أخواتى وإخوانى أحبائى فى الله :
بعد أن وضحنا بالماضى القريب وقارنا بين الأمم الثلاثة وشرحنالماذا كانت وما زالت أمة سينا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وأصحابه وأزواجه وزريته وأتباعه أجمعين إلى يوم الدين خير الأمم على الإطلاق وبينا لماذا غضب الله سبحانه تعالى على الأمة الأولى اليهود وكيف وقعت الأمة الثانية النصارى فى الضلال وكيف سلمت الأمة الثالثة أمة الإسلام لكل أوامر الله سبحانه تعالى تسليم كامل عاقل واعى بلا قيد ولا شرط .
واليوم سنغوص معا إلى أعمق أعماق التاريخ الإنسانى والدينى لنجيب عن هذا السؤال :
لماذا هذا العداء الشديد من جانب اليهود للعرب والإسلام بصفة عامة وللمصريين بصفة خاصة ؟
اللهم وفقنى فيما أكتب فإن أجدت فبتوفيقك وعونك وحدك لاشريك لك وإن أخطأت فمن نفسى فاغفرلى وأرحمنى برحمتك قبل عدلك فإنه لايغفر الذنوب إلا أنت سبحانك إنك على كل شىء قدير .. ولنبدأ بعون الله وتوفيقه فهو وحده سبحانه تعالى من وراء القصد :
أولا من هم العرب ومن هم اليهود سنذهب إلى أعماق سحيقة فى التاريخ سنذهب إلى نبى الله نوح عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام وكان له أربعة أبناء هم "سام وحام ويافث وكنعان" الذى رفض الركوب مع أبيه فى السفينة فى بداية فوران التنور وهو علامة بدء الطوفان ومات غرقا فى الطوفان ويذكر لنا القرآن الكريم ذلك :"وَقَالَ ارْكَبُوا فِيهَا بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (41) وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا وَلَا تَكُنْ مَعَ الْكَافِرِينَ (42) قَالَ سَآَوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ قَالَ لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ (43) " سورة هود
وبهذاركب مع نوح فى السفينة اولاده الثلاثة "سام وحام ويافث" ومن نسلهم جاء أهل الأرض بعد إنتهاء الطوفان وعودة الأرض لطبيعتها الأولى , فكل الخلائق ينسبون إلى أولاد نوح الثلاثة :
· ولد لسام العرب وفارس والروم .
· ولد لحام القبط والسودان والبرابرة .
· ولد ليافث الترك والسقالبة ويأجوج ومأجوج .
والمراد بالروم الروم الأول وهم اليونان المنتسبون إلى رومى بن لبطى بن يونان بن يافث بن نوح وهناك إختلاف فى نسب الروم فمن المؤرخين والمفسرين من ينسبهم لسام ومنهم من ينسبهم ليافث وهذا موجود فى الصفحة رقم 130 من المجلد الأول من البداية والنهاية لأبو الفدا إسماعيل بن كثير طبعة مؤسسة التاريخ العربى ببيروت وهذا الإختلاف لايعنينا فى موضوعنا والترك سموا بالترك لأنهم من طلبوا من ذى القرنين أن يبنى بينهم وبين يأجوج ومأجوج سدا فتركو بعيدا عنهم المهم أنه ليس هناك إختلاف إطلاقا فى نسب العرب" لسام" – واليهود أيضا كما سنرى فيما بعد - فى أىٍ من المراجع التاريخية . ونترك هذا العمق التاريخى لنبى الله نوح وإبنه سام ونتقدم بعض الشىء فى التاريخ مقدار ألف عام تقريبا حتى نصل لنبى ينتهى نسبه إلى سام هو أبو الأنبياء خليل الرحمن سيدنا إبراهيم عليه السلام وقصته طويلة وجميلة ومليئة بالمواقف الإيمانية ولكننا سنأخذ منها ما يفيدنا فى موضوعنا هذا فقط فحينما عم القحط وشمل الجدب بلاد الشام وفلسطين كلها فرحل سيدنا إبراهيم عليه السلام إلى مصر تصحبه زوجته الجميله سارة فوشى بها أحد بطانة السوء إلى الملك وكان رجلا جبارا وهو أحد ملوك العرب العماليق يسمى سنان بن علوان وكان طاغيا فاجرا لايسمع بجمال إمرأه إلا ويأخذها عنوة من رجلها ودعا سيدنا إبراهيم عليه السلام ربه فاستجاب له فرد عنهما كيد هذا الملك الذى أهدى سارة جارية مصرية تسمى هاجر ورحل سيدنا إبراهيم عليه السلام بهما إلى فلسطين وبلغت سارة سن السبعين ولم تلد فأشارت على زوجها أن يدخل بأمتها هاجر بعد أن وهبتها له لعل الله يرزقه منها بغلام ينير حياتهم وقد كان وأنجب سيدنا إبراهيم من هاجر المصرية إبنه البكر سيدنا إسماعيل عليه السلام أبوالعرب وجاء من نسله رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم وكان عمر سيدنا إبراهيم 86 عام وبعد ذلك ب 14 عام ولدت له سارة سيدنا إسحق الذى جاء من نسله بنى إسرائيل أى أننا نحن العرب وبنو إسرائيل أبناء عمومة فالعرب أبيهم إسماعيل وعمهم إسحق وبنى إسرائيل أبيهم إسحق وعمهم إسماعيل وكان أبانا إسماعيل أول من تكلم بالعربية وتعلمها من العرب العاربةالذين نزلوا بمكه من جرهم والعماليق وأهل اليمن من الأمم المتقدمين قبل الخليل . كما أنه أى أبانا إسماعيل أول من إستأنس الخيل وروضها حيث كانت من قبله تعد من الوحوش غير المستأنسة .
وكان عمر سارة حين بشرت بإسحق 90سنة ( البداية والنهاية) أو 70 سنة ( الكامل لإبن الأثير) ولما بلغ إسحق 40سنة - كما ذكر أهل الكتاب – تزوج من رفقا بنت بتواييل فى حياة أبيه وكانت عاقرا فدعا الله لها فحملت بغلامين توأمين الأول عيصو ويسميه العرب العيص وهو والد الروم والثانى خرج بعقب أخيه فسموه يعقوب وهو إسرائيل الذى ينتسب إليه بنو إسرائيل .
وأكتفى بهذا القدر اليوم ونتقابل غدا بإذن الله لنرى العلاقة بين العيص ويعقوب من ناحية وبين مدى حب إسحق ورفقا لولديهما من ناحية أخرى .
أترككم فى رعاية الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
يتبع
