وإياكم أن تذكروا عليها غير اسم الله (فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴿٣٦﴾ لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا) لن يصل إلى الله لا لحمها ولا دمها (وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ) الذي يصله سبحانه وتعالى منكم تقواكم لله عز وجلّ (كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ) ثم قال مبيّنًا أنه الآن سيقدم مقدمة في وجوب الجهاد وهذه أول آية في الجهاد (أُذِنَ) مما يدل على أن الجهاد كان محرّمًا (أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا) هذه أول آية شُرع فيها الجهاد في الإسلام (وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ).
ثم استمرت السورة في ذكر قضايا هؤلاء المشركين ومجادلتهم وتهديدهم حتى وصلت في آخرها إلى قول الله عز وجلّ (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ۩﴿٧٧﴾) والملاحظ أنه يعبّر عن بعض أركان الإسلام ببعض أركانه، ما قال يا أيها الذين آمنوا صلّوا بل قال اركعوا واسجدوا للدلالة على أن هذا الذي عُبّر به عن الكل أنه ركن في تلك العبادة فالركوع من أركان الصلاة والسجود من أركان الصلاة ولا يتصور صلاة بلا ركوع ولا سجود فاستدل العلماء بهذا على ركنية الركوع والسجود. وقال هنا (وَافْعَلُوا الْخَيْرَ) كل خير يكون نافعًا لعباد الله ويراد به وجه الله افعلوه، لأجل ماذا يا ربنا؟ لعلكم تفلحون أي تفوزوا بالمطلوب وتظفروا بالمرغوب، وجاءت هذه مجملة وفصّلت في سورة المؤمنون التي افتتحها الله بقوله (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ ﴿١﴾).
|