ثم بدأن قصة موسى وقصة موسى جاءت على فصلين: الأول ذكر قصة موسى مع فرعون، كيف قابل فرعون دعوة موسى بكل صلف واستكبار وأن موسى قد أقام الحجة على فرعون وجعل الله له هذه الآية العجيبة العظيمة اليد والعصى وأنه قد جُمع الناس يوم الزينة جمعًا عظيمًا وجاء فرعون بالسحرة الكثيرين جدًا من أجل أن ينصروا هذه المبادئ السافلة التي كان ينادي بها ويدعو لها وحصلت الغلبة لموسى وآمن السحرة وأُسقط في يد فرعون، ماذا كانت النتيجة؟ هل قال فرعون الحمد لله الذي هدانا للحق وعرفنا أن موسى قد جاء بالبينات من الله، لا، قال (قَالَ فِرْعَوْنُ آَمَنْتُمْ بِهِ قَبْلَ أَنْ آَذَنَ لَكُمْ إِنَّ هَذَا لَمَكْرٌ مَكَرْتُمُوهُ فِي الْمَدِينَةِ لِتُخْرِجُوا مِنْهَا أَهْلَهَا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ ﴿١٢٣﴾ لَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلَافٍ ثُمَّ لَأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ ﴿١٢٤﴾ قَالُوا إِنَّا إِلَى رَبِّنَا مُنْقَلِبُونَ ﴿١٢٥﴾) الحقيقة أن إيمان السحرة هو ترغيب لأولئك الذين استنكفوا عن دعوة النبي صلى الله عليه وسلم في أن يؤمنوا بها وهم أهل مكة، افعلوا ما فعل هؤلاء، قد بانت لكم الحجة وظهرت لكم الآية فكيف تستنكفون عن الإيمان؟! ومع أن هؤلاء السحرة قد لقوا حتفهم في نفس اليوم الذي آمنوا فيه فقُتلوا جميعًا عن بكرة أبيهم ولم يبقِ فرعون منهم أحدا إلا أنهم ثبتوا على إيمانهم (قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ﴿١٢٨﴾)
|