اللازم منه شرف من اختاره سبحانه لصحبته، على منازل قربهم منه، واختصاصهم به، اللازم منه غاية النزاهة والشرف والطهارة لأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، التي مات صلى الله عليه وسلم وهو عنها راضٍ، ثم ماتت هي رضي الله عنها صالحة مُحسِنة، وهذا هو المقصود بالذات، ولكن إثباته محتاج إلى تلك المقدمات". وقال الشيخ الشعراوي رحمه الله: "وسورة النور جاءت لتحمل نور المعنويات.. نور القيم، نور التعامل، نور الأخلاق، نور الإدارة والتصرُّف، وما دام أن الله تعالى وضع لنا هذا النور فلا يصح للبشر أن يضعوا لأنفسهم قوانين أخرى؛ لأنه كما قال سبحانه: {وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ} [النور من الآية:40]، فلو لم تكن هذه الشمس ما استطاع أحد أن يصنع لنفسه نورًا أبدًا. فالحق تبارك وتعالى يريد لخليفته في أرضه أن يكون طاهرًا شريفًا كريمًا عزيزًا؛ لذلك وضع له من القوانين ما يكفل له هذه الغاية، وأول هذه القوانين وأهمها قانون التقاء الرجل والمرأة التقاء سليمًا في وضح النهار؛ لينتج عن هذا اللقاء نسل طاهر جدير بخلافة الله في أرضه". ويمكن تلخيص مقاصد سورة النور وفق التالي: ● بيان أن هذه السورة -وهذا شأن القرآن كله- وما تضمَّنته من أحكام ومبادئ إنما هي من عند الله سبحانه، فهو سبحانه أعلم بما يصلح عباده وما يفسدهم، وأن ما يختاره سبحانه لعباده فرض عليهم التزامه والعمل به؛ لأن فيه تحقيق مصلحتهم الدنيوية، ونيل سعادتهم الأخروية، ولا يمكن تحقيق هذه وتلك إلا بما شرعه الله سبحانه. ●
|