عرض مشاركة واحدة
قديم 03-23-2017, 08:51 PM   #3
مشرفة ملتقى الأسرة المسلمة


الصورة الرمزية ام هُمام
 
الملف الشخصي:






 


تقييم العضو:
معدل تقييم المستوى: 543

ام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond repute

افتراضي

      

الأمر الثاني ابتلي بمحاربة قومه وكادوا يقتلونه وأنهم أيضاً تفننوا في قتل إبراهيم بشكل لم يحصل لأي واحد من الأنبياء أوقدوا له ناراً عظيمة وألقوه فيها بشكل لم يحدث في التاريخ تقريباً مثل ذلك الاحتفال أنهم يقتلون نبيهم بهذه الطريقة الفظيعة، وجمعوا له حطباً، قصة طويلة! والله سبحانه وتعالى نجّاه منها في القصة المشهورة، ثم ابتلي بالهجرة، ثم أيضاً ابتلي بالعقم، ما رزقه الله بأبناء يكونون عوناً له، فما رُزق بإسماعيل إلا وعمره ستة وثمانين سنة، ستة وثمانين سنة جاء له إسماعيل بعد ما تزوج هاجر وسارة زوجته الأولى ما رُزق منها بأبناء إلا بعد اثنتا عشر سنة من إسماعيل، بشّره الله سبحانه وتعالى بإسحاق، أليس هذا ابتلاء؟! ثم حتى إسماعيل لما كبر وأصبح يمشي معه وشعور الأبوة وهذا شعور عظيم، ولا يعرفه إلا من جرّبه! ثم إبراهيم جرّبه على كبر فأكيد أن فرحه بابنه هذا أشد من فرح الأب العادي، ستة وثمانون سنة، متعلِّق به ثم يأمره بذبحه! والله بلاء من أشد الابتلاءات، والله سبحانه وتعالى سمّاه قال ﴿إن هذا لهو البلاء المبين﴾ ولذلك يقول العلماء إن الله سبحانه وتعالى قد اتخذ إبراهيم خليلاً، والخُلّة هي منزلة عليا في الاصطفاء، أنه كما يقول الشاعر
قد تخللتِ مسلك الروح مني ولذا سمي الخليل خليلا
فإبراهيم عليه الصلاة والسلام، لما رزق بإسماعيل على كبر أراد الله أن يبتليه، ويمحص المحبة الخالصة أن تكون لله سبحانه وتعالى فأمره بذبح إسماعيل، الحقيقة هذا ابتلاء لم يحدث إلا لإبراهيم، ولم يذكر لنا أن أحدًا ابتلي بذبح ابنه، إلا إبراهيم عليه الصلاة والسلام ﴿فلما أسلم وتله للجبين﴾ سينفذ الموضوع ﴿وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلاءُ الْمُبِينُ﴾. ولذلك بشّره الله بإسحاق، وذريته كلهم أنبياء، فيقول أن الابتلاء أشد الناس بلاءاً هم الأنبياء، انظر إلى ابتلاء موسى عليه الصلاة والسلام، انظر إلى ابتلاء النبي صلى الله عليه وسلم كيف ابتلي فكذبه أبو لهب عمه وناصبه العداء وكذبه زعماء قريش وطردوه من مكة وهي أحب البلاد إليه، وكان يتمنى أنه يبقى في مكة ويكمل دعوته في مكة ولكن لم يستطع. حاربه قومه فخرج إلى المدينة وذهب هناك، فحاربه اليهود وحاربه المنافقون، مات عليه الصلاة والسلام كما تذكر بعض الروايات وهو من آثار السُمّ الذي وضعه له اليهود. ابتلاء إلى أقصى درجات الأنبياء تعرض له الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل، فمن يظن منا أنه بمنجاة من الابتلاء فهو واهم، وهذا الدين منذ آدم إلى الدين هو طريقه طريق ابتلاء وطريق تمحيص، ليس لأن الله سبحانه وتعالى في حاجة إلا أنه يبتلينا ويعذّبنا ويستمتع بذلك لا، وإنما هي لكي يرفع درجات الناس، ويختبرهم، ويبلوهم، يعرف الصادق من الكاذب ويظهر ذلك، وإلا الله سبحانه وتعالى يعلم ذلك قبل أن يبتلي الناس، لكن حتى يتميز الناس، فقال الله (فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ (3) العنكبوت)
التوقيع:
بسم الله الرحمن الرحيم
  1. وَالْعَصْرِ
  2. إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ
  3. إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ
( رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ )

من مواضيعي في الملتقى

* فضل صلاة التراويح
* هل ينكر على من رآه يأكل ناسيا في رمضان
* أعلام من السلف
* إبن القيم رحمه الله
* أبوالدرداء - أيّ حكيم كان
* سلمان الفارسي -الباحث عن الحقيقة
* فتاوى ورسائل يوم الجمعة

ام هُمام غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس