عرض مشاركة واحدة
قديم 06-12-2015, 02:21 AM   #3

 
الملف الشخصي:





 


تقييم العضو:
معدل تقييم المستوى: 0

نشأتية غير متواجد حاليا

افتراضي

      

رسالة التوحيد 2


نلتقى مع الجزء الثانى من رسالة التوحيد نفعكم الله بها ...
العقل يحكم بان الخالق الرازق المحيي المميت الضار النافع هو الذي يستحق أن يعبد ويخشى ويدعى – لا من كان مخلوقا ضعيفا مفتقرا معرضا لحوادث الدهر ونوائب الزمان والتغيير والموت والفناء ولو كان رسولا أو ملكا..لأن غير الله لا يستحق أن يعبد مهما علت درجته وسمت منزلته..
والاعتراف بذلك يعتبر بمثابة الشكر للمنعم..لما كرمه من نعم..فأحسن خلقه({أَلَمْ نَجْعَل لّهُ عَيْنَيْنِ}(8) {وَلِسَاناً وَشَفَتَيْنِ}(9) {وَهَدَيْنَاهُ النّجْدَينِ}(10)البلد.
وفضله على سائر المخلوقات.. وجزاء الإحسان.... الإحسان فشكر العبد هو الطاعة بإتباع أوامره واجتناب نواهيه..والمخلوق لم يفعل شيء مما مضى ليعبد ؟
{يَأَيّهَا النّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ إِنّ الّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ لَن يَخْلُقُواْ ذُبَاباً وَلَوِ اجْتَمَعُواْ لَهُ وَإِن يَسْلُبْهُمُ الذّبَابُ شَيْئاً لاّ يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ}(73) {مَا قَدَرُواْ اللّهَ حَقّ قَدْرِهِ إِنّ اللّهَ لَقَوِيّ عَزِيزٌ}(74)الحج.
ومن دون الله !!...تشمل كل ما عبد من دون الله من. كوكب أو شمس أو حجر أو نار أو نبي أو ولى...
فالغرض هو إنفراد الله بالعبادة وترك عبادة ما سواه كائنا من كان.
{وَلاَ يَأْمُرَكُمْ أَن تَتّخِذُواْ الْمَلاَئِكَةَ وَالنّبِيّيْنَ أَرْبَاباً أَيَأْمُرُكُم بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْتُمْ مّسْلِمُونَ}(80)آل عمران.
فالأنبياء وغيرهم من المخلوقات يتبعون في ما أمر الله ولكن ليس لهم خصاصة الله فلا يتوكل عليهم ولا يستغاث بهم..ولا يقسم على الله بهم.. ولا يطلب منهم مالا يقدر عليه إلا الله..ولا يذبح لهم ولكن يتوسل ..بالإيمان بهم وبمحبتهم وموالاتهم.وتصديقهم فيما بلغوا.
{وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَضُرّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَـَؤُلآءِ شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللّهِ قُلْ أَتُنَبّئُونَ اللّهَ بِمَا لاَ يَعْلَمُ فِي السّمَاوَاتِ وَلاَ فِي الأرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىَ عَمّا يُشْرِكُونَ}(18)يونس.
