الإعجاز.العلمي.في.القرآن.والسنة.cc
💎القسم الأول : الكون
◽️سابعا: مواقع النجوم
❐151-يقول تعالى: {فَلاَ أُقْسِمُ
بِمَوَاقِعِ النجوم وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ
تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ}[الواقعة: ٧٥-٧٦] ،
والسؤالُ المطروحُ: ما مواقعُ
النجومِ المذكورةُ في هذه الآيةِ❓
❐152لهذه المواقعِ معانٍ ثلاثةٌ:
✅المعنى الأولُ: أنّ بين النجومِ
مسافاتٍ يستحيلُ على العقلِ
تصوُّرُها، فبيْنَ الأرضِ وبعضِ
المجرَّاتِ على سبيلِ المثالِ
عشرون ألفَ مليونِ سنةٍ ضوئية،
❐153 فإذَا علِمْنا أنّ الضوءَ يسيرُ
في الثانيةِ الواحدةِ ثلاثمئةِ ألفِ
كيلو مترٍ،فكم يسيرُ في الدقيقةِ❓
❐154هذا العددُ الكبيرُ ثلاثمئة
ألف مضروبٌ في ستين،فكم يسيرُ
في الساعةِ إذاً❓وكم يسيرُ في
اليومِ؟وكم يسيرُ في الشهرِ❓
وكم يسيرُ في السنةِ❓
❐155{فَلاَ أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النجوم
وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ}،بين
الأرضِ والقمرِ ثانيةٌ ضوئيةٌ واحدةٌ
ونيف،
❐156أي ثلاثمئة وستون ألف
كيلو مترٍ، وبين الأرضِ والشمسِ
ثماني دقائقَ، أيْ مئة وستةٌ
وخمسون مليون كيلو مترٍ،
❐157-والمجموعةُ الشمسيةُ
طولُها ثلاثَ عشرة ساعةً، ودربُ
التَّبَّابنةِ طولُه مئة وخمسون ألفَ
سنةٍ ضوئيةٍ، {فَلاَ أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ
النجوم وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ
عَظِيمٌ} ، هذا المعنى الأول.
❐158✅المعنى الثاني: أنّ هذه
النجومَ ليس لها موقعٌ واحدٌ، بل
لها مواقعُ،إذاً فهي نجومٌ متحركةٌ،
وكلُّ شيءٍ يَسْبَحُ في فَلَكٍ خاصٍّ
به، {وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ}
[يس: ٤٠] .
❐159إنّ كلمةَ (بِمَواقعِ) في هذه
الآيةِ هي سرُّ إعجازِها، فالموقعُ لا
يعني أنّ صاحبَ الموقعِ موجودٌ
فيه،
❐160-فاللهُ جلّ جلالُه لم يُقسِمْ
بالمسافاتِ التي بيْنَ النجومِ، ولكنّه
أقْسَم بالمسافاتِ التي بينَ مواقعِ
النجومِ،-ذلك لأنّ النجومَ متحرّكةٌ،
وليْسَت ثابتةً،
❐161-ولو قرأَ عالِمُ الفَلكِ هذه
الآيةَ لخرَّ ساجداً لله عز وجل،
فقد قال الله عز وجل:{وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ
لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ} .
