بالقُرّاء: ما رأينا مثلَ قُرَّائِنا هؤلاءِ أرغبَ بطونًا ولا أكذبَ ألسُنًا ولا أجبَنَ عندَ اللقاءِ . فقال له عوفُ بنُ مالكٍ : كذَبتَ ، ولكنك منافقٌ ، لأُخبِرَنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ . فذهب عوفٌ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ لِيخبِرَه ، فوجد القرآنَ قد سبقه ، فجاء ذلك الرجلُ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ وقد ارتحلَ وركب ناقتَه ، فقال : يا رسولَ اللهِ ، إنما كنا نخوضُ ونتحدثُ حديثَ الركبِ نقطعُ به عنا الطريقَ . قال ابنُ عمرَ : كأني أنظرُ إليه متعلقًا بنسعةِ ناقةِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ، وإن الحجارةَ تنكُبُ رجلَيه ، وهو يقولُ : إنما كنا نخوضُ ونلعبُ . فيقولُ له رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ : أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ ما يلتفتُ إليه وما يزيدُه عليه يعني رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ وأصحابَه القراءَ. أنزل الله عز وجل (يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَن تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِم قُلِ اسْتَهْزِؤُواْ إِنَّ اللَّهَ مُخْرِجٌ مَّا تَحْذَرُونَ (64) وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِؤُونَ (65) لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِن نَّعْفُ عَن طَائِفَةٍ مِّنكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُواْ مُجْرِمِينَ) لم يقبل النبي صلى الله عليه وسلم اعتذارهم كما أمره الله عز وجل. ولنسقط هذا على واقعنا ونرى الاستهزاء بالدين والاستهزاء بالشيوخ وبالعلماء للأسف. الفضيحة الرابعة: انعدام الغيرة على حرمات الله. (أَلاَ تُقَاتِلُونَ قَوْمًا نَّكَثُواْ أَيْمَانَهُمْ وَهَمُّواْ بِإِخْرَاجِ الرَّسُولِ وَهُم بَدَؤُوكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَوْهُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ) السورة مليئة بالكلام عن حرمات الله عز وجل حرمة الزمان وحرمة المكان وحرمة حدود ما نهى الله عز وجل عنه وحرمة حدود ما أنزل الله وحدود الحلال والحرام وحرمة الأيمان وحرمة الدين وما يفعله الكثيرون في الدين (وَطَعَنُواْ فِي دِينِكُمْ) الطعن في الدين. حرمات عديدة عرضتها السورة: حرمة المكان (إِلاَّ الَّذِينَ عَاهَدتُّمْ عِندَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ فَمَا اسْتَقَامُواْ لَكُمْ فَاسْتَقِيمُواْ لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ) حرمة الزمان (إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُحِلُّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا لِّيُوَاطِؤُواْ عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ فَيُحِلُّواْ مَا حَرَّمَ اللَّهُ زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمَالِهِمْ وَاللَّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ) (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ
|