📚🍃 *الحركة فى قصص سورة الكهف.*
📝 *القصة الرابعة: قصة ذو القرنين، الحركة في إقامة العدل في الدنيا::*
☄هنا حصل التمكين وأصبح هناك من كل شيء سبباً (وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْرًا ﴿٨٣﴾ إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ) تمكين (وَآتَيْنَاهُ مِن كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا)
👈🏻 فلم يسكت ذو القرنين وإنما (فَأَتْبَعَ سَبَبًا) يعمل وينتج ويسير في الأرض وهنا
الحركة حركة جماعية عالمية، ذو القرنين يتحرك حركة عالمية فيذهب إلى مغرب
الشمس ثم يذهب إلى مشرق الشمس ثم إلى ما بين السدين وفي كل مكان وكلما
ذهب إلى أرض يأتيه أهلها عرفوا أن هذا الممكّن المسلم الذي له قوة يقيم العدل
في الأرض فيطلبوا منه
●(إِمَّا أَن تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَن تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا) فقال (قَالَ أَمَّا مَنْ ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُكْرًا ﴿٨٧﴾ وَأَمَّا مَنْ آَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَى وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا ﴿٨٨﴾)
●ثم (حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَى قَوْمٍ لَمْ نَجْعَلْ لَهُمْ مِنْ دُونِهَا سِتْرًا ﴿٩٠﴾ كَذَلِكَ وَقَدْ أَحَطْنَا بِمَا لَدَيْهِ خُبْرًا ﴿٩١﴾) وكل مرة (ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا) (حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِنْ دُونِهِمَا قَوْمًا لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا ﴿٩٣﴾ قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا) نعطيك مالاً (عَلَى أَنْ تَجْعَل بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا)
●قال لا أنا لا أحتاج إلى مال (قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ) أنا أقوم وأسير في الدنيا لإقامة العدل ونصرة المستضعفين والدعوة إلى الله ونشر الحق بين الناس
●(قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ) مع أن ذي القرنين لم يكن محتاجاً لمعونة وقد سبق في الآية (وَآتَيْنَاهُ مِن كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا) هنا معنى جميل جداً فهو لا يساعدهم فحسب وإنما يعلّمهم أيضاً (فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ) كما يقولون في القاعدة المشهورة: لا تعطني سمكاً وإنما علّمني كيف أصطاد.
👈🏻ذو القرنين يريد أن يعلّمهم ليتمكنوا بأنفسهم من الحركة والانتاج والعمل (فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ) وتأتي آية عظيمة جداً تتعلق بالكيمياء وهي آية صناعة السبيكة (آَتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انْفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آَتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا ﴿٩٦﴾) حديد ونحاس مذاب بطريقة معينة (فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا ﴿٩٧﴾)
●ثم تأتي الفائدة (قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي) لم يقل هذه بقوتي، وإنما هو رحمة من ربي (فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا ﴿٩٨﴾) نتعلم من ذي القرنين التجرّد.