❐162تدورُ الأرضُ حولَ الشمسِ
في ثلاثمئة وخمسةٍ وستين يوماً،
❐163غير أنَّ نجماً آخرَ في
المجموعةِ الشمسيةِ يدور حولَ
الشمسِ في سنتين أو ثلاث أرضيَّةٍ،
وبعضُها في أَقَلَّ مِن سنةٍ،
❐164فكلُّ نجمٍ له مواقعُه الخاصَّة
ُوله مدارٌ طويلٌ أو قصيرٌ، وشكل
مداره دائري، أو إهليلجيّ، { فَلاَ
أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النجوم} ،
❐165فكل نجم له موقع في كل
ثانية، وأدقُّ ساعاتِ العالَمِ تُضْبَطُ
على بعضِ النجومِ،
❐166-قد يَجِدُ صانِعُوها أنّها
تأخرتْ،أو تقدمتْ في العامِ ثانيةً
واحدةً، فما الذي يضبِطُها❓
❐167يضبطُها مرورُ نجمٍ لا يتقدَّم
ولا يتأخَّر عن موعدِه الدقيقِ،
فهذه المواقعُ وَفقَ نظامٍ عجيب،
❐168ففي كلِّ ثانيةٍ يكون للنجمِ
موقعٌ جديدٌ، حتى إنّ المذنَّبَ هالي
يقطعُ مسارَه في ستّةٍ وسبعين
عاماً، وقد رآه الناسُ في عامِ
(١٩١٠) ، ورأيناه في عامِ (١٩٨٦) ،
❐169وكان قد رُئِيَ قبل الميلاد
بألفيْ عام، لم يتقدَّم ولم يتأخَّر،
ويكونُ على بُعْد ثلاثةِ ملايين كيلو
مترٍ من الأرض، هذا هو المعنى
الثاني لمواقعِ النجومِ.
❐170- ✅ المعنى الثالثُ:
بين النجومِ تجاذُبٌ،فالكتلةُ الأكبرُ
تجذبُ الكتلةَ الأصغرَ، وثمّةَ عامِلٌ
آخرُ هو مربعُ المسافةِ بينهما،
❐171-فلو أنّ مواقعَ النجومِ
تغيرتْ لاختلَّ توازنُ الكونِ،
ولارتطمتِ النجومُ بعضُها ببعضٍ،
وأصبحَ الكونُ كتلةً واحدةً،
❐172هذه المواقعُ مدروسةٌ
بعنايةٍ فائقةٍ، حيثُ يكونُ محصِّلُها
دوراناً واستقراراً.
❐173-فالمعنى الأول المسافات
الشاسعة،والمعنى الثاني حركي،
وهو تنقُّل النجمٍ من موقعٍ إلى آخر،
❐174والمعنى الثالث أنّ هذه
الكتلَ بعضُها كبيرٌ، وبعضُها صغيرٌ،
بعضُها قريبٌ، وبعضُها بعيدٌ،
❐175وقد وُضِعَتْ هذه النجومُ
المتفاوتةُ في الأحجامِ، والمتفاوتةُ
في الأبعادِ في أماكنَ دقيقةٍ،
❐176-حيث لو تجاذبتْ لكان
محصلةُ هذا كله ذَلك النظامَ البديعَ
الذي نراه بأعيننا.
❐177-قال تعالى:{إِنَّ الله يُمْسِكُ
السماوات والأرض أَن تَزُولاَ}
[فاطر: ٤١] ،ما معنى أن تزولا❓
لا أن تفنى، بل أنْ تخرجَ عن
مسارها،
❐178 فالأرضُ إذا اقتربتْ من
الشمسِ زادتْ من سرعتِها، لئلا
تنجَذِب إلى الشمس،
❐179-وهذه السرعةُ الزائدةُ
تعطيها قوةً نابِذةً تكافئ القوةَ
الجاذبةَ، فتبقى في مكانها،
❐180{فَلاَ أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النجوم
وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ} ،
فكِّروا في هذه الآيةِ،دقِّقوا،ابحثوا،
تعرَّفوا إلى الله،{وَفِي الأرض آيَاتٌ
لِّلْمُوقِنِينَ}[الذاريات: ٢٠] ،
❐181إنّ في السماواتِ والأرضِ
آياتٍ لا تنتهي،ولا تقفُ عند حدٍّ،
وفي السماواتِ والأرضِ أدلّةٌ
ليست مقنعةً فحسب، ولكنها
قاطعةٌ،والدليلُ القاطعُ أبلغُ من
الدليلِ المقنِعِ.
🍃🌸ـــــــــஜ۩ يتبع ۩ஜـــــــــ🍃🌸
|