عرض مشاركة واحدة
قديم 02-20-2017, 06:08 PM   #1
مشرفة ملتقى الأسرة المسلمة


الصورة الرمزية ام هُمام
 
الملف الشخصي:






 


تقييم العضو:
معدل تقييم المستوى: 543

ام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond repute

رساله التفضيل بين الملائكة والناس

      


❏ التفضيل بين الملائكة والناس لشيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله ❏

في المسألة المشهورة بين الناس، في ‏[‏التفضيل بين الملائكة والناس‏] قال‏:‏ الكلام إما أن يكون في التفضيل بين الجنس‏:‏ الملك، والبشر، أو بين صالحي الملك والبشر‏.‏

أما الأول، وهو أن يقال‏:‏ أيما أفضل‏:‏ الملائكة، والبشر‏؟‏ فهذه كلمة تحتمل أربعة أنواع‏:‏
النَّوعُ الأَول‏:‏

أن يقال‏:‏ هل كل واحد من آحاد الناس أفضل من كل واحد من آحاد الملائكة‏؟‏ فهذا لا يقوله عاقل، فإن في الناس‏:‏ الكفار، والفجار، والجاهلين، والمستكبرين، والمؤمنين، وفيهم من هو مثل البهائم والأنعام السائمة، بل الأنعام أحسن حالًا من هؤلاء، كما نطق بذلك القرآن في مواضع، مثل قوله تعالى‏:‏ ‏{‏‏إِنَّ شَرَّ الدَّوَابَّ عِندَ اللّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ‏}‏‏ ‏[‏الأنفال‏:‏ 22‏]‏، وقال تعالى‏:‏ ‏{إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللَّهِ الَّذِينَ كَفَرُوا فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ} [‏الأنفال‏:‏ 55‏]‏، وقال‏:‏ ‏{‏‏وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَـئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ‏}‏‏ ‏[‏الأعراف‏:‏ 179‏]‏، والدواب جمع دابة، وهو كل ما دب في سماء وأرض من إنس وجن، وملك وبهيمة، ففي القرآن ما يدل على تفضيل البهائم على كثير من الناس في خمس آيات‏.‏
وقد وضع ابن المرزبان كتاب [‏تفضيل الكلاب على كثير ممن لبس الثياب‏] وقد جاء في ذلك من المأثور ما لا نستطيع إحصاءه، مثل ما في مسند أحمد‏:‏ ‏(‏رب مركوبة أكثر ذكرًا من راكبها‏)‏‏.‏
وفضل البهائم عليهم من وجوه‏:‏

أحدها‏:‏ أن البهيمة لا سبيل لها إلى كمال وصلاح أكثر مما تصنعه، والإنسان له سبيل لذلك، فإذا لم يبلغ صلاحه وكماله الذي خلق له، بان نقصه وخسرانه من هذا الوجه‏.‏

وثانيها‏:‏ أن البهائم لها أهواء وشهوات، بحسب إحساسها وشعورها، ولم تؤت تمييزًا وفرقانا بين ما ينفعها ويضرها، والإنسان قد أوتى ذلك‏.
‏‏ وهذا الذي يقال‏:‏ الملائكة لهم عقول بلا شهوات، والبهائم لها شهوات بلا عقول، والإنسان له شهوات وعقل‏.
‏‏ فمن غلب عقله شهوته، فهو أفضل من الملائكة، أو مثل الملائكة، ومن غلبت شهوته عقله فالبهائم خير منه‏.
‏‏
وثالثها‏:‏ أن هؤلاء لهم العقاب والنكال، والخزي على ما يأتونه من الأعمال الخبيثة، فهذا يقتل، وهذا يعاقب، وهذا يقطع، وهذا يعذب ويحبس، هذا في العقوبات المشروعة، وأما العقوبات المقدرة فقوم أغرقوا، وقوم أهلكوا بأنواع العذاب، وقوم ابتلوا بالملوك الجائرة؛ تحريقًا، وتغريقًا، وتمثيلًا، وخنقا، وعمى‏.‏
والبهائم في أمان من ذلك‏.
‏‏
ورابعها‏:‏ أن لفسقة الجن والإنس في الآخرة من الأهوال والنار والعذاب والأغلال وغير ذلك مما أمنت منه البهائم، ما بين فضل البهائم على هؤلاء إذا أضيف إلى حال هؤلاء‏.‏

وخامسها‏:‏ أن البهائم جميعها مؤمنة باللّه ورسوله صلى الله عليه وسلم، مُسَبِّحة بحمده قانتة له، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم ‏"‏إنه ليس على وجه الأرض شىء إلا وهو يعلم أني رسول اللّه، إلا فَسَقَة الجن والإنس"‏‏‏.‏

اثبت وجودك .. تقرأ وترحل شارك معنا برد أو بموضوع


أكتب تعليق على الموضوع مستخدماً حساب الفيس بوك

التوقيع:
بسم الله الرحمن الرحيم
  1. وَالْعَصْرِ
  2. إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ
  3. إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ
( رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ )

من مواضيعي في الملتقى

* فضل صلاة التراويح
* هل ينكر على من رآه يأكل ناسيا في رمضان
* أعلام من السلف
* إبن القيم رحمه الله
* أبوالدرداء - أيّ حكيم كان
* سلمان الفارسي -الباحث عن الحقيقة
* فتاوى ورسائل يوم الجمعة

ام هُمام متواجد حالياً   رد مع اقتباس