عرض مشاركة واحدة
قديم 01-24-2018, 12:18 AM   #2

 
الملف الشخصي:





 


تقييم العضو:
معدل تقييم المستوى: 48

شمائل will become famous soon enough

افتراضي

      

إلى من عشـقَ وعـفَّ
كان بالكوفة فتى جميل الوجه شديد التعبّـد والإجتهاد فنزل في جوار قوم فنظر إلى فتاة منهم جميلة فهواها وهام بها عقلُه . ونزل بالفتاة ما نزل به فأرسل يخطبها من أبيها ، فأخبره أبوها أنها مسماة لأبن عم لها .
فلما اشتد عليهما ما يقاسيانه من ألم الهوى أرسلت إليه الفتاة : قد بلغني شدّة محبتك لي وقد اشتد بلائي بك ، فإن شئتَ زرتُك وإن شئتَ سهّلتُ لك أن تأتيني إلى منزلي فقال لرسولها : ولا واحدة من هاتين الخلتين ، { إنِّـي أخَافُ إنْ عَصَيْت رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ } . أخاف ناراً لا يخبو سعيرُها ولا يخمد لهيبها . فلما أبلغها الرسول قولَه قالت : وأراه مع هذا يخاف الله ؟ والله ما أحد أحق بهذا من أحد أي بالعبودية لله والخوف منه سبحانه وإنَّ العباد فيه لمشتركون ..
ثم أنخلعتْ من الدنيا وألقتْ علائقها أي ما يجعلها تتعلّق بالدنيا خلف ظهرها وجعلت تتعبّد وهي مع ذلك تذوب وتنحل حبَّاً للفتى وشوقاً إليه حتى ماتت على تلكم الحال . فكان الفتى يأتي قبّرها فيبكي عنده ويدعو لها ، فغلبته عينُه ذات يوم على قبرها فرآها في منامه في أحسن منظر ..
فقال : كيف أنتِ ؟ وما لقيتِ بعدي ؟
قالت : نعم المحبة – ياسؤلي – محبتكم حُبٍّ يقود إلى خيرٍ وإحسانٍ .
فقالت : إلى نعيمٍ وعيشٍ في جنةِ الخلدِ مُلكٌ ليس بالفاني .
فقال لها : أذكريني هناك فإني لستُ أنساكِ
فقالت : ولا أنا والله أنساك ، ولقد سألتُ مولاي ومولاك أن يجمع بيننا ، فأعنِّي على نفسِك بالاجتهاد – أي بالعبادة .
فقال : متى أراكِ
فقالت : ستأتينا عن قريب فترانا ..
فلمْ يَعِشُ الفتى بعد الرؤيا إلا سبع ليالٍ ، حتى مات رحمه الله .
{روضة المحبين – لأبن القيم }

وقانا الله جميعاً شر فتن الشبهات والشهوات ، ووفقنا إلى ما يحب ويرضى .

منقول
شمائل غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس