عرض مشاركة واحدة
قديم 12-03-2017, 08:26 PM   #3
مشرفة ملتقى الأسرة المسلمة


الصورة الرمزية ام هُمام
 
الملف الشخصي:






 


تقييم العضو:
معدل تقييم المستوى: 543

ام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond repute

افتراضي

      

هو يقصدني بهذا الكلام، هو يريد إهانتي، هو يرمي إلى إبعادي، هو يكرهني، هو يحسدني، ماذا تقصد من كلامك، وإلى ما ترمي وتهدف.

وإن فعلت ذلك، وكنت من أهله، فلست بصاحب عاقل، ولا تصلح للمُجالَسة، ولا يَحسُن أن تكون رفيقًا لأحد، لأنه ما من مُجالَس إلا ويقع في الخطأ والزلل، ويبدو منه التَّغير والتقلب، وهذه المسلك يفتح على نفسك باب الشيطان من جهتين:

الأولى:أنه يملؤها على صاحبك بالبغض والحقد، والضغينة والحسد، وقد يقودك إلى إلحاق الضرر به، والكيد له، والمكر به.

الثاني:أنه سيجلب لها الهمَّ والحزن، والضيق والكَدر، وتشويش الذهن، وإشغال البال.

والأليق بك أن تتغافل عن هذه الأمور وتتجاوز، ولا تُكثر الوقوف معها ولا تُدقِّق، ولا تَكترث لها، وانسها أو تناساها، ووسِّع صدرك، وكبِّر عقلك، رحمة بنفسك وبإخوانك، فقد لا يكونوا يقصدون ما خطر ببالك، أو قصدوه لأمر ونسوه، وأنت لا يزال يأكل في صدرك، ويَكبُر مع الأيام، وقد تكون أنت السبب وليس هم، لأنك شديد الحساسية، سهل التأثر، ضعيف التحمل، وقد قال بعض الحكماء:((وَجَدْت أَكْثَرَ أُمُورِ الدُّنْيَا لَا تَجُوزُ إلَّا بِالتَّغَافُلِ)).

وقال حكيم العرب أكثم بن صَيفي:((مَنْ شَدَّدَ نَفَّرَ، وَمَنْ تَرَاخَى تَأَلَّفَ، وَالشَّرَفُ فِي التَّغَافُلِ)).

وقال الخُزاعي – رحمه الله -:((سَمِعْتُ ابْنَ زَائِدَةَ، يَقُولُ: الْعَافِيَةُ عَشَرَةُ أَجْزَاءٍ، تِسْعَةٌ مِنْهَا فِي التَّغَافُلِ، فَحَدَّثْتُ بِهِ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ، فَقَالَ: الْعَافِيَةُ عَشَرَةُ أَجْزَاءٍ، كُلُّهَا فِي التَّغَافُلِ)).

وقالالطَّائيّ:لَيْسَ الْغَبِيُّ بِسَيِّدٍ فِي قَوْمِهِ … لَكِنَّ سَيِّدَ قَوْمِهِ الْمُتَغَابِي

ومِن آداب المُجالَسة وحقوقها:

أن لا يُثقل الجليس على مُجالِسه، فيطيل الجلوس معه أو يطلب منه البقاء إذا أراد الانصراف ويُشدد عليه في الطَّلب، لا سيما إذا عَلم أنه مشغول أو أن له أهل وأولاد ينتظرونه، أو أمّ أو أخت وحيدة أو مريضة تنتظر مؤانسته، أو والد لا يقوم غيره عليه، ويا لله كم حصل مِن طلاق، وكم تفرَّقت من أسرة، وكم حدثت مِن مشاكل بين الرجل وزوجته، وكم تكدر مِن والد ووالدة، بسبب كثرة المجالسة مع الأصحاب، وإطالة وقتها؟

بارك الله لكم في ما سمعتم، وأقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.

الخطبة الثانية:ـــــــــــــــــ

الحمد لله على ما له من الأسماء الحسنى، والصفات العُلى، والنِّعم الظاهرة والباطنة، وأصلِّي وأسلِّم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وأتباعه.

