الموضوع: آثار_المعصية
عرض مشاركة واحدة
قديم 11-20-2017, 06:34 PM   #4
مشرفة ملتقى الأسرة المسلمة


الصورة الرمزية ام هُمام
 
الملف الشخصي:






 


تقييم العضو:
معدل تقييم المستوى: 540

ام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond repute

افتراضي

      

#الخطبة_الثانية

الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، وبتوفيقه نتجنب السيئات، الحمد لله الذي هدانا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، اللهم صلّ وسلم على الرحمة المهداة، والنعمة المسداة، صاحب الحوض المورود، والمقام المحمود، والشفاعة العظمى والمعجزات الكبرى، قَائِدُ الأنبياء إِذَا وَفَدُوا، وَ خَطِيبُهُمْ إِذَا نَصَتُوا، وَ شَافِعُهُمْ إِذَا حُبِسُوا، وَمُبَشِّرُهُمْ إِذَا أَبْلَسُوا وبعد.

عبادالله
للذنوب والمعاصي آثار خطيرة نلخصها بإختصار فيما يلي

أولا - هلاك الأمم والشعوب:-

لو تأملنا تاريخ الأمم والشعوب لوجدنا أن المعصية سبب كل بلاء حل بالأمم، فإذا اتبعت الأمة شهواتها وعتت عن أمر ربها فقد جنت على نفسها، فكانت العاقبة حسب الترتيب الإلهي:
كما قال تعالى: ﴿ فَلَمَّا آسَفُونَا انْتَقَمْنَا مِنْهُمْ ﴾ [الزخرف:555].

فالله عز وجل لم يهلكهم مرة واحدة وإنما لابد أن تتحقق السنن الكونية في هلاك الأمم الظالمة وهي تتمثل في الآتي:-
الإملاء - التزيين - الاستدراج - الأخذ.

الإملاء: فقال تعالى: ﴿ وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ ﴾[الأعراف: 1833].
التزيين: فقال تعالى: ﴿ أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا ﴾ [فاطر: 88].

الاستدراج: فقال تعالى: ﴿ سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ [الأعراف: 1822].

ثانيا - تسليط الأعداء وذهاب القوة ونزع الهيبة من قلوب الأعداء.

فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله يقول:(إذا ضنَّ الناس بالدينار والدرهم، وتبايعوا بالعينة، وتبعوا أذناب البقر، وتركوا الجهاد في سبيل الله، سلط الله عليهم ذلاً لا يرفعه حتى يراجعوا دينهم) رواه أبو داود وأحمد.

ويقول أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (إننا كنا قوماً أذلة فأعزنا الله بهذا الدين، فإن ابتغينا العزة في غيره أذلنا الله).

وانظروا الى حال الأمة الإسلامية فقد كانت أمة الإسلام في سالف دهرها أمة موفورة الكرامة، عزيزة الجانب، مرهوبة القوة، عظيمة الشوكة، لكنها أضاعت أمر الله، وأقْصت شريعته من حياتها، وهذه الأمة أمة التوحيد فصار أمرها إلى إدبار وعزها إلى ذل، وجثم على صدرها ليل طويل من الاستعمار الكافر، ولولا أنها الأمة الخاتمة لأصبحت تاريخاً دابراً تحكيه الأجيال.

ثالثا - زوال النعم وحلول النقم وتحول العافية واُستجلاب سخط الله:-
مازالت نعمة إلا بذنب، ولا حلت نقمة إلا بذنب كما قال علي رضي الله عنه ( ما نزل بلاء إلا بذنب ولا رفع إلا بتوبة )

وتأمل حال هذه القرية كيف تحول حالهم من أمن إلي خوف، ومن رغد إلي جوع، فقال تعالى: "﴿ وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ ﴾ [النحل: 1122].

رابعا - ظهور الأوجاع الفتاكة وارتفاع البركة من الأقوات والأرزاق:-
عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا معشر المهاجرين، خمس إذا ابتليتم بهن وأعوذ بالله أن تدركوهن: ما ظهرت الفاحشة في قوم حتى أعلنوا بها إلا ابتلوا بالطواعين والأوجاع التي لم تكن في أسلافهم الذين مضوا، ولا نقص قوم المكيال والميزان إلا ابتلوا بالسنين وشدة المؤونة وجور السلطان، وما منع قوم زكاة أموالهم إلا منعوا القطر من السماء، ولولا البهائم لم يمطروا، ولم ينقضوا عهد الله وعهد رسوله إلا سلط الله عليهم عدوا فأخذوا بعض ما في أيديهم، وما لم تعمل أئمتهم بكتاب الله ويتخيروا مما أنزل الله إلا جعل الله بأسهم بينهم) (رواه ابن ماجه وهو صحيح. السلسلة الصحيحة).

خامسا - المعصية سبب شيوع الفساد:-
والمعاصي سبب للفساد في الأرض في المياه والهواء والزرع والثمار والمساكن، قال تعالى: ﴿ ظَهَرَ ٱلْفَسَادُ فِى ٱلْبَرّ وَٱلْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِى ٱلنَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ ٱلَّذِى عَمِلُواْ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ﴾ [الروم:411]..
هذا وصلوا وسلموا على خير خلق الله محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم
التوقيع:
بسم الله الرحمن الرحيم
  1. وَالْعَصْرِ
  2. إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ
  3. إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ
( رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ )

من مواضيعي في الملتقى

* فضل صلاة التراويح
* هل ينكر على من رآه يأكل ناسيا في رمضان
* أعلام من السلف
* إبن القيم رحمه الله
* أبوالدرداء - أيّ حكيم كان
* سلمان الفارسي -الباحث عن الحقيقة
* قوت القلوب

ام هُمام غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس