الموضوع: يا أبت
عرض مشاركة واحدة
قديم 10-18-2012, 11:51 PM   #2
مشرفة ملتقى الأسرة المسلمة


الصورة الرمزية ام هُمام
 
الملف الشخصي:






 


تقييم العضو:
معدل تقييم المستوى: 542

ام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond repute

افتراضي

      

مقدمة
هذه أفكار تربوية صاغها المحاضر على شكل رسالة أرسلها ابن إلى أبيه، يحدثه عن بعض الأخطاء التربوية، وهاهنا تنبيهات:
1- إن هذا الحديث لايعني أن نضع الآباء في قفص الاتهام، وقاعة المحاكمة، أو أن نواجه الأب بقائمة طويلة من التهم والأخطاء التربوية، إن القضية ابتداءً وانتهاءً هي محاولة للوصول إلى وضع أفضل، ومستوى أعلى من التربية.
2- لن نتحدث في هذه الدقائق عن نظرية تربوية شاملة، ولا عن أسس تربية الابن، إنما هو محاولة لإلقاء الضوء على بعض التصرفات التربوية الخاطئة التي تصدر من بعض الآباء.
3- الكثير من الآباء يدرك مسؤوليته عن التربية، وخطورة إهمال ابنه ومصطلح ( تربية الأبناء) مصطلح واضح له دلالات محددة لديه. لكن هذا شيء وسلوك الطريق السليم شيء آخر.
4- إن هذا الحديث لايعني أن الأب وحده هو المسؤول الأول والأخير، وأن نقف موقف المحامي والمدافع عن الابن؛ إنما الأب بدون شك يتحمل جزءاً من المسؤولية، ولايعني من الذي يتحمل الجزء الأكبر بقدر مايعني ضرورة الوقوف على الخطأ وتصحيحه.
5- وحديثنا هنا لايعني أن هذا شأن الجميع، وأسلوب الكافة، بل هناك من يحسن التربية، ويجيد التوجيه وهو مثال للأب المربي الواعي.
6-ولايعني أيضاً سرد هذه الأخطاء التربوية أن كل أب يحوي هذه الأخطاء جميعاً، فالأول له نصيب من هذا الخطأ دون ذاك، والثاني كذلك، والرابع.. والخامس. بل لعل هذه الأخطاء لايمكن أن تجتمع في أب واحد.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أدام الله علينا وعليكم نعمة الإسلام، والصحة والعافية، أحييك يا أبت بتحية أهل الإسلام، تحية المحبة والمودة، تحية من لهج قلبه بالتوقير والحب لك، ولسانه بالثناء عليك، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
يا أبت أذكرك مع إشراقة كل شمس وغروبها، أذكرك مع إقبال الليل وإدبار النهار، حين أسافر وحين أقيم، حين أحل وحين أرتحل؛ فمحياك لايفارق ناظري، وذكراك لاتزول عن خاطري.
يا أبت كم هي عظيمة آلاؤك عليَّ، وكم هو جميل إحسانك لي، ولن أستطيع إحصاء أفضالك، أو عد محاسنك، فأنت الذي تفتحت عيني على رؤياه، وتحملت المشاق من أجلي .
يا أبت لقد قرأت في كتاب الله عز وجل حواراً بين إبراهيم وأبيه وفي كل كلمة يقولها لأبيه يصدرها بقوله يا أبت. فأحببت أن يكون هذا عنوان رسالتي إليك يا أبت.
ومعاذ الله، معاذ الله يا أبت أن أضع نفسي موضع إبراهيم، وأضعك موضع أبيه، أو أن أتحول إلى موجه لك ومعلم.
يا أبت لقد عِشْتُ مرحلة من العمر مضت بما فيها، مرحلة غفوة وصبوة، ثم من الله علي بالهداية، وجلست أفكر ملياً وطويلاً فيما مضى، وما أعانيه؛ فقررت بعد طول تفكير ، وجزمت بعد طول تردد أن أسطر لك هذه الرسالة لأتحدث معك بكل صراحة، وأخاطبك بكل وضوح فأصارحك ببعض ما أرى أنه كان لاينبغي تجاهي من أساليب تربوية، وأنا أجزم أنك بإذن الله ستتجاوز هذه الأخطاء تجاهي أولاً، وتجاه إخوتي ثانياً.
إن المصارحة ضرورة، يا أبت، والتهرب من الواقع لن يجني ثماره غيرنا.
يا أبت : لايدر في بالك أبداً أن ماأذكره عنوان نقص قدرك لدي، أو دليل ضعف محبتك، أو مبادئ عقوق حاشا لله. إني وحين أسطر هذه السطور لازلت أدعو لك في صلاتي، وما تركت موطناً أرجو فيه إجابة الدعاء إلا وتوجهت لك بالدعاء الخالص. ولازال لساني يفيض لك بعبارات الثناء والاعتراف بالجميل ، أسأل الله أن يعينني على برك وأداء حقك.
وقد تطول فصول هذه الرسالة لكن ذلك خير من أن تطول فصول المعاناة، ويكثر سرد الأخطاء وهو خير بكل حال من أن يكثر الندم والتحسر على الإهمال، وهذا أوان الشروع في المقصود.
ام هُمام غير متواجد حالياً  

التعديل الأخير تم بواسطة ام هُمام ; 10-19-2012 الساعة 12:14 AM.

رد مع اقتباس