أما بعد، أيها الناس:

فاحرصوا ـ سددكم الله ـ على أن تكون مجالسكم عامرة بالخير والفضيلة، والمنفعة والفائدة، والعلم والنُّور، والمكارم والفضائل، والشَّهامة والمرؤة، والعِفَّة والفضيلة، والصِّدق والنُّصح، والحياء والطُّهر، والوفاء والرُّجولة، إنْ تَحدَّث فيها مُتحدث بالخير أعنتموه بالاستماع والإنصات وشكرتموه، وإن اغتاب أحد أو نَمَّ أو سَبَّ أو لعن أرشدتموه بالرفق واللين، وصرفتموه إلى حديث غيره، وإن حضر وقت الصلاة أعنتم بعضًا على فعلها في جماعة، وإن ظهر مُنْكر ومحرَّم في شاشة أغلقتموها وأزحتموه، حتى تكون هذه المجالس يوم القيامة لكم لا عليكم، وتنتفعون بها ولا تندمون، فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:(( مَا جَلَسَ قَوْمٌ مَجْلِسًا، فَتَفَرَّقُوا عَنْ غَيْرِ ذِكْرٍ إِلَّا تَفَرَّقُوا عَنْ مِثْلِ جِيفَةِ حِمَارٍ، وَكَانَ ذَلِكَ الْمَجْلِسُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ )).

واعلموا أن الصُّحبة والوفاق والودَّ ينقلب يوم القيامة إلى عداوة وبُغض إلا صُحبة المتقين، حيث قال الله تعالى:{الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ }، فكونوا منهم، وسِيروا في رِكابهم، وتجمَّلوا بأخلاقهم، والزموا آدابهم.

أيها الناس:

إن أكثر مَجَالِس الناس اليوم يشوبها شيء من الَّلغط في القول، ويَكتنفها بعض الزَّلل في الفِعال، ويخدشها كَثْرة القِيل والقال، فاحرصوا ولا تنسوا أو تتغافلوا إذا قمتم منها أنْ تختموها بكفارة المجلس، لعلَّ الله أنْ يتجاوز عن ما حدث، ويعفو عن التقصير والزَّلل، فقد صحَّ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:(( مَا مِنْ إِنْسَانٍ يَكُونُ فِي مَجْلِسٍ فَيَقُولُ حِينَ يُرِيدُ أَنْ يَقُومَ: سُبْحَانَكَ اللهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ، إِلَّا غُفِرَ لَهُ مَا كَانَ فِي ذَلِكَ الْمَجْلِسِ )).

اللهم أنت الملك لا إله إلا أنت، أنت ربنا فاغفر لنا جميع ذنوبنا، إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، واهدنا لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عنا سيئها لا يصرف عنا سيئها إلا أنت، اللهم إنا نعوذ بك من دعاء لا يُسمع، وعلم لا ينفع، وقلب لا يخشع، ونفس لا تشبع، اللهم إنا نعوذ بك من شر هؤلاء الأربع، اللهم إنا نسألم عِيشة سوية، ومِيتة نقية، ومردًا إليك غير مُخز، اللهم ارفع الضر عن المتضررين من المسلمين، اللهم ارفع عنهم القتل والاقتتال، وارفع عنهم الخوف والجوع، وارفع عنهم الأمراض والأوبئة، وأعذهم من الفتن ما ظهر منها وما بطن، إنك سميع مجيب، وقوموا إلى صلاتكم
التوقيع:
بسم الله الرحمن الرحيم
  1. وَالْعَصْرِ
  2. إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ
  3. إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ
( رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ )

من مواضيعي في الملتقى

* فضل صلاة التراويح
* هل ينكر على من رآه يأكل ناسيا في رمضان
* أعلام من السلف
* إبن القيم رحمه الله
* أبوالدرداء - أيّ حكيم كان
* سلمان الفارسي -الباحث عن الحقيقة
* فتاوى ورسائل يوم الجمعة

ام هُمام غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس