "إن من الخيانة أن تحدث بسر أخيك".

إن من الناس اليوم مع الأسف من يندس بين الناس ويتقرب إليهم، ويرتاد مجالسهم حتى يلتقط الأخبار والأسرار ويملئ محصلته ليمارس بعد ذلك هوايته وبئست الهواية، فينشر الأخبار ويشيع الأسرار، ومثل هذا قد انطلق من الآدمية فضلاً عن الرجولة، وللأسف ما أكثر هذه النماذج المخزية في دنيا الناس اليوم.

ومنهم من يكتم الأسرار عند العطاء ويشيعها عند المنع وهؤلاء فيهم شبه بالمنافقين الذين قال الله عنهم (فَإِنْ أُعْطُوا مِنْهَا رَضُوا وَإِنْ لَمْ يُعْطَوْا مِنْهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ) [التوبة: 58].

ومنهم من ينشر الأسرار عند الغضب، يقول ذو النون المصري رحمه الله: "لا خير في صحبة من لا يحب أن يراك إلا معصومًا، ومن أفشى السر عند الغضب فهو اللئيم؛ لأن إخفاءه عند الرضا تقتضيه الطباع السليمة كلها".

إن أمناء الأسرار أشد تعذرًا وأقل وجودا من أمناء الأموال، وكثير منهم حفظ المال عنده أيسر من حفظ الأسرار؛ لأن حصون الأموال منيعة وحصون الأسرار بارزة يذيعها لسان الناطق ويشيعها كلام سابق.

يقول عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه ورحمه: "القلوب أوعية الأسرار، والشفاه أقفالها، والألسن مفاتيحها فليحفظ كل امرئ مفتاح سره".

لذلكم معاشر الكرام فإني أنصح إخواني ألا يطلعوا أحدًا على أسرارهم؛ لانعدام من هو أهل لذلك إلا من رحم الله، ومن ضاقت عليه الحال وأراد أن يفرغ صدره ويضع الأحمال من على كاهله فليتوجه إلى الله الستير الذي لا يفضح عباده الذي يراهم على المخالفات والعصيان فيسترهم وإذا رجعوا إليه يقبلهم ويبدل سيئاتهم حسنات.

الله الكريم الذي يدني عبده منه يوم القيامة ويلقي عليه كنفه وستره ويحاسبه، ويسأله حتى إذا أيقن بالبوار، وظن أنه من أصحاب النار ناداه الملك الستير «سترتها عليك في الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم».

فلا تمكّن أحدًا من أسرارك، فمن ملك سرك ملك رقبتك..

اللهم أصلح أحوالنا..
التوقيع:
بسم الله الرحمن الرحيم
  1. وَالْعَصْرِ
  2. إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ
  3. إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ
( رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ )

من مواضيعي في الملتقى

* فضل صلاة التراويح
* هل ينكر على من رآه يأكل ناسيا في رمضان
* أعلام من السلف
* إبن القيم رحمه الله
* أبوالدرداء - أيّ حكيم كان
* سلمان الفارسي -الباحث عن الحقيقة
* قوت القلوب

ام هُمام غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس