في رحـــــاب ســــــورة
الـذاريـــــات
📚🍃 *هدايات المقطع الرابع(24 :: 37)*
💭🍃 *موضوع المقطع الرابع: قصة ضيف إبراهيم عليه السلام*
🌱• بدأ الحديث في هذا المقطع بصيغة السؤال لرسول الله صلى الله عليه
وسلم ( هل أتاك حديث ضيف إبراهيم المكرمين ) وفي هذا تنويهًا له وتهيئة
للأذهان حتى يستجمع المتلقي كافة قواه النفسية و العقلية لتتبع القصة و
استيعاب الحدث من بدايته إلى نهايته ليحصل له الفهم الأكمل والتدبر الأعمق.
🌱•وفيه أيضًا تنويه بإكرام إبراهيم عليه السلام لضيفه وما أعظم هذا التنويه
أن يأتي من رب العالمين الذي يشهد لخليله إبراهيم بصفة عظيمة هي صفة الكرم
مشتقة من صفته سبحانه وتعالى الكريم فليس بعد هذا التنويه تنويه وليس بعد
هذه الشهادة شهادة.
🌱• مظاهر الإكرام للضيف التي ذكرتها الآيات وإن كانت خاصة بإبراهيم عليه
السلام إلا أن المقصود منها عموم اللفظ لا خصوص السبب فنتعلم منها أصول
الضيافة من أبي الأنبياء إبراهيم لا نحتاج لدورات تدريبية يقيمها البشر في
قواعد الضيافة وأصولها وفنونها.
👈🏻 فمن إكرام الضيف أن ترد عليه التحية بأحسن منها وهذا أدب قرآني عظيم،
ومن تمام إكرام الضيف مفاجأة الضيف بالطعام والإسراع في تقديمه له دون
لفت نظره لذلك، والطعام المقدّم يكون كافيًا للضيف وزيادة. ودعوته للطعام
بلطف لا بالإكراه (قال ألا تأكلون).
●ومن إكرام الضيف عدم إظهار التوجس منه إن لم يكن معروفًا لديك حتى
يفصح الضيف عن سبب زيارته.
🌱• التعبير بالوجس بدل الخوف (فأوجس منهم خيفة) لأن خوف إبراهيم عليه
السلام بقي في نفسه ولم يظهر على وجهه ولا تعامله مع ضيفه ولم يصرّح به
إكرامًا لضيفه ولأنه من تمام أدب الأنبياء عليهم السلام. (والوجس هو الصوت
الخفيّ وهو فزعة القلب).
للدكتور فريد الأنصاري رحمه الله تعالى
|