ومن جعل لله ندا..فقد أشرك ..ولو نطق بالشهادة..فهي كالحدث بعد الوضوء شيء تسبب في نقض الوضوء مع أنه قد توضأ..ولكن صلاته باطلة حتى يتوضأ مرة أخرى ..
فمن نطق بالشهادة ( أعلن الخضوع الكامل لرب العالمين من طاعات للأوامر واجتناب للمنهيات..بما جاء به الرسل ) فإن خالف العقيدة .. فقد خالف العهد مع الله .
ولكن هل نحكم على شخص معين أو طائفة معينة التي لوثتها الخصال المنافية للتوحيد بالشرك بالله مع أنها تؤمن بالله والرسول وبسائر الشرائع؟
العمل المنافي يقال عنه شرك..أما الشخص أو الطائفة المعين لا يبادر بالتكفير حتى يعرض عليه أو عليهم آيات الله وأحاديث الرسول التي تعتبر هذا العمل شرك ومحذرة من مغبته..فإذا أصر أو أصروا على ماهم عليه.فعند ذلك يحل أن يطلق عليه الشرك أو عليهم.
والمعلوم أن الوحدانية تلزم نبذ الشرك والتبرأ منه.
ولابد من النظر إلى أن غلبة الجهل وقلة العلم بالتوحيد والسنة المطهرة ومعرفة الشرك وأقسامه وذرائعه في كثير من البلدان هو المتابع للحكم بالشرك على المعين .
إلا من بلغته النصوص وقامت عليه الحجة ثم أصر معاندا.فذاك يحكم عليه بالشرك { وَمَا كُنّا مُعَذّبِينَ حَتّىَ نَبْعَثَ رَسُولاً}(15)الإسراء.
ولا بد من معرفة الفرق بين الكفر والشرك.
الكفر: هو إنكار الرب أو البعث أو كتابا من الكتب السماوية أو حلل حراما أو حرم حلالا مجمعا عليه.
وينقسم إلى:
•كفر عناد ككفر أبو جهل.
•كفر إباء ككفر إبليس.
•كفر جحد ككفر فرعون.
أما الشرك: فهو من جعل لله شريكا في العبادة.ولو جعله دونه في القدرة والعلم..ولا ينفع المسميات مع الشرك {وَمِنَ النّاسِ مَن يَتّخِذُ مِن دُونِ اللّهِ أَندَاداً يُحِبّونَهُمْ كَحُبّ اللّهِ وَالّذِينَ آمَنُواْ أَشَدّ حُبّاً للّهِ وَلَوْ يَرَى الّذِينَ ظَلَمُوَاْ إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنّ الْقُوّةَ للّهِ جَمِيعاً وَأَنّ اللّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ}(165)البقرة.
فلا ينفعه تسمية العمل بمحبة الصالحين لأن العبرة بالفعل وليس القول..فمن يبيع الخمر ويكتب عليها شراب فيه شفاء.لا يرفع عنه العقاب للتسمية.بل يعاقب مرتين لكذبه وتدليسه.
فمعنى الرب.. يدل على الخلق وإلإيجاد والتربية.
والإله.. يدل على المعبود بحق أو باطل {وَلَئِن سَأَلْتَهُم مّنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنّ اللّهُ فَأَنّىَ يُؤْفَكُونَ}(87)الزخرف
{وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ مّنْ خَلَقَ السّمَاوَاتِ وَالأرْضَ لَيَقُولُنّ خَلَقَهُنّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ}(9)الزخرف


ثالثا:توحيد الأسماء والصفات
وهو الإيمان بما وصف الله به نفسه أو وصفه به رسوله ( كالعلم والقدرة والإرادة ونحوها..).من غير تكييف ولا تمثيل ولا تشبيه ولا تأويل وقال الإمام الشافعي ( آمنت بالله وبما جاء عن الله على مراد الله وآمنت برسول الله وبما جاء عن رسول الله على مراد رسول الله ).
وقال الإمام أحمد.. لا يوصف الله إلا بما وصف نفسه أو وصفة رسول الله صلي الله عليه وسلم لا يتجاوز القرآن والحديث.
ونقول } لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السّمِيعُ الْبَصِيرُ}(11)الشورى.
ووقع النزاع في هذا الأمر في بداية القرن الثاني ..وتفشي في القرن الثالث الهجري.
فأسماء الله وصفاته هي النافذة التي يطل منها القلب على الله مباشرة وهى التي تحرك الوجدان وتفتح أمام الروح أفاقا فسيحة تشاهد فيها أنوار الله وجلاله .
فيجب على كل إنسان أن يعتقد بربنا العظيم..خالقنا من العدم..ورازقنا بأصناف النعم الذي ليس له كفء ولا شريك ولا مثيل..لا في الذات..ولا في الصفات ولا في الأفعال..وهو الملك في الدنيا والآخرة..ذو العظمة والجلال..المتصف بمحاسن الصفات ..التي وردت في القرآن والأحاديث النبوية الصحيحة..
فعن أبى هريرة رضي الله عنه قال:قال رسول صلي الله عليه وسلم:إن لله تسعة وتسعين اسما من حفظها دخل الجنة وإن الله وترا يحب الوتر ) رواة البخاري ومسلم والترمذي.
والمقصود بحفظها ( وعاها واستحضر معناها – واستشعر في نفسه آثارها).
وعندما سأل المشركون رسول الله عن حقيقة الإله نزل قول الحق ..
{قُلْ هُوَ اللّهُ أَحَدٌ}(1) {اللّهُ الصّمَدُ}(2) {لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ}(3) {وَلَمْ يَكُنْ لّهُ كُفُواً أَحَدٌ}(4)الإخلاص.
فالإيمان بالله.. يتضمن الإيمان بصفاته والإيمان بالكتاب الذي نزل على محمد.. يتضمن الإيمان بكل ما جاء فيه من صفات الله وكون محمد رسول الله يتضمن الإيمان بكل ما أخبر عن مرسله وهو الله عز وجل.
{يَا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُواْ آمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الّذِي نَزّلَ عَلَىَ رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الّذِيَ أَنَزلَ مِن قَبْلُ وَمَن يَكْفُرْ بِاللّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الاَخِرِ فَقَدْ ضَلّ ضَلاَلاً بَعِيداً}(136)النساء.
والصفات المنفية وهو ما نفاه الله عن نفسه في كتابه ( الموت – النوم – الجهل – العجز – التعب..) يجب نفيها وإثبات ضدها على الوجه الأكمل ..
وكل صفة تعلقت بمشيئته تعالى فإنها نابعة لحكمته .وقد تكون الحكمة معلومة لنا .وقد نعجز عن إدراكها .
فالله لا يفعل ولا يأمر ولا ينهى إلا بحكمة – فما خلق شيئا ولا قضاه ولا شرعه إلا بحكمة بالغة..وإن تقاصرت عنها عقول البشر...سبحانه جل جلاله ..
ولتعلم أخي المسلم أن تأويل الصفات هي الحقيقة التي انفرد الله بعلمها .وهو الكيف المجهول..فالتأويل هو الحقيقة التي يؤول إليها الكلام..لا ما يتصور من معانيها في الأذهان ؟
هنا لابد أن ننتبه إلى : هل نقر بوجود الله سبحانه وتعالى ؟ إذا كانت الإجابة لا ( فهذا كفر بالربوبيه) وإذا كانت الإجابة نعم...هنا نسأل أنفسنا هل وجود الله كوجودنا؟ ..فالإجابة طبعا لا ..بل له وجود يخصه...
إذا فله صفات ليست كصفاتنا ولو اشتركت معها في الاسم وليست في الفعل (فغنى البشر ليس كغنى الله – وقدرة الحاكم ليست كقدرة الله فهي صفات دون صفاته)..ولأن الكلام في الصفات كالكلام في الذات..فكما أن ذاته ليست كذوات غيره..فكذلك صفاته ليست كصفات غيره !!!
والوحدانية توجب أنه لا مثيل له ولا نظير له في الذات أو الصفات والأفعال..فهو لو لم يكن قائما بذاته؟ لكان قائما بغيره..فيكون صفة ولو كان صفة لم يكن متصفا بالصفات..إذا فالصفات من دلائل الوحدانية...وهى توقيفية لذاته..

كتبه فضيلة الشيخ نشأت حسن رحمه الله و أسكنه فسيح جناته

يتبع/...
التوقيع:
اللهم إرحم أبتي الشيخ نشأت وأسكنه فسيح جناتك و بدله خيرا مما ترك ..القلب يحزن والعين تدمع وإني لفراقكم يا أبتي لمحزونة و مكروبة ..وإنا لله وإنا إليه راجعون

من مواضيعي في الملتقى

* سؤال
* اعتذار
* رجاء
* رجاء
* مساعدة
* استفسار
* التغيير

نشأتية غير متواجد حالياً  

التعديل الأخير تم بواسطة نشأتية ; 08-06-2015 الساعة 05:26 PM.

رد مع اقتباس