سيرة_الأئمة_الأربعة الإمام_الشافعي
➖➖➖➖➖➖➖➖➖
5- عقله الواسع :
وقال أبو عبيد:
((ما رأيت رجلاً أعقل من الشافعي))
والحقيقة: ما مِن إنسان أعقل ممن يعمل لساعة الفراق، ولا أحَدَ أعقل ممّن يعمل لآخرته، ولا أحَدَ أعقل ممن يطيع الله، لا أَحَدَ أعقل ممن يؤثر رضى الله على هوى نفسه، ولا أعقل ممن يبذل في الدنيا .
مرة قال لي رجل: إذا رفّه المسلمُ نفسَه زيادة فهل عصى الله؟ قلت له: هذا المال الزائد عن حاجتك, يمكن أن يجعلك ترقى به في الجنة إلى أعلى عليين، فإذا استهلكته في الدنيا تكون مغبوناً، خذ من المال ما تحتاج، ودع الباقي، فَلَأَنْ ترقى في الجنة، وتصل إلى أحد قصورها الكبيرة, خير لك مِن الدنيا وما فيها .
6- اللقب الذي لقب به :
حتى إن بعضهم قال:
((الشافعي إمام))
فمن الممكن أن تقول: فلان عالم، أو حافظ، وفلان محدِّث، وفلان فقيه، وفلان أصولي، وفلان عالم عقيدة، وفلان عالم بمتن الحديث، وفلان قاضٍ، وفلان مجتهد، أما كلمة إمام, فكبيرة جداً، يعني إمام عصره .
فقال بعضهم: الشافعي إمام، إمام لعصره، فالإنسان أحياناً يغار من أخ فاقه في الدنيا، يغار من إنسان حاز الدنيا، ولا يغار من إنسان حاز الآخرة، أو حاز علماً عظيماً، أو عملاً طيباً، أو ذكْراً عطراً، أو فهماً لكتاب الله، أو حفظاً لسنة رسول الله، أو دعوة إلى الله .
7- تفوقه على أهل زمانه :
وقال أبو ثور:
((من زعم أنه رأى مثل محمد بن إدريس؛ في علمه, وفصاحته، ومعرفته، وثباته، وتمكنه, فقد كذب، كان وحيد عصره، وفريد زمانه))
والإنسان قد يكون في العصر وحيدًا ، هذه مرتبة عالية جداً، وقد يكون له أنداد، وأمثال كثيرون، وأحياناً ينفرد عالِم في التفوق في عصره، حتى يقال عنه: إنه وحيد عصره، وفريد زمانه، ويبدو أن الشافعي كان وحيدَ عصره ، وفريدََ زمانه .
|