ثم قال الله عز وجلّ له بعد ذلك، جاءت الآية وهي قوله (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آَذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِنْدَ اللَّهِ وَجِيهًا ﴿٦٩﴾) نهاهم الله جميعا عن أذى نبيه كما فعل بنو إسرائيل عندما آذوا موسى، كانوا يقولون إن موسى آذر يعني عظيم الخصية بسبب مرض يصيب الرجال فأراد الله عز وجلّ أن يبين لهم، لماذا كانوا يقولون له ذلك؟ كان بنو إسرائيل يغتسلون وإذا سبحوا يسبحون سويا عراة أما موسى فلم يكن يفعل ذلك بل إذا أراد أن يقضي الحاجة أبعد، فكانوا يقولون ما ان يحمله على ذلك إلا أنه آذر أي عظيم الخصية، فأراد الله أن يبين لهم أن الأمر ليس كذلك، ذهب موسى ليقضي الحاجة فوضع ثيابه فأخذ حجر ثوبه فيقول ثوبي يا حجر ثوبي يا حجر حتى أقبل على بني إسرائيل وهو يلحق الثوب فرأوه وإذا به مثلهم فبين الله لهم أنه لم يفعل هذا الفعل من أجل عيب في خلقته ولكن لأنه كان يريد أن يستتر لأن هذا هو الأكمل وهذه هي الفطرة فالله تعالى ينهى المؤمنين ويقول (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آَذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِنْدَ اللَّهِ وَجِيهًا ﴿٦٩﴾)
ثم ختتمت السورة بمثل ما افتتحت به لكن افتتحت بقوله (يا ايها النبي ) وختمت بقوله (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا ﴿٧٠﴾) لا تتكلموا بكلمة إلا وهي موافقة للحق (يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴿٧١﴾).
ثم قال الله عز وجلّ الآية الشديدة على أهل الإيمان (إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ)الأمانة هي الدين (فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا ﴿٧٢﴾ لِيُعَذِّبَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ وَيَتُوبَ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ﴿٧٣﴾).
|