هجرة_النبي_صلى_الله_عليه_وسلم
من_مكة_إلى_المدينة
➖➖➖➖➖➖➖➖
الحقيقة الثالثة : باب الهجرة مفتوح إلى يوم القيامة .
الاستنباط الثالث من الهجرة ؛ أنّ الهجرة ليْسَت محصورةً بين مكّة والمدينة فباب الهجرة من مكّة إلى المدينة قد أُغلقَ ، فلو أنّ أحدًا من سكّان مكّة الآن ركبَ سيارته ، واتَّجَه إلى المدينة هل يُسمّى مهاجرًا ؟ لا ، باب الهجرة من مكّة إلى المدينة قد أُغلقَ ، ولكنّ باب الهجرة مفتوحٌ إلى يوم القيامة بين مدينتين تُشبه إحداهما مكّة ، والثانية المدينة ، أيْ يجبُ أن يكون دينك أغلى شيءٍ في حياتك ، فإذا هُدِّدَ دينُكَ في بلدٍ ما ، إذا مُنِعْتَ من ممارسة شعائر الله تعالى فيجبُ أن تغادِرَ المدينة إلى مدينةٍ تقيم فيها شعائر الله تعالى ، باب الهجرة مفتوحٌ إلى يوم القيامة بين مدينتين تُشبه إحداهما مكّة .
شيءٌ آخر ، أنّ هناك هجرةً معاكسة ، وهي أخطر أنواع الهجرة ، فأنت في بلدٍ طيّب ، تأتي المسجد ، وتسمعُ نداء الله تعالى ، تجلسُ في مجالس العلم ، وفي بلدٍ طيّب ، الشام صفوَةُ الله من أرضه ، وفيها صفوتهُ من عباده ، أنت في بلدٍ طيّب يُذكر الله فيه ، والمآذن تصدح بذِكْر الله تعالى والمساجد عامرةٌ بالمصلّين ، مجالسُ العلم ما أكثرها ، تترك هذا البلد إلى بلدٍ تمارسُ فيه الرذيلة على قارعة الطريق ! تأتي إلى بلدٍ الزنا أهْوَنُ شيءٍ فيه ، تأتي إلى بلدٍ تعيشُ فيه أشهرًا ، وسنين ، ولا تسمعُ كلمة الله ، هذه الهجرة المعاكسة في سبيل الشيطان ، ومن أجل المال ، ومن أجل اقتناء سيارة ، ومن أجل حاجةٍ دُنيويّة تنتهي بِزَوال الدنيا ، إذا كنت في بلدٍ طيّب تكثرُ فيه المساجد ، تحضرُ فيه مجالس العلم ، تستطيع أن تمارس شعائر الله عز وجل ، فإيّاك أن تدعهُ إلى بلدٍ ربّما طغَتْ عليك الدنيا ، من أقام مع المشركين فقد برئت منه ذمّة الله تعالى ، ومن هويَ الكفرة حُشِرَ معهم ، ولا ينفعهُ عملهُ شيئًا